استطاعت النجمة السعودية إلهام علي أن تحجز لنفسها مكانة خاصة بين كبار نجوم الفن، بفضل موهبتها التي مهدت لها الطريق لتصل إلى قلوب الجمهور وتكسب محبته. واليوم ومع احتفالها بيوم ميلادها، نستعرض محطاتها الفنية المميزة، الدرامية منها والسينمائية، والتي تميزت بخروجها عن القوالب التقليدية وصنعت لها بصمة مختلفة.
عالم الدراما
"اختطاف": تحدٍ صعب
الخروج عن الإطار المتعارف عليه في الأعمال الفنية، دفع النجمة السعودية إلهام علي للمشاركة في مسلسل "اختطاف" الذي يُعد من أهم أعمالها الدرامية؛ حيث تقوم "إلهام" من خلاله بتجسيد ثلاث شخصيات مختلفة إلى حد التناقض، وهو أمر صعب ويمثل تحدياً قوياً.
والمسؤولية التي وقعت على عاتق إلهام علي في هذا الأمر، هي تجسيدها لثلاث شخصيات صعبة، لا تشبه بعضها تماماً؛ خصوصاً أن إحداها مركب، وأخرى يحكمها عامل نفسي، وثالثة أقرب إلى الرعب شكلاً، والثلاث هن: خلود ولينا وطيف.
لينا هي فعلياً المختطفة والمفقودة، لكن خلود التي يُفترض أنها تعيش حياة مستقرة، تعاني ضغوطاً نفسية كبيرة، بسبب الشبه الكبير بينها وبين شقيقتها التوأم، والذي بات بمثابة لعنة عليها، والثالثة أقرب إلى الرعب من ناحية المظهر الخارجي.
ودارت قصة "اختطاف" حول طفلة تم احتجازها في قبو بمزرعة لمدة عشرين عاماً، حيث يمارس الخاطف على المختطَفة وسائل القوة والتعذيب النفسي والتجويع والتخويف والترهيب، لكي تظل خاضعة له وخائفة منه. في هذا الوقت، لا تنفك العائلة عن البحث عن الابنة المختطَفة، لكن من دون فائدة.
"أم هارون" حالة مركبة
وفي مسلسل "أم هارون" استكملت الفنانة السعودية إلهام علي، المضي قدماً في التغريد خارج السرب، من خلال شخصية مركبة تُدعى "عليا" في المسلسل الكويتي "أم هارون"، بطولة الفنانة حياة الفهد، إلا أن إلهام علي كانت محور اهتمام جمهور المسلسل وقت عرضه، خاصةً وأن شخصية "عليا" التي قدمتها دفعت المتابعين إلى التعاطف معها في البداية بسبب إجبارها على الزواج من ابن عمها بالقوة، الذي يلعب دوره فؤاد علي، ولكن سرعان ما تلاشى هذا التعاطف بسبب تصرفاتها الغريبة، والتي دفعت الكثيرين ليتساءلوا: هل هي شخصية طيبة أم شريرة؟ وعن هذا الأمر قالت إلهام في تصريحات صحفية سابقة: "أنا عجزت عن فهم هذا التضارب في المشاعر، ولكنني أعرف أن هذا دور مركب ومهم جداً".
"جريمة قلب" حصار نفسي
وخلال أحداث مسلسل "جريمة قلب" قدمت النجمة إلهام علي أداءً استثنائياً بكل المقاييس، فعلى مدار 8 حلقات، ظلت "ريتال" الشخصية التي قدمتها إلهام علي، حبيسة غرفتها بسبب الحصار النفسي الذي فُرض عليها، وهنا قدمت وجبة تمثيلية دسمة لتلك الشخصية، اعتمدت فيها على التمثيل بالعيون وملامح الوجه والانفعالات الداخلية التي وصلت للجمهور بكل صدق. كل ذلك بسبب اتهامها في مقتل صديقة لها تُدعى "أبرار" الفنانة أسماء الفهد، ومحاولة من حولها تأكيد ارتكابها لجريمة القتل، رغم يقين "ريتال" الكامل بأنها لم تفعل ذلك، إلا أن تأكيدات من حولها جعلتها تعيش في حصار نفسي صعب للغاية.
وبهذا الأداء المتقن استطاعت إلهام علي أن تحبس أنفاس المشاهدين كما حبست شخصية ريتال داخل جدرانها، لتقدم درساً في التمثيل الصادق وتجعل من جريمة قلب إحدى أبرز محطاتها الدرامية المميزة.
خريف القلب": دعوة للمرأة لاكتشاف قوتها الداخلية
في مسلسل "خريف القلب"، قدمت إلهام علي رسالة مؤثرة لكل امرأة تشعر بالضعف، من خلال شخصية "نهلة" التي تعكس معاناة بعض النساء، ولا سيما اللواتي يتعرضن لمواقف صعبة مثل تبديل صغارها بآخرين لحظة ولادتهم.
وعبّرت الفنانة إلهام علي، وقت عرض العمل عن سعادتها بردود الفعل التي تلقتها حول دورها في مسلسل "خريف القلب"، وردت إلهام علي عبر حسابها على منصة "إكس" على كافة الإشادات التي تلقتها حول شخصية "نهلة" بمسلسل "خريف القلب"، إذ قالت: "نهلة صناعة محلية ماتشبه أحدا، الاجتهاد في الاختلاف، سعيدة بكل ردود الفعل، وشكراً كاتبنا الأستاذ طلال، وبإذن الله الجاي أكثر اختلاف وتجدد، بإذن الله الجاي أجمل".
