mena-gmtdmp

تجربتي مع الخوف الزائد عند الأطفال بعد مرحلة الانفصال عن الأم

صورة لأم تحتضن طفلتها
حاولي اكتشاف أسباب خوف طفلك

إذا كان الخوف غريزة طبيعية عند الإنسان، ولولا شعوره بالخوف لما ظل في رحلة بحث دائمة عن الأمان ابتداء من العيش في الكهوف لحماية نفسه من الحيوانات المفترسة، ومروراً بكل هذا التطور الحضاري الذي يضمن سلامة وحماية الإنسان بكل المخاطر والحوادث المحتملة، فمن الطبيعي أن تعاني الأمهات من ظاهرة الخوف عند أطفالهن ولكن في بعض الأحيان يكون هذا الخوف زائداً ومبالغاً فيه.
تعد مشكلة الخوف الزائد عند الأطفال من المشاكل الشائعة خاصة مع تطور وسائل التسلية وتحول الطفل إلى مشاهدة أفلام العنف والرعب، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" مع إحدى الأمهات والتي تحدثت عن تجربتها الشخصية الناجحة في علاج الخوف الزائد عند الأطفال خصوصاً بعد مرحلة الانفصال عن الوالدين، والتي تبدأ مع الشهر الثامن، فأشارت إلى هذه النصائح الناجحة في الآتي:

اكتشفي الفرق بين الخوف الطبيعي والفوبيا

  • راقبي تصرفات طفلك عند تعرضه لموقف مثير أو مخيف أو غريب، وحيث تختلف رد فعل الأطفال حول المواقف فالطفل الطبيعي يشعر بالخوف فيبكي، وبكاء الطفل يكون طبيعياً دون تشنجات مثلاً، وينتهي بكاؤه حين تحمله الأم، في حين أن الأطفال الذين يعانون من الخوف الزائد أو ما يعرف بالفوبيا من شيء معين أو مثير معين تختلف ردة فعلهم إزاء المواقف، وذلك حسبما أشارت الاختصاصية النفسية الدكتورة هاجر عبد الكريم والتي أكدت على ضرورة متابعة الأعراض التي تظهر على الطفل عند شعوره بالخوف.
  • لاحظي أن الطفل المصاب بالخوف الزائد مثل الخوف من الصراصير أو الأماكن المرتفعة أو الأماكن المغلقة تظهر عليه أعراض مختلفة مثل التعرق الزائد، وارتفاع نبضات القلب واحتقان الوجه والارتجاف والقشعريرة في كل أنحاء الجسم، ولذلك فمن الضروري متابعة تبعات التعرض لموقف معين عند الطفل، وقياس درجة تأثره به.

الخروج مع الطفل من البيت

  • اعلمي أن الخروج بالطفل من البيت يساعده على كسر حاجز الخوف والرهبة بينه وبين الآخرين أي الغرباء، وحيث إن الطفل في بداية حياته يكون معتاداً على رؤية وجه الأبوين وباقي إخوته، ولذلك تلاحظ الأم أن طفلها يبكي بمجرد أن يرى وجهاً غريباً، وذلك بعد عمر ستة أشهر، وعليها أن تعوده على تعدد الوجوه بالخروج من البيت والتعرف إلى أشكال الناس المختلفة، ورؤيتهم يتحركون ويتكلمون ويتواصلون مع بعضهم البعض.
  • لاحظي أنه وعلى الرغم من ضرورة تعريف الطفل على العالم الخارجي، وحيث إنه من الطبيعي أن تعرفي مثلاً كيف أتعامل مع الطفل الذي يخاف من الأطفال؟ فمن الضروري في هذه الحالة التدرج في تعريفه إلى هذا العالم، ومن المهم التقرب ببطء من الطفل وعدم السماح للغرباء بحمله فجأة مثلاً أو أن نتركه معهم دون أن يعتاد عليهم مثل الجدة أو العمة أو الخالة، فكسر حاجز الرهبة يكون من خلال عدم توسيع دائرة المحيطين بالطفل بشكل سريع.

عدم تعريض الطفل لمواقف العنف الأسري

العنف الأسري
  • لاحظي أن توفير بيئة آمنة للطفل بحيث تكون بيئة أسرية صحية خالية من مشاهد العنف الأسري، والتي تبدأ بالخلافات الزوجية من شأنها أن تخلق طفلاً واثقاً بنفسه، ولديه إحساس قوي بالثقة بالنفس، وكذلك لديه إحساس قوي بالأمان، وتوفير شعور الأمان من داخل الأسرة للطفل أولى خطوات توفير الدعم النفسي له؛ لكي يواجه كل المواقف والمخاطر المحيطة به.
  • أبعدي طفلك عن أي مصدر للعنف في الأسرة أو المشاكل مع الأب، لأن أثر ذلك يكون وخيماً في المستقبل والحاضر، فيجب تجميل صورة الأب أمام عيني الطفل مهما كانت المشاكل بينك وبينه، وحاولي ألا يسمع الطفل مثلاً صوت الشجار مع الأب وضرورة حل المشاكل ونقاشها معه في غرفة النوم المغلقة، بحيث لا يتأثر الطفل ويصبح منحازاً لأحد الأبوين دون الآخر، وتكون عقدة الخوف لديه من أحد الوالدين والتي يصعب علاجها لاحقاً.

