mena-gmtdmp

احذروا.. خفقان القلب قد يؤدي إلى سكتة دماغية

امرأة تشعر بدوخة شديدة - المصدر: pexels-oleksandr-pidvalnyi
امرأة تشعر بدوخة شديدة - المصدر: pexels-oleksandr-pidvalnyi

خفقان القلب هو إحساس غير طبيعي بتسارع ضربات القلب أو اضطرابها. ولهذا الخفقان مجموعة من الأسباب التي تختلف من البسيطة والعابرة (مثل التدخين، تناول الكافيين، الإجهاد الجسدي، الجفاف، قلة النوم، التوتر، القلق والخوف) إلى الأسباب الصحية التي تحتاج إلى تقييم طبي (مثل اضطرابات نظم القلب، قصور القلب، مشاكل في الصمامات، فقر الدم، فرط نشاط الغدة الدرقية، انخفاض السكر...).
ولكن يجب طلب المساعدة الطبية سريعاً إذا كان الخفقان مصحوباً بألم في الصدر، ضيق شديد في التنفس، دوخة شديدة أو إغماء واستمرار الخفقان لفترة طويلة أو تكراره بشكل مزعج.
في المقال الآتي سنطلعك على خفقان القلب الناتج عن الرجفان الأذني، والذي قد يعرضك لسكتة دماغية.


ما هو الرجفان الأذيني؟

الرجفان الأذيني هو أحد أنواع اضطرابات القلب الشائعة، حيث لا ينبض القلب بشكل فعّال. وهذا الأمر يؤدي إلى عجز القلب عن ضخ كمية كافية من الدم إلى الجسم مع كل نبضة، وفق تعريف "مايو كلينك".
قد لا يكون الشخص على علم بإصابته بالرجفان الأذيني (AFib) إلا إذا تم اكتشاف الحالة أثناء فحص بدني روتيني.
أما لدى البعض الآخر، فقد تظهر أعراض ناتجة عن الرجفان الأذيني تؤثر بشكل جوهري على نمط حياتهم وقدرتهم على أداء الأنشطة اليومية.

هل الرجفان الأذيني يؤدي إلى سكتة دماغية؟

الأشخاص المصابون بالرجفان الأذيني معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيث تُعزى نحو واحدة من كل سبع حالات سكتة دماغية إلى هذه الحالة، وذلك بسبب الجلطات التي يمكن أن تتكوّن في الحجرات العلوية من القلب. ومن بين السكتات الدماغية الناتجة عن الرجفان الأذيني، تحدث 90% منها نتيجة جلطات تنشأ في الزائدة الأذينية اليسرى داخل الأذين الأيسر من القلب.
أما عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني، فهي: عمرهم، جنسهم، ارتفاع ضغط الدم لديهم، وجود تاريخ سابق للإصابة بسكتة دماغية، والحالات الصحية المزمنة مثل فشل القلب الاحتقاني، ومرض الشريان التاجي، وداء السكري.


ما طرق علاج الرجفان الأذيني؟

تتوفر ثلاث طرق رئيسية لعلاج الرجفان الأذيني، وهي:

  1. العلاج الدوائي للحفاظ على النظم القلبي الطبيعي والوقاية من تكوّن الجلطات.
  2. العلاج لإعادة ضبط نظم القلب، ويُعرف باسم "تقويم نظم القلب".
  3. تقنيات طبية هادفة لاستعادة نظم القلب الطبيعي والحفاظ عليه.


تُعدّ الأدوية خط الدفاع الأول في علاج الرجفان الأذيني للسيطرة على الأعراض والوقاية من السكتة الدماغية؛ إذ يمكن لهذه الأدوية أن تمنع تكوّن الجلطات الدموية، وتنظّم سرعة نبضات القلب، وتُعيد النظم القلبي إلى إيقاعه الطبيعي.
تتم متابعة الأشخاص المؤهلين للخضوع للإجراءات التدخلية من قبل فريق من أطباء القلب، ويشمل اختصاصيي كهرباء القلب بالإضافة إلى أطباء متخصصين آخرين حسب الحاجة، وتشمل الإجراءات المحتملة ما يلي:

  • إغلاق الزائدة الأذينية اليسرى: ويُعد هذا الإجراء الطفيف التوغل بديلاً طويل الأمد عن استخدام مميّعات الدم.
  • الاستئصال: يهدف الاستئصال إلى إيقاف توليد الإشارات الكهربائية غير الطبيعية في القلب، مما يساعد في الحفاظ على النظم القلبي الطبيعي، أو ما يُعرف بالنظم الجيبي.
  • الاستئصال بالحقل النبضي (PFA): يتميّز الاستئصال بالحقل النبضي عن العلاجات التقليدية للرجفان الأذيني بدقته العالية وسلامته. فبعكس الاستئصال بالترددات الراديوية أو الاستئصال بالتبريد، اللذين يعتمدان على الحرارة أو البرودة لتدمير أنسجة القلب، يستخدم هذا النوع نبضات كهربائية قصيرة تستهدف عضلة القلب (الميُوكارد)، مع تقليل الضرر المحتمل للمريء والأعصاب المحيطة. تشمل فوائد هذا الإجراء للمرضى تقليل مدة العملية ووقت التخدير، وتسريع فترة التعافي، وحماية الأنسجة المحيطة من التلف.
  • الاستئصال الهجين: بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الرجفان الأذيني المزمن والمستمر، فإن الاستئصال وحده ينجح في نحو نصف الحالات فقط. ويُعد الاستئصال الهجين خياراً ملائماً لمن يعانون من رجفان أذيني يصعب التحكم فيه أو استمر لأكثر من عام، يجمع هذا الإجراء بين مزايا الاستئصال عبر القسطرة وتقنية الجراحة المفتوحة.


