مظاهر الاحتفال بعيد الفطرفي بعض البلدان الإسلامية

مظاهر الاحتفال بعيد الفطر

 

يأتي عيد الفطر بعد انقضاء أيام شهر رمضان المبارك ليضيف أجواء من الفرحة والسعادة على المسلمين في كافة أرجاء العالم ، بعد ان ودع المسلمون حول العالم شهر الصيام يستقبلون العيد بالحلوى والطعام اللذيذ وزيارة الأقارب والاحتفال بالصغار، ومن الجميل ان تتشابه فرحة العيد في كل مكان حالة تواجد مسلمون، لكن تختلف مظاهر العيد والاحتفال به من بلد إلى آخر حول العالم، وفي هذا التقرير يروي لنا الباحث الديني بمركز البحوث الدينية التابع لجامعة الأزهر الدكتور أسامة عبد الرحيم الشناوي عن مظاهر احتفال المسلمين بعيد الفطر وأبرز العادات وأكثرها تميّزاً في عدد من بلدان العالم

 

حقائق ومعلومات

أول عيد فطر..في السنة الثانية من الهجرة النبوية

احتفل المسلمون بأول عيد فطر بعد صيام الشهر في السنة الثانية من الهجرة النبوية عندما فُرض صيام شهر رمضان المبارك على المسلمين في تلك السنة؛ وقد شرع الإسلام صلاة العيد في تلك السنة أيضاً، بالإضافة إلى زكاة الفطر

سبب تسمية العيد بهذا الاسم : أنّ الله سبحانه وتعالى يعود على المسلمين فيه بمنه، وإحسانه، وفضله ومنها..الإفطار بعد الامتناع عن الطعام، وصدقة الفطر، وشعور المسلمين في العيد بالسرور، والفرح، والبهجة.

ويبدأ الاحتفال به بعد شروق الشمس، حيث يؤدي المؤمنون صلاة عيد الفطر
 ويظهر المسلم في هذا العيد سروره بنعمة حلول العيد وبنعمة إتمامه واجباته الدينية خلال الشهر المبارك، فيشكر الله على حلول العيد عليه وعلى أحبائه

 

في مصر..تتحول معظم الساحات للصلاة

في مصر تتحول معظم الساحات إلى ساحات للصلاة

 احتفال المصريين بالعيد يبدأ من ليلة العيد "يوم الوقفة"، حيث نشاهد  مظاهر وطقوسًا وتقاليدَ خاصة، وتجمعات أسرية وشبابية ، صناعة ألكحك، والبسكويت

مع مطلع الفجر وصلاة العيد تتحول معظم ساحات مصر إلى ساحات للصلاة، فنسمع صوت التكبير والتهليل بالعيد من كل جانب، ونشاهد الملابس الجديدة

وعقب الصلاة يتبادلون التهاني بقدوم العيد المبارك، ويذهبون إلى المقابر للترحم على الأموات، وقراءة بعض الآيات القرآنية عليهم
ويعتبر المسلمون هذا العيد فرصة عظيمة للتقارب بين بعضهم البعض، وتعلو التكبيرات والتواشيح الدينية بالمساجد، حيث يصطحب الكبار الأطفال أثناء الصلاة

في السعودية..تخرج العائلات منذ الساعات الأولى للصلاة

احتفال السعوديين بالعيد يختلف باختلاف المناطف

لا تختلف صلاة العيد كثيرًا عن مصر ، وغالبًا ما يرتدي الجميع والأطفال الملابس الرسمية بالثوب والشماع والعقال، وأحيانًا المشلح، واحتفال السعوديين بالعيد يختلف باختلاف المناطق

 في جنوب السعودية ..كان الأهالي يفرون من البرد إلى تهامة لقضاء العيد هناك، والبحث عن الأجواء المعتدلة.

وفي شمال السعودية ..عاداتهم مختلفة مثل :فهم بعد الانصراف من صلاة العيد، يمرون على غالبية منازل الحي لإلقاء السلام، وتقديم التحية بمناسبة العيد.

وفي غرب السعودية تخرج العائلات منذ الساعات الأولى لصبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك لأداء صلاة العيد

 وبالنسبة للأكلات السعودية في العيد، ووصفها كثيرون بأنها (حلاوة العيد)مثل.. الكبسة والمرقوق والمراصيع والهريس ، إضافة إلى الحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، مثل «الكليجية» والمعمول


في المغرب ..مائدة الإفطار حافلة بالمسمن والبغريربعد الصلاة

في المغرب..مائدة الإفطارتزينها الحلويات وفطائر المسمن والبغرير

يخرج المغاربة في صباح العيد لأداء الصلاة، ويتبادلون التحية مرددين «عواشركم مباركة» ويكبّرون، ويأخذ موظفو الدولة العطلة بمجرد سماعهم تكبيرات العيد

ويحرص المغربيون على ارتداء الزى التقليدي عند ذهابهم للصلاة، والذي هو عبارة عن الجلباب بالطربوش، والجبادور مع البلغة الفاسية

..وفي يوم العيد يفضل الكثيرون التوجه إلى المساجد بملابسهم المغربية التقليدية والمتمثلة في الجلابة والجبادور

 وبعد العودة إلى البيت يكون أفراد العائلة على موعد مع مائدة الإفطار التي تزينها حلويات وفطائر مثل المسمن والبغرير إضافة إلى الشاي المغربي بالنعناع.

