mena-gmtdmp

We Design Beirut: فنون العمارة والإضاءة والتصميم داخل مبنى الأونيون البيروتي قيد الترميم

إضاءة من تصميم شركة Lighting Preciosa
إضاءة من شركة Lighting Preciosa التشيكية

في إطار مواكبة "سيدتي" لمعارض We Design Beirut التي تختتم مساء غد الأحد 26/10/2025، إليك في السطور الآتية تفاصيل الجولة في بناية الأونيون UNION الكائنة في محلة الصنائع ببيروت، والتي تخضع للترميم، والشاهدة على نهضة بيروت في أواخر خمسينيات القرن الماضي وستينياته. يروي "استديو كريم نادر" الذي يقوم بأعمال الترميم، بالتعاون مع Atelier33 تاريخ البناية بطريقة خاصة تسترجع عزّ المكان، الذي لم يهدم، في انتظار أن ينبعث من جديد.  

وحدات إضاءة مميزة للتعبير عن معان مرتبطة ببيروت

إيلي شهوان


في الطبقة الأرضية، فور دخول بناية الأونيون، تطالع الزائر وحدة إضاءة تبدو كأنها تحفة فنية، وهي من تصميم شركة Preciosa Lighting التشيكية ومتعدد الفروع، من بينها السعودية، والمتخصصة في فنون الإضاءة، وتتولى مشاريع متعلقة، كما تطلق مجموعات من وحدات الإضاءة. وفي حديث مع "سيدتي" شرح المدير الإداري في الشركة إيلي شهوان عن فكرة هذه القطعة المصممة خصيصاً للبنان، فقد جاءت تجسيداً لبيروت من نواحٍ عدة؛ ففي الجزء السفلي تركت "المنحوتة" صدئة للدلالة على حروب بيروت الفائتة، فيما الفتحات التي تبدو مقشرة على جوانبها مصدر للأمل وحرية الشعب اللبناني، وعند النظر إلى التصميم من الجهة الثانية يبدو ثلاثي الأبعاد، ما يرمز إلى إصرار اللبنانيين على الحياة والنجاح والاستمرارية. في المنحوتة، قطع كريستالية لافتة.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: We Design Beirut: فنون النسيج بين رؤى المصممين وأيدي الحرفيين

جمالية الضوء المتسلل إلى الأبنية المهجورة

لقطة خارجبة لمبنى الأونيون الكائن في منطقة الصنائع ببيروت


بين طبقات بناية الأونيون قيد الترميم، والتي لا تزال "على العظم"، برزت وحدات إضاءة مختلفة، لكل منها معنى ورسالة، مصممة بفن وحرفية، لإعادة مجد المكان الضائع، علماً أنه في الأبنية المهجورة لا يغيب الضوء الطبيعي المتسلل إلى داخلها، من خلال الشقوق، موحياً بأن الماضي لا يمكن طمره. وفي أثناء الصعود إلى الطبقة الأولى المسماة REBIRTH، يلاحظ الزائر أن كل عرض تصميمي فني يحمل لمسات تعاون الحرفيين مع المصممين، فاتحاً حواراً جديداً مع الحاضر. وفي الطبقة الثانية باسم AMBER SUN، هناك نموذج للبناية على خريطة. حوله، صور من الماضي، ومن الموقع قيد الترميم سلسلة متصلة بالذكريات والصيرورة.

إضاءة Petro Beads من تصميم الفنان المصري معتز نصر


وفي الطبقة الثالثة BRIDGE، تبرز وحدة إضاءة بعنوان Petro Beads من تصميم الفنان المصري معتز نصر؛ يتكون هذا العمل الفني من سلسلة من عبوات غاز برتقالية، منقوشة بصورة دقيقة ومضاءة من الداخل، مع ظلال أخاذة على الجدران والأرضيات. لا تتحدث الأسطح المتوهجة عن التفاني فحسب، بل عن الخطر والوقود والنار أيضاً.

قد يهمك الاطلاع أيضاً على: We Design Beirut: بيروت بين الماضي والحاضر في أعمال 48 مصمماً في فيلّا عودة

 

عمل Much Peace, Love and Joy العائد إلى أستوديو التصميم الياباني SPREAD


وفي الطبقة الرابعة RESONANCE، يبرز عمل Much Peace, Love and Joy العائد إلى أستوديو التصميم الياباني SPREAD، وهو تركيب فني نابض بالحياة، يشعّ بالتفاؤل من خلال الألوان والضوء والهندسة المرحة. يحول التجهير الغامر والمبهج المكان إلى فضاء ملؤه الإيجابية، ويدعو الزائر للتوقف والتأمل واحتضان رسالة عالمية من التناغم. يتكون العمل من عدد من هذه الأشكال، التي تبدو وكأنها عائمة.