أبعدت طفلي عن مصادر الخوف

طفل نائم


لاحظي أن إبعاد الطفل عن مصادر الخوف يعد من الخطوات الهامة التي لفتتني إليها المرشدة النفسية الدكتورة هاجر عبد الكريم، والتي استعنت بها في علاج خوف طفلي الزائد، وحيث نبهتني إلى ضرورة إبعاد طفلي قبل النوم خصوصاً عن مشاهدة أفلام الرعب، وتوفير بيئة هادئة خالية من الضوضاء وتوفير الإضاءة المناسبة وعدم إظلام غرفته بشكل تام، وكذلك عدم تقديم الوجبات الدسمة بالإضافة إلى ضرورة اختيار قصص قبل النوم مثل قصص تجعل الأطفال لا يخافون الوحوش بحيث لا تكون عن وحوش خيالية مخيفة مثلاً؛ لأن الطفل وقتها سوف يعاني من الكوابيس الليلية، ويصبح الليل بالنسبة له مصدراً للخوف وليس الراحة.

كنت قدوة في الشجاعة أمام طفلي

أم تحتضن طفلتها


اعلمي أن الطفل يرث المواقف ورد فعلها من المحيطين به، وهناك الكثير من الأمهات اللواتي لا يتحلين بالصبر أو التحكم بأعصابهن وردات فعلهن إزاء تعرضهن لموقف مخيف أو صادم مثلاً، وقد تصاب الأم فعلاً بنوبة هلع أمام صغارها أو تبكي بهستيرية أو حتى تصرخ دون توقف لو رأت صرصاراً على الأرض، فمن الطبيعي أن تتوقعي أن يكون ذلك ردة فعل طفلك لأنه سيشعر بالخوف أولاً ولأنه سوف يقلدك ثانياً، وبعد ذلك سوف يسبقك في هذه التصرفات مهما كان الموقف لا يستحق.

متابعة البيئة المدرسية المحيطة بطفلي

  • لاحظي أنه من الضروري وحسب توجيه الاختصاصية النفسية الدكتورة هاجر عبد الكريم متابعة البيئة المحيطة بالطفل في المدرسة، وحيث إن الطفل الذي يتعرض لمشاكل في المدرسة ولا يخبر بها والديه غالباً ما يعاني من ظاهرة الخوف الزائد، إضافة لكونه طفلاً منطوياً ومهزوز الثقة بنفسه، ولذلك يجب أن تتحدثي كل يوم حين يعود طفلك من المدرسة عن يومه لأن هناك من لا يتحدثون عن تعرضهم لما يعرف بظاهرة التنمر المدرسي إضافة للابتزاز والمضايقات الأخرى من قبل التلاميذ الصغار.
  • ارتبطي بعلاقة جيدة ومستمرة مع معلمة طفلك لكي تكوني على اطلاع دائم بكل مشاكله وتصرفاته في المدرسة، ويجب أن تولي اهتماماً لعلاقته مع زملائه لأن الطفل الذي لا يكوّن علاقات مع الأطفال أو الطفل الذي يحب أن يبقى وحيداً في ساحة المدرسة ولا يحب اللعب الجماعي فغالباً ما يكون لديه مخاوف ما، وعليك التعرف إليها ومساعدته على تجاوزها.

أخذت مخاوف طفلي على محمل الجد

لاحظي أن السخرية من مخاوف الطفل تؤدي إلى نتائج عكسية فلا يمكن أن تؤدي سخريتك من خوف طفلك من الصراصير أو من الظلام إلى علاج هذا الخوف، بل على العكس فمن الضروري أن تحترمي وتقدري مشاعر طفلك، واحتضان الطفل وطمأنته والعمل على كسر حاجز الخوف لديه، فهناك أطفال يظلون لفترات طويلة يخافون من حركة الشجرة في الحديقة المنزلية حين يرونها تتمايل بالقرب من نافذة غرفة النوم، ويتخيلون أنها أشباح مخيفة، ولا ينامون بشكل جيد بسبب هذا التخيل حتى تقوم الأم بالإمساك بغصن الشجرة وتوفير التواصل بين الطفل وبين الأغصان والأوراق مثلاً وهكذا، وعدم تحويل هذا الخوف لمادة للسخرية من الطفل خاصة أمام الغرباء.
قد يهمك أيضاً: تأثير مشاهدة العنف الأسري على الأطفال