بين الخرافة والحقيقة: هل تقبيل الأم لمولودها مفيدٌ أم ضار؟/%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9/1816505-%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85-%D9%84%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D9%88%D8%AF
أم تداعب مولودها الصغير وتقبّله من فمه
نعم سيدتي، تقبيل المواليد حديثي الولادة لإظهار المحبة والمشاعر الإنسانية بطريقة ملموسة، من العادات الشائعة والمتوارَثة للتعبير عن الفرحة الممتزجة بالحب. والخطير هو أن هذه العادة لا تقتصر على أهل البيت؛ بل تمتد إلى كلّ مَن يأتي ليشاهد المولود ويقدّم له مباركته؛ قريباً كان أو غريباً، جارة كانت أو صديقة. بينما اليوم، ومع تطوُّر النظريات الطبية، تحوّلت عادة تقبيل المولود هذه- حتى وإن كانت من الأم ذاتها- إلى مجرد خرافة مرفوضة طبياً واجتماعيا؛ نظراً لكمّ المخاطر والأذى التي يمكن أن تسببها هذه القبلات للمولود. وفي هذا التقرير سنتعرّف من الدكتورة سلوى الأتربي، أستاذة طب الأطفال: هل تقبيل الأم لمولودهامفيدٌ أم ضار؟ مُوضحةً الأمر بين الخرافة والحقيقة، مع شرح تفصيلي للفوائد والأضرار التي يصاب بها الطفل، واستعراض لبعض النصائح والإرشادات.
أفكار تعرّفي إليها:
أب وأم يقبلان طفلهما
المناعة ضعيفة جداً عند المولود حديث الولادة، وبالتالي يؤدي هذا إصابته ببعض الأمراض الناتجة عن التقبيل، والتي قد تصل إلى حدّ الوفاة أيضاً.
حياة المولود في شهوره الأولى فترةٌ في غاية الحساسية، وليست الفترة المناسبة لتركه وحده مع المحيطين من دون مراقبة؛ مما يشكل خطراً، وهذه السلوكيات لا تساعد في بناء مناعة جيدة كما يعتقد البعض.
الشهور الأولى ليست الفترة المناسبة لبناء مناعة الطفل؛ فالأطفال حين يولدون معرَّضون للإصابة بالالتهابات الحادة والخطيرة من الأمراض.
القبلات من الأم وغيرها تنقل الأمراض للطفل الرضيع؛ لأنها ربما تكون حاملة لعدوى فيروسية أو بكتيرية أو فطرية. ومؤيدو هذه العادة يمارسونها بشكل تلقائي، كتعبير عن الحب والعاطفة التي يكنّها الأهل للطفل.
أثبتت الدراسات العلمية أن تقبيل حديثي الولادة قد يؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض. لهذا: احتضني طفلكِ، ضميه إلى صدرك، وقومي بتقبيله على جبهته أو وجنتيه أو ظهر يديه فقط، ولكن لا تقبّليه من فمه.
محبة المولود فطرة تولد بداخلنا، وعادة ما نقوم بالتعبير عنها بالقُبل التي تُطبع على خد، أو جبين، أو فم الطفل، ولكن كثيرين يجهلون أن هذه القبلة تنقل العديد من الجراثيم والفيروسات للطفل. فترة بداية حياة الطفل فترةٌ غاية الحساسية، كما أنها ليست الفترة المناسبة لبناء مناعته؛ فالطفل معرّض للإصابة بالالتهابات والعديد من الأمراض الخطيرة في هذا الوقت. ضعف مناعة الطفل تجعله مُعرّضاً بشكل كبير لاستقبال الميكروبات ومسببات الأمراض، والإصابة بالأمراض الفيروسية المعروفة، كالهربس، والإنفلونزا، والسعال الديكي والتهاب السحايا. فيروس الهربس البسيط: مرض يهاجم أجزاءً مهمة من الجسم، مثل: الكبد، والكلى، والرئتين، والجهاز العصبي المركزي، بالإضافة إلى الجلد، والفم، والعينين. وتقدّر نسبة الأشخاص الحاملين لفيروس الهربس الفموي في العالم 85 بالمئة من البالغين، وليس من الضروري ظهور أيّة أعراض عليهم، ويُعتبر الهربس الفموي الفيروسي، الأكثر شيوعاً عند الأطفال. وغالباً ما ينتقل لهم عن طريق القُبَل على الفم أو الخد.
