mena-gmtdmp

سارة بركة لـ"سيدتي": مملكة الحرير مغامرة درامية ووداع فيروز كان الأصعب

النجمة سارة بركة - الصورة من صفحتها على انستغرام
النجمة سارة بركة - الصورة من صفحتها على إنستغرام
في لقاء خاص مع "سيدتي"، فتحت الفنانة سارة بركة قلبها للحديث عن تجربتها الاستثنائية في مسلسل "مملكة الحرير"، الذي شكل نقطة تحول مهمة في مسيرتها الفنية، خاصة بعد نجاحها الكبير في "تحت سابع أرض"، حيث تحدثت بصراحة عن التحديات التي واجهتها، وتفاصيل التحضير لشخصية "فيروز" التي خطفت القلوب وترك رحيلها أثراً لا يُنسى لدى الجمهور، كما كشفت أيضاً عن جانبها الإنساني الهادئ، وشغفها الكبير بعالم الموضة، الذي تعتبره امتداداً لشخصيتها الفنية وتعبيراً عن هويتها الخاصة.

مملكة الحرير بين الخيال والواقع

"مملكة الحرير" اسم مثير وجذاب، كيف كان وقعه على مسامعك عندما عُرض عليك الدور؟

"أولاً، لا شك أن هذا العالم أو خصوصية هذا النوع من الأعمال ليست سهلة التقديم؛ لأنها تتطلب جهداً إنتاجياً وتقنياً هائلاً، إلى جانب جهد خاص على مستوى الأداء، نظراً لما يحمله من خصوصية وتفاصيل دقيقة، نحن نتحدث هنا عن خصوصية أدائية، تجعلنا نقدم شخصيات من لحم ودم، شخصيات حقيقية قد يحبها الجمهور أو يكرهها، قد يتعاطفون معها أو يُصدمون بها، وكل ذلك مع الحفاظ الدائم على عنصر التشويق.
كل هذه العناصر شكلت لي تجربة جذابة ومهمة، خاصة وأن هذا هو أول عمل أقدمه في مصر، بعد النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل "تحت سابع أرض"؛ لذا شعرت بمسؤولية كبيرة، والحمد لله، أنا سعيدة جداً بردود الفعل التي وصلتني.

من الوهلة الأولى يشعر المشاهد أنه أمام عمل درامي يتطرق إلى عالم صراع العروش في أجواء من الفانتازيا، ولكن مع عرض الحلقات يشاهد توليفة من "المشاعر والخيال والتاريخ"، هل هذه الأمور مثّلت لكِ تحديات أثناء التحضير للعمل؟

هي بالفعل كانت مغامرة كبيرة، لكن أعتقد بأننا وصلنا إلى بر الأمان، فعندما يكون الإنسان صادقاً فيما يقدمه، فإن الناس ستتفاعل معه وتفهمه وتتعاطف معه، وهذا ما حدث بالفعل، خصوصاً بعد مقتل "فيروز"، وصلتني رسائل كثيرة وتعليقات مليئة بالتعاطف والتأثر، من جمهور من مختلف الفئات، سواء من النقاد أو المشاهدين العاديين أو حتى من أساتذة ومتخصصين. وكان هناك شبه إجماع على أن ما جرى لها كان صادماً ومؤلماً للجميع.
نعم، كانت مغامرة حقيقية، خاصة وأن "مملكة الحرير" عمل يحمل خصوصية فنية واضحة، وقد فكرت كثيراً في كل هذه الجوانب قبل خوض التجربة، لكن الحمد لله، الفريق الرائع والأسماء المهمة التي شاركتني في هذا العمل كانت سبباً رئيسياً في أن أصل إلى بر الأمان.

الأميرة فيروز ظهرت بشخصية جريئة ومتمردة، لكن في مشاهد معينة رأيناها هشة وضعيفة خاصة عندما تتحرك مشاعرها نحو الحب، كيف عالجت هذا التناقض؟

