mena-gmtdmp

لماذا يجب أن تتوقعي أن تكون البنت أكثر ذكاء وأسرع في النطق من الولد؟

صورة أم مع ابنتها وابنها
يجب أن تتوقعي أن تكون البنت أكثر ذكاء

إذا كانت المجتمعات عمومًا تفضل إنجاب الأولاد على البنات فذلك لا يعني أن الولد يكون متفوقًا على البنت دائمًا بل على العكس فهناك علامات نمو تظهر على البنت أسرع من الولد ويرتبط ذلك بأسباب خلقية وجينية بحتة ورغم ذلك فيمكن للأم أن تتبع عدة نصائح لكي تعمل على أن يسير ذكاء الولد مع البنت على نفس الوتيرة خاصة إذا كانت قد أنجبت توأمًا وظهرت الفوارق بينهما من خلال اختلاف مستوى الذكاء والسرعة في الكلام مثلًا.
يمكن للأم أن تكتشف الفوارق في تربية البنت والولد وفي نفس الوقت يجب أن تعرف أسباب تفوق البنت لكي تعرف طريقة تعاملها مع الذكور والإناث من أطفالها، ولذلك فقد التقت" سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية غيداء المنصور حيث أشارت إلى الأسباب التي تجعلك تتوقعين أن تكون ابنتك أكثر ذكاء وأسرع في النطق من الولد ونصائح لزيادة ذكاء الولد ومساعدته على النطق وذلك في الآتي:

لماذا تتكلم البنت أسرع من الولد؟

طفلة تتكلم
  1. اعلمي أن طفلتك الأنثى سوف تتكلم في سن أسرع من طفلك الذكر وسوف يكون السبب مرتبطًا بأسباب خلقية بحتة وليس للبيئة أي تدخل فيها، ولذلك فيجب ألا تقارني بين ذكاء أطفالك وقدراتهم خاصة إذا ما كانوا من نوعين مختلفين، حيث أن البنت لديها هرمونات أنثوية خاصة وخاصة هرمون الاستروجين حيث أثبتت الأبحاث أن زيادة نسبته تؤدي إلى تطور مرحلة النطق لديها في حين أن ارتفاع الهرمون الذكري " التستوستيرون" عند الولد يثبط من مهارة الكلام لديه بشكل أقل.
  2. توقعي أن تتكلم ابنتك في عمر يسبق عمر النطق والكلام عند الولد بل إن البنت سوف يكون لديها أكثر مهارة في التواصل اللغوي وليس مجرد الترديد والسبب هو تشريحي أي أن سرعة المعالجة الدماغية أكثر من الولد حيث أن سرعة المعالجة الدماغية تصل عند البنت تصل إلى 300 ملي / ثانية بمعنى أن رد فعل الدماغ على الإيماءات وفهم الكلام التواصلي التي تصل إلى البنت تكون أسرع من رد فعل دماغ الولد.

الفرق بين ذكاء البنت والولد

طفلة ذكية
  • اعلمي أن البنت تستمد نسبة ذكائها ومعدل هذا الذكاء من الأب والأم معاً وبنسبة متساوية من الطرفين، وذلك حسب الدراسات المستمرة على البنت والولد في مجتمعات مختلفة وبالتالي فقد بينت هذه الأبحاث أن إنجاب البنت سواء كان ترتيبها الأولى في العائلة أو الثانية لا يرتبط على الإطلاق بمعدل ذكائها كما يشاع في بعض المعتقدات، فالمهم هو نوع المولود وكونها أنها أنثى فهذا يعني أنها سوف تحصل على نسبة متساوية من الذكاء من والديها وليس من ذكاء الأب فقط.
  • توقعي أن يحظى طفلك الذكر ومهما كان ترتيبه بين أفراد العائلة وليس الذكر الأول كما قد شاع بين الناس، ولكن الولد عموماً فهو سيحصل على نسبة ذكائه، ويرتبط معدل هذا الذكاء بالوراثة من الأم تحديدًا ومن عائلة الأم وكذلك سلالتها أبًا عن جد، وعلى الأم بناء على ذلك أن تتوقع أن يكون طفلها الذكر بنفس مستواها الدراسي والتعليمي حينما كانت صغيرة، ولكنها يمكن أن تعزز هذا المستوى وتزيده من خلال وسائل تربوية أخرى.

