حلقة الأسماك بالإسكندرية 200 عام من السحر والفن

حلقة الأسماك بالإسكندرية 200 عام من السحر والفن
حلقة السمك
2 صور

لا يعلم أحد ما هو السحر الذي تحمله حلقة السمك بالإسكندرية بين جنباتها، والذي دفع الفنانين منذ بنائها عام 1834، على اختلاف مشاربهم وأهوائهم لاتخاذها وحهة فنية يقصدونها دوماً.

 مائتى عام تقريبا اجتذبت حلقة السمك حكايات الدراما، ولوحات الفنانين وتماثيل وجداريات التشكيلين آلاف الحكايات، حكاها ابن حميدو ونورماندى تو فى إسماعيل يس في الأسطول، وبنات بحرى فى ستينات القرن الماضى حتى الراية البيضا وزيزينا ، وأهل الإسكندرية، وحكايات ريا وسكينة، ولا احد ينام بالإسكندرية، وأوبرا عايدة .. وغيرها حتى يومنا هذا .. مئات القصص والحكايات..

وما بين لوحة بنات بحري 1935 لمحمود سعيد، (أغلى لوحة لرسام من الشرق الأوسط) وبحر الانفوشي لرباب نمر  2010، والحلقة 2020 للفنانة الشابة نسرين غالى، آلاف اللوحات والتكوينات والتجريدات والجداريات والفوتوغرافيات جسدت ذات السحر للحلقة وروداها وساكنى جوارها..

 

حلقة الأسماك اسم ليس على مسمى

حلقة السمك

 

يقول الحاج فرج 86 سنة- أحد أفدم بائعى السمك بالمنطقة.." بدأت الحلقة بمجموعة من بائعى السمك كانوا يجتمعون بشكل دائرة كل صباح يبيعون ويقايضون ما يصطادونه من البحر، وكانوا يقفون بشكل الحلقة حتى يحكمون الدائرة حول الزبون فلا يغادر إلا واشترى من أحدهم أو قايضهم" .

"عندما زاد عدد الصيادين فكر الانجليز في عمل حلقة للسمك تلافيا للمشاكل والنزاع بين الصيادين. وفكر الانجليز أن يكون التصميم مستطيلا وليس دائريا، حتى يسهل تقسيم الباكيات أو مناطق بيع السمك بحجم الطاولات الخشبية التى يرص عليها السمك كذلك تصريف المياه التي يتم رش وغسل السمك بها"، يضيف.."هذا التصميم معروف بأوربا في أأسواق السمك حيث يصطف الباعة على هيئة مستطيل بطول السوق."

 

حلقة السمك تصميم أوروبي

حلقة السمك تصميم أوروبي

 

"كانت الحلقة والتى تقع  بمنطقة الجمرك أو الأنفوشي بالإسكندرية على مقربة من قلعة السلطان المملوكى قايتباى، تتبع شركة مصايد الأسماك، وكانت الشركة تملك سفن بأعالى االبحار حيث تكتظ الحلقة بنهاية الأسبوع بكل أنواع السمك متنوع الأحجام والأنواع ، حيث تختلف الأسعار، من موسم إلى آخر، ويعتبر موسم البيع في أوجه في فصل الصيف حيث تقل الأسعار في شهري يوليو وأغسطس ".

 

الملكة شويكار تعشق سمك الوقار وفريد شوقى يشتريه "بيلعب"

أنواع أسماك حلقة السمك

 

سمير تونة – 69 عام (ابن أخ الحاج فرج) يقول " كنا نرسل للعائلة الملكية في بدايات القرن الماضى كل أنواع أسماك البحر المتوسط والتى يتم تحضيرها وتنظيفها للعائلة وضيوفها من الزعماء والباشاوات."

لافتا أن جده أخبره "أن الملكة شويكار - زوجة الملك فؤاد الأول الاولى- كانت تحب السلطات البحرية خاصة سمك الوقار، وكان الطاهى الإيطالى يسبقهم للإسكندرية لتحضير المأكولات البحرية اللذيذة، وكان الملك فاروق يعشق الإستاكوزا والكابوريا الحمراء والجمبرى" "أيضا فريد شوقى كان يأتى للحلقة ليشترى السمك طازجا "بيلعب"، وكذلك االمطرب أحمد سامى، وشادية كانت ترسل السائق ليشترى طلبية لفريق العمل، غير التشكيليين والموسيقيين والفنانين من رواد الحلقة".

 

آلية البيع بالحلقة يكون بالطاولة كاملة

آلية البيع بالحلقة

 

 وعن نظام العمل بالحلقة يقول.." تستقبل الحلقة الصيادين قبل الفجر حيث يرص كل صياد سمكه على الطاولات الخشبية المخصصة مع وضع الثلج ويتم البيع بالمزايدة وتكون بالشروة حيث يتم البيع بالطاولة أو اللوحة".

 

الإهمال يقتلع معالم الجمال

الحلقة أثر تاريخي

 

يؤأكد الحاج تونة أن الحلقة لا تكاد معالم تطويرها تستقر حتى تتبدل بفعل الإهمال والفساد، فتعجز الذاكرة عن الإحتفاظ بتفاصيل المكان الفنية والجمالية والتي تقتلعها بكل سهولة يد الامبالاة والإهمال..

"مؤخرا تم النظر للحلقة على أنها أثر تاريخى إلا أنه لم يتم ترميمها كما تستحق وكما نتوقع وعلى الرغم من ذلك فما زالت تستقبل المئات من الصيادين.. وأيضاً الزوار من السائحين وسكان المدينة."

يضيف.." ما زال الفنانين على مختلف ألوانهم ومناحيهم يتوافدون على الحلقة بكل فنونهم التى لم تتوقف منذ مائتى عام وحتى اليوم."

 

تابعي المزيد: البيئة البحرية.. صيادون يجففون تعب الماضي باستعادة الحرف والذكريات