mena-gmtdmp

لماذا يحب الأطفال الحلويات أكثر من الكبار؟ 

صورة طفلة تتناول الكاندي
لماذا يحب الأطفال الحلويات أكثر من الكبار؟ 

في كل مرة تأخذين طفلك إلى البقالة، يتوسل إليك مراراً وتكراراً ليطلب منك حبوب إفطار غنية بالسكر. فيما أنت لا تريدينه أن يفرط في تناول الحلويات والسكر، وفي الوقت نفسه، لا تريدين جعل الحلويات "فاكهة محرمة" وبهذا تساهمين في زيادة رغبته الشديدة في تناول السكر.
إذا كان طفلك يشتهي السكر باستمرار، فقد تشعرين بالقلق. إذا كان طفلك يُفرط في تناول الطعام في الحفلات أو البيت، فقد يبدو موضوع السكر وتناول الحلويات مُرهقاً.
حيث يخشى بعض الآباء من أن الحلويات تلعب دوراً كبيراً في نظام أطفالهم الغذائي. ويخشون أن يصبح التعرض للسكر خارجاً عن السيطرة (وبعض الأطفال لا يملكون سيطرة كافية عليه)، فيصبح لديهم هوسٌ بالسكر، تعرفي إلى سبب حب العديد من الأطفال للحلويات وكيف يمكنك مساعدتهم في الحفاظ على توازن غذائي صحي، كما ينصحك الأطباء والاختصاصيون.

كم عدد الحلويات المسموح بها؟

الحلويات تجعل الطفل سعيداً


عندما يتحدث الآباء عن الأطعمة الحلوة والحلويات السكرية، غالباً ما يكون هناك شعور بالذنب، ويسألون أنفسهم: هل ينبغي عليهم تحسين مراقبتنا؟ أم ينطلق العنان لأطفالنا ونتركهم يأكلون الحلوى حتى يشبعوا؟ وما الذي يشكل طعاماً حلواً على أي حال؟ حلوى؟ عصير ليمون؟ صلصة سباغيتي؟ زبادي؟
للأسف وبعبارة أخرى، أصبح تناول الحلويات يشكل حجر الزاوية غير المرغوب فيه في النظام الغذائي لبلدان العالم.
في دراسة أُجريت عام ٢٠١٢، وركزت على أنماط استهلاك السكر المضاف، وجد الباحثون أن الأولاد يتناولون الحلويات أكثر من البنات، وأن أنواع الأطعمة السكرية المستهلكة تأتي في الغالب من الطعام لا من المشروبات. إضافةً إلى ذلك، يُستهلك معظم الحلويات في المنزل. لكن في الآونة الأخيرة انخفض إجمالي استهلاك السكر المضاف بين الأطفال الصغار والأطفال من حوالي 15% إلى 12%، وبين المراهقين ومرحلة ما قبل المراهقة من 18% إلى 14% من إجمالي السعرات الحرارية، بسبب حملات التوعية المكثفة.
وتشير دراسة جديدة إلى أن تناول الحلويات ربما تطور كوسيلة لمساعدة الأطفال على البقاء على قيد الحياة من خلال دفعهم إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية أثناء فترات النمو الرئيسية. فليس من المستغرب أن يثبت الباحثون مراراً وتكراراً أن الأطفال أكثر ميلاً من البالغين إلى تناول شيء مثل وعاء من Fruit Loops.
لكن تفضيل الأطفال الصغار للأطعمة الغنية بالسكر قد يكون أكثر رسوخاً بيولوجياً، حيث يعتقد العلماء الآن أن أجسام الأطفال النامية قد تدفعهم إلى الرغبة في تناول المزيد من السكر، وقد يزداد شغف الطفل بالحلويات خلال فترات النمو السريع.
ورغم كل الدراسات فإن العلماء يدركون منذ فترة أن الأطفال يفضلون النكهات الحلوة والمالحة على حدّ سواء مقارنةً بالبالغين، وأنهم ليسوا مضطرين لتعلم حب السكر والملح. لكن لا أحد يستطيع تحديد السبب بدقة.
إلا أن أن الأمر بالتأكيد مرتبط بمراحل نمو الأطفال، لأن الأطفال الذين سعوا إلى تناول سعرات حرارية أكثر كانوا على الأرجح أكثر حظاً في البقاء على قيد الحياة.

