قصص للأطفال " العصفورة العاقلة"
العصفورة المغرورة وأختها الذكية
الحرص وتوقع الخطر
6 صور

 

حكاية قبل النوم عادة جميلة تحرص عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة وتنتظرها فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة " العصفورة العاقلة " واحدة من القصص التي تهدف إلى توعية الطفل بالمخاطر من حوله ، مهما كان يتمتع به من صفات

على شجرة عالية زاهية بالأغصان الخضراء والورود الحمراء ، تسكن ثلاثة عصافير وأمها، العصفورة الأولى محبة لنفسها معجبة بألوان ريشها  ، لكنها كسولة  ودائماً ما تعتذر لأمها: أنا أحب اللعب والطيران، ولا أفكر إلا في اللحظة التي أعيشها، آكل، أطير، أنام. ودفء جناحيك يا أمي

والعصفورة الثانية ذكية، واثقة من حسن تصرفها لكنها كثيراً ما تتفاخر أمام أختيها: أنا أعرف كل شيء، وأعلم كيف أدافع عن نفسي وقت الخطر، أما العصفورة الثالثة فقد كانت الأصغرعمرا والأكبر عقلاً وحيطة، ودائما ما تشارك أمها كل صباح الذهاب لالتقاط الحب لأختيها النيام

وفي يوم ما كانت العصافير الثلاثة يتحدثن - صو..صو..صو- ، وبنظرة عابرة من أعلى غصن بالشجرة لمحت العصفورة العاقلة صياداً يحمل بندقية على كتفه قاصداً الشجرة التي يستقر عشهنّ فوق أحد فروعها، نبهّت الأختين وقالت لهما: هذا الصياد القادم من بعيد ينوي اصطيادنا، لا بد أن نهرب بسرعة قبل أن تأتي أمنا وسنجد وسيلة لتنبيهها

العصفورة - الجميلة- لم تهتم بكلام أختها العاقلة، وسخرت منها وقالت بتعالٍ: اهربي أنت ما دمت تشعرين بالخوف، أنا لن أهرب، سوف أبتعد عن بندقية الصياد ولن يستطيع اصطيادي، وأخبرتها العصفورة الذكية على الفور: تعرفينني أنا لا أخاف من أي صياد، سأجلس بمكاني وأنتظره وسوف أنجو منه بفضل ذكائي وقوة حيلتي

أما العصفورة -العاقلة- فلم تقتنع بكلام أختيها العصفورتين وطارت بعيداً عن الشجرة هاربة من بندقية  الصياد إلي شجرة أخرى أكثر أماناً، وحدث وجاء الصياد قاصداً شجرة العصفورتين، وكانت العصفورة ذات الريش الملون البديع أول من ظهرت أمامه، فركز بصره وجذب زناد بندقيته وصوبها نحوها بمهارة واقتدار، فوقعت على الأرض تتلوى من الألم حتى فارقت الحياة، فرماها بالسلة

شاهدت العصفورة الذكية ما حدث لأختها الجميلة الفخورة بنفسها، حزنت وأخذت تبكي، لكن الصياد لم يمهلها وقتاً، صوب نحوها رصاصته ولم تستطع الفرار، وقعت من فوق الشجرة مكسورة عظامها، تركها الصياد ولم يهتم بأخذها ، فما كان عليها إلا أن زحفت بعيدة خائفة، لم تستطع معاودة الطيران، حتى لمحتها أختها العصفورة العاقلة، وحملتها إلى غصن شجرة قريب، وما إن رأت أمها حتى أخبرتها بما حدث

وشفيت العصفورة الذكية وتفهمت الدرس جيداً وهنا أخبرتها أختها العصفورة العاقلة : "الحمد لله، لقد نجونا، أنا هربت ليس خوفاً أو لأنني جبانة؛ الصياد ببندقيته هو الأقوى، والحذر واجب ، ولابد من تجنب المخاطر.. لكنني لا زلت حزينة على اختنا العصفورة الجميلة"