المنتجة العالمية جمانة شاهين قصة نجاح سعودية في هوليوود

المنتجة العالمية جمانة شاهين قصة نجاح سعودية

من مدينة لوس أنجلوس Los Angeles الأمريكية استمتعنا بعمل لقاء وجلسة تصوير مع جمانة شاهين، الشابة السعودية التي شدت رحالها إلى الولايات المتحدة الأميركية، لدراسة إدارة الأعمال، ولكنها سرعان ما تحولت لمجال المؤثرات البصرية والجرافيكس، لتلتحق بأكاديمية الفنون في سان فرانسيسكو، تلبية لدعوة عشقها الطفولي القديم للرسوم المتحركة وأفلام الكرتون، تمكنت بذلك من خوض غمار مجال جديد للمرأة السعودية، لتصبح إحدى أشهر المنتجين العالميين للرسوم المتحركة والمؤثرات البصرية في هوليوود، وقد ساهمت جمانة في صنع أفلام وأغاني حازت على جوائز عالمية، منها جائزة البافتا البريطانية، والأوسكار وجوائز MTV.


تصوير | لاريسا جاكس Lareesa Jax
تنسيق | رنيم بخاري Raneem Bukhari

 

  تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2100  من مجلة سيدتي  

 


كيف تقيمين تجربتك الفنية والإنتاجية في هوليوود؟
تعلمت كثيراً من تجربتي العملية في أمريكا، خاصة أنني دخلت هذا المجال ولم يكن لدي أي خبرة مسبقة، لكنني تعلمت، من خلال احتكاكي بالخبراء في المجال، كيفية إنتاج الجرافيك والمؤثرات، وأن أعرف الأخطاء التي وقعوا فيها حتى أتفاداها في المستقبل.

 



رغم أنك درست إدارة أعمال وإنتاج البرامج التلفزيونية.. ما الذي حول بوصلة دراستك نحو المؤثرات البصرية في سان فرانسيسكو؟
أحب أفلام الكرتون والرسوم المتحركة منذ طفولتي، وكنت دائماً أحاول رسم الأشياء التي أشاهدها على التلفزيون، وأكون في غاية السعادة وأنا أعيش فكرة الدخول في عالم آخر من خلال أفلام الكرتون. وفي بداية دخولي الجامعة في سان فرانسيسكو، لم أكن أعرف بالأصل ما هي المؤثرات البصرية، وكيف تستخدم في الأفلام، فقررت دراسة هذا المجال لأعرف عنه أكثر من ناحية أكاديمية، لاسيما وأنه مجال شيق وأحمل له شغفاً كبيراً، وفي أحد المشروعات الفنية التي عملت على تنفيذها خلال دراستي
طلبوا مني أن أعمل لهم مؤثرات بصرية لفيلم Theeb الذي فاز بالعديد من الجوائز العالمية، وكان بداية دخولي رسمياً في هذا المجال. لذا أعتبره إنجازاً عظيماً بالنسبة لي، ومصدر فخر وسعادة.

