يُصاب الأطفال في مراحلِ عمرهم المتتالية ومنذ سن الرضاعة بالكُحة، والكحة أو السُّعال غالباً ما تكون عبارة عن عرَض غير منفرد يترافق مع مرَض، وربما يكون ذلك المرض بسيطاً وينتهي بسيطرة مناعة الجسم عليه، وبالتالي فهو لا يستلزم العلاج؛ بل قد يحتاج لبعض الاحتياطات والتدابير الصحية المنزلية التي يقدمها وينصح بها طبيب الأطفال للأم، ولذلك يجب على الأم عدم اتباع أي وصفات دون الرجوع لطبيب الاطفال وفي نفس الوقت عليها عدم الإسراف في تقديم أدوية الكحة ومهدئات السُّعال للطفل .
اذا كان على الأم أن تستخدم وصفات منزلية لتقليل نوبات السعال عند الطفل؛ فمن الضروري أن تعرف الأم الفرق بين السُّعال الطبيعي عند طفلها الذي ينتهي دون مضاعفات والسُّعال المقلق، والذي يُوجِب العلاج، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" في حديث خاص بها؛ استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة بيان العامودي، حيث أشارت إلى 5 مشروبات منزلية تفيد في علاج السعال عند الأطفال خصوصاً بعد عمر السنة لأن معظمها يُضاف لها العسل، ومن بينها الكركديه، وغيرها من المشروبات في الآتي:
ما السعال غير المقلق عند طفلك الذي يمكن علاجه منزلياً؟

