قد تستيقظين من النوم وتشعر أن هناك جفافاً شديداً بالفم، حتى أن اللسان يكاد يلتصق بالحلق، إنه شعور مزعج للغاية وقد يكون مثيراً للقلق لدى البعض. الأمر لا يقتصر على الانزعاج من الحالة، بينما تعرض الفم للجفاف خلال النوم يؤثر على صحة الأسنان كما أنه قد يحد من جودة النوم أيضًا.
ويعد جفاف الفم أثناء النوم حالة لها أسباب وقابلة للعلاج، لكن يجب الانتباه إليها وعدم الإهمال حتى لا تتفاقم.
إعداد: إيمان محمد
ما هو جفاف الفم ليلًا؟
يحدث جفاف الفم نتيجة نقص كمية اللعاب التي تفرزها الغدد اللعابية عن المعدل الطبيعي. حسب ما ورد في Sleep Foundation، اللعاب ليس مجرد ماء، بل هو سائل يحمي الأسنان من التسوس، ويساعد على البلع والكلام، ويوازن البكتيريا داخل الفم. وعندما تتعرض كمية اللعاب الطبيعية لخلل ما، فإن هذا الأمر قد يؤثر على قدرة الإنسان على البلع كما أنه قد يؤثر على الكلام أيضًا.
من الطبيعي أن يقل إفراز اللعاب أثناء النوم إذا ما قورن بالكمية الطبيعية خلال الاستيقاظ، لكن هناك أشخاصًا قد يتعرضون إلى نقص في كمية اللعاب على نحو لافت ومزعج أثناء الليل أو عند الاستيقاظ.
لماذا يزداد جفاف الفم خلال النوم؟

يشير الخبراء إلى أن هناك تبايناً طبيعياً في إنتاج اللعاب على مدار اليوم، ينخفض إفراز اللعاب تلقائيًا في الليل، ولهذا يشعر بعض الناس بجفاف بسيط عند الاستيقاظ، حتى لو لم يكن لديهم مرض معين. ولكن إذا تعرض الشخص لجفاف الفم مع قلة شرب الماء أو التنفس من الفم أو تناول أدوية تقلل اللعاب، يتحول الأمر من عارض بسيط إلى مشكلة متكررة.
أسباب جفاف الفم عند النوم
هناك بعض الأسباب التي حددها Medical news today لجفاف الفم عند النوم، وهي كالتالي:
التنفس من الفم والشخير
أحد أكثر الأسباب انتشارًا لجفاف الفم عند النوم، هو النوم بفم مفتوح أو وجود شخير مصحوب بتنفس من الفم. عندما يمر الهواء باستمرار عبر الفم بدلًا من الأنف، يجف اللعاب ما يتسبب في جفاف الفم والحلق، خصوصًا مع ساعات النوم الطويلة. يحدث ذلك غالبًا عند وجود انسداد في الأنف، حساسية، لحمية، انحراف بالحاجز الأنفي، أو اضطرابات مثل انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
إهمال شرب الماء
إذا كان الشخص لا يحصل على كمية كافية من السوائل خلال اليوم، أو يفقد سوائل كثيرة بسبب التعرق أو الطقس الحار أو بعض الأمراض، يقل حجم السوائل في الجسم كله، بما في ذلك اللعاب. الجفاف الخفيف أو المتوسط قد يظهر ليلًا على شكل فم جاف، شعور بلزوجة داخل الفم، وصداع خفيف عند الاستيقاظ.
بعض الأدوية
عدد كبير من الأدوية الشائعة قد يسبب جفاف الفم كأثر جانبي، مثل بعض أدوية الضغط، مضادات الاكتئاب والقلق، مضادات الهيستامين للحساسية، وأدوية نزلات البرد. كثير من هذه الأدوية يقلل من نشاط الغدد اللعابية، ومع انخفاض إفراز اللعاب ليلًا بطبيعته، يتضاعف الشعور بالجفاف في وقت النوم.
الإصابة بأمراض معينة
قد يكون جفاف الفم في بعض الحالات مؤشراً على وجود حالة صحية تستحق الانتباه، مثل متلازمة شوغرن، وهو مرض مناعي يهاجم الغدد التي تنتج اللعاب والدموع، وبعض أنواع السكري، واضطرابات المناعة الذاتية الأخرى.
بعض العادات الخاطئة
قد يعود جفاف الفم إلى ممارسة بعض العادات الخاطئة، مثل التدخين، والإفراط في تناول الكافيين، كلها عوامل تساعد على جفاف الفم، خاصة إذا تم استهلاكها في المساء. أيضًا تناول أطعمة شديدة الملوحة ما يزيد الشعور بالعطش وأيضًا جفاف الفم.
متى يصبح جفاف الفم مؤشراً خطراً؟
في بعض الحالات يكون جفاف الفم مجرد إزعاج بسيط يمكن التحكم فيه، لكنه قد يكون جرس إنذار إذا صاحبه:
- صعوبة في مضغ أو بلع الطعام من دون شرب ماء.
- ألم او حرقان في الفم أو اللسان.
- تشققات في الشفاه وزوايا الفم.
- رائحة فم كريهة متكررة.
- زيادة ملحوظة في تسوس الأسنان والتهابات اللثة.
- جفاف في العينين والأنف أو الجلد معًا.
عند ظهور هذه الأعراض بشكل مستمر، ينصح الأطباء بمراجعة الطبيب أو طبيب الأسنان، لأن السبب قد يكون مرضًا في الغدد اللعابية أو حالة مناعية تحتاج إلى تشخيص وعلاج متخصص.
اقرأي أيضًا عناصر غذائية لتقوية اللثة وحماية صحة الفم
علاج جفاف الفم عند النوم
بعد تحديد سبب جفاف الفم يمكن البدء في العلاج بخطوات بسيطة وفقًا للحالة، وتشمل طرق العلاج التالي:
- شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، مع تجنب الاعتماد على شرب كمية كبيرة مرة واحدة قبل النوم فقط.
- تقليل الكافيين في المساء، والابتعاد عن المشروبات الغازية الغنية بالسكر.
- تجنب التدخين أو استخدام منتجات التبغ، خاصة قبل النوم.
- استخدام جهاز ترطيب للهواء في غرفة النوم إذا كان الهواء جافًا.
- محاولة التنفس من الأنف بدلًا من الفم، والبحث عن سبب انسداد الأنف أو الشخير ومعالجته.
- مضغ علكة خالية من السكر أو مص حلوى خالية من السكر لتحفيز إفراز اللعاب في المساء.
أما في الحالات التي يكون فيها السبب يعود إلى الإصابة بمرض أو علامة على مرض، يجب استشارة الطبيب لا سيما وأن هناك بعض الأدوية المسببة لهذه الحالة ولا يجب تغييرها إلا باستشارة الطبيب.
*ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.





