mena-gmtdmp

مولودك الجديد وطرق علاجه بين الخرافات والحقيقة!

صورة لمولود بين يدي أمه
تفسير عادات المولود بين الخرافة والحقيقة
ما زالت الخرافات الشائعة حول حديثي الولادة تتوالى منذ عشرات السنين وحتى يومنا هذا، وتشمل اعتقادات خاطئة يقوم بها الأهل بعد قدوم مولود جديد، وبخاصة الجدات، من باب المعرفة وطول العمرة وخبرة السنين، وفي الحقيقية تمثل خطأً كبيراً في حق المولود وصحته، وأحياناً تؤدي إلى وفاته.
اللقاء والدكتور عبد العزيز الرشيدي أستاذ طب النساء والولادة، الذي يقوم بالمزيد من الشرح والتفصيل لجروح وعادات المولود بين الخرافة والحقيقة، فيقول: يرون -مثلاً- أن جرح الحلمة والتهاب ثدي الأم يمكن أن يُشفى بنقطة من لبن الثدي، وكذلك عين المولود الحمراء، أو حالة وجود عماص بالعين!
وخرافة أخرى تتكرر؛ أن رئة الرضيع تزداد قوة بترك المولود يبكي من دون استجابة، والحقيقة أن نتيجة ذلك: الرضيع لن يعتمد عليك مستقبلاً؛ لأنك خذلته في أيامه وشهوره وسنواته الأولى! وعلمياً ترك الرضيع يبكي؛ يقلل من ذكائه في طفولته المبكرة، ويزيد من تمرده ونقمته في مراهقته، ويفقده القدرة على التحكم بانفعالاته في شبابه! التقرير يضم عدداً من الخرافات بجانب محاولة وضع الحقيقة أمامها.

الأولى: خرافة أن المولود لا يستطيع رؤية أي شيء!

أم تقبل مولودها
  • يأتي هذا الوهم من خرافات حول المولود الصغير، غالباً من الطريقة التي تتحرك بها عيونه بشكل عشوائي في بعض الأحيان، ما يجعل والده وأمه يفترضان أن شيئاً ما غير دقيق مع المولود الصغير، وأن المواليد لا يرون شيئاً في الأشهر الأولى.
الحقيقة:
أن بصر المولود الجديد هو فعلياً قطعة ضبابية، لكن هذا لا يعني أنه غير قادر تماماً على رؤية ما يدور حوله؛ فهو يستطيع رؤية الأشياء من حوله منذ لحظة الولادة، ولكن بصورة ضبابية، وتبدأ عيناه في التركيز على الألوان والحركات تدريجياً في الأسابيع الأولى.

الثانية: خرافة أن جري الطفل وقفزه يسبب تقوس الساقين!

  • تظن بعض الأمهات أن تقوس الساقين عند الأطفال يحدث نتيجة ركضهم وقفزهم.
الحقيقة:
يُولد الأطفال بساقين مقوستين بشكل طبيعي، نتيجة وضعيتهم في الرحم، وتستقيم هذه الساقان مع بدء الطفل في الوقوف والمشي.
  • طول الطفل عند الولادة يدل على طوله المستقبلي! يعتقد البعض أن طول الطفل عند الولادة يحدد طوله وهو بالغ.
الحقيقة:
العوامل الجينية هي التي تحدد طول الطفل، وبالتالي فإن حجم المولود عند الولادة ليس مؤشراً دقيقاً على طوله النهائي في المستقبل.

الثالثة: خرافات شائعة حول الرعاية الصحية

أم تشعر بالتعب وهي تحمل طفلها
  • استخدام دم الحيض لعلاج طفح جلدي أو بثرة لدى المولود، وهذه خرافة شعبية لا علاقة لها بالواقع.
الحقيقة:
تجب استشارة الطبيب في حال وجود أي مشكلة صحية لدى المولود.
  • رضعة الأعشاب بعد الولادة.
الحقيقة:
هذه الرضعة ليس لها أي أهمية للطفل؛ لأن لبن السرسوب أكثر فائدة للطفل، ولأن معدة المولود صغيرة جداً إذا قمنا بإرضاعه لهذه الأعشاب؛ فسوف تمتلئ معدة الطفل وتصبح الرضاعة في هذا الوقت ليس لها قيمة.

