mena-gmtdmp

نصائح طبيب سعودي لمواجهة الحساسية خلال موسم الفعاليات الخارجية في الشتاء

امرأة تعاني من الحساسية
امرأة تعاني من الحساسية

تُعتبر الحساسية من المشاكل الصحية الشائعة في مختلف دول العالم، وتزداد أهميتها في المملكة العربية السعودية بسبب طبيعة المناخ والبيئة؛ فالتغيرات المناخية، وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى التوسع الحضري؛ جميعها عوامل تُسهم في زيادة انتشار أنواع متعددة من الحساسية بين أفراد المجتمع.
وتظهر أعراض الحساسية عندما يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مفرط مع مواد غير ضارة عادةً، مثل الغبار، وحبوب اللقاح، وبعض الأطعمة، ووبر الحيوانات، أو الملوثات الهوائية. ولعل أكثر أنواع الحساسية انتشاراً في المملكة، هي: حساسية الأنف "التحسس الأنفي"، الربو التحسسي، حساسية الجلد، وحساسية العيون، خاصة خلال فصول معينة من السنة مثل الربيع ومواسم العواصف الترابية.

"سيّدتي" تحاور الدكتور عمر أبو سليمان، استشاري الأنف والأذن والحنجرة وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة، حول العلاجات الملائمة للحساسية وطرق تقليل الأعراض المزعجة المصاحبة لها.

الدكتور عمر أبو سليمان استشاري الأنف والأذن والحنجرة وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة

كيف تؤثر الحساسية على نمط الحياة في المملكة العربية السعودية؟

تتميز أشهر الشتاء في المملكة بكونها موسماً للفعاليات الخارجية، والحفلات، والمهرجانات، والتجمعات العائلية، والأنشطة الرياضية. إنها الفترة التي يحرص فيها الأشخاص على قضاء أوقات أطول في الهواء الطلق. لكن هذه الفترة ذاتها تشهد ارتفاعاً في محفزات الحساسية؛ ما يجعل الكثيرين يعانون أعراضاً مزعجة. وبالنسبة لمن يعانون الحساسية، قد يتحول هذا الموسم الممتع إلى تحدٍّ يومي يتمثل في محاولة التنفس براحة.

يعتقد البعض أن الحساسية هي حالة بسيطة تسبب العطس، ما رأيكم بذلك؟

الحساسية قد تسبب اضطربات النوم- المصدر: pexels-cottonbro


تنتشر الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي عالمياً بنسبة تصل إلى 30% لدى البالغين و40% لدى الأطفال. أما في المملكة، فتبلغ نسبة الإصابة حوالي 21% وتشمل الرجال والنساء على حدٍّ سواء. والأهم أنها ليست مجرد عطسة؛ فالتهاب الأنف التحسسي حالة تؤثر بشكل مباشر في جودة الحياة اليومية.
وعلى الرغم من أن العطاس أو حكة العين قد تبدو بسيطة لمن لا يعانيها بانتظام، إلا أن المصابين يدركون حجم الإزعاج الحقيقي، الذي يتمثل بـ: احتقان، سيلان الأنف، حكة العينين، ونوبات عطاس متكررة. إنه خليط من الأعراض التي يجعل من الصعب تجاهلها.
ويتمثل العبء الأكبر في تأثيرها في النوم والطاقة والعمل والصحة النفسية؛ ما يحول الأيام العادية إلى دوامة من إدارة الأعراض المتكررة.
ربما تودين الإطلاع على أعراض تكشف إصابتك بالحساسية الموسمية

كيف تؤثر الحساسية في جودة النوم؟

النوم غالباً هو أول ما يتأثر بالحساسية؛ فحوالي 80% من المصابين بالتهاب الأنف التحسسي يعانون اضطرابات النوم، إذ يستيقظون نتيجة الاحتقان أو ضيق التنفس أو القلق من عدم القدرة على التنفس براحة.
قد يبدو احتقان الأنف أمراً بسيطاً، لكنه عندما يوقظك ليلاً بشكل متكرر يصبح تأثيره تراكمياً، ويسبب:

  1. تحسساً عصبياً.
  2. بطئاً في التفكير.
  3. ضعف القدرة على التحمل خلال اليوم.