""فيروز" شخصية جريئة ومتمردة؛ لأنها كانت الفتاة التي لم يقل لها أحد "لا" من قبل، فهي ابنة الملك الذهبي، نشأت بعيداً عن الصراعات الدائرة في المملكة، لا تسعى إلى الحكم، ولا تلهث خلف النفوذ أو السيطرة على أحد، كانت دائماً تعيش في عالم نقي وخاص، لم يتدخل فيه أحد، ولم يفرض عليها أحد شيئاً، أول شخص واجهها ورفض لها شيئاً كان "أبو العينين" أو "شمس الدين"، ومن هنا شعرت بالتحدي، وبدأت الشرارة التي تحولت لاحقاً إلى حب، أحبته لأنها رأت فيه اختلافاً عن العالم الذي تربت فيه، ورأى هو فيها شيئاً مختلفاً عن المحيط الذي يعيش فيه، ومن هنا بدأ الرابط الإنساني بينهما.
الحب بطبيعته يُظهر أجمل وأرق ما في النفس البشرية، وهذا ما حدث بين فيروز وشمس الدين، هي قالت له: "فيك شيء طيب قوي"، وهو عبر عن رغبته في رؤيتها مجدداً؛ لأنها كانت الشخص الوحيد الذي يستطيع الحديث معه في القصر، هو جذبها لأنه كان مختلفاً عن كل منْ حولها، ولأنه أيضاً حماها، عندما حذرها من السم في الطعام، ثم عاد إليها بعدما هرب فقط ليطمئن عليها؛ لأنه شعر أنها أصبحت مسئوليته.
كل هذه المشاعر جعلت "شمس الدين – أبو العينين" يتراجع عن حبه لـ"ريحانة" لأنه أدرك حبه الشديد لـ" فيروز"، وما يظهر من اختلافات أو تقلبات في المشاعر بين الشخصيات، ليس تناقضاً، بل انعكاس لتأثير الأحداث على الشخصيات، وتفاعلهم مع الخط الدرامي، وهذا ما ظهر بوضوح في مشهد النهاية.

"وداع مؤلم"

"مشهد مقتلك في مسلسل مملكة الحرير كان من اللحظات المؤثرة التي تركت أثراً قوياً في الجمهور، وأثار تعاطفاً كبيراً معكِ.. كلمينا عن كواليس تصوير المشهد، وكيف عملتِ على تقديمه بهذا العمق؟

في الحقيقة، هذا المشهد كان ثاني أو ثالث مشهد قمت بتصويره ضمن المسلسل، وكان من أصعب اللحظات على الإطلاق؛ لأنه يحمل مشاعر معقدة ومؤلمة اللحظة نفسها صعبة؛ لأنها تحدث أمام والدها، الذي كانت نتيجته بشكل أو بآخر، أنها تدفع ثمن ما فعله، رغم أنها لم تكن طرفاً مباشراً فيه، ولم تكن تملك لا ناقة ولا بعير فيما حدث.
وصعوبته الأكبر تكمن في أنه يحدث أمام منْ تحب، قصة الحب التي لم تكتمل، والتي كانت متوقعة أن تستمر، لكنها انقطعت فجأة؛ لتؤكد مرة أخرى أن أعظم قصص الحب، غالباً لا تكتب لها النهاية السعيدة.
كنت أتمنى أن أودع "فيروز" كما أحببتها، وأن أقدم وداعاً يليق بها وبثقل الشخصية، ويليق بثقة الجمهور وحبي لها والحمد لله، أعتقد أننا تمكنا من تحقيق ذلك.

ما سر النجاح الكبير الذي حققته شخصية "الأميرة فيروز"؟

أعتقد بأن النجاح الذي حققته شخصية "الأميرة فيروز" لم يكن ليتحقق لولا وجود شركاء حقيقيين في هذا المشوار، مثل النجم كريم محمود عبدالعزيز كان شريكاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهو فنان شديد الاحترام، وكان داعماً لي ومحاوطاً لي طوال فترة التصوير، وكذلك المخرج الدكتور بيتر ميمي، الذي أعتبره من أهم ركائز هذا العمل، هؤلاء كانوا شركائي الحقيقيين في إيصال الحكاية إلى الناس، والحمد لله على كل هذا الحب والتقدير الذي وصلني.

