فوجئ الأطباء والباحثون في دراسة فيروس كورونا المستجد وأعراضه وتأثيراته، بوجود لغز وسر غريب لدى الأطفال المصابين بالفيروس؛ حيث أكدت دراسة حديثة، اعتمدت على جمع البيانات من الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد، وجود حالة غريبة رصدها العلماء عند الأطفال المصابين بفيروس كورونا المستجد.
دراسة: الأطفال لم ينقلوا الفيروس للبالغين
وأشارت الدراسة التي نشرتها صحيفة «التلغراف» إلى أن الأطفال المصابين بفيروس كورونا المستجد، لم يسجلوا نقل أية حالة عدوى للأشخاص البالغين الأصحاء.
وأثارت هذه النتائج استغراب الأطباء والباحثين؛ خصوصاً أن أغلب الأطفال المصابين اختلطوا مع أهاليهم في أثناء إصابتهم أو علاجهم.
وأظهرت النتائج التي قدمها البحث، مراجعات لبيانات اللجنة المشتركة بين الصين ومنظمة الصحة العالمية، والتي أشارت جميعها إلى عدم تسجيل أية عدوى من قِبل الأطفال إلى الأشخاص البالغين.
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال دون سن 10 سنوات المصابين لم ينقلوا الإصابة إلى الأشخاص البالغين، بالرغم من حالات العناق والقبلات التي تلقوها من آبائهم وعائلاتهم أثناء فترة إصابتهم.
ونوهت الدراسة إلى أن الأشخاص بعمر الشباب لا يلعبون دوراً كبيراً في انتقال الفيروس، لكنهم أشاروا من جهة أخرى إلى أن المعلومات حول هذا الموضوع لاتزال غير واضحة ومبهمة.
وفي تصريحات لصحيفة «التلغراف»، قال البروفيسور راسل فينر، من الكلية الملكية لطب الأطفال في بريطانيا، إنه لا يوجد في جميع أنحاء العالم أدلة تؤكد دور لعبة الأطفال في نشر الفيروس أو نقله، لكنه أضاف: «ليس لدينا أدلة كافية».
وأشارت المراجعات التي نفذها الدكتور ألاسدير مونرو، في بريطانيا، إلى استمرار انخفاض العدوى لدى الأطفال.
وأشارت الصحيفة إلى حالة تم مراجعتها لطفل بريطاني أصيب بالفيروس في فرنسا، لم ينقل العدوى لأي شخص، بالرغم من مخالطته أكثر من 170 شخصاً بالغاً.
وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، لكن هذه البيانات قد لا يعوّل عليها؛ لأن بعض الدول لا تجري فحوصاً مخبرية إلا للمرضى الذين ينقلون إلى المستشفى إثر تفاقم أعراض المرض، ولا يشكل الأطفال في الغالب إلا نسبة ضئيلة من هؤلاء، يقول أندرو بولارد، رئيس مجموعة اللقاحات بجامعة أكسفورد، إن جميع التقارير عن المصابين بفيروس كورونا حتى الآن تشير إلى أن الأطفال أقل تأثراً بالفيروس من البالغين؛ حتى لو كانوا يعانون من أمراض خطيرة تؤثر على مناعتهم، مثل السرطان.
لكن الأطفال المصابين بفيروس كورونا المستجد بشكل عام، يعانون من أعراض أخف نسبياً مقارنةً بالبالغين، وكان أصغر ضحاياه في أوروبا فتاة عمرها 12 عاماً من بلجيكا، وصبياً من لندن عمره 13 عاماً، وفي الصين كان عمر أصغر الضحايا 14 عاماً.