mena-gmtdmp

الحمل بتوأم: ما يجب أن تعرفيه عن العناية المزدوجة

صورة لحامل بتوأم
حامل بتوأم تشعر بالحمى والإجهاد

لا شك بأن الحمل رحلة وتجربة رائعة، وهو الوقت الذي يخضع فيه جسد المرأة لتغييرات مذهلة قبل جلب الفرحة الجديدة إلى العالم، ولكن ماذا يحدث عندما تتضمن هذه التجربة فرحتين؛ وهما الحمل بتوأم؟ نقول: مرحباً في عالم الحمل بتوأم. وهو مسار فريد وصعب أحياناً، ويتطلب عناية خاصة ومضاعفة.

في هذا التقرير، نستعرض الجوانب الأساسية للنظام الغذائي في حالة الحمل بتوأم، ونناقش ما يجب معرفته حول هذا النوع من الحمل، بما في ذلك ما يمكن توقّعه خلال الشهور المختلفة، كما نسلّط الضوء على أهم العناصر الغذائية التي يجب على الأم تناولها لدعم صحتها وصحة طفليها.
ولأن رحلة التوأم لا تنتهي عند الولادة، نتناول أيضاً كيفية الاستعداد لتوفير الرعاية المنزلية المناسبة؛ من تغيير الحفاضات، وإطعام الطفلين، إلى الاستحمام وتنظيم النوم.

معنا، يتحدث الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ أمراض النساء والولادة، عمّا يجب أن تعرفه الحامل بتوأم عن العناية المزدوجة؛ حيث يجب أن يعمل جسم الأم بجهد إضافي؛ لتلبية المتطلبات الغذائية والجسدية، ليس لطفل واحد، بل لطفلين في طور النمو، وما يلزم من اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالمغذيات.

مفهوم العناية المزدوجة

حامل بتوأم وعناية مزدوجة

يشير المفهوم إلى العناية الصحية المكثفة التي تحتاجها الحامل بتوأم أو أكثر، مقارنة بالحمل بجنين واحد؛ نظراً لزيادة التحديات والمخاطر الصحية المحتملة.
هذا النوع من الحمل يتطلب متابعة طبية دقيقة، وزيارات أكثر للطبيب المتابع، وفحوصات طبية إضافية؛ لمراقبة ونمو كل جنين على حدة.
بجانب إجراء تقييم للمشيمة والسائل الأمنيوسي، كما تحتاج الحامل إلى تغذية خاصة تحتوي على سعرات حرارية إضافية، ومكملات غذائية؛ كالحديد والكالسيوم وحمض الفوليك، مع راحة كافية وتجنب للمجهود الزائد.
الحمل بتوأم قد يكون مصحوباً بمضاعفات مثل الولادة المبكرة، سكري الحمل، أو تسمم الحمل، أو فقر الدم، مما يجعل العناية المزدوجة ضرورية لسلامة الأم والجنينيْن أو الأكثر.

خطوات العناية بالمرأة الحامل بتوأم

حامل تتناول وجبة صغيرة

الاهتمام بالتغذية الصحية:
يبدأ باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، مع زيادة السعرات الحرارية بشكل يومي؛ لضمان حصول الأجنة على العناصر الغذائية المهمة، وبكميات كافية تتضمن البروتين، والكالسيوم، والحديد، وحمض الفوليك، والفيتامينات والمعادن الأخرى.
زيادة الوزن بحساب:
تزداد الزيادة الطبيعية في الوزن أثناء الحمل بتوأم مقارنة بالحمل بطفل واحد، لهذا يجب على الحامل استشارة الطبيب؛ لتحديد الزيادة المناسبة في الوزن، بناءً على وزنها قبل الحمل وحالتها الصحية.
الحصول على قسط كافٍ من الراحة:
يجب على الأم الحامل بتوأم أخذ قسط كافٍ من الراحة وتجنب الأنشطة المجهدة. قد تحتاج إلى الحصول على مساعدة في الأعمال المنزلية والمهام اليومية الأخرى.
القيام بالفحوصات الطبية بشكل دوري:

حامل بتوأم في الشهر الثالث

يجب على الأم الحامل بتوأم الخضوع لفحوصات طبية منتظمة؛ لمراقبة صحتها وصحة الأجنة. قد يشمل ذلك فحوصات الموجات فوق الصوتية؛ لمتابعة نمو الأجنة، واختبارات الدم والبول؛ للتحقق من وظائف الكلى والكبد، واختبارات أخرى للكشف عن أي مضاعفات محتملة.
وضع الاستعداد للولادة المبكرة في الحسبان:
الحمل بتوأم يزيد من خطر الولادة المبكرة. يجب على الأم الحامل أن تكون على دراية بعلامات الولادة المبكرة، وأن تتخذ الاحتياطات اللازمة.
ضرورة الحصول على الدعم النفسي:
قد تعاني الأم الحامل بتوأم من القلق والتوتر، لذلك من الضروري الحصول على الدعم النفسي من العائلة والأصدقاء، ومن خلال مجموعات الدعم للأمهات الحوامل بتوأم.