اعلمي أنه في حال أُصيب طفلكِ بالكُحة أو السعال لمدة خمسة أيام، ولكن نوبة السعال لم تكن متواصلة، أو أن طفلكِ كان يسعل بشكل متقطع بمعدل مرة كل أربع ساعات أو أقل قليلاً مثلاً؛ ففي هذه الحالة يجب عليكِ عدم اللجوء إلى الطبيب وطلب الأدوية، ويُفضَّل أن تقدمي لطفلكِ بعض الوصفات المنزلية المتداولة والبسيطة، مثل تقديم المشروبات الدافئة وشاي بعض الأعشاب الطبية مثل اليانسون والبابونج، ويجب أن تهتمي براحة الطفل وتدفئته ونومه بشكل متواصل، وعدم تعرُضه إلى الإجهاد باللعب كثيراً حتى يتعافى.
أسباب إصابة الأطفال بنوبات السعال بمجرد الخلود إلى النوم
- لاحظي أن طفلك، وخصوصاً في مرحلة الرضاعة؛ قد يعاني من ظاهرة طبيعية منتشرة عند الرُّضَّع وهي ظاهرة تُعرف بظاهرة الارتجاع المريئي، وحيث إن الارتداد أو الارتجاع الحمضي عند الرُّضَّع غالباً ما يصل إلى ذروة أعراضه في سن أربعة أشهر، وتبدأ هذه الأعراض في الاختفاء عند الطفل دونما الحاجة إلى العلاج، مع بلوغ الطفل سن سنة أو أكثر قليلاً بشهور ويُصاب بالسعال ليلاً بسببها.
- توقعي أن يزداد معدل السعال عند طفلكِ ليلاً، وحيث إن أعراض الارتجاع المريئي عند الطفل خلال النهار تكون على شكل حدوث القيء المستمر بعد الرضاعة أو بعد تناوُل الطعام، ويحدث انزعاج واضح عند الطفل ويبكي بشكل مستمر؛ لأن الحمض المرتد إلى أعلى الحلق، يكون مذاقه وإحساسه حامضاً أو حارقاً، كما تظهر على الطفل أعراض تؤثر في جهازه التنفسي، وتؤدي إلى تحسسه ومن هذه الأعراض إصابته بالسعال الليلي؛ خصوصاً بسبب ارتداد حمض المعدة أو جزء من الطعام الصلب إلى مؤخرة حلقه، كما أن الطفل المصاب بالارتداد المريئي، يكون أكثر من غيره من الاطفال تعرُضاً للإصابة بالالتهابات الرئوية المتكررة حيث يتسرب جزءٌ من الطعام الذي يتقيأه الطفل تلقائياً إلى الرئتين أو إلى القصبة الهوائية، بالإضافة إلى أن السعال الليلي خصوصاً يحدث بسبب تعرُّض الطفل لحالة تُعرف بالأزيز الصدري نتيجةً لإصابته بحالة الارتجاع.
أسباب منع تقديم العسل رغم فوائده للرُّضَّع قبل عمر السنة
- اعلمي أن العسل قد يحتوي في بعض الأحيان على نوع من البكتيريا الخطرة التي قد تؤدي لحدوث تشنجات عند الرضيع، وهذه البكتيريا قد تصل إلى عضلات التنفس وتؤدي إلى موت الطفل.
- لاحظي أن هذه البكتيريا الخطيرة التي قد تُوجد في العسل تؤدي إلى إفراز سموم تتسبب في حدوث تشنجات في عضلات الرضيع، كما أن الرضيع قبل عمر السنة تحديداً يعاني من نقص في المادة الحمضية التي تمنع من انتشار السموم في أنحاء جسمه.
5 مشروبات منزلية تفيد في علاج السعال غير المقلق عند الطفل
1- مشروب الماء الدافئ مع العسل
حيث يسهم الماء في ترطيب الجسم بشكل عام خاصة في حال إصابة الطفل بأعراض الرشح والبرد والإنفلونزا، وما يصاحبهما من احتقان وسعال، حيث إن الماء يعمل على تقليل السعال الليلي في حال كان دافئاً ومذاباً به القليل من العسل الصافي النقي. ويجب أن تتأكدي من مصدر العسل لأن العسل المغشوش المحتوي على السكر يتسبب في زيادة التهيج في الجهاز التنفسي والتعرض لنوبات السعال بشكل أكثر في حين أن العسل الطبيعي النقي الذي يكون معروف المصدر يُعَدُّ من مضادات الأكسدة التي تعزز من مناعة الطفل، ويسهم بشكل كبير في تقليل أعراض الحساسية الصدرية والحساسية المرتبطة بالجهاز التنفسي العلوي.
2- مشروب الزعتر الدافئ مع العسل
اعلمي أن الزعتر بوصفه نباتًا عشبيًّا جبليًّا وحين يكون أخضر وغير مجفف خصوصاً؛ يُعَدُّ أهم مطهر على وجه الأرض حيث يعمل على تطهير الجهاز التنفسي والهضمي في الوقت نفسه، وقد أطلق عليه الأطباء والحكماء قديماً أنه يشبه في تأثيره ما يفعله الفينيك في تطهير الأسطح والأدوات ولذلك فهو يفيد كثيراً في تقليل السعال عند الطفل خصوصاً عند خلطه بالعسل الصافي.
3- مشروب اليانسون
وحيث إن مشروب اليانسون الدافئ المحلي بالعسل يهدئ الشعب الهوائية التي تكون في حالة تحسس وتهيج، ويُوصف اليانسون في هذه الحالة إذا كان الطفل لديه أعراض تنفسية معروفة للأطباء مع ملاحظة إعداده بطريقة صحيحة بحيث تحافظين على الزيوت الطيارة بداخله وتقديمه دافئاً للطفل وليس ساخناً لكي لا يؤثر في الغشاء المخاطي للمجاري التنفسية العلوية.
4- مشروب الكركديه الدافئ

وحيث إن مشروب الكركديه يُوصف بأنه أفضل مشروب لدعم صحة الجهاز التنفسي بشكل عام، ويُوصف لكي يُقدَّم خلال مرحلة تقلب الفصول للكبار والصغار، ويمكنك اعتماده مشروباً يومياً للطفل، ويُفضَّل عدم غلي الأوراق بل نقعها وتقديم منقوعها دافئاً للطفل؛ لتعزيز مقاومة جهازه التنفسي ضد أي عدوى.
5- شوربة الخضار والدجاج الدافئة والطبيعية

وحيث تسهم شوربة الخضار المحتوية على خضار طبيعية وغير مجمدة، وكذلك شوربة الدجاج، في عملية تفكيك البلغم المتراكم على صدر الطفل؛ ما يقلل من نوبات السعال الليلي خصوصاً في حال كان الطفل أكبر من عمر السنة، وحيث إن شوربة الخضار تحتوي على مواد فعَّالة تسهم في القضاء على فيروس الإنفلونزا وبسبب محتوى شوربة الخضار من الفيتامينات؛ فهي تعزز من مناعة جسم الطفل.
قد يهمك أيضاً: السعال الديكي "الشاهوق" عند الأطفال
* ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.