رسائل مربكة من اختصاصيي التغذية

إن عبارات مثل "تناول كميات أقل"، أو "تناول الحلويات باعتدال"، أو حتى "تجنب كل الحلويات"، والتي يقولها اختصاصيو التغذية، قد تسبب ارتباكاً للآباء، وتتركهم يتساءلون عما يجب عليهم فعله بالضبط، وخاصة إذا شعروا أن طفلهم لديه رغبات أو سلوكيات تتجاوز الاستجابة النموذجية للحلويات والمعجنات. بعض الآباء والأمهات يتجنبون الحلويات تماماً، فيتخلصون من أي ذرة سكر في المنزل، على أمل تحسين الوضع وتقليل اهتمام أطفالهم بها.
لكن ما يحدث في أغلب الأحيان هو طفل يشتهي السكر باستمرار ويصبح شديد التركيز عليه. وقد يعلم بعض الآباء أن طفلهم يأكل الكثير من الحلويات، لكنهم لا يعرفون ماذا يفعلون حيال ذلك. يتذبذبون بين تناول الكثير منها وعدم تناولها على الإطلاق. إنهم عالقون في نمط غير صحي وغير منتج لا يخدم صحة أطفالهم.

هل إدمان السكر عند الأطفال حقيقي؟

يُنشّط السكر مركز المكافأة في الدماغ. الدوبامين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، لا يُثير المشاعر الإيجابية فحسب، بل يُحفّز طفلك على الاستمرار في فعل ما يُشعره بالسعادة.
وليس الأمر كما لو أن الشخص قد يُدمن المهدئات الممنوعة، لذا كوني مطمئنة: لا يوجد دليل على أن إدمان السكر موجود لدى الأطفال. ومع ذلك، فإن بعض الأطفال يحبون الحلويات ويظهرون سلوكيات مثل الانفعال عند رؤية أو رائحة الطعام، وتناول الطعام بشكل متهور.

ما كمية السكر اليومية للأطفال؟

ما كمية السكر اليومية للأطفال؟


هناك بعض الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار عند تناول الأطعمة والحلويات السكرية للأطفال:

1. بالنسبة للأطفال من دون سن الثانية:

بالنسبة للأطفال الصغار، لا ينبغي أن يكون تناول السكر جزءاً من عادات النظام الغذائي المنتظم للطفل على الإطلاق. وإذا تمكنت من تأجيل تقديم الأطعمة لهم حتى بعد سن الثانية، فسوف تحصلين على بداية جيدة في مساعدة طفلك على تطوير براعم التذوق وتفضيل الأطعمة الصحية مع ضمان حصوله على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية.
ومن المقبول أن يتناول الصغار كعكة يوم ميلاد. جميع الأطفال يفعلون ذلك. لكن النقطة الأساسية هي تجنب تقديم الحلويات بانتظام في أول عامين من حياتهم .

2. للأطفال الأكبر سناً والمراهقين:

إن تجنب تناول السكر أمرٌ صعبٌ للغاية، خاصةً مع تقدم الأطفال في السن. وهذا أحد أسباب انزعاج الآباء منهم، فالحلويات منتشرة في كل مكان، ومحاولة السيطرة عليهم مستحيلة. وهذا هو بالضبط السبب الذي يجعلك بحاجة إلى خطة للحلويات في المنزل.
حيث يُفاقم الاختلاف في التوصيات بشأن تناول السكر لدى الأطفال ما يجعل الإجابة مبهمة، تنصّ الإرشادات الغذائية للأمريكيين (DGA) مثلاً على أن يكون السكر أقل من 10% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية.
فيما تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه لا ينبغي أن يأتي أكثر من 5% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية من السكر المضاف.
لكن أغلب الأمهات يتبعن قاعدة ٩٠-١٠. الفكرة هي أن ١٠٪ من السعرات الحرارية في النظام الغذائي اليومي تأتي من الأطعمة السكرية الصناعية والدهنية للأطفال، بينما تأتي الـ ٩٠٪ المتبقية من الأطعمة المغذية.

