يوصي الأطباء حول العالم بضرورة تأخير حمام المولود الأول لمدة أربع وعشرين ساعة على الأقل؛ لكي يستفيد المولود من الطبقة الدهنية التي تغلف جلده، والتي تحقق له الكثير من الفوائد الصحية، ومنها تقليل إصابته بالأمراض عن طريق تعزيز مناعته؛ إضافة لزيادة إقباله على الرضاعة الطبيعية المبكرة والتقام ثدي الأم دون مشاكل، ولكن ذلك لا يعني أن تهمل الأم بعد ذلك استحمام الطفل بمعدل لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعياً.
هناك العديد من الأضرار الصحية التي قد تصيب الطفل وخاصة في مرحلة الرضاعة في حال لم تهتم الأم بتحميمه، وفي حال أنها اتبعت الخرافات والمعتقدات الخاطئة حول خطورة مس جلد الطفل للماء بكثرة، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة صفاء عبد الدايم؛ حيث أشارت إلى ما هي أضرار عدم استحمام الطفل ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، ومنها نقص وزن الطفل وكثرة تعرضه للأمراض والعدوى وغيرها في الآتي:
تعرض جلد الطفل للالتهابات الجلدية نتيجة لقلة الاستحمام
- اعلمي أن إهمالك في تحميم طفلك منذ ولادته بحيث يستحم على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً، واتباع الخرافات التي تشير إلى أضرار الاستحمام المتكرر للرضع، سوف يؤدي لإصابة الطفل ومنذ عمر مبكر بالالتهابات الجلدية المؤلمة، والتي تبدو واضحة في مناطق الثنيات من جلده الطري؛ حيث ستلاحظين وجود الاحمرار وأعراض تهيج الجلد في الأماكن التي يتراكم فيها العرق والأوساخ؛ مثل الخيوط والوبر من القماش، والتي لا تقومين بإزالتها بالماء والصابون.
- توقعي أن تظهر القشور الجلدية على بشرة الطفل في حال إهمال تحميمه بالمعدل الطبيعي، وإن كان يفضل أن يستحم كل يوم في فصل الصيف، وهذه القشور تكون مؤلمة ومزعجة للغاية للطفل وتصيبه بالأرق؛ إضافة لأنه يظل لديه شعور عام بعدم الراحة، وتتطور القشور على جلد الطفل؛ لتصبح بحاجة إلى علاج؛ حيث تنمو تحتها الفطريات ويجب عليك عدم إزالتها بالليفة أو عن طريق محاولة نزعها؛ لأنها سوف تُفاقم المشكلة، وسوف يكون ذلك مؤلماً، ولذلك ففي حال ظهور هذه القشور خصوصاً في رأس الطفل يجب ترطيبها بزيت الزيتون، وتركها لنصف ساعة، ثم غسل شعر الطفل بشامبو الأطفال المناسب وتركه ليجف تلقائياً؛ حيث ستزول بالتدريج دون أن تؤذي فروة رأسه الطرية.
قلة النوم والأرق بسبب قلة الاستحمام

توقعي أن من أهم أسباب قلة النوم والأرق أو النوم المتقطع عند الرضع خصوصاً، والذي يدفعك للتساؤل هل معاناة الأطفال الرضع من النوم المتقطع أمر طبيعي؟ فمن أهم الأسباب لذلك هو عدم استحمام الطفل وتراكم الجلد الميت فوق بشرته بحيث يكون لديه شعور عام بعدم الراحة، وعدم شعور الطفل بالانتعاش يؤدي إلى إحساسه بالضيق الدائم، فسوف تلاحظين أن رضيعك كثير البكاء؛ مما يعني عدم حصول طفلك على النوم المتواصل، والذي يمنحه المزاج الجيد والصحة والنضارة، وسوف تلاحظين أن طفلك ينام ويصحو؛ مما يجعله عصبياً أكثر، في حين أنك لو قمت بتحميم الطفل ثم إرضاعه في ساعات المساء، فسوف تلاحظين أنه سوف يخضع للنوم لساعات متواصلة، والنوم الليلي يفيد الطفل؛ حيث ينشط هرمون النمو، وتتعزز مناعته أيضاً، وتتحسن حالته النفسية.
نقصان الوزن وتأخر النمو بسبب قلة الاستحمام

