mena-gmtdmp

هل تُحبّ الأم أحد أبنائها أكثر من الآخرين؟ اختبار يحدد موقفك

صورة لأم تتلقى قبلتين من بنتيها
ضرورة عدم التفريق في المعاملة بين الأبناء


هل سألتِ نفسك يوماً: هل أُحبّ أحد أبنائي أكثر من الآخرين؟ كلنا- نحن الأمهات- نعرف أنه من الأسئلة المسكوت عنها، وربما تخجل الأم من الإجابة عنه أو التصريح بموقفها علناً، وقد تثير القلق أو الذنب مثل: من تفضلين من الأبناء؟ أو، أي الأبناء أحب إلى قلبك؟ من أفضلهم؟ من الذي ترتاحين في الحديث معه؟ ..الخ.
والحقيقة أن التفضيل بين الأبناء ليس أمراً نادراً، كثير من الأمهات يجدن أنفسهن أكثر صبراً مع طفل معيّن، أو أكثر ميلاً لقضاء وقت معه، وهذا الشعور طبيعي؛ لأن لكل طفل شخصية مختلفة، ولكن ما يترك الأثر العميق المرضي على الطفل، هو طريقة تعبير الأم عنه، وعلى الأم الانتباه؛ فالأطفال أذكياء في التقاط الإشارات الدقيقة، كلمة مقارنة، نظرة رضا، أو قرار صغير قد يوحي بأن أحدهم أقرب إلى قلبك. وهنا يبدأ إحساس الطفل بعدم المساواة، وهو إحساس يرافق الطفل لسنوات طويلة، ويؤثر على ثقته بنفسه.
التقرير التالي يحوي اختباراً قصيراً يساعد كل أم على التفكير في مشاعرها وسلوكياتها اليومية مع أبنائها، ويدعو الأم للتحلي بمزيد من الوعي والتوازن في توجيه حبها لأبنائها. أشرف على الأسئلة الدكتورة فاطمة الشناوي استشاري طب النفس ومحاضِرة التنمية البشرية.

أفكار قبل الاختبار

أخوة يتمتعون بصحة نفسية عالية


التفضيل بين الأبناء ليس جريمة ولا علامة على ضعف الأمومة، بل هو انعكاس طبيعي لاختلاف الشخصيات والظروف، لكن الفرق الجوهري وما يكمن في الوعي. في طريقة التعبير عن هذا التفضيل.
المثالية ليست مطلوبة، والتوازن التام في توزيع الحب بالتساوي قد يكون مستحيلاً، لكن بذل الجهد في منح كل ابن وابنة إحساساً بالحب والعدل هو ما يبني أسرة صحية ويوقف إحساسك بالتقصير تجاه أي منهم.
الاختبار الذي ستجيبين عن أسئلته أشبه بالحوار مع نفسكِ ومع أبنائك، وتذكّري دائماً أن حبك لأطفالك ليس منافسة، وأن الحب بقلب الأم دائماً ما يتسع للجميع.

ثورة في عالم الأمومة والذكاء الاصطناعي يتدخل.. تعرفي إلى التفاصيل

الاختبار يحدد موقفك

عائلة سعيدة


أجيبي بصراحة عن ال7 الأسئلة التالية:

  1. هل تجدين نفسك تقضين وقتاً فردياً أطول مع أحد الأبناء؟
  2. هل تكونين أكثر صبراً أو تسامحاً مع أخطائه مقارنة بإخوته؟
  3. هل تقارنين أبناءك ببعضهم، إيجاباً أو سلباً، ولو بدافع التشجيع؟
  4. عند اتخاذ قرارات عائلية، هل تميلين غالباً لمراعاة تفضيلات طفل بعينه؟
  5. هل تشعرين بارتباط عاطفي أقوى مع أحدهم لأنه يشبهك أكثر أو لأنه الأصغر؟
  6. هل تمدحين أو تدافعين عن أحدهم أكثر من الآخرين في حضور الأسرة؟
  7. هل لديك أسرار صغيرة وحكايات أو نكات خاصة تتشاركينها مع أحد الأبناء من دون غيره؟

