يُعد سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان خطورة وصعوبة في التشخيص المبكر، إذ غالباً ما يتم اكتشافه في مراحل متأخرة بعد أن يكون قد انتشر بالفعل. ورغم ذلك، فإن هناك علامات وأعراض مبكرة يمكن أن تساعد على كشفه في وقت مبكر، مما يرفع من فرص العلاج والسيطرة على المرض.
إعداد: إيمان محمد
لماذا التشخيص المبكر لسرطان البنكرياس يعتبر صعباً؟
بحسب الجمعية الأمريكية للسرطان، فإن السبب الرئيسي وراء خطورة هذا المرض هو أن البنكرياس يقع عميقاً داخل البطن، وبالتالي قد لا تظهر أعراض المرض بشكل واضح في بدايته. كثير من المرضى لا يلاحظون أي مشكلة إلا بعد أن يصل الورم إلى مرحلة متقدمة أو ينتشر إلى أعضاء أخرى. لهذا السبب، يركز الأطباء على أهمية الانتباه لأي تغييرات صحية غير مبررة تستمر لأسابيع أو شهور.
كما أن طبيعة الأعراض تجعل من السهل الخلط بينها وبين أمراض شائعة أخرى مثل التهابات المعدة أو مشاكل العمود الفقري، وهو ما يزيد من صعوبة التشخيص. لكن الوعي، إلى جانب الفحوص المبكرة، يظل العامل الأهم في إنقاذ الأرواح.
أعراض سرطان البنكرياس الأكثر شيوعاً

توضح الجمعية الأمريكية للسرطان أن هناك مجموعة من الأعراض التي يجب التعامل معها بجدية حين ظهورها، وهي كالآتي:
- اليرقان (اصفرار الجلد والعينين): من العلامات المبكرة التي قد تدل على انسداد القنوات الصفراوية بسبب ورم في البنكرياس. غالباً ما يصاحبه بول داكن وبراز فاتح.
- ألم البطن أو الظهر: قد يبدأ كألم غامض في الجزء العلوي من البطن ويمتد إلى الظهر. هذا العارض يتكرر وفق شهادات مرضى كثيرين.
- فقدان الوزن وفقدان الشهية: عندما يبدأ الجسم في استهلاك الطاقة بشكل غير طبيعي، قد يفقد المريض وزنه بسرعة دون اتباع حمية غذائية.
- الغثيان والقيء: تحدث غالباً عندما يضغط الورم على المعدة أو الأمعاء.
- تجلط الدم: في بعض الحالات، يكون ظهور جلطة دموية غير مبررة في الساق أو أماكن أخرى من الجسم مؤشراً مبكراً.
- ظهور السكري فجأة: تطور مرض السكري عند شخص لم يكن مصاباً به من قبل، أو صعوبة السيطرة على سكري قائم، قد يكون علامة تحذيرية.
كيف تظهر أعراض سرطان البنكرياس؟
بحسب مركز إم دي أندرسون للسرطان، فإن التجارب تكشف أن الأعراض قد تكون غير واضحة في البداية. على سبيل المثال، تروي إحدى المريضات أن رحلتها بدأت بآلام متقطعة في الظهر، ظنت في البداية أنها مرتبطة بالجلوس الطويل أو مشاكل العمود الفقري، لكنها استمرت لأسابيع حتى قررت إجراء فحوصات. وكانت المفاجأة أن السبب ورم في البنكرياس.
مريض آخر أشار إلى فقدانه للشهية ووزنه بشكل ملحوظ خلال فترة قصيرة، وهو ما دفع طبيبه لطلب تحاليل إضافية كشفت عن وجود السرطان. هذه القصص الإنسانية تؤكد أن الاستماع للجسد والانتباه للتغييرات الصغيرة قد ينقذ الحياة.
طرق تشخيص سرطان البنكرياس المتاحة
حتى الآن، لا يوجد فحص روتيني معتمد مثل الماموغرام لسرطان الثدي أو تنظير القولون. لكن يمكن للأطباء الاعتماد على:
- الأشعة المقطعية (CT Scan).
- الرنين المغناطيسي (MRI).
- تحاليل الدم للكشف عن مواد يفرزها الورم (Tumor markers).
قد تهمك مطالعة الجراحة الروبوتية للكبد والبنكرياس: طبيب عالمي يتحدث عن إصابة الهدف بدقة عالية
هذه الفحوص قد تكون أكثر فائدة عند الأشخاص المعرضين لمخاطر عالية، خاصة مَن لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطورة معروفة.
دور الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر للسرطان
أعراض سرطان البنكرياس تتداخل مع أعراض لأمراض أخرى، وهنا تلعب أدوات الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً. فقد طوّرت مراكز بحثية رائدة أنظمة قادرة على تحليل صور الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي بدقة عالية، يمكنها اكتشاف الأورام قبل أن يتمكن الأطباء من ملاحظتها سريرياً بفترة تصل إلى عام كامل. هذه الأدوات قد تغير مستقبل الكشف المبكر وتزيد فرص النجاة، إذ تمنح الأطباء وقتًا أكبر للتدخل وتحديد خطة العلاج المناسبة.
عوامل تزيد احتمالية الإصابة بالسرطان
إلى جانب الأعراض، هناك عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة:
- التدخين.
- السمنة.
- التاريخ العائلي لسرطان البنكرياس.
- العمر فوق 60 عاماً.
- الإصابة المزمنة بالتهاب البنكرياس.
الوعي بهذه العوامل لا يقل أهمية عن مراقبة الأعراض، لأنه يساعد الأشخاص على اتخاذ خطوات وقائية مثل الإقلاع عن التدخين أو المتابعة الطبية المنتظمة.
سرطان البنكرياس: متى يجب زيارة الطبيب؟
يشدد الأطباء على عدم الاستهانة بالأعراض إذا استمرت أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. فإذا لاحظ الشخص اصفراراً في الجلد، فقدان وزن مفاجئ، أو آلاماً متواصلة في البطن أو الظهر وفقدان الشهية، فإن زيارة الطبيب تصبح واجبة. الفحص المبكر لا يعني بالضرورة وجود السرطان، لكنه يتيح فرصة لاستبعاد أو اكتشاف المشكلة في وقت مناسب.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.