تحت سابع أرض.. رحلة من البراءة إلى النضج

لماذا اعتبرتِ مسلسل "تحت سابع أرض" من أفضل تجاربك الدرامية التي قدمتِها؟

مسلسل "تحت سابع أرض" كان تجربة مميزة بالنسبة لي، خصوصاً لأن الشخصية التي قدمتها تمر بثلاث مراحل نفسية متباينة، تبدأ كفتاة بسيطة، شفافة، وحساسة، ثم تتحول تدريجياً إلى شخصية تحمل رغبة عميقة في الانتقام، وتواجه مافيات لا تشبهها في شيء، وصولاً إلى المرحلة الأخيرة التي تصبح فيها امرأة ناضجة ومتكاملة، قادرة على الحب، وهنا كان جوهر التحول؛ لأن الحب هو ما استطاع أن يعدل رغبتها في الانتقام، ويظهر لنا كم أن الحب ضروري في حياتنا لتلطيف النسخ القاسية التي قد نتحول إليها بفعل الظروف.
التجربة من بدايتها كانت عظيمة بالنسبة لي، بداية من العمل مع النجم تيم حسن، والمخرج سامر برقاوي، وكل فريقه الذي أعتبره عائلة، وصولاً إلى شركة "الصباح" الرائدة التي وفرت بيئة إنتاجية محترفة وملهمة.
النجاح الكبير الذي تحقق سببه الأول والأهم هو أن النص كتب بحساسية وصدق شديدين، وأنا دائماً أعتبر نفسي محظوظة بشركائي في كل عمل، لذلك أقول" الحمد لله."

انطلاقة في عالم السينما المصرية

"كون هذا الفيلم "حين يكتب الحب"، هو أول تجربة لكِ في عالم السينما، ما الذي جذبكِ للمشاركة فيه تحديداً، وكيف تعاملتِ مع التحدي في أداء دور رومانسي إلى جانب نخبة من النجوم العرب؟

هي بالفعل تجربة جديدة في عالم السينما، وأعتقد بأنها شخصية غير متوقعة ومختلفة، وهذا ما يجذبني دوماً، الشخصية تحمل أبعاداً أدائية متعددة، وسأقدم من خلالها نفسي للجمهور عبر الشاشة الكبيرة، الأسماء المشاركة في العمل كلها مهمة، وأنا متفائلة بهذه التجربة، وأتمنى أن تنال إعجابكم.

بين الأناقة والبساطة.. سارة بركة والموضة

ظهورك دائماً يحمل لمسة خاصة بين البساطة والأناقة، ما الفلسفة التي تعتمدينها في اختياراتك للأزياء؟ وهل تهتمين بالموضة كأداة تعبير عن ذاتك؟

فيما يتعلق بعلاقتي بالموضة، فأنا أؤمن بأن لكل شخص طابعه الخاص، وأن الجمال الحقيقي ينبع من هذه الخصوصية، كل امرأة أو فتاة تعرف ما يميزها، وتختار ما يناسبها ويعبر عنها، أما عن إطلالاتي، فأنا أحرص دائماً على التعاون مع الستايلست عمر عبدالغني، الذي يرافقني باستمرار، نحاول معاً تقديم أسلوب يعكس هويتنا وشخصيتنا، دون أن نتبع اتجاهاً معيناً لمجرد المواكبة " الترند".

" خلف الكواليس"

بعيداً عن الكاميرا، كيف تعيش "سارة بركة" حياتها اليومية؟

أما عن حياتي الشخصية، فدعني أقول للأسف إن هذه المهنة تستهلك الكثير من الوقت، بين التحضيرات والتصوير والاجتماعات. ومع ذلك، فأنا بطبيعتي شخصية هادئة، أحب القراءة والمشاهدة كثيراًً، وأخصص وقتي خارج العمل لممارسة الرياضة أو الاستمتاع بكتاب أو فيلم، هذه هي الأمور التي أحرص على ممارستها قدر الإمكان في الأوقات المتاحة بعيداً عن الانشغالات المهنية.

وفي نهاية اللقاء، كيف ترين استقبال الجمهور المصري لكِ منذ بداياتكِ وحتى الآن؟

لا يسعني إلا أن أوجه كل الشكر والامتنان للجمهور المصري العظيم، ولمصر بشكل عام، على هذا الاحتواء الكبير والدعم الذي لمسته منذ اللحظة الأولى لقدومي وحتى اليوم. كمية الاحتضان والحب التي تلقيتها كانت مؤثرة للغاية، وأشعر بامتنان عميق لهذا الإيمان الذي منحني إياه الجمهور، والذي يعني لي الكثير. الحمد لله على هذا الحب، فهو الدافع الأكبر بالنسبة لي للاستمرار وتقديم الأفضل دائماً.
يمكنكم قراءة.. سارة بركة تتعاقد على بطولة فيلم مصري جديد.. إليكم تفاصيله
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».