عاصي الحلاني لـ"سيدتي": لهذا أخفيت خبر إصابتي بكورونا وزوجتي الجندي المجهول في نجاحاتي

استطاع الفنان عاصي الحلاني بصوته الجبلي أن يصل إلى القلوب ويعبّر عن كل الحالات الإنسانية والشعورية بدقة وإحساس عميق، وسلاسة في الأداء تصل إلى الوجدان، وعندما غنى للوطن، تسلح بنفس الإحساس الذي غنى به للحب والهجر والفراق والألم.


لم يمنعه فيروس كورونا الذي ضرب العالم أجمع، من المشاركة في المحافل والمناسبات الرسمية، إذ اتجه إلى مصر لإحياء حفلات انتصارات أكتوبر، وشارك في مهرجان الموسيقى العربية بدورته الاستثنائية التي تحمل رقم 29، والتي أقيمت بدار الأوبرا المصرية، ليحيي «ليلة لبنانية من العمر» تزينت بالدبكة اللبنانية.


على هامش فعاليات المهرجان، التقت «سيدتي» الفنان عاصي الحلاني، لكشف تفاصيل ألبومه الجديد المرتقب، وتطرقنا في الحوار عن دور عاصي الأب والفنان في حياة أبنائه الذين احترفوا الغناء. وإلى نص الحوار.


في البداية، ترغب «سيدتي» في الاطمئنان على صحتك؟
أنا بخير، ولا أعاني من أي عارض صحي، استأنفت نشاطي الفني بكل نشاط وحيوية، وأحضّر لمشروعات غنائية جديدة.


أعلنت مؤخراً عن إصابتك وعائلتك بفيروس كورونا بعد شفائك. لماذا أخفيت خبر مرضك عن الإعلام؟
أخفيت خبر مرضي أنا وأسرتي، لأن الوضع حينها كان مقلقاً للغاية، والجمهور غير قادر على تقبّل الأخبار الصادمة، لذا قررت تجنب تصدير طاقات سلبية له وهو في أمسّ الحاجة لبادرة أمل، هذا من جهة، أما نحن كعائلة، فلم يكن وضعنا الصحي مقلقاً، فانعزلنا في قرية الحلانية، حتى تماثلنا للشفاء. وبعد ذلك، تم الإعلان عن المرض؛ لأن من حق الجمهور أن يعلم أن نسبة الشفاء من الفيروس كبيرة.


رغم معاناتك من كورونا، غادرت لبنان للمشاركة في المراسم والاحتفالات والمهرجانات الفنية، ألم تخش من الإصابة بالفيروس مجدداً؟
أنا شخص مؤمن. عندما يطالبني أهل بيتي وأصدقائي وبينهم راغب علامة بالتوقف عن ممارسة هوايتي «ركوب الخيل» و«قيادة السيارات بسرعة زائدة» لخطورتها، أقول لهم إن نسبة حصول حادث ما حاضرة في أي حركة أو رياضة نقوم بها. فعندما تعثر الحصان ووقع عليّ، لم أتركه أو أتخلى عنه، ومازلت أمارس هواية ركوب الخيل، فهي جزء من تراثنا وتقاليدنا، ولم أتعلم هذه الرياضة من الصور بل من والدي وجدي من قبله، وعلّمتها بدوري لأبنائي.


ما الدروس التي خرجت بها من وراء مرضك؟
لقد دفعني لأكون أكثر حذراً ووعياً، لكنه لم يثنني بالتأكيد عن المشاركة في الحفلات والمهرجانات الغنائية ومواصلة نشاطي الفني ومباشرة أعمالي.


ما سر حرصك على مشاركة مصر احتفالاتها ومناسباتها الرسمية الهامة مثل انتصارات أكتوبر؟
مصر هي بلدي الثاني، أعتبر نفسي ابناً لها، وأكون سعيداً جداً وأنا أشاركها انتصاراتها ومناسباتها الخاصة، مصر ليست هوليوود الشرق فحسب، وإنما الأم التي تحتضن جميع أبنائها من مختلف البلدان العربية.