تُتيح هذه المقاربة الشاملة للقلب استعادة النظم القلبي الطبيعي لدى المرضى بنتائج ممتازة، وهي تتم على مرحلتين.


طرق الوقاية من السكتة الدماغية

النشاط الرياضي يساهم في الوقاية من السكتة الدماغية- المصدر: pexels-karolina-grabowska


توجد عدة طرق للوقاية من مخاطر السكتة الدماغية، وفق ما ذكر موقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، وهي كالآتي:

اختيار أطعمة ومشروبات صحية

إن اختيار وجبات صحية يُساعدك على الوقاية من السكتة الدماغية. لذلك يجب الحرص على تناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة. وتناول أطعمة قليلة الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول، وغنية بالألياف. كما يُساعد تقليل تناول الملح (الصوديوم) في نظامك الغذائي على خفض ضغط الدم، ويزيد ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم من احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية.

الحفاظ على وزن صحي

زيادة الوزن أو السمنة ترفع من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية. لتحديد ما إذا كان وزنك ضمن النطاق الصحي، يحسب الأطباء واختصاصيو التغذية عادةً مؤشر كتلة الجسم (BMI)، كما يستخدمون أحياناً قياسات الخصر والورك لقياس الدهون الزائدة في الجسم.

ممارسة النشاط البدني بانتظام

النشاط البدني المنتظم يساهم في الحفاظ على وزن صحي وخفض مستويات الكوليسترول وضغط الدم.
بالنسبة للبالغين، يُوصي الأطباء بممارسة ساعتين ونصف من النشاط البدني الهوائي متوسط الشدة، مثل المشي السريع، أسبوعياً.

الإقلاع عن التدخين

التدخين بأشكاله كافة يرفع احتمال إصابتك بسكتة دماغية. من هنا وجوب الإقلاع عن التدخين للتقليل من خطر إصابتك بالسكتة الدماغية.

التحكم في الحالة الصحية

إذا كان الشخص يعاني من أمراض القلب، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري، فيجب عليه التحدث إلى طبيبه، من أجل اتخاذ خطوات لتقليل خطر إصابته بالسكتة الدماغية.

فحص الكوليسترول

ينبغي فحص مستويات الكوليسترول مرة واحدة على الأقل كل 5 سنوات. وعند تسجيل ارتفاع في نسبة الكوليسترول، يمكن أن تساعد الأدوية وتغييرات نمط الحياة في تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ضبط مستويات ضغط الدم

عادةً لا تظهر أعراض ارتفاع ضغط الدم، لذا يجب الحرص على فحصه بانتظام.
استشارة الطبيب مهمة لمعرفة عدد مرات فحص ضغط الدم. يمكنك فحص ضغط دمك في المنزل، أو في عيادة الطبيب، أو في الصيدلية.
إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فقد يصف الطبيب دواءً، أو يقترح بعض التغييرات في نمط الحياة، ويوصي باختيار أطعمة منخفضة الصوديوم (الملح).

التحكم في داء السكري

إذا ثبتت المعاناة من داء السكري، فمن الضروري فحص مستويات السكر في الدم بانتظام. واستشارة الطبيب حول خيارات العلاج المتاحة. قد يوصي الأخير ببعض التغييرات في نمط الحياة، مثل زيادة النشاط البدني واختيار أطعمة صحية. ستساعد هذه الإجراءات في الحفاظ على مستوى السكر في الدم تحت السيطرة وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

علاج أمراض القلب

إذا كنت تعاني/ تعانين من بعض أمراض القلب، مثل مرض الشريان التاجي أو الرجفان الأذيني (عدم انتظام ضربات القلب)، فقد يوصي الطبيب المعالج بالعلاج الطبي أو الجراحة. يمكن أن تساعد العناية بمشاكل القلب في الوقاية من السكتة الدماغية.

تناول الأدوية الموصوفة

إذا كنت تتناول دواءً لعلاج أمراض القلب، أو ارتفاع الكوليسترول، أو ارتفاع ضغط الدم، أو داء السكري، فاتبع تعليمات طبيبك بعناية.
لا تتوقف عن تناول دوائك أبداً دون استشارة طبيبك.
*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.