mena-gmtdmp

للأمهات.. طرقٌ بسيطة لتنمية مهارات طفلكِ في عمر الثامنة

صورة لطفلة مع والدتها
دليل تنمية مهارات طفل الثامنة - الصورة من موقع Freepik

يعتبر سن الثامنة محطة فارقة في حياة الطفل؛ فقد تبدأ ملامح الشخصية المستقلة في الظهور بوضوح، ويقل اعتماده على الوالدين في أداء المهام اليومية والواجبات المدرسية، تعد تلك السن مرحلة انتقالية مهمة في حياة الطفل، تتسم بالعديد من التطورات الكبيرة في المهارات الجسدية، والعقلية وأبرزها زيادة فضوله، وقدرته على حل بعض المشكلات التي تواجهه، أما من الناحية الاجتماعية فقد يزداد اهتمامه بالأصدقاء، والرغبة في الاستقلالية، إليكِ وفقاً لموقع " raisingchildren" كيفية تنمية مهارات طفلك في عمر الثامنة.

التطور المعرفي واللغوي

في عمر الثامنة يكتسب الطفل 3000 كلمة جديدة-الصورة من موقع AdobeStock

بينما كان طفلك في السنوات السابقة يفكر بشكل ملموس (أي يفهم فقط ما يراه ويلمسه)، يبدأ ابن الثامنة بالانتقال إلى "التفكير المجرد".

أيضاً في عمر الثامنة يكتسب الطفل ما يقرب من 3000 كلمة جديدة. ستلاحظين أنه أصبح قادراً على إجراء محادثات معقدة، ووصف أحداث يومه بتفاصيل حيوية، ومناقشة ظواهر علمية أو قصص خيالية بطلاقة مدهشة.

كما لم يعد الرقم مجرد رمز بسيط، بل أصبح طفلك قادراً على التعامل مع الأعداد الكبيرة (بالآلاف) وفهم العمليات الحسابية كالضرب والقسمة، كما يبدأ في استيعاب كيفية عمل المال وقيمته الشرائية، مما يجعله وقتاً مثالياً لتعليمه أساسيات الادخار.

ويبدأ الطفل في فهم "قيمة الوقت" بشكل حقيقي؛ فجملة "سنغادر بعد 10 دقائق" تصبح ذات معنى ملموس لديه.

ربما تودين التعرف إلى 8 أسئلة لتنمية الذكاء اطرحيها على طفلك يوميّاً

التطور العاطفي والاجتماعي

من أبرز المعالم النفسية في سن الثامنة هي قدرة الطفل على أن يضع نفسه في نفس الموقف الذي تعرض له صديقه الحزين والشعور بآلامه، مما يجعله أكثر نضجاً في علاقاته الاجتماعية، ويكتسب القدرة على إخفاء مشاعره الحقيقية أو أفكاره إذا استدعى الموقف ذلك، وهو تطور اجتماعي يشير إلى فهمه للقواعد الاجتماعية المعقدة.

كما تبدأ المواهب، الهوايات، ونوعية الأصدقاء في تشكيل "الصورة الذاتية" للطفل؛ ليبحث عن التميز والتقدير من المحيطين به، ويصبح أكثر مهارة في التواصل البصري والحديث مع الكبار بأسلوب مهذب وواثق، ويصبح لديه معايير خاصة في اختيار أصدقائه.

النظافة والمسؤولية الشخصية

في سن الثامنة، يظهر الأطفال اهتماماً متزايداً بالعناية الشخصية. استغلي هذا الفضول لتعليمه روتين الاستحمام، غسل الأسنان، وتمشيط الشعر بانتظام. هذه التفاصيل البسيطة تعزز لديه الشعور بالمسؤولية والنضج.