ومع مرور الوقت، يتحول تدهور النوم إلى إرهاق شديد. وتشير البيانات إلى أن واحداً من كل أربعة أشخاص يعاني نعاساً شديداً خلال النهار مرتبطاً بالحساسية، وهذا النوع من الإجهاد يمكن أن يؤثر في القيادة، واتخاذ القرار، والتركيز، ويجعل المهام اليومية أكثر صعوبة.

هل تؤثر الحساسية سلباً في العمل والدراسة؟

نعم، وبشكل أكبر مما يظنه كثيرون. حوالي ثلث الأشخاص يقولون إن حساسيتهم تجعل أداء مهام العمل أو الدراسة أكثر صعوبة.
تخيلي تقديم عرض مهم وأنت تعانين من عطاس متكرر، أو خوض اختبار والدموع تنهمر من عينيك، أو التنفس بصعوبة بسبب انسداد الأنف؛ جميعها مواقف تؤثر في التركيز والتحصيل.
بالنسبة للطلاب، قد يعني ذلك التأخر في الدروس، وللموظفين، قد يعني انخفاض الإنتاجية.
تشير البيانات إلى أن 27% من المصابين بالحساسية يعانون تراجعاً في الإنتاجية. ليس لأنهم يتغيبون، بل لأن التركيز يتشتت، والمهام تستغرق وقتاً أطول، والشعور بالإرهاق مستمر.

هل تؤثر الحساسية في الصحة النفسية أيضاً؟

بالطبع؛ فالإجهاد المستمر الناتج عن الأعراض الجسدية يؤثر في الحالة العاطفية.
تشير الدراسات إلى أن 72% من المصابين بأعراض حساسية شديدة قد يشعرون بالاكتئاب عند تفاقم أعراضهم.
فبين اضطرابات النوم، والإرهاق، والاحتقان، قد يشعر المريض بأنه عالق في دائرة من انخفاض الطاقة والمزاج.

ما الإجراءات التي يمكن اتباعها للسيطرة على أعراض الحساسية؟

الخبر السار أن هناك العديد من الحلول، وبدء العناية الذاتية منذ بداية الموسم يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً.
من الخيارات الفعالة:

  1. مضادات الهيستامين غير المسببة للنعاس.
  2. بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان التي تعمل فوراً.

وفي هذا السياق، تُعَدُّ البخاخات، المتوافرة من دون وصفة طبية في صيدليات المملكة، خياراً موصى به من قبل مقدمي الرعاية الصحية لتخفيف الاحتقان طويل الأمد عند استخدامه حسب الإرشادات. وتُعَدُّ التركيبات غير السائلة "no-drip" خياراً مريحاً لأنها تبقى في موقع الرش دون طعم مزعج.
أما للباحثين عن خيارات طبيعية، فتتوفر أدوية بديلة  مستمدة من النباتات. كما تساعد أجهزة تنقية الهواء المزودة بفلاتر HEPA في تقليل مسببات الحساسية داخل المنزل. ويمكن لعادات بسيطة مثل إغلاق النوافذ في أثناء العواصف الترابية أو غسل أغطية الأسرة بانتظام أن تُحدث فارقاً ملموساً.
 تساعد هذه الإجراءات مجتمعة في السيطرة على النوبات وتُمكن المصابين من مواصلة حياتهم والاستمتاع بالموسم.

على مستوى المجتمع، كيف تُسهم الشراكات في تحسين التوعية والدعم؟

تلعب الشراكات دوراً محورياً في تحويل التوعية إلى خطوات عملية؛ فعندما تتضافر الخبرات العالمية مع القيادة الطبية المحلية، يتحقق أثر حقيقي.
ومن الأمثلة الأخيرة الشراكة بين  شركة باير السعودية والجمعية السعودية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة "SORL"، التي تهدف إلى رفع مستوى التوعية بالحساسية وتحسين جودة الرعاية في أنحاء المملكة.
وبفضل هذه الشراكة، يحصل مرضى الحساسية على توجيه أوضح وخيارات موثوقة؛ ما يساعدهم على إدارة الأعراض براحة وثقة، والاستمتاع بالموسم دون انقطاع.


* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.