مع بداية فصل الخريف والتقلبات الجوية المفاجئة، والتفاوت الملحوظ في درجات الحرارة ما بين الليل والنهار، استعداداً لاستقبال فصل الشتاء، تكثُر إصابة البعض بالأمراض الفيروسية والبكتيرية؛ نظراً لضعف الجهاز المناعي.
من خلال هذا الموضوع، تقدّم لكِ الدكتورة في علم التغذية والغذاء سينتيا الحاج، قائمة بأكثر الأمراض المنتشرة في هذا الفصل، وطرق الوقاية منها:

أكثر الأمراض انتشاراً في فصل الخريف
- نزلات البرد، وهي أكثر الأمراض شيوعاً والتي تسبّبها الفيروسات، ومن أعراضها: سيلان الأنف، احتقان، عطاس، كحة خفيفة، أحياناً صداع وحرارة خفيفة.
- الإنفلونزا الموسمية، وهي أكثر حِدة عن نزلات البرد. لعل أبرز أعراضها: حرارة مرتفعة، آلام عضلية، تعب عام، سعال جاف والتهاب الحلق.
- الحساسية الموسمية بسبب غبار الطلع أو عفن أوراق الأشجار المتساقطة. ومن أعراضها: عطاس، حكة في الأنف أو العين، وسيلان الأنف.
- الربو : قد تزداد النوبات في الخريف بسبب تغيُّر الطقس، أو تحفيزات خارجية (مثل الغبار أو العفن).
- التهاب الحلق: غالباً فيروسي، لكنه قد يكون بكتيرياً (مثل التهاب الحلق العقدي) شائع مع برودة الجو.
- التهاب الجيوب الأنفية: نتيجة العدوى الفيروسية أو البكتيرية، أو من تفاقُم الحساسية. يسبّب: (صداع، احتقان، ضغط في الجبهة أو حول العينين).
- التهابات الأذن الوسطى: خاصة عند الأطفال، وقد تتبع نزلات البرد.
- الالتهابات الصدرية (مثل التهاب الشُعب الهوائية) قد تبدأ كرشح أو زكام، وتتحوّل إلى التهاب في الشُعب الهوائية.
طرق تُجنّبكِ التقاط الفيروسات
- غسل اليدين باستمرار.
- تجنُّب الاختلاط بالمرضى.
- ارتداء ملابس مناسبة لتغيُّر الطقس.
- تقوية المناعة بالتغذية الجيدة والنوم الكافي.
- أخذ لقاح الإنفلونزا السنوي.
- التهوئة الجيدة للمنزل لتجنُّب نموّ العفن.
ما رأيكِ بالاطلاع على طرق تقوية المناعة في موسم الخريف لمواجهة الأمراض: برأي طبيبة.
نصائح لتعزيز مناعة الجسم في مواجهة الأمراض

- الاسترخاء والابتعاد قدر المستطاع عن التوتر والعصبية والقلق؛ لأن الانفعالات الداخلية، هي من أهم أسباب ضعف الجهاز المناعي؛ خاصة أنه توجد علاقة وثيقة بين المناعة والجهاز العصبي المركزي.
- الابتعاد عن تناوُل الأدوية والمضادات الحيوية بصورة عشوائية؛ لأنها تسبّب ضعف المناعة.
- المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية؛ لأنها تساعد في: تنشيط الدورة الدموية بالجسم، تعزيز جهاز المناعة والوقاية من هشاشة العظام وأمراض القلب والسرطان.
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم؛ بحيث يجب أن تتراوح عدد ساعات النوم يومياً من 7 إلى 9 ساعات؛ لتعزيز إفراز هرمون الكورتيزول المقاوِم للالتهابات، والمفيد لتعزيز جهاز المناعة.
- غسل اليدين جيداً وتدليكهما بالصابون والماء، لمدة دقيقة على الأقل؛ خاصة قبل تناوُل الطعام؛ للتخلُّص من الجراثيم والميكروبات التي قد تنتقل إلى الجسم عن طريق الفم.
- التأقلم مع الطقس في فصل الخريف، من خلال النوم مدة كافية، وارتداء ملابس مناسبة لهذا الفصل.
- اتّباع نظام غذائي موسمي صحي يشمل: الفواكه والخضروات الغنية بفيتامينات A وC وE والزنك. ومن الخضروات الموسمية المفيدة للمناعة نذكر: الجزر، اليقطين، الملفوف، الكرنب والفجل الأبيض المفيد للسعال والتهاب الحلق وغيرها من الأمراض. ولا تهملي تناوُل الثوم؛ نظراً إلى خصائصه الداعمة للمناعة مثل مادة الليسين، كما الكركم لمميزاته كمضادّ للالتهابات.