ما هي العوامل التي تتحكم في ذكاء ونطق الطفل؟

العوامل الوراثية التي تتحكم في ذكاء ونطق الطفل

اعلمي أن العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في تحديد معدل ونسبة ذكاء الطفل، ولذلك فالدرجات المرتفعة أو المتدنية في اختبارات الذكاء ترتبط بالوراثة التي تستمد من عائلتي الأب والأم، ويجب أن تعرفي ذلك جيدًا عند اختيار الزوج وكذلك عند التخطيط لخطوة الإنجاب، فإذا كان الزوج أو الزوجة ينحدران من عائلات لا تهتم بالتعليم ويتجهون منذ صغرهم إلى الأعمال الحرفية والصناعات اليدوية مثلاً، فمن المتوقع أن يكون أطفالهم لا يحققون تفوقًا في المدارس كذلك ويسيرون على نفس النمط ما لم يتفوق ذكاء الأم مثلًا على ذكاء الأب مثلًا أو العكس، ولكن يجب ألا يلقي اللوم على أحدهما في تدني معدل ذكاء الطفل دون الأخذ بعين الاعتبار دور الأمراض الوراثية والعيوب الوراثية الخلقية التي تؤثر على معدل ذكاء العائلات وانتقال تلك التشوهات من خلال الوراثة.

العوامل البيئية التي تتحكم في ذكاء ونطق الطفل

اعلمي أن البيئة المحيطة بطفلك سواء في البيت أو المجتمع المحيط بها تلعب دوراً كبيراً في نسبة ومعدل ذكاء الطفل، ولذلك لا يمكن أن يظهر على الطفل سواء كان ذكراً أو أنثى علامات ذكاء مكتسبة من أحد الوالدين أو كليهما، وينشأ الطفل ليكون طفلاً ذكياً ما لم تتوفر البيئة المناسبة والحاضنة وتوفر له السبل المحيطة لكي تعزز ذكاءه فالذكاء والمهارات مثل الشجرة التي تزرع بيد الإنسان في أرض خصبة ثم تترك ولا أحد يتعهدها بالري والرعاية والتسميد، والنتيجة أن الشجرة لن تكون مثمرة، وهكذا يكون ذكاء ومهارات الطفل تماماً، وحيث تلعب العوامل البيئية المحيطة دوراً في تنمية ذكائه وتطوير مهاراته أو العكس، فنشأة الطفل في أسرة متماسكة على وجه الخصوص لا تعيش في خلافات ومشاكل وتحرص على تعليمه وتتابع دراسته وتقدم له كل ما يلزم لتطوير مهاراته ورفع مستوى ذكائه الفطري يسهم بدور كبير في أن يكون هذا الطفل ذكياً ويمتلك قدرات عقلية لافتة مقارنة بغيره من الأطفال الذين ينشأون في أسر مفككة ولا يتوفر لهم التغذية الصحية والرعاية والاحتواء النفسي والعاطفي.

نصائح هامة لتعزيز ذكاء ونطق الولد

1- خلال مرحلة الحمل

احصلي على المكملات الغذائية التي تكون مخصصة لتعزيز نمو الدماغ لدى الجنين وتمنع تعرضه للتشوهات المتربطة بجهازه العصبي، وذلك حسب إرشادات وتوصيات الطبيب ومن هذه المكملات الغذائية ضرورة حصول الحامل على حصص يومية من حمض الفوليك وعنصر الزنك بالإضافة إلى اهتمام الحامل بالحصول على أغذية تعزز من صحة ونمو الدماغ السليم لدى الجنين ومنها الأسماك الدهنية والمكسرات النيئة والخضروات الورقية الداكنة والبروتين الصحي الذي يجب التنويع في الحصول عليه من اللحوم الحمراء والدواجن، بالإضافة إلى ضرورة الإكثار من شرب الماء من أجل ترطيب خلايا جسمها، وينعكس ذلك على صحة وحيوية أعضاء الجنين ومن بينها الدماغ.