أعراض الهربس:
ارتفاع درجة حرارة الجسم، تهيُّج في الجفن والعين، فقدان الشهية، وظهور ظهور طفح جلدي على الطفل. واكتشاف هذه الأعراض مبكراً، يساعد في التخلُّص من العواقب الخطيرة التي يتسبب بها، وكذلك التوجُّه إلى المستشفى لتلقي العلاج على الفور، وإلا فإن الطفل سيتعرض لآلام ومضاعفات مثل: تلف الكبد والدماغ، وقد تصل إلى الوفاة. مرض كثرة الوحيدات: وينتقل عن طريق اللعاب من شخص إلى آخر عن طريق التقبيل، أو استخدام الأكواب معاً، أو مشاركة الماء والطعام. وفي حال الإصابة، تظهر على الطفل بعض الأعراض التي يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل: ارتفاع درجة حرارة الطفل، والشعور بالغثيان، والقيء، والتعب والإرهاق الشديد. وعادةً ما يصاحبها تورُّم في الغدد الليمفاوية. عدوى الزكام: هو من الأمراض المُعدية سريعة الانتقال من شخص إلى آخر؛ لذلك يجب الابتعاد عن الأطفال حديثي الولادة لمنع إصابتهم بالعدوى؛ حيث ينتقل إليهم عن طريق العطس بالقرب منهم. تسوُّس الأسنان: قدّمت الدراسات الحديثة نتائج تدل على أن احتمالية تسوُّس الأسنان بعمر مبكّر عند الأطفال، ترتفع في حال تعرُّضهم لعدوى بكتيرية في صغرهم، والتي قد تكون انتقلت إليهم بواسطة اللعاب عن طريق التقبيل على الفم أو الخد. الإصابة بالنزلات المعوية: حيث يتم انتقال العدوى من خلال التقبيل من شخص يحمل الفيروس، مثل مرض التيفود، وإذا تم تقبيل الطفل من فم شخص مدخن يَزيد من احتمالية إصابة الطفل بحساسية الصدر، ومشاكل الجهاز التنفسي والربو.
إرشادات واحتياطات قبل تقبيل حديثي الولادة
التقبيل على جبهة الطفل أفضل من الفم
الحذر والانتباه من أيّ شخص يكون قريباً من المولود، والتقليل من عدد الزوّار خلال الشهر الأول من الولادة، مع الامتناع عن اصطحاب الرضيع للأماكن العامة أو أماكن التجمعات والازدحام؛ خاصة عندما لا يتجاوز عمر الطفل بضعة أشهر.
غسل اليدين جيداً قبل الاقتراب من المولود، والحرص على الابتعاد عنه حال الإصابة بالتهاب الحلق، أو السعال، أو الرشح، أو الطفح الجلدي.
مراقبة الطفل خلال الأشهر الأولى من حياته؛ للكشف عن أيّة أعراض تدل على تعبه؛ حتى يقوى وينضج جهازهم المناعي مع التقدُّم في العمر.
أيّ ارتفاع في درجة حرارة الطفل في شهره الأول، يمكن أن يشير إلى إصابته بمرض خطير؛ لهذا يوصَى بالالتزام بإعطاء الطفل اللقاحات المقررة في الوقت المحدد له؛ للوقاية ضد الإصابة بالعديد من الأمراض المُعدية.
فوائد صحية ومعنوية لتقبيل الأم للرضيع
أم تقبّل طفلها المولود عل جبهته
رغم ما أكدته بعض الدراسات من عدم تقبيل الرضيع من فمه، إلا أن هناك دراسة استثنت قُبلة الأم لرضيعها في فمه من المخاطر؛ نظراً للفوائد التي تعود على الرضيع بسبب تقبيل أمه له من فمه، وهي: فوائد صحية: احتواء قبلة الأم على جانب مهم من البكتيريا، وبالتالي تقوية جهاز المناعة لدى الرضيع، الأمر الذي يحقق معه مقاومة أكيدة للأمراض التي تصيبه مثل: الزكام والتهابات الأذن. فوائد معنوية: توطيد العلاقة بين الأم والرضيع وبخاصة في الشهور الأولى؛ مما يعزز شعوره بالأمان، وتقوية الجانب العاطفي بينهما، وانعكاس ذلك على سرعة شفاء الرضيع في حال مرضه، سريعاً.