معروضات تذكر بالبيت اللبناني

المصممة مي بيضون


وضمت الطبقة الخامسة EMERGING DESIGNERS EXHIBITION COFFEESHOP معرضاً بعنوان RISING WITH PURPOSE حضن مجموعة مصممين بدأوا خطواتهم الأولى في هذا العالم، وهم عرضوا أعمالهم التصميمية التي تنم عن حرفية عالية، فبعض القطع مصمم بإتقان بالاتفاق بين المصمم والمحترف، والبعض الآخر يتشارك في تنفيذه أكثر من مصمم، مع الإشارة إلى أن غالبية المعروضات متعلقة بمحتويات البيت اللبناني من أثاث، إلى أواني الطعام ووحدات الإضاءة وغيرها... ومن بين المعروضات Nafas؛ وهو عبارة عن مصباح أرضي منحوت مصنوع من الريزين والنحاس والكوارتز، للمصممة مي بيضون، التي قالت في حديثها إلى "سيدتي" إن "الصمت يخيّم على الأبنية المهجورة، ولكن عند الدخول إليها نشعر بروح المكان، بإرشاد من الضوء الطبيعي المتسلل إلى داخلها"، مضيفة أن "عملها يعكس حال لبنان، الذي يعاني من الصعوبات والهجر على الدوام، إلا أن البلد يأبى إلا أن يتمسك بالحياة".

كرسيي The Sobhiye set


The Sobhiye set للمصممة رويا عبود، عبارة عن قطعة أثاث كبيرة ثنائية المقاعد تدعو للتوقف والتجمع والتواصل حول طاولة مركزية؛ الشكل الحلزوني يبدو كأنه دوامة ويذكر بفنجان القهوة.

المصممة رويا عبود


تخلق "مجموعة صبحية" مساحة مشتركة للحوار والحضور، وملاذاً صغيراً لتبادل القصص، يهدأ فيه الوقت، وتتدفق فيه الأحاديث. القطعة الجميلة مصنوعة من خشب بلوط مصمت، مع مساند ظهر منحوتة يدوياً، ومقاعد مُنجدة بنسيج عبارة عن مزيج القطن بالصوف والأكريليك.

Houdou' Nisbi للمصممين ياسمينا أليكسندرا عيوش ومحمد بزيع


Houdou' Nisbi للمصممين ياسمينا أليكسندرا عيوش ومحمد بزيع، قطعة أثاث تسترجع العمارة اللبنانية التقليدية مع كل ما تحمله من قيم تاريخية وجغرافية واجتماعية، متجذرة في المبادئ الإنسانية للهوية التعددية للبنان. قالت ياسمينا لـ"سيدتي" إنها في عملها مع بزيع، هما يهدفان إلى إعادة إحياء القيم الثقافية التي عاشها اللبنانيون وتشاركوا فيها لقرون، خشية من تلاشيها في العمارة المعاصرة"، وأضافت: "هدوء نسبي هي طاولة قهوة خارجية نموذجية مصممة لتكون قطعة نحتية تجمع بين الهدوء والدفء والتراث؛ في قلب التصميم حوض معدني مع إمكانية ملئه بالماء أو استخدامه كموقد صغير"، موضحة أن "القطعة مصممة من الرخام، والنحاس، والخشب، ومستوحاة من البحرات التقليدية في البيوت القديمة التي تجمع الأحبة حولها". وأشارت إلى سبب تسمية العمل بـ"هدوء نسبي"، هو تذكير بالفنان اللبناني زياد الرحباني الذي توفي أثناء تصميم هذه القطعة، وقد كانت إحدى مقطوعاته الموسيقية تحمل اسم "هدوء نسبي" في أيام الحرب، كما يعيش اللبنانيون هذه الحالة اليوم.

المصممة آلاء مستو


استوحى المصممان آلاء مستو وكريم ترحيني، ومن جانبهما، فكرة الكرسي الهزاز المنفذ بأستديو SIMULACRUM، من كرسي الأطفال الذين هم بحاجة إليه ليرتاحوا ويسترخوا. وجاء الكرسي المصمم بمثابة نداء للأفراد اليوم للدعوة إلى الراحة والتأمل وإبطاء الوتيرة في الحياة السريعة الراهنة؛ من خلال التأرجح البطيء والمتكرر. يرتكز الكرسي على قاعدة كروية من ثمانية أقواس، مما يسمح بحركة هزازة، بينما تُمدد الأرجل الطويلة كل اهتزازة.

إضاءة منحوتة تبهر العين

Cyclamen إلى المصمم الإيطالي كريستيان بيليزاري Christian Pellizzari


ومن بين منحوتات الإضاءة البارزة، كانت في الطبقة السادسة المعنونة AWAKENING تركيب Cyclamen خاص بالمصمم الإيطالي كريستيان بيليزاري Christian Pellizzari، يُجسّد "بخور مريم" ويجمع بين الشفافية والانعكاس والإضاءة، باستخدام عناصر زجاجية متعددة الطبقات. يلتقط العمل الضوء الذي ينكسر لخلق أجواء متغيّرة تعكس روح سيراكيوز المتوسطية. يربط هذا التركيب بين الأصالة والمعاصرة، محولاً الزجاج إلى وسيط شعري للحركة والإشراق والتحول المكاني.
وفي الطبقة السابعة، يكمن التراس الساحر؛ الذي يمنح الزائر إطلالة خلابة على بيروت، خاصة مع حلول الظلام، حيث يكتسي المشهد بجمال ضوء القمر الذي ينساب بهدوء، ليحول كل لحظة إلى تجربة لا تُنسى.