تمر أي شركة ناشئة بمراحل تعثر تطول كل شيء، وفي هذه الحالة يكون رائد الأعمال أمام قرار بشأن ما يجب إصلاحه أولاً؛ لأن الانخراط في خطة إصلاح شاملة قد يكون قراراً خاطئاً.
وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال غاية في الأهمية وهو: من أين تبدأ رحلة الإصلاح؟. أمامك مشكلات متعددة، كلها تبدو عاجلة، ولا تعرف من أين تبدأ.
من أين يبدأ إصلاح الشركة؟

تشير مجلة entrepreneur إلى أن الخبراء ينصحون باتباع "تسلسل" هرمي لإصلاح المشكلات، وذلك للبدء بالمشكلات ذات الأهمية الأكبر، وحددت المجلة ثلاثة مسارات للإصلاح:
الإيرادات أولاً
الحقيقة التي لا يحب رواد الأعمال سماعها هي أن الإيرادات تأتي أولاً. مايك ميكالوفيتز أوضح ذلك في كتابه Fix This Next. أغلب الشركات لديها منتجات جيدة وفرق عمل تقوم بمهامها، لكن المشكلة في تحقيق البيع المستهدف. هذه الحقيقة برزت أكثر خلال جائحة كورونا، حين وجدت شركة McKinsey أن 70-80% من الشركات الصغيرة عانت من تراجع الإيرادات بنسبة 30-50% بين 2020 و2021.
ويُفرق هنا الخبراء بين الشركات الناشئة الممولة، وتلك التي تعتمد على التمويل الذاتي؛ حيث إن الشركات الممولة لديها رفاهية التطوير على مدار وقت ممتد، في حين أن شركات التمويل الذاتي أو أي شركة تحتاج إلى الإيرادات للبقاء، فإن المبيعات هي الأولوية لها دون منافس، فإن لم تكن المبيعات المستهدف فلن تنجو الشركة من الأزمة، وهنا لا يهم كفاءة التخطيط أو موهبة الفريق إذا كانت الأموال تنفد بلا إيرادات.
تحسين استراتيجية العمل

يشير التقرير السابق ذكره إلى المرحلة الثانية وتشمل "قفز – نمو – توسع"، وهي خريطة تساعد رواد الأعمال على معرفة ما يجب إصلاحه أولاً بحسب المرحلة التي يمر بها المشروع.
مرحلة القفز
هنا تبدأ المغامرة، تدخل السوق بخطوة غير مضمونة، وتبذل جهداً لإيجاد أي مصدر دخل يضمن بقاء مشروعك، وفي هذه المرحلة الهدف ليس تحقيق أرباح كبيرة، بينما فقط إثبات القدرة على البقاء.
مرحلة النمو
بعد أن تحقق البقاء في المرحلة السابقة، أصبح المسار أكثر وضوحاً من خلال تحديد النموذج الناجح، يمكنك هنا أن تبدأ في تكبير الفريق. وهنا يكمن السر في أن كل موظف جديد يجب أن يضيف للمشروع قيمة مالية أكبر من راتبه. إذا كان يولد إيرادات تعادل 1.25 مرة من تكلفته، فهذا بالكاد يكفي للاستمرار، لكن التوظيف الذكي هو الذي يضاعف الإيرادات مرتين أو ثلاث مرات. هذا ما يصنع الفرق بين نمو بطيء، ونمو متسارع يقفز بالشركة إلى مستوى أعلى.
ما رأيك الاطلاع على ما هي طرق تحقيق النجاح للشباب؟
مرحلة التوسع
إذا ضمنت الاستقرار في المرحلتين السابقتين فإن الوقت مهيأ للتوسع. وهذه الخطوة تعني تحويل النظام الذي أثبت نجاحه إلى منظومة واسعة قادرة على خدمة عملاء أكثر وتحقيق إيرادات أعلى. وفي هذه المرحلة يُقاس النجاح، كما ذكرنا في البداية من خلال الإيرادات، والتي يجب ألا تقف عند تغطية النفقات، بينما تحقيق أرباح مستدامة.
الكفاءة التشغيلية
المقصود بالكفاءة التشغيلية هو تحقيق نتائج مضاعفة من خلال تحسين القدرة بنفس عدد الموظفين. وبعد وجود إيرادات جيدة وأشخاص مناسبين، يحين وقت التركيز على الكفاءة التشغيلية.
وهنا يجب العمل على تقليص الوقت ومضاعفة القدرة. إذا كنت تستوعب 24 عميلاً في السنة، يمكنك الآن خدمة 48 بنفس الفريق. وهذا يُترجم مباشرة إلى نمو في الإيرادات.
وحسب أبحاث McKinsey فإن رواد الأعمال يرون أن هذا الهدف قد يتحقق من خلال التحول الرقمي وتطويع أدوات الذكاء الاصطناعي. وحسب الأبحاث يمكن لدمج التكنولوجيا رفع الكفاءة التشغيلية على النحو التالي:
- 40% مكاسب في الكفاءة.
- 36% تسريع في طرح المنتجات للسوق.
- 35% تعزيز في رضا العملاء.
كيف تتوقع إشارات الخطر؟

كيف تعرف متى يجب أن تتدخل؟.الإجابة تتلخص في "عندما تفشل الشركة في تحقيق أهداف المنتجات والإيرادات، وتبدأ في التراجع".
وفي هذه الحالة ينصح الخبراء بالعمل بعقلية التحسين المستمر، والتي تعتمد على مواجهة الحقيقة. يجب أن تواجه نفسك بما يحتاج إلى الإصلاح، ودائماً هناك أشياء تحتاج إلى إصلاح، المسألة فقط درجة وأولوية، مثلا عليك أن تعرف أن نفاد المال أخطر بكثير من مشكلة ثانوية في المنتج.
المفتاح هو أن تكون استباقياً لا تفاعلياً. لا تنتظر حتى تتحول الربحية إلى سلبية. راقب مؤشراتك: هل تنمو؟ هل تزيد احتياطياتك النقدية؟ هل فريقك ينجز بكفاءة؟
اقرأوا أيضاً: لرائد الأعمال: لماذا عليك أن تُعِد منهجية لتحليل وإدارة المخاطر؟