كيف تدعمين طفلك في هذه المرحلة؟

  • تعزيز الاستقلال الذاتي: امنحي طفلك مساحة لتجربة أشياء جديدة بمفرده، مثل ترتيب غرفته، اختيار ملابسه، أو القيام ببعض مهام النظافة الشخصية. كوني "المراقب البعيد" الذي يتدخل فقط عند الضرورة القصوى.
  • غرس شغف المعرفة: لا تكتفي بالقراءة له، بل شجعيه على القراءة المستقلة في مجالات تثير فضوله. وفري له الألعاب الذهنية كالشطرنج، الدومينو، والألغاز؛ لأنها تحفز مهارات "حل المشكلات" والتفكير الاستراتيجي.
  • بناء الثقة: في هذه السن، يبدأ بعض الأطفال بالقلق حيال مظهرهم الخارجي. ركزي في حديثك معه على "الصحة والقوة البدنية" بدلاً من "الجمال والشكل"، وساعديه في العثور على رياضة تشعره بالرضا عن قدرات جسده.
  • تعلم تنظيم المشاعر: إذا واجه الفشل أو الإحباط، علِّميه تقنيات التهدئة الذاتية، مثل التنفس العميق أو العد العكسي. اجلسي معه لمحاولة حل للمشكلات التي تواجهه مع أصدقائه، واتركي له القرار النهائي في اختيار الحل المناسب.

ألعاب وأنشطة لتعزيز تطور الطفل في عمر الثامنة

  • الشطرنج (Chess): تعتبر "ملك الألعاب الذهنية" في هذه السن؛ فهي تعلمه الصبر، التخطيط الاستراتيجي، وتوقع خطوات الخصم.
  • لعبة سكرابل (Scrabble): وسيلة رائعة لزيادة حصيلته اللغوية (3000 كلمة جديدة) وتدريبه على تهجئة الكلمات بشكل صحيح وممتع.
  • المونوبولي (Monopoly): تعد مثالية لتعليم طفلك كيفية التعامل مع "المال"، والحساب، وفهم مبدأ الربح والخسارة والادخار.
  • ألعاب الألغاز (Puzzles): اختاري الألغاز التي تتكون من 100 إلى 300 قطعة؛ فهي تعزز التركيز، والمثابرة، والذكاء البصري المكاني.
  • لعبة "تويستر" (Twister): مفيدة جداً لتعزيز التوازن الحركي وزيادة وعيه بجسمه وقدراته البدنية بطريقة مرحة.
  • ألعاب "الليغو" الهندسية (LEGO): تشجع على الابتكار واتباع التعليمات المعقدة لبناء نماذج من وحي خياله.
  • ألعاب الأدوار (Role Play): مثلِّي معه مواقف مثل "كيف تتصرف إذا اختلف معك صديقك؟"؛ لتدريبه على حل المشكلات اجتماعياً.
  • العمل الجماعي: إشراكه في ألعاب جماعية (كرة قدم، سلة) أو مشروع فني مشترك مع أصدقائه لتعزيز روح التعاون.
  • تخصيص وقت: (30 دقيقة يومياً) تشاركين طفلك فيها واحدة من هذه الألعاب دون مشتتات كالهواتف)؛ فهذا الدعم النفسي هو المحفز الأكبر لنموه العقلي.

متى تجب استشارة الطبيب؟

تراجع مفاجئ في التحصيل الدراسي-الصورة من موقع Freepik

رغم أن كل طفل ينمو بوتيرته الخاصة،؛ إلا أن هناك علامات قد تستدعي القلق والتدخل المبكر:

  • إذا وجد طفلك صعوبة بالغة في التحكم في نوبات الغضب بشكل يفوق أقرانه.
  • إذا كان هناك تأخر ملحوظ في المهارات الاجتماعية (الانطواء الشديد أو عدم القدرة على تكوين صداقة واحدة).
  • إذا لاحظتِ تراجعاً مفاجئاً في التحصيل الدراسي أو صعوبة في فهم المفاهيم البسيطة التي يتقنها زملاؤه.
  • إذا أظهر قلقاً مفرطاً أو خوفاً يعيق ممارسته لحياته الطبيعية.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.