لماذا يشتهي الأطفال السكر؟

السائل الأمنيوسي وحليب الثدي حلوان


هناك أسباب عديدة قد تدفع الطفل إلى تناول الأطعمة السكرية، وهي:
السائل الأمنيوسي وحليب الثدي حلوان، مما يُفضّل النكهات الحلوة.
يتذوق الأطفال النكهات الحلوة بشكل أكثر كثافة من البالغين، وهو ما قد يؤدي أيضاً إلى تحفيز المواد الكيميائية التي تشعر بالسعادة (الدوبامين) في الدماغ.
هم بحاجة إلى طاقة أكبر لنمو جسم الطفل، وبالطبع الجوع. الكربوهيدرات، الموجودة بتركيزات عالية في الأطعمة السكرية، تُعطي إشارة بالطاقة، ويمكنها إشباع الطفل الجائع بسرعة.
الملل، والعواطف، والعادات، يجعلهم ينجذبون نحو الحلويات والارتباط الإيجابي بتناول الحلويات والمأكولات اللذيذة.

إليك كيفية مساعدة الطفل الذي يشتهي السكر

على الرغم من وجود فكرة عن كيفية موازنة الأطعمة بحيث يأكل الأطفال أطعمة صحية في الغالب مع كميات صغيرة من الحلويات، فقد تحتاجين إلى بعض الإرشادات الإضافية.

  • لا تلومي طفلك (أو نفسك) إذا استمتعت براعم تذوقه بطعم السكر. بل تقبّليه كجزء طبيعي من تجربة التغذية في مرحلة الطفولة، حيث ينجذب الأطفال بطبيعتهم إلى الحلويات، لذلك ليس من ذنبهم أن يحبوا تناولها.
  • طوّري استراتيجيتك الخاصة بالحلويات، من خلال وضع الحدود، إذ يمكنك جعل الحلويات جزءاً من حياتك اليومية، أو لا. بعض الأمهات يتبعن قاعدة "لا حلوى أثناء أسبوع الدراسة"، ويسمحن لأطفالهن بمزيد من الحرية معهم في عطلات نهاية الأسبوع.
  • اهدئي، وارتاحي حيث يمكنك رسم الخط، مع الأخذ في الاعتبار ما يمكنك التعامل معه عقلياً وعاطفياً، وما هو جيد لطفلك وللعائلة بأكملها.
  • ليس من الضروري أن تكون الحلويات مرادفة للأطعمة السكرية، وفكّري في وعاء مليء بالفاكهة مع القليل من زبادي الفانيليا. أو قطعة من الخبز المحمص بزبدة الفول السوداني مع القليل من رقائق الشوكولاتة في الأعلى،
  • يجب أن تكون "الحلوى" غير مُشبعة بالسكر. حتى وصفات الحلويات التقليدية يُمكن تقليل كميتها لتقليل كمية السكر المُندفعة.
  • إذا كان طفلك يبدو منزعجاً بشكل مفرط من السكر، وأكثر حساسيةً لإشارات الطعام، مثل رؤية الطعام أو رائحته. وهذا ما يُسمى بالاستجابة للطعام، قدمي له قطعة حلويات، وإلا سيواجه صعوبة في تنظيم سلوكيات الأكل.
  • فكّري في إزالة الإغراء وإزالة الحلويات من البيت، إذا كانت تحفّز طفلك الانتقائي على الأكل أو الرغبة الشديدة في تناولها فإن وجودها بين يديه يُعدّ إغراءً كبيراً. من المرجح أن ينغمس في تناولها وقد يفقد السيطرة.
  • قدمي له خيارات أخرى من الوجبات الخفيفة المغذية والمرضية، وحددي أوقاتاً متوقعة لتناول الحلويات لمساعدة طفلك على معرفة الوقت المتوقع لتناولها، وتجنب الشعور بالقيود أو الندرة في الطعام .
  • إحدى طرق تشجيع الأطفال على تناول طعام غير الحلويات والوجبات السريعة المالحة هي إشراكهم في تحضير طعام صحي، كالخضراوات.

هل أطفالك مدمنون على السكريات؟ إليك 8 طرق مجربة لحل المشكلة
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص