ساندي: يشبّهونني بعمرو دياب ومحمد منير

ساندي عاتبة على بعض الزميلات الفنّانات، وتتأسّف على جهودها المهدورة في المرحلة السابقة من نشاطها الفنيّ، لكنّها تشدّد على سلامة خياراتها الراهنة والمستقبليّة، وتعلم سعادتها بالعلاقة مع الجمهور المتعاطف...عن كلّ تلك الأفكار تُجيب ساندي، في الحلقة الثانية من الحديث المطوّل معها.
اليكم نص اللقاء:
ولهذه الأسباب أنت بعيدة عن صداقات الوسط الفنيّ؟
تمّت دعوتي لحضور حفل أقامته مدارس «طيبة» للنجوم والمطربين، بحضور عدد كبير من فنّاني مصر؛ وفي هذا الحفل، صدمني ردّ فعل الفنّانات عليّ، حيث إنّني كنت على طبيعتي، ولكنهنّ كنّ يتهرّبن منّي عند التقاط كاميرات الصّحافة لصور تجمعنا، ولم أفهم سبب ذلك، على الرّغم من أنّه لا توجد أيّ منافسة بيننا، لأنهنّ نجمات دراما وسينما، وأنا نجمة كاسيت. لكن بعد ذلك فهمت، من بعض الحضور، أنهنّ يتهرّبن خوفاً من المقارنة بيني وبينهنّ عندما تنشر الصور على صفحات المجلات؛ وبعد إصدار ألبومي، كنت أنتظر مكالمة تليفونيّة من فنّانة لتهنّئني، لكنّها لم تتّصل.
من هنّ الفنّانات اللواتي تهرّبن منك أثناء التقاط الصور؟ ومن تلك التي كنت تتوقّعين منها الاتّصال لتُبارك لك الألبوم؟
شيري عادل، وإيمي سمير غانم؛ فقد صدمني تصرّف شيري، خاصّة أنّني أحبّها وأشعر بأنّها شخص «كيوت»، لكنّها عرَّضتني لموقف محرج، بسبب ردّة فعلها غير اللائقة؛ كذلك كنت أنتظر من آمال ماهر أن تبارك لي بالألبوم، خاصّة وأنّني باركت لها ثلاث مرّات عند إصدار ألبومها.
وبماذا تفسّرين موقف آمال ماهر؟
لا أعلم، ولا أعتقد أنّها لا تعلم بإصدار الألبوم. كنت أتوقّع أن تكون من أولى المهنّئات، بالرّغم من أنّ نجوماً كباراً قد هنّأوني شأن محمد منير، ورامي صبري، والجريني. وأنا سعيدة جدّاً لأنّ كثيراً من جمهوري، عبر صفحتي على «تويتر»، يكتبون لي أنني أصبح لي شكل مميّز مثل محمد منير، وعمرو دياب، فأن يُقارنونني بـ«الهضبة» و«الكينغ»، فهذا فخر لي.
إذا كان العديد من الفنّانات يغرن منك، فممّن تغارين أنت؟
لا أغار من أحد، ولا أريد أن أكون مثل أحد؛ أنا بلا منافس، ليس غروراً مني، بل لأنّني أقدّم فنّاً مختلفاً، وأتمنّى أن أصل إلى شهرة Beyonce، ليس تقليداً لها أو منافسة، ولكن إعجاباً بها.
علمنا أنك كنت تنوين التبرّع بجزء من مبيعات الألبوم إلى إحدى الجمعيّات الخيريّة. لماذا لم ينفّذ المشروع؟
نعم صحيح، فكرتي هي أن يتمّ خصم مبلغ معيّن من كلّ نسخة تباع لصالح الجمعيّات الخيريّة. لكنّ الآراء اجتمعت على أنّه يجب أن يقوم بهذه الحملة مجموعة من الفنّانين، وليس بمفردي، لأنّها ستترجم بشكل آخر، وهي أنّني أرغب في بيع الألبوم بطرق أخرى «بالعافية» (بالقوّة)، ولذلك توقّف المشروع.
يبدو أنّ إعلانات دنيا سمير غانم كان لها تأثير عليك، حيث كانت تقتطع نسباً من إعلاناتها لصالح الأعمال الخيريّة؟
ضاحكة، لماذا فقط شركات الأطعمة والمشروبات هي من تقوم بذلك؟ ونحن كفنّانين، لماذا لا نقوم بمثل هذه الحملات، ونقيم حفلات ضخمة بأجر رمزيّ، على الأقلّ نحن نحافظ على عجلة الإنتاج في مصر، ونحافظ على لقب «هوليوود الشرق»، ومن ناحية أخرى ندعم عمل الخير؛ فإذا وجد الجمهور دافعاً قوياً، فمن المؤكّد أنّهم سيقبلون على شراء الألبومات وحضور الحفلات، خاصّة بعد الثورة، وبفعل تأثيرها على الحفلات.
ظهرتِ على غلاف الألبوم بملابس محتشمة، فهل لأنّك تريدين تغيير صورة ساندي التي انطبعت عند الجمهور بالملابس المكشوفة؟
هذه نقطة مهمّة للتحدّث عنها. بصراحة كان كلّ اهتمامي في صورة غلاف الألبوم مخاطبة الجيل الجديد الذي يُحبّني، وقد استطعت بالفعل تحديد جمهوري من خلال حفلاتي، ولمست من يهتمّ بها، ووجدت أنّهم ذوو الأعمار الصغيرة، فكان من الواجب عليَّ ألا «أجرح أعينهم» بملابس جريئة.
وما الذي غيَّر تفكيرك؟
الحقيقة التي يجب أن أعترف بها هي أنّني كنت في بداياتي أستمع لأناس كانوا يقنعونني بأنّ الملابس العارية والدلع، هما أقرب طريق للفت الأنظار، فكنت أهتمّ بفنّانات الغرب، وأتّخذ «لايدي غاغا» مثالاً، بسبب ارتدائها الملابس المكشوفة، في الوقت الذي لم أضع في الاعتبار عاداتنا وتقال.ولكنّني اكتشفت أنّ الواقع غير ذلك، لأنّ طبيعة وفكر الجمهور تغيّرا، فشعرت بالاحتياج إلى التغيير لأنّني أغنّي لهم، وليس شرطاً أن أخاطب جمهوري بنفس طريقة فنّاني هوليوود، فيجب أن أتعامل معه على أنّه جمهور عربيّ.
أشعر من خلال كلامك أنّك نادمة؟
تصمت قليلاً. حتى أكون صريحة معك، نعم نادمة، وأشعر أنّني أضعت الكثير من الوقت، واستمعت لأناس لا يفقهون شيئاً، وقد ضلّلوني بإفهامي أن ذلك كان مطلب الجمهور. في النهاية، أنا التي خسرت، لأنّه انطبع في ذاكرة الجمهور بأنّني فنّانة «كلشن كان» (أيّ حاجة)؛ ومن أكثر الكليبات التي أندم عليها اليوم، هما كليبا «إيّاك»، و«ابن جارتنا»، لأنّني كنت أرغب في تأدية دور الفتاة الشقيّة الدلّوعة، وهذا يعود إلى قلّة الخبرة، وعدم حسم الأمور، وإلى كيفيّة اختيار الكليبات المناسبة. ولو كنت استمعت لنفسي وتفكيري من البداية، لكنت وصلت لما أنا عليه الآن منذ سنوات. لقد قرّرت أن يكون فنّي هادفاً، وأن يحمل رسالة، وبهذه الطريقة أصل إلى الجمهور بطريق أسرع. وبألبومي هذا أثبت أنّ الماضي ليس أنا، ولا يعبّر عن شخصيّتي وطبيعتي.