العناية بالأجنة

حامل تتابع الحالة الصحية للجنين
  • مراقبة النمو: يجب مراقبة نمو الأجنة؛ من خلال فحوصات الموجات فوق الصوتية المنتظمة.
  • الكشف عن المضاعفات: يجب على الأم الحامل بتوأم الانتباه إلى أي علامات لمضاعفات محتملة؛ مثل الولادة المبكرة، أو متلازمة نقل الدم الجنيني (في حالة التوائم المتماثلة، أو أي مشاكل صحية أخرى).
  • الاستعداد للولادة المبكرة: يجب على الأم الحامل بتوأم الاستعداد للولادة المبكرة المحتملة، والتي قد تتطلب دخول المستشفى ورعاية خاصة للأطفال الخدج.
  • التواصل مع الطبيب: يجب على الأم الحامل بتوأم التواصل مع طبيبها بانتظام وطرح أي أسئلة أو مخاوف لديها.
  • الاستعداد للرضاعة الطبيعية: وهي الأفضل للأطفال التوائم، ويجب على الأم الحامل بتوأم أن تتعلم كيفية الرضاعة الطبيعية بشكل صحيح، وأن تتأكد من حصولها على الدعم الكافي لنجاح الرضاعة الطبيعية.

هل تناول الحامل للتمر يسبب الإجهاض أو الولادة المبكرة؟ هل تودين التعرف إلى الجواب؟

النظام الغذائي للحمل بالتوأم يتضمن:

زيادة تناول السعرات الحرارية:

الخضروات الورقية غنية بحمض الفوليك

يتطلب النظام الغذائي لحمل التوأم زيادة كبيرة في العناصر الغذائية المختلفة؛ لدعم نمو كل من الأطفال وصحة الأم، ومنها:
حمض الفوليك:
يعتبر فيتامين "ب" ضرورياً لمنع عيوب الأنبوب العصبي لدى الأجنة النامية، تشمل الأطعمة الغنية بحمض الفوليك الخضروات الورقية (مثل السبانخ واللفت)، والحبوب المدعمة، والبقوليات (مثل العدس والحمص)، والحمضيات (مثل البرتقال والجريب فروت).
الحديد:
غالباً ما يكون الحمل بتوأم مصحوباً بزيادة خطر الإصابة بفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، لذا من المهم دمج مصادر الحديد الموجودة في المنتجات الحيوانية؛ مثل اللحوم الحمراء والدواجن والأسماك، والحديد الموجود في الحبوب المدعمة والبقوليات والخضروات الورقية في نظامك الغذائي؛ لتلبية احتياجات الحديد العالية.
الكالسيوم:
تتضاعف الحاجة إلى الكالسيوم أثناء الحمل بتوأم؛ نظراً لأهميته في نمو عظام وأسنان الأطفال، وتعتبر منتجات الألبان (مثل الحليب واللبن والجبن)، والحليب النباتي المدعم (مثل حليب اللوز أو الصويا)، والخضروات الورقية (مثل البروكلي والكرنب) مصادر ممتازة للكالسيوم.
البروتين:
البروتين ضروري لنمو الجنين وتوسيع حجم دم الأم، من المهم تضمين مجموعة متنوعة من مصادر البروتين في نظامك الغذائي؛ مثل اللحوم الخالية من الدهون (مثل الدجاج والديك الرومي)، والدواجن، والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والمصادر النباتية؛ مثل التوفو، والبقوليات (مثل الفول والعدس) والمكسرات.

الوجبات الأساسية والوجبات الخفيفة:

شرب الماء لترطيب الجسم ومنع الجفاف

يمكن أن تساعد وبشكل متكرر في التحكم في مضايقات الحمل الشائعة، بما في ذلك حرقة المعدة والغثيان، كما أنه يضمن الإمداد المستمر بالعناصر الغذائية لكل من الأطفال الرضع.
الترطيب:
يعد الترطيب الكافي أمراً بالغ الأهمية أثناء الحمل بتوأم؛ حيث يساعد شرب الماء على منع الجفاف، ويدعم الحفاظ على مستويات السائل الأمنيوسي، ومن المستحسن الحدّ من تناول الكافيين؛ حيث يرتبط الاستهلاك المفرط للكافيين بالولادة المبكرة.
الدهون الصحية:
أدخلي مصادر الدهون الصحية في نظامك الغذائي أثناء الحمل بتوأم. تعتبر الدهون الصحية، مثل تلك الموجودة في الأفوكادو والمكسرات والبذور وزيت الزيتون، ضرورية لنمو الجهاز العصبي لدى الأطفال.
الأطعمة الغنية بالألياف:
خلال فترة الحمل، يمكن أن يكون الإمساك مشكلة شائعة، لهذا يمكن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، بما في ذلك الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات، ما يساعد في تخفيف هذا الانزعاج.
توفر الأطعمة الغنية بالألياف أيضاً الإحساس بالامتلاء، وهو ما يمكن أن يكون مفيداً بشكل خاص في التحكم في الجوع أثناء الحمل بتوأم.
مكملات ما قبل الولادة:
كما يوصى غالباً باستخدام المكملات الغذائية قبل الولادة؛ لضمان حصول كل من الأم والطفل على جميع الفيتامينات والمعادن الضرورية، يمكن لمكملات ما قبل الولادة أن تسد الفجوات الغذائية المحتملة، وتوفر طمأنينة إضافية بشأن التغذية السليمة.
استشارة الطبيب:
من الضروري أن تعملي بشكل وثيق مع طبيب التوليد أو اختصاصي التغذية؛ لوضع نظام غذائي مصمَّم خصيصاً لتلبية احتياجاتك الفردية خلال الحمل بتوأم.

يمكن لهؤلاء المتخصصين تقديم التوجيه المناسب، ومتابعة حالتك الصحية بشكل منتظم، وإجراء التعديلات اللازمة على النظام الغذائي؛ لضمان حمل صحي وآمن لكِ ولطفليكِ.

ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.