إضافة إلى..غُريبة الكاوكاو، وحلوى الهلال بالليمون، وكعب الغزال باللوز..و طبق اللفاف؛ وطبق الكسكسي المغربي، والملوي

وتتسابق النساء؛ لكي يَصْنَعْنَ الحلوى المميزة؛ ككعب الغزال، والفقاص، والزنجلان

في سوريا..يقدمون السكاكر الشامية للمهنئين بالعيد

السكاكر والعجائن الشامية للمهنئين في العيد

وللعيد تقاليده المعروفة التي تتمثل في زيارة الأقارب ومعايدتهم، والاجتماع على مائدة الغداء العائلي فضلا عن انطلاق الأطفال إلى ساحات العيد، والحدائق العامة

ولا تزال العيدية من الملامح المميزة في العيد، ويختص بها الأطفال الذين يحصلون عليها من الآباء والأمهات والأقارب

ومن الحلويات التي تميز عيد الفطر في سوريا السكاكر والعجائن الشامية التي يتم تقديمها للمهنئين بالعيد كما تتنوع الوجبات الشامية اللذيذة والغنية باللحوم.

في الإمارات..يقدمون اللقيمات والبلاليط

من المأكولات الإمارتية في عيد الفطر..اللقيمات والبلاليط

نجد الإقبال بشكل كبير على المدينة الترفيهية للأطفال والكبار ، لكنها تمتلئ في المناسبات، وخاصة الأعياد.

وأكثر ما يتجلى احتفال الإماراتيين بعيد الفطر السعيد عندما نشاهد الأطفال يرتدون الملابس الجديدة ويخرجون لممارسة لعبة «الرزقة» الشعبية

ومن المأكولات الإماراتية في هذه المناسبة «اللقيمات» و«البلاليط» فضلا عن تناول التمور والحلويات والشاي والقهوة.

في قطر..تنتشر روائح العود والبخور داخل البيوت

في قطر تنتشر الاحتفالات بعيد الفطر 

أما في قطر فيقوم رب الأسرة باصطحاب أبنائه لأداء صلاة العيد، وبعدها يبدأ التهاني بالعيد

في دولة قطر تستقبل البيوت الأقارب والمهنئين بالعيد بالكعك والحلويات الشامية والفواكه أو بما يعرف بـ«الفوالة»

وهي طعام يقدم للضيوف ويشمل القهوة الخليجية والحلوى العمانية والتمر والأكلات التراثية مثل «اللقيمات».

 كما يذهب الآباء بأبنائهم للإحتفال خارج البيت..وفي البيوت القطرية تنتشر روائح العود والبخور التي تعبر عن الاهتمام بهذه المناسبة.

الكويت

وتتوزع مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مملكة البحرين حول اهتمام الأسر بشراء الملابس والعطور وتجهيز مأكولات العيد الشعبية، ومنها الحلوى البحرينية والمكسرات والسمبوسة الحلوة والقهوة العربية بالهيل

 بالإضافة إلى الأكلات المعروفة إذ تضم مائدة الإفطار طبق البلاليط والعصيد والخبيص والعقيلي أما وجبة الغداء فتتمثل في الغوزي وتتكون من الأرز بالمكسرات مع اللحم أو الدجاج إلى جانب الفواكه والعصائر.

في موريتانيا

في موريتانيا..يحصل الأطفال على العيدية..وتسمى"إنديون"

وتستعد الأسر الموريتانية لاستقبال عيد الفطر قبل حلول العيد بأيام، حيث يحرص الرجال والنساء والأطفال على ارتداء الملابس الجديدة في العيد

وهم يؤدون صلاة العيد في الساحات الكبرى وباحات المساجد وفور انتهاء الصلاة وطيلة أيام العيد يتبادلون التهاني ويقومون بالزيارات العائلية.

كما يحرص بعض الموريتانيين على عادة اجتماعية ترتبط بالعيد وتسمى «الواجب» وهي عبارة عن مبلغ من المال يقدمه الرجل لأصهاره قبل العيد بيوم أو يومين، أما المرأة فتشتري ملابس العيد لعائلة زوجها

وككل الأطفال في الدول العربية يحصل الأطفال الموريتانيون على العيدية التي تسمى عندهم ««إنـديونَ» والتي يصرفونها في الألعاب وشراء الحلويات، في جو تسوده البهجة والسعادة.

 

الهند..يزخرفون اليد بالحناء

مظاهرهم الخاصة تتمثل في زخرفة اليد بالحناء، خاصة في مدينة "حيدر أباد"، والتجمع عند مسجد شهير هناك يُدعى "جاما"؛ حيث النفحات العطرة، والطبيعة الخلابة، والمناظر التاريخية الرائعة.

إندونيسيا..ينقون نفوسهم بتقديم الاعتذارات وطلب الصفح

إندونيسيا..أكبر دولة إسلامية في تعداد سكانها

وتعد أكبر دولة إسلامية من حيث تعداد السكان ، وتتشابه مراسم احتفالات العيد فيها مع ماليزيا وسنغافورة وبروناي؛ كما يحرصون على تنقية نفوسهم وتقديم الاعتذارات وطلب الصفح.

ويعتقد الناس إن الشخص يتطهر ويعود بلا أخطاء كيوم ولدته أمه ، وفي وجبة الغداء يتناول الإندونيسيين الدجاج أو لحم البقر، لكنهم يتجنبون أكل الأسماك التي تنتشر في تلك البلد

ويضطر موظفو البريد في العادة إلى تأجيل إجازتهم بسبب الإقبال على إرسال التهاني بالعيد إلى الأقارب في شكل بطاقات بريدية.

في الصين..الإقبال على المحلات لشراء الشموع والسانتسي

العيد مناسبة رسمية في بعض مقاطعات الصين، خصوصاً تلك التي تعرف كثافة للمسلمين مثل شينجيانغ ونينغشيا، وفيها يختار المسلمون زيارة ذويهم من الأحياء والأموات.. كما يقبلون على المحلات والأسواق لشراء كميات كبيرة من الشموع وسانتسي.. وهو عبارة عن نوع من العجين المقلي