تتعرض الحامل إلى الكثير من التغيرات النفسية والجسدية في أثناء فترة الحمل، غالبيتها تحدث بشكل طبيعي، وأخرى تحتاج لوقفة للتعرف إلى مدى طبيعتها أو قدر خطورتها، ومنها ما يخص الثدي؛ حيث يخيف الحامل خروج بعض الإفرازات من الثدي -وتحدث قبل الولادة بأسابيع قليلة- في صورة دم، أو كانت الإفرازات تخرج من ثدي واحد من دون الآخر، أو وجود كتلة في الثدي، وعلامات أخرى تسبب قلقاً وانزعاجاً للحامل.
عن إفرازات الثدي في أثناء الحمل وأسبابها ونوعيتها ولونها، والنوع المرضي الخطير منها، يحدثنا استشاري أمراض النساء والولادة الدكتور أحمد بسيوني في نقاط مبسطة.
تغيرات الثدي وإفرازاته في أثناء الحمل
يتأثر ثدي الحامل ببعض التغيرات في أثناء الحمل؛ من حيث الحجم، والاستدارة، والهالة المحيطة، والإحساس بالثقل أو الألم في الحلمة، وذلك بسبب زيادة إفراز الهرمونات.
علمياً هذه الإفرازات علامة طبيعية وصحية نتيجة استعداد الجسم لإفراز الحليب، وعلى الحامل ألا تشعر بالقلق عند رؤيتها، ويُطلق على هذه الإفرازات اسم اللبأ، وتُعتبر بدايات إنتاج الحليب، ويتميز بكثافته العالية، ولونه الذهبي، وتتسرب هذه الإفرازات من ثدي الحامل قبل الولادة.
وقد تجف بعض الإفرازات متكتلة على الحلمات، ويُعتبر اللبأ من المغذيات الضرورية؛ لاحتوائه على الأجسام المضادة والكثير من الفيتامينات المهمة للمولود في أيامه الأولى، ويقوم بتدعيم مناعة الطفل ومقاومة العدوى، ويمنع الإصابة باليرقان.
وبينما تخرج كمية كبيرة من اللبأ عند بعض النساء؛ نجده لا يخرج لدى أخريات على الإطلاق، ونسبة السائل التي تُفرزينها خلال الحمل لا تحدث أي فرق في كمية الحليب التي تنتجينها بمجرد ولادة طفلك.
10 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الولادة اعرفيها وتعاملي معها
متى تتسرب إفرازات الثدي؟
يبدأ إفراز هرمون البرولاكتين عند الحامل في منتصف أشهر الحمل تقريباً، وأحياناً قبل موعد الولادة بأسابيع، وهو الهرمون المسؤول عن إنتاج الحليب؛ استعداداً لتغذية الطفل بعد الولادة.
وهو يُفرز بشكل عاجل، في حالة الولادة المبكرة، مع أن المشيمة تفرز طوال أشهر الحمل هرموني الإستروجين والبروجيسترون، اللذين يمنعان تسرب الحليب.
كما يحدث أحياناً سيلان في إفرازات الثدي الصفراء نتيجة لاضطرابات الهرمونات في أثناء الحمل، التي تمثل اللبأ، ولا يدل تسرب اللبأ من ثدي الحامل على غزارة إنتاج الحليب بعد الولادة؛ فهي مجرد قطرات بسيطة تخرج من حلمات الثدي لاضطراب الهرمونات.
لا تظهر الإفرازات من الثدي في أثناء الحمل قبل الثلث الثالث، وقد يحدث تسرب اللبأ قبل ذلك عند بعض النساء، وقد لا يحدث إطلاقاً عند بعضهن الآخر؛ إذ يعتمد الأمر على طبيعة جسم المرأة، ومستوى هرموناتها.
10 علامات تمثل خطورة إفرازات الثدي على الحامل
للاطمئنان: إفرازات الثدي لا تمثل خطورة ولا تحتاج إلى طلب مشورة طبية، إذا كانت صافية ولونها أبيض، ولكن لون هذه الإفرازات لا يحدد أمانها أو خطورتها بدقة؛ فقد تكون الإفرازات بيضاء أو صفراء أو خضراء أو بنية، وتحمل خطراً للحامل، ومن علامات الخطورة:
- إذا كانت هذه الإفرازات غير معتادة.
- إذا كانت في صورة دم.
- تنزل من ثدي واحد من دون الآخر.
- إفرازات الحلمة ذات اللون الأخضر مثيرة للقلق، وتُعَدُّ من أمراض الكيس تحت الحلمة فقط.
- حدوث سيلان لإفرازات كثيفة وليس بضع قطرات فقط.
- وجود بقع دماء على الملابس موضع الثدي.
- تغيرات في شكل حلمة الثدي.
- ظهور قشور مستمرة على حلمات الثدي.
- حدوث تقرحات في جلد الثدي.
- حالة احمرار الجلد والإصابة بالدمامل.
تشخيص الطبيب
هذه الإفرازات تُحَلُّ من تلقاء نفسها، إلا أن الأمر يحتاج إلى تشخيص طبيب، الذي يتم باستخدام الموجات فوق الصوتية للمنطقة الموجودة خلف الحلمة والهالة.
يمكن أن يستدعي الأمر أخذ خزعة؛ للتأكد أن الورم حميد وليس خبيثاً، ومع أن أغلب إفرازات الثدي حميدة، لكن هناك احتمالاً لوجود سرطان.
يمكنك الذهاب للطبيب إذا ترافق الإفراز مع وجود كتلة واضحة في الثدي، أو لاحظت تغيراً في حجم أو شكل الثديين، أو كان هناك تورم تحت الإبط أو حول الترقوة.
أسباب إفرازات الثدي
- انسداد القنوات اللبنية أو توسع قناة الثدي يُعد أحد أسباب الإفرازات.
- الالتهاب الناتج عن احتكاك بالملابس غير القطنية.
- إصابتك بالعدوى أو قصور بالغدة الدرقية.
- حدوث ورم في الحلمة يرافقه إفرازات دموية.
- التوقف عن الرضاعة الطبيعية أو التحولات الهرمونية، وتحدث أيضاً قبل انقطاع الطمث.
- ظهور ورم غير سرطاني يمكن أن يهيج النسيج داخل قنوات الثدي؛ فيكون الإفراز الدموي للثدي، ويحدث في حالات نادرة.
- حدوث إفرازات من دون لون وتنزل من ثدي واحد فقط بسبب سرطان الثدي، ولكن لا تقلقي إن كان من الثديين.
* ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