2- خلال مرحلة الرضاعة الطبيعية

احرصي على نجاح مرحلة الرضاعة الطبيعية والتي يوصى بها الأطباء حول العالم لكي تعد مصدر التغذية الأول لرضيعك، وذلك بسبب فوائد الرضاعة الطبيعية التي لا تحصى لك ولطفلك؛ وحيث أثبتت الأبحاث العلمية أن الرضاعة الطبيعية تعزز صحة الدماغ لدى الرضيع ابتداء من مرحلة الطفولة المبكرة حيث يلاحظ أنه يحقق معدلات نمو واضحة وتتطور منحنيات نموه تطوراً كبيراً وملحوظاً، كما أنه في مرحلة المدرسة ومن خلال تلك الأبحاث والدراسات فقد تبين أن الرضيع الذي حصل على الرضاعة الطبيعية في عامه الأول خصوصًا قد حصل مقابل ذلك على أداء مدرسي مرتفع، إضافة إلى ظهور مؤشرات لعدم معاناة الطفل كتلميذ في المدرسة من بوادر مشكلات سلوكية مع زملائه مقارنة بالأطفال الذين يرضعون عن طريق الرضاعة الصناعية، حيث وُجد لديهم بعض التصرفات والسلوكيات غير المقبولة إضافة لاكتشاف الميول العدوانية والتخريبية التي يصعب علاجها.

3- خلال مرحلة الطفولة المبكرة

طفل يتعلم النطق
  • قدمي لطفلك وخلال وجباته اليومية الثلاثة بعض الأصناف الغذائية الهامة التي تعزز نمو الدماغ لدى طفلك والتي تقوي ذاكرته أيضًا وتزيد من قدرته على الحفظ والتركيز، ومن هذه الأصناف الموز؛ حيث إنه يحتوي على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تعزز القدرات العقلية لديه وتعلمه التفكير المتمهل والسليم، إضافة لضرورة تناول فواكه وخضروات أخرى تعزز من صحة الدماغ مثل الأفوكادو والذي يحتوي على نسبة كبيرة من مادة الفولات، وقدمي له وبشكل يومي البيض المسلوق وحيث أثبتت الأبحاث أهمية البيض في تعزيز النمو العقلي لتلاميذ المدارس، بالإضافة إلى حصص من الأسماك الدهنية ويفضل أن يتناولها مرتين على الأقل أسبوعياً.
  • قللي من تقديم السكر الصناعي لطفلك في سن المدرسة خصوصاً، وكذلك امتنعي عن تقديم جميع أصناف الطعام المصنعة مثل اللانشون والتي تحتوي على ألوان صناعية ومواد حافظة ضارة، واهتمي بحصول الطفل على الطعام الصحي والطازج الذي تعدينه في البيت والمحتوي على البروتين خصوصًا.
  • أبعدي طفلك قدر المستطاع عن الشاشات والأجهزة اللوحية، حيث بيَّنت الدراسات العلمية وحذرت من أن هناك علاقة بين تدني مستوى ذكاء الطفل وانخفاض تحصيله الدراسي وبين ساعات جلوسه أمام شاشات التلفاز واستخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، وعوِّدي طفلك بدلاً من ذلك على ممارسة عادة القراءة من الكتب والقصص وكذلك ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وحيث أن الرياضة تقوي جسمه وتعزز من قدرات عقله وتسهم في بناء شخصيته.

قد يهمك أيضًا: هل الصفات الشخصية لطفلك مكتسبة أم موروثة؟ وما مفهوم التفاعل الجيني_ البيئي؟