- شُرب كميات كبيرة من الماء والمشروبات الساخنة مثل الزنجبيل؛ للحفاظ على رطوبة الجسم، وتخفيف أعراض الحساسية. ويجب التقليل من شرب الشاي والقهوة؛ خاصة على معدة فارغة.
- ممارسة التمارين الرياضية، والمشي مدة 30 دقيقة على الأقل في اليوم، والتعرُّض لأشعة الشمس، التي تساعد الجسم على إفراز فيتامين دي D في الجسم.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية، وذلك بغسل اليدين بعد المصافحة، وعدم لمس الوجه والعينين والأنف. وغسل العينين بالماء والصابون فور العودة من الخارج أو تنظيفهما بالكمادات الدافئة.
- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة والأماكن الضيّقة المغلقة، وارتداء الكمامة، واستخدام المناديل المطهّرة، والحفاظ على المسافة الاجتماعية، وأخذ اللقاح السنوي المضاد للإنفلونزا.
- بقاء الشخص المصاب بالرشح والإنفلونزا الموسمية في المنزل؛ لكيلا يُعرّض الآخرين إلى خطر العدوى.
التركيز على البروبيوتيك
يرتبط نظام المناعة القوي بصحة الأمعاء؛ إذ إن 70 في المئة من الخلايا المناعية موجودة في القناة الهضمية. وبالتالي، يساعد تناوُل البروبيوتيك في تعزيز المناعة والصحة العامة وصحة الأمعاء، وذلك من خلال استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا الجيّدة في الجهاز المناعي.
هناك طريقتان لإدخال المزيد من البكتيريا الجيدة إلى الأمعاء، هما:
- تناوُل الأطعمة المخمّرة: تشمل الأطعمة المخمرة الأكثر شيوعاً التي تحتوي بشكل طبيعي، على البروبيوتيك، أو عبْر المأكولات التي تحتوي على البروبيوتيك مثل: الزبادي، الكفير، الكومبوتشا، مخلل الملفوف، المخللات، خبز العجين المخمّر وبعض الجبن.
- المكمّلات الغذائية: في هذه الحالة تجب استشارة الطبيب لوصف جرعة البروبيوتيك المناسبة لكلّ جسم.
تجنُّب الأطعمة المصنّعة
إن تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة كالخضار والفواكه والحبوب، تقي من الرشح ومن الفيروسات والالتهابات. لذا، حاولي تناوُل بين 5 إلى 7 وجبات من الخضروات والفواكه، وذلك للحصول على الفيتامينات ومضادات الأكسدة المهمة للجسم. ومقابل ذلك، ابتعدي قدْر الإمكان عن السكريات والأطعمة المصنّعة الغنيّة بالدهون؛ لأنها تسبّب التهابات في الجسم.
ما هي الفيتامنيات والمعادن المهمة للخلايا المناعية؟
- فيتامين أ A: ينظّم عمل الجهاز المناعي ويحمي من الالتهابات، عن طريق الحفاظ على صحة الجلد والأنسجة في الفم والمعدة والأمعاء والجهاز التنفسي. ويمكن الحصول على هذا الفيتامين عن طريق تناوُل البطاطا الحلوة، الجزر، البروكلي، السبانخ، الفلفل الأحمر، المشمش، الكوسا والبيض.
- فيتامين سي C: المعروف بدوره في دعم نظام المناعة الصحي عن طريق تحفيز تكوين الأجسام المضادّة. وتعَدّ الفواكه الحمضية من أشهر الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، مثل: البرتقال، الجريب فروت، اليوسفي، الفراولة، الكيوي والبروكلي في نظامكِ الغذائي. هنا نشير إلى أن الفواكه والخضروات تفقد الفيتامين C عند تسخينها أو تخزينها لفترات طويلة من الزمن. ويُنصح بطهي الخضروات على البخار لفترات قصيرة للحدّ من فقدان العناصر الغذائية الموجودة فيها. وعلى الرغم من أهمية هذا الفيتامين، لكن تناوُل جرعات عالية منه كمكمّل غذائي، مثل 500 ملغ أو أكثر يومياً بشكل منتظم، يَزيد من خطر الإصابة بحصوات الكلى لدى بعض الأفراد.
- فيتامين إي E: يعمل كمضاد للأكسدة، يقوّي وظائف الخلايا المناعية. وتعَدّ بذور الكتان، واللوز وزبدة الفستق، من أشهر الأغذية الغنية بهذا الفيتامين.
- الزنك: من المعادن الغذائية التي تقوّي جهاز المناعة. ويمكن العثور على هذا المعدن في اللحوم الخالية من الدهون، والحليب ومنتجات الحبوب الكاملة والبذور.
يُنصح بمتابعة أعراض تكشف عن إصابتك بالحساسية الموسمية
* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.