قصص للأطفال: تامر والحوت

قصص الأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة " تامر والحوت" تدعو طفلك لأهمية المحافظة على المخلوقات البحرية كغيرها من الكائنات

 

ظهرت نتيجة امتحانات النقل بالصف الثاني الإعدادي، ونجحت بتفوق والحمد لله..واستعدت أسرتنا الصغيرة ومعنا جدي وجدتي لقضاء بضعة أيام بأحد المنتجعات الساحلية .التي يزخر بها البحر الأحمر، وكانت صنارتي الحديثة التي أهداها لي جدي أول من وضعتها في الحقيبة ومعها زعانف الغوص التي اعتدت استخدامها مع والدي ..لمشاهدة الشعب المرجانية المتنوعة الأشكال والألوان..وما ان وصلنا حتى استعدت الأسرة لقضاء اليوم بأحد اليخوت الصغيرة للقيام بالغوص والصيد..وفوجئنا عند اقترابنا من الميناء بتجمع عدد كبير من رواد المنتجع حول حوت يرقد على الشاطئ الرملي..تضربه الأمواج من كل جانب، وتحوم حوله الطيور الجارحة ظنا ان الحوت قد فارق الحياة

تحريك الحوت الضخم بواسطة الحبال القوية

شاهدت الفريق الطبي البيطري بالشاطئ يتحرك بهمة ونشاط ، ليمد الحوت بالأكسجين الكافي والعلاج اللازم ..وبعد إفاقة الحوت وانتظام أنفاسه..أخد الفريق يعاونه بعض رواد الشاطئ في تحريك الحوت الضخم بواسطة الحبال القوية حتى يتمكن من الانزلاق إلى المياه من جديد  ..هنا أسرعت إلى جدي لأسأله عن سبب لجوء الحوت إلى الشاطئ..رغم وفرة الطعام داخل مياه البحر العميقة! وأدهشني ان نكون -  نحن الصغار- السبب في جنوح بعض الحيوانات البحرية إلى الشاطئ؛ وذلك بسبب حجم الضوضاء والصخب والأصوات العالية المنتشرة على طول الشاطئ!! إضافة إلى صوت الماكينات الضخمة للسفن العابرة والتي تسبب ذبذبات قوية تؤثر على حاسة السمع لدى الحيوان البحري

الشعب المرجانية..وجمالها الخاص

واستكمل جدي..: مما دفع الحوت إلى تصرفات غريبة تجعله يهرب إلى الشواطئ أو يقترب منها كثيرا ؛ ظنا منه انه سوف يجد فيها الهدوء والراحة..فيضل الطريق - كما حدث- بسبب ضحالة المياه، قلة عمقها وقلة الأكسجين المذاب بداخلها..وتوقف جدي متأملا وجوهنا الصغيرة المملوءة بالدهشة والتعجب من تصرفات الإنسان الغير واع والتي تسبب كل هذه المشاكل..وقررت أنا وأخوتي الصغار ان نقلل من حجم التلوث السمعي على الشاطئ، وان نحافظ على الشعب المرجانية كثروة طبيعية تحفظ لبلدنا جمالها الخاص