تابعي المزيد: حنان مطاوع: زوجي أهم شخص في حياتي وهذه رسالتي إلى أحمد حلمي


حالة حب متبادلة بيننا

عاصي الحلاني وابنه الوليد
عاصي الحلاني وابنه الوليد


كيف تصف حالة التناغم والانسجام التي تجمع الحلاني بجمهور مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في كل مرة يلتقيك على خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية؟
حالة حب متبادلة بيننا، أنا عاشق للشعب المصري وطيبته وأصالته وللمرأة المصرية في قوتها وصلابتها، فهي امرأة لا تعرف الاستسلام ولا ترضى بغير الانتصار، كما أن الجمهور المصري متذوق للفنون، ويعشق أغاني التراث على اختلافها، ويحب الأغنية البدوية والدبكة اللبنانية، حقاً مصر بلد الفنون والحضارات.


غنيت «ست الستات يا مصرية» و«أيوه يا مصريين»، هل ترى أن الأغاني الوطنية أقصر طريق للعبور لقلوب المصريين؟
علاقتي بالجمهور المصري تمتد لأكثر من ذلك، تربطني به علاقة وثيقة، فمصر بلد كبير وأم الدنيا بشعبها وفنها وعراقتها، الجمهور المصري قريب من قلبي، وأغنية «أيوه يا مصريين» حضّرت لطرحها خصيصاً في احتفالات السادس من أكتوبر وهي من كلمات أحمد علاء الدين، وألحان سامر أبو طالب، وتوزيع زووم.


غنيت للوطن متسلحاً بنفس الإحساس الذي غنيت به للحب والهجران. بمَ تفسر ذلك؟
الوطن هو المأوى والأمان، فعلى أرض لبنان كبرت ونشأت، وصنعت نجوميتي واسمي، مشاعري صادقة تجاه بلادي، وواثق أن لبنان سينهض من جديد لأن الشعب اللبناني مقاوم ومحبّ للحياة ويمقت الدمار.


كيف أثّر حادث انفجار مرفأ بيروت الذي أودى بحياة الكثير على عاصي الحلاني المواطن؟
قلبي كان «عم يتقطع» على ما آلت إليه بيروت، الانفجار كان مفزعاً ومرعباً، هناك ضحايا كثيرون وبيوت اقتلعت من مكانها، الوضع في لبنان الآن صعب، فهو يتعرض للنهب والسرقة من بعد حادث انفجار مرفأ بيروت.

تابعي المزيد: سعد رمضان: أنا رومانسي جداً وأتمنى الزواج عن قصة حب


تأجيل الألبوم

عاصي الحلاني
عاصي الحلاني


تعرّض ألبومك الجديد للتأجيل لأكثر من مرة، لماذا؟
بسبب الظروف التي نمرّ بها، بداية من كورونا نهاية بالأحداث المأساوية التي يمرّ بها لبنان.


يضم ألبومك الغنائي الجديد العديد من الألوان والأغاني بمختلف اللهجات. هل أنت حريص على التجديد في ألبوماتك؟
الفنان يجب أن يطوّر نفسه بشكل دائم، لذا حرصت منذ فترة على تقديم ألوان غنائية جديدة، والحمد لله حققت أصداء إيجابية، وعندما غنيت باللهجة الخليجية نالت إعجاب الجمهور الخليجي. في ألبومي الجديد، حرصت أن يكون هناك أغانٍ بلهجات مختلفة، المصرية واللبنانية والبدوية والخليجية وتعاونت فيه مع كبار الشعراء والملحنين، من مصر: الشاعر إيهاب عبد العظيم والملحن محمد عبيه، ونقدم أغنية باللهجة المصرية من ألحاني، ومن ضمن أغاني الألبوم «بعشقك»، تم طرحها بشهر رمضان الماضي، وقمت بتصويرها أثناء الحجر المنزلي، ومن لبنان: أتعاون مع سليمان دميان، وطارق مجدلاني، ونزار فرنسيس، وغانم جاد شعلان، وطوني سابا.