لاحظي أن تحقيق الطفل لزيادة طبيعية في الوزن، وذلك حسب المعدل الطبيعي، كما أن نمو الطفل الطبيعي دون ظهور علامات تأخر النمو يرتبط بقوةٍ باستحمام الطفل؛ حيث إن شعور الطفل بالراحة وتفتح مسمات جلده وتخلصه من العرق وتراكم الخلايا الجلدية الميتة، يُزيد من إقباله على تناول الطعام عموماً، وسوف تلاحظين أن طفلك الذي تخافين عليه من المرض بسبب كثرة الاستحمام، لن يكون بحجم طبيعي مثل باقي الأطفال الذين تحرص الأمهات على تحميمهم خصوصاً في فصل الصيف، وتحديداً قبل موعد النوم أي في ساعات المساء.
رفض الرضاعة الطبيعية بسبب قلة الاستحمام

- توقعي ألا تسير الرضاعة الطبيعية على وتيرة طبيعية، وسوف تواجهين مشاكل كثيرة خلال إرضاع طفلك؛ خاصة مع حرصك على أن تكون الرضاعة الطبيعية هي مصدر التغذية الأول للطفل، والحقيقة أن عدم شعور الطفل بالراحة بسبب التهاب الحفاض، والناتج عن قلة الاستحمام وملامسة الماء، وكذلك تراكم الأوساخ تحت ثنيات الجلد مثل العنق والإبطين، سوف يؤدي لشعوره بالضيق، مما يترتب عليه ألا يستمر الطفل بالرضاعة الطبيعية، وسوف تلاحظين أنه يترك الثدي ويبكي، أو أنه يمص القليل من الحليب ثم يتوقف؛ حيث إنه لا يمتلك الطاقة التي تشجعه على المص بسبب شعوره العام بالخمول والكسل.
- اعلمي أن تحميم الطفل بالماء الدافئ مثلاً يساعد كثيراً على تخليص الطفل من المغص والغازات والانتفاخات، وهي أهم المشاكل التي تواجه الرضع في الشهور الأولى؛ حيث إن قيامك بتدليك بطن الطفل بعد تجفيفه جيداً بالقليل من زيت الزيتون الدافئ يساعد في تخليصه من المغص؛ إضافة لأن استحمام الطفل سوف يساعده على التخلص من الغازات التي تملأ معدته وأمعاءه، وبالتالي سوف يُزيد إقباله على الرضاعة فتتحسن صحته بشكل واضح.
التعرض المستمر للأمراض الفيروسية بسبب قلة الاستحمام
- لاحظي أن هناك علاقة وطيدة اكتشفها الأطباء، ومن خلال الكثير من الدراسات، بين قلة استحمام الطفل وتعرضه للإصابة بالعدوى الفيروسية خصوصاً مثل الإصابة بالرشح والأنفلونزا، على عكس ما قد تتخيلين أن استحمام الطفل سوف يؤدي إلى تعرضه لتيارات الهواء الباردة، مما يعني إصابته بالرشح والدوار والبرد. والحقيقة أن تحميم الطفل باستمرار، ويكون ذلك يوماً بعد يوم في فصل الشتاء مثلاً، يعمل على تنشيط الدورة الدموية في جسم الطفل، مما يعني تقوية مناعة الطفل وتحفيزها، فتقل المرات التي يُصاب بها بفيروسات الجهاز التنفسي خصوصاً.
- اعلمي أن الاستحمام للأطفال عموماً يحقق الكثير من الفوائد لصحتهم ونفسيتهم؛ حيث إن استحمام الطفل وشعوره العام بالنظافة يساعد على حمايته من الأمراض بشكل عام؛ لأن النظافة الشخصية مهمة في حماية الطفل سواء حماية شعره وجلده وأعضاء جسمه؛ لأن تعرض الطفل للأوساخ مثلاً يعمل على إصابته بالأمراض والعدوى بأشكال مختلفة.
قد يهمك أيضاً: طريقة تحميم الطفل الرضيع الصحيحة
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.