الرابعة: خرافة وضع الكحل المخلوط بالبصل!

  • هذه العادة من الأشياء الخاطئة التي تضر الطفل بشكل كبير، وتتسبب في التهابات شديدة لعين الطفل، ولكن قطرات العين التي تستمر مع الطفل لمدة أسبوع حسب إرشادات طبيب الأطفال، كافية جداً وتقوم بتنظف وحماية عين الطفل وتزيل التهابات العين.
  • تقديم الحلقوم للمولود.
وهي عادة قديمة نتيجة لحبهم وشغفهم بالحلوى السائدة لديهم، التي تشتهر بها بلاد الشام وتركيا خصوصاً، ولكن يمنع تقديمه لمولود بمجرد ولادته.
حيث توصي الجدات بالنوم والراحة للأم، وفي المقابل يتعهدن برعاية المولود؛ بأن يضعن في فمه قطعة من الحلقوم، ليقوم بمصها فيخلد إلى النوم.
الحقيقة:
أن السكر ضار بالمولود، ويتسبب في رفض المولود للرضاعة من أمه بعد ذلك، بجانب إصابته بالمغص والغازات ونقص الوزن.
  • إدخال السرة داخل الحفاضة:
ما يؤدي إلى تلوث السرة، ومن أهم أسباب زيادة الصفراء عند الطفل.
  • ارتداء الملابس الخفيفة أو الثقيلة للطفل.
ارتداء الملابس الرقيقة والمعتدلة على جلد الطفل، يُعَدُّ أمراً مناسباً؛ لأن الطفل جلده رقيق جداً ويتأثر بسهولة بدرجة الحرارة الخارجية، عكس ارتداء الملابس الثقيلة بدافع الخوف عليه من البرد.
  • إهمال تحليل الغدة الدرقية.
هذا التحليل مجاناً في كل مكاتب الصحة في أول أسبوع من الولادة، وإذا ثبت وجود أي مشكله للطفل، يطلبون فوراً إعادة التحليل والبدء في العلاج.
  • إهمال تحليل التمثيل الغذائي.
هذا التحليل مجاناً في كل مكاتب الصحة في أول أسبوع من الولادة، وإذا كانت هناك أي مشكلات، تتم إعادة التحليل، وغالباً يتم تغيير نوع اللبن.

الخامسة: خرافة ترك الطفل نائماً من دون رضاعة ليستصح!

إيقاظ الطفل للرضاعة ضرورة

الطفل فور ولادته ينام حوالي 20 ساعة في اليوم؛ فلا بُدَّ أن يرضع كل ساعتين، لأن عدم إرضاعه يتسبب في مشكلات كثيرة منها زيادة الصفراء.
  • وضع لمبة البيت لعلاج الصفراء!
تحليل الصفراء؛ فإذا وصلت لنسبة معينة، لا بُدَّ أن يدخل الطفل الحضانة؛ حتى لا تؤثر الصفراء في وظائف المخ، واللمبات الموجودة في الحضانة لمبات علاجية، عكس اللمبات الموجودة في البيوت.
  • وضع الطفل في غربال احتفالاً بـ"السبوع"، وهذا من أهم أسباب نزيف المخ عند الأطفال.
  • زرقان الأطراف بسبب مشكلة في قلبه!
هذا الزرقان يكون في الشفايف واللسان والأطراف، والحقيقة أنه يكون بسبب ارتدائه ملابس قليلة، فإذا قمنا بتدفئة الطفل؛ فسينتهي الزرقان.
  • الأم تقع في حب وليدها في حين تراه للمرة الأولى!
على الرغم من أن الأم قد تفترض أنها ستقع في الحب مع طفلها منذ المرة الأولى التي تضع فيها عينيها عليه؛ فهذا ليس هو الحال، قد تستغرق الرابطة العاطفية بين الأم وطفلها وقتاً لتتسع وتنمو لتصبح قوية.

السادسة: خرافة أن الأطفال ليس لديهم ركب!

  • الخرافة تقول إن الطفل الصغير يُولد بالركبتين، لكنهما غير صلبتين كما هو الحال في البالغين، والبديل هو الغضروف الأملس.
ومع نمو الطفل في السنوات اللاحقة، يبدأ هذا الغضروف في التحول إلى عظام صلبة وقوية حتى تصير بشكلها الأخير ركبتين داعمتين وقويتين.
  • المولود بحاجة إلى الاستحمام كل يوم!
والحقيقة أن كل ما يريدونه هو تنظيف الوجه والرقبة والذراعين كل يوم، والحفاظ على تلك المناطق ناعمة.
  • حمل الطفل وهو يبكي.. يفسده!
البكاء هو إحدى الطرق التي يحاول فيها الطفل التحدث مع والده وأمه ومحيطه؛ لذلك من المهم محاولة التعرف إلى لغة بكائه بدلاً من إهماله.
  • ضرورة مسح الحبل السري كل يوم بالكحول الطبي!
لا توجد أي حاجة لاستخدام الكحول أو المعقم لتنعيم الحبل السري للطفل الجديد، ومع ذلك يمكنك تنعيمه بالماء طوال مدة الطفل وسط حوض الاستحمام أو الغسل، لكنك تحتاجين إلى تنعيمه برفق والتأكد من جفافه جيداً، وإذا شعرت بتراكم الغبار فيه؛ فيمكنك استخدام صابون تنظيف معتدل مناسب لمسام وبشرة الطفل.

السابعة: خرافة أن المولود العادي يفرز نفايات ثابتة كل يوم!

البكاء المتواصل وراءه سبب لا تعرفه الأم

هذا غير حقيقي، المولود الصغير لن يكون قادراً على تحقيق ذلك لعدة أيام متتالية، أو ربما لمدة أسبوع كامل، وهذا لا يشير دائماً إلى أن الطفل مريض يعاني من الإمساك، وعادة ما يكون الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة للإصابة بالإمساك.
  • الأطفال يبكون من دون هدف محدد!
لكل طفل أنواع عديدة من الصرخات، لكل منها معنى وصوت مميز في حالة فحصها بدقه، هناك بكاء فريد يشير إلى الجوع، ونوع آخر يشير إلى النعاس، ونوع آخر يشير إلى المغص، وما إلى ذلك.
  • طفل يبكي بشكل مفرط ما يدل على معاناته من مرض!
هذا دليل على أنه يرغب في شيء ما، أو أنه لم يعُد يشعر بالراحة، ولكن هذا لا يعني دائماً أنه يشعر بالألم أو أنه مريض؛ فهذا الظن هو نوع من الخرافات.
للتأكد لا بُدَّ في ذلك من: وصول الحمى، صعوبة التنفس، وتظليل مسامه وجلده الذي يتحول إلى اللون الأحمر أو الأزرق، وتتحرك قدماه وذراعاه باستمرار.
لهذا السبب يقترح المتخصصون البحث عن إعادة تقييم سبب للألم، بما في ذلك: وجود خدش صغير في عينه.
افحصي حفاض الطفل، حاولي إطعام مولودك؛ فقد يكون جائعاً.
إذا لم تنجح إحدى الإستراتيجيات المذكورة أعلاه؛ فحاولي تعتيم إضاءة الغرفة ليستعد طفلك للنوم، وعليك أن تدركي أن بكاء المولود يمكن أن يكون بسبب إحساسه بتوتر والدته، لكن الطفل لن يكون بالتأكيد على دراية بالأمور التي تحتاجها الأم إليه؛ لذا حاولي باستمرار اكتشاف ما يحبه وما الذي قد يجذب انتباهه.