غنيت بمختلف اللهجات، فما اللون الموسيقي القريب إلى قلبك والذي أحبه الجمهور منك؟
كل اللهجات العربية قريبة من قلبي، والجمهور أحبني أكثر باللون اللبناني والبدوي، خاصة التراث والفولكلور الشعبي.

تابعي المزيد: أدهم دياب حفيد رشدي أباظة في أول مقابلة له: لم تستطع واحدة من زوجاته الخمس أن تمنحه الحنان


اكتشاف موهبة التلحين

ماريتا وشقيقتها دانا تحتفلان بعيد والدهما عاصي الحلاني
ماريتا وشقيقتها دانا تحتفلان بعيد والدهما عاصي الحلاني


متى اكتشفت بداخلك موهبة التلحين؟
موهبة التلحين ظهرت لديّ عندما كنت أجلس بمفردي ليلاً، أثناء العزف على العود، أو حين تتوفر الكلمة الشيقة التي تثير شغفي.


نجاحاتك المتعددة لم تُفقد عاصي طيبة أهل البقاع بشهادة زملائك بالوسط الفني. هل هذا يعكس رضاك عن مشوارك الفني؟
فخور بمشواري الفني، فسجلي الغنائي لا يوجد فيه عمل يدعو للخجل، منذ أن اقتحمت عالم الغناء حملت على عاتقي مسؤولية الأغنية اللبنانية والحفاظ على التراث اللبناني. لم ألجأ يوماً للتيارات الغنائية الهابطة لجني الثروات أو تحقيق الشهرة لأني مؤمن بأن الفن رسالة سامية.


لك تجربة درامية ناجحة. هل يمكن أن نراك قريباً في فيلم سينمائي يحمل توقيعك؟
لمَ لا؟ أحببت تجربة التمثيل، وابتعادي عن هذا المجال لم يكن عن طيب خاطر، ولكن لم يتوافر الورق الذي يقدمني للجمهور بشكل يليق بتاريخي الغنائي.

تابعي المزيد: حصرياً.. مكالمة هاتفية مع جورج كلوني حول الفيلم الجديد والعائلة... ولبنان!


مع العائلة

عاصي الحلاني وزوجته كوليت
عاصي الحلاني وزوجته كوليت


إذا تحدثنا عن عاصي الحلاني الأب وليس الفنان، ما نصائحك لـ«ماريتا والوليد» عندما قررا احتراف الغناء؟
ألا ينجرفا وراء السائد، وصنع حالة فنية خاصة بهما تفردهما عن غيرهما من أبناء جيلهما، والبعد عن الابتذال ولغة الأرقام لأنها لا تصنع نجماً، ونجاحها يكون مؤقتاً وليس دائماً.


هل أنت راضٍ عن خطواتهما الفنية؟
راضٍ كثيراً، ماريتا والوليد يتمتعان بذكاء عالِ في اختيار أغانيهما، فهما يختاران اللون الغنائي الذي يليق بحجم وطبقات صوتيهما.


وما طبيعة المشروع الغنائي الجديد الذي يجمعك بنجلك الوليد؟
ديو غنائي بعنوان «حبيبي»، من كلمات الشاعر نزار فرنسيس، وألحان عادل العراقي.


تغنّى نجلك الوليد من كلماتك وألحانك بأغنية «قالتلي» هل هو الذي طلب منك الأغنية أم أنت صنعتها خصيصاً له؟
حينما كنت أكتب الأغنية وألحنها شعرت بالوليد أمامي، ووجدت أنه أنسب شخص يغنيها، وهو بدوره أعجب بكلماتها كثيراً.


لمن تنسب النجاحات التي وصلت إليها؟
لزوجتي كوليت، الجندي المجهول في نجاحاتي، فهي امرأة محبة وذكية وفّرت لي أجواء الراحة التامة في المنزل والتي تسمح لي بالإبداع.


هل زوجتك تغار عليك؟
تغار بالشكل الذي لا يزعجني، فهي متفهمة لطبيعة عملي والمعجبات.

تابعي المزيد: ماجد المصري: فخور بنجاح السعودية في المحافل السينمائية الهامة