تفسير النتائج

البنات حظهن أوفر في التقارب العاطفي مع الأم


إذا كانت معظم إجاباتك "نعم" على الأسئلة:
من المحتمل أن لديك ميلاً عاطفياً نحو أحد الأبناء، وهذا ليس دليلاً على أنكِ "أم غير عادلة"، بل انعكاس طبيعي لاختلاف شخصيات أبنائك، المهم أن تكوني واعية وتحرصي على تحقيق توازن في معاملتهم.
إذا كانت إجاباتك "لا" على أغلب الأسئلة:
أنتِ حريصة على المساواة ومع ذلك، لا يكفي أن تكوني عادلة في نظرك فقط، بل يجب أن يشعر كل ابن وابنة بعدالتك، فقد يظن أحدهم أنكِ أقرب إلى شقيقه حتى لو لم يكن ذلك صحيحاً.

التحليل العلمي

طفلة سعيدة بين والديها
  • دراسات أكاديمية أثبتت أن الأبناء الذين يشعرون أن الأم تفضّل أحد إخوتهم يكونون أكثر عرضة للاكتئاب والقلق حتى بعد بلوغهم سن الرشد، أي أن الأمر ليس عابراً، بل قد يترك بصمته النفسية لعقود.
  • عندما يشعر الأبناء بعدم المساواة، يقلّ الترابط بينهم وتزداد الغيرة والمنافسة، كما تتحول الأسرة إلى ساحة مقارنة بدلاً من أن تكون مساحة دعم وتعاون.
  • تظهر الدراسات أن البنات غالباً ما ينلن حظاً أوفر من القرب العاطفي، كما أن الأطفال الأكثر التزاماً أو تعاوناً يحصلون على تعامل مميّز، بجانب ترتيب الميلاد، له تأثير أيضاً؛ الأكبر كونه "الأول"، بينما الأصغر لأنه "آخر العنقود".
  • حتى لو كنتِ حريصة على العدالة، يكفي أن يشعر أحد الأبناء بوجود تفضيل ليؤثر ذلك على صورته الذاتية، قد تنكر الأم أنها تميّز بين أبنائها، لكن الأطفال يلتقطون إشارات صغيرة؛ نبرة صوت، كلمة مقارنة، أو وقت أطول مع شقيق معيّن.
  • أظهرت تقارير عالمية حديثة أن الدعم العاطفي الذي يشعر به المراهقون من أسرهم يتراجع بشكل ملحوظ، هذا النقص في الدعم ينعكس بزيادة الضغوط النفسية.
  • ما يعني أن كل كلمة وقرار من الأم له وزن مضاعف في تشكيل توازن أبنائها النفسي، والجميل أن الوعي هو نصف الحل؛ حيث تشير الدراسات إلى أن الأهل الذين يدركون ميلهم للتفضيل، ويعملون بوعي على توزيع وقتهم واهتمامهم بعدالة، ينجحون في تقليل آثاره السلبية بشكل كبير.

ماذا أفعل إذا وجدتِ ميلاً لتفضيل أحد الأبناء؟

أخ وأخواته أقرب للأصدقاء


اعترفي من دون ذنب: إدراك المشاعر لا يعني أنكِ مخطئة، بل أنكِ واعية.
وازني وقتك: خصصي وقتاً فردياً لكل ابن أو ابنة بشكل متعمد.
لا للمقارنات: استخدمي لغة تشجيعية فردية بدلاً من "أخوك أفضل منك".
استمعي لرأي أبنائك: أحياناً قد يكشفون لك ما لا تلاحظينه.
اظهري العدل في الأفعال: القرارات اليومية فرصة عملية ليشعر الأبناء بالإنصاف.

إذا لم تجدي ميلاً للتفضيل:

حافظي على يقظتك: التفضيل قد يظهر في مراحل مختلفة من نمو الأبناء، حينما تظهر مواهبهم واختلافاتهم.
شجعي الروابط الأخوية: نظّمي أنشطة مشتركة تعزز التعاون بدلاً من المنافسة.
احتفلي بالاختلافات: ذكّري كل طفل أن لديه موهبة فريدة تميّزه عن الآخرين.