بعد أن ظهر المخرج الأمريكي الإيطالي المخضرم فرانسيس فورد كوبول على السجادة الحمراء في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بنسخته الـ82، وهو غير قادر على السير بمفرده، وتصريحه للصحفيين بأنه أجرى عملية تحديث للرجفان الأذيني التي سبق وأجراها منذ 30 عاماً؛ "سيّدتي" تسلط الضوء على هذا المرض، أسبابه، العلاجات وطرق الوقاية.
علماً أن الرجفان الأذيني يؤثر على نحو 7 ملايين شخص حول العالم. نصف المرضى المشخّصين بالمرض لا تنجح الأدوية في علاجهم، أما المرضى الذين لا يتعالجون فهم معرّضون للإصابة بالسكتة الدماغية بمعدلات تصل إلى خمسة أضعاف.
ويعتبر مرض الرجفان الأذيني اضطراب نبضات القلب الأكثر شيوعاً في العالم، حيث يصاب بهذه الحالة واحد من بين كل أربعة أفراد فوق سن 40 عاماً، كما أن المصابين بالرجفان الأذيني معرّضون للإصابة بجلطات الدم، والتي تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية خمسة أضعاف، إذ تعتبر السكتة الإقفارية النوع الأكثر انتشاراً من السكتات الدماغية المتعلقة بالرجفان الأذيني، بنسبة تصل إلى 92% من السكتات، وعادةً ما تؤدي الإصابة بحالة من الوهن الشديد.
ما هو مرض الرجفان الأذيني؟
يُعرف مرض الرجفان الأذيني بأنّه عدم انتظام النبضات في الحجرات العلوية للقلب (الأذينان)، ويتسبب بعدم كفاءة وظيفة الضخ لدى القلب، ويؤدي عادةً إلى مشاكل أخرى في وتيرة نبضات القلب، بالإضافة إلى تعب مزمن وصعوبة في التنفس وقصور في القلب.
يتسبب الرجفان الأذيني بتجمع الدم في الأذينين ويشكل خثرة دموية، ويمكن لهذه الخثرة الدموية أن تتحرك من القلب وتنتقل إلى الدماغ، مما يعيق تدفق الدم إلى الدماغ، ويتسبب في السكتة الدماغية. ويمكن للخثرة أن تتسبب أيضاً في إعاقة وصول الدم إلى أعضاء أخرى من الجسم. وتحدث حالات الرجفان الأذيني عادةً بالتزامن مع عوامل الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض القلبي الصمامي والسكري ومرض الكلى المزمن والسمنة وخسارة الوزن وداء الانسداد الرئوي المزمن وانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
وأشارت دراسة إلى أن حالات الإصابة بمرض الرجفان الأذيني بين الجنسيات العربية وآسيا الجنوبية تقدّر بنسبة 1.8%.
قد تهمك مطالعة أسباب ضربات القلب السريعة من دون مجهود عديدة.. بعضها خطير
ما هي أعراض الرجفان الأذيني الرئيسية؟

تشمل أعراض الرجفان الأذيني وفق موقع NHS، الآتي:
- عدم انتظام ضربات القلب، حيث يكون النبض غير منتظم.
- الشعور المفاجئ بخفقان أو تسارع القلب، أو رفرفته، أو قفزه، أو فقدانه. قد يستمر هذا الشعور من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق.
- تسارع في نبضات القلب إلى 100 نبضة في الدقيقة فما فوق.
- التعب الشديد وصعوبة في أداء التمارين الرياضية.
- ألم أو ضيق في الصدر.
- ضيق في التنفس، أو دوخة، أو دوار، أو شعور بالإغماء.
علماً أنه وفي بعض الأحيان، لا تظهر أي أعراض على المصاب، ويتم تشخيص الرجفان الأذيني كجزء من فحص روتيني أو عند إجراء فحوص لمرض آخر.
ما هي العلاجات المتوفرة للرجفان الأذيني؟
أساليب العلاج المضادّ لتخثر الدم والتي أثبتت فعاليتها العالية في الوقاية من السكتات الدماغية المرتبطة بالرجفان الأذيني وإنقاذ حياة المرضى من عواقبها. حيث ما تزال الوقاية من السكتة الإقفارية في حالات المرض بالرجفان الأذيني أولوية في العلاج، والهدف السريري الأساسي من العلاج المضادّ لتخثر الدم هو الوقاية منها.
أما الابتكارات في مجال الأجهزة الطبية، فهي تضم علاجاً يسمى "الجذ القثطاري"، وهو عبارة عن عملية استئصال لعلاج الرجفان الأذيني، من خلال إيقاف النبض السريع للحجرات العلوية في القلب من خلال الاستئصال أو منع نقل الرجفان الأذيني عبر عزل الوريد الرئوي. وثبتت سلامة هذا الإجراء لدى المرضى الذين لم تنجح معهم العلاجات الدوائية.
كما استخدام الكهرباء لإعادة ضبط إيقاع القلب (تقويم نظم القلب الكهربائي) وتركيب جهاز تنظيم ضربات القلب أو جهاز مزيل الرجفان القابل للزرع (ICD).
أسلوب الحياة هو المسؤول عن الرجفان الأذيني
"إنَّ التغيّر السريع في نمط الحياة في الشرق الأوسط هو السبب الرئيسي وراء التصاعد الخطير في مستويات انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية في المنطقة. والأعباء الثقيلة لأمراض القلب والأوعية الدموية مرتبطة بشكل مباشر بالانتشار الواسع لعوامل الخطر المعروفة، مثل ارتفاع ضغط الدم والتدخين وارتفاع مستويات الكولسترول ومرض السكري والسمنة ونمط الحياة الخامل"، حسبما أكّد الدكتور موريس خوري، من الجمعية اللبنانية لطب القلب، في حديث سابق لـ"سيّدتي".
ونوّه إلى أن عوامل الخطر هذه تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل النوبات القلبية الفتاكة، متسببةً بخسائر كبيرة بين الأشخاص العرب بسنّ مبكرة.
وقال: "يعتبر الرجفان الأذيني ذو تأثير كبير على الصحة العامة، لكونه يتسبب في تزايد خطر السكتة الدماغية والدخول إلى المستشفى، فقد انتقل التركيز في رعاية المريض في وقتنا الحالي من معالجة أعراض المرض فقط إلى الحدّ من عوامل الخطر وتوجيه التغيير في نمط حياة المريض. ومرض الرجفان الأذيني عادةً هو مشكلة صحية مزمنة، لكنه الآن أصبح حالة صحية قابلة للشفاء وبنتائج جيدة".
*ملاحظة من "سيّدتي" : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج استشارة طبيب مختص.