ولم تتوقف إلهام علي عند هذا الحد، بل حرصت أيضاً على توجيه رسالة لجمهور مسلسل "خريف القلب" ولاسيما السيدات منهم، وذلك عقب نهاية أحداثه، حيث شددت من خلالها على حبها للمرأة القوية إلى جانب حثها للسيدات على حب أنفسهن والتخلص من حالات الضعف مهما كانت الظروف، حيث قالت: "أحب المرأة القوية أكثر من الضعيفة، لذلك لا أميل لشخصية نهلة بالأحداث. وأوجه رسالة لكل امرأة تشعر بأنها ضعيفة: 'أحبي نفسك'، يبرز المسلسل قضايا مثل بر الوالدين وتأثير الأبناء على الوالدين، مؤكداً أن المال ليس كل شيء في الحياة.
"شارع الأعشى": تحدي التقاليد
واستمراراً منها في تقديم أعمال فنية خارج إطار المألوف أو المتعارف عليه، خاضت إلهام علي رحلة درامية أخرى في سبعينيات القرن الماضي داخل حي شعبي بمدينة الرياض، وذلك من خلال مسلسل "شارع الأعشى"، والذي جسدت من خلاله شخصية "ضحى"، وهي امرأة بدوية تنتقل للعيش في بيئة حضرية، مما يضعها في مواجهة مباشرة مع التقاليد والعادات المختلفة، حيث تظهر "ضحى" شخصية قوية وشجاعة، تسعى لإعالة أبنائها بعد اختفاء زوجها، وتدخل في صراعات مع المجتمع المحيط بها بسبب اختلاف خلفيتها الثقافية.
يمكنكم قراءة.... بعد نجاحها في سندس 2: جولة للتعرف إلى أبرز أعمال إلهام علي ذات الطابع الكوميدي
"عالم السينما"
"السجين" محاكاة لمعاناة أسرية
ويأتي فيلم "السجين" وهو الآخر من الأفلام المميزة التي شاركت بها إلهام علي، فبعيداً عن كونه من الأفلام التي تندرج تحت نوعية أفلام الرعب، فإنه يسلط الضوء على المتاعب النفسية التي تواجهها أسرة "عمار" خالد صقر وزوجته "روان"، وذلك بعد فقدان ابنهما. وخلال أحداثه نجد "روان" دائماً ما تلقي باللوم في معاناتها على زوجها عمار، مقتنعة بأن انشغاله الدائم بعمله في دبي، سلبهما ابنهما عندما كان في أمس الحاجة إليهما، مما زاد الحزن في قلب عمار وولَّد لديه شعوراً بالذنب.
وهكذا يمزج الفيلم بين أجواء الرعب والإثارة وبين البعد الإنساني العميق، ليضع المشاهد أمام رحلة قاسية من الصراع النفسي والشعور بالذنب، حيث تتحول المأساة العائلية إلى بوابة لقصص أكثر ظلاماً وغموضاً."
"بيبي" ملامح جديدة
عندما ذكرنا في العنوان الفرعي جملة "ملامح جديدة"، كان المقصود منها هو تخلي إلهام علي عن ملامحها الطبيعية التي تتصف بالهدوء والجمال، من أجل تقمص الدخول في عالم فيلم "بيبي" من خلال شخصية تضعها في مراحل عمرية متقدمة، وهي تقديم دور "الجدة" لفتاة تُدعى "بيبي" ليلى عبدالله، التي كانت تعيش في كنف جدتها التي تظهر من خلال سيناريو الفيلم بأنها شخصية غريبة الأطوار، نظرتها، إيماءتها، أنفاسها، حتى طريقة تناولها الطعام مقززة، لتجد "بيبي" نفسها "سجينة" منزل جدتها المخيف بعد وفاة والديها. لذلك كانت تختلق الأعذار لتتمكن من الخروج من هذا المنزل، وهي في الحقيقة تريد الحفاظ على ما تبقى لها من "أنفاس" تكاد معها أن تنسى أشكال البشر.
وبهذا الدور تكون إلهام علي قد قدمت واحداً من أكثر تحولاتها جرأة، إذ نزعت عنها ملامحها المألوفة لتجسد شخصية جدة مخيفة ومرعبة، لتمنح الفيلم عمقاً نفسياً يوازي قسوته البصرية
"تشيللو" خطوة مهمة
ومن التجارِب المختلفة والمهمة التي قدمتها إلهام علي خلال مشوارها الفني، هي مشاركتها في فيلم "تشيللو"، وقد اعتبرت إلهام علي أن هذا الفيلم عمل استثنائي، لكونه يضم عدداً كبيراً من نجوم ومشاهير الوطن العربي تحت قيادة المستشار تركي آل الشيخ "رئيس الهيئة العامة للترفيه"، الذي وصفته بالعراب، كما اعتبرت أيضاً أن هذا الفيلم بمنزلة تجربة ستخلد في تاريخها.
تدور أحداث فيلم "تشيللو" حول عازف طموح يكتشف أن تكلفة التشيللو الجديد الخاص به، أكثر بكثير مما كان يعتقد في البداية.
وجاء فيلم "تشيللو" من بطولة: الممثل جيرمي آيرونز، سامر إسماعيل، إلهام علي، مهند الحمدي، غسان مسعود، وسعاد عبدالله. والعمل من إخراج دارين بوسمان، وقصة وسيناريو تركي آل الشيخ.
وبذلك شكل فيلم تشيللو محطة فارقة في مسيرة إلهام علي، ليس فقط لأنه جمعها بكوكبة من النجوم العرب والعالميين، بل لأنه أضاف إلى رصيدها الفني تجربة استثنائية ستظل خالدة في ذاكرة جمهوره.
يمكنكم قراءة...شاهدوا نجوم وأبطال مسلسل "شارع الأعشى" بمنطقة عسير.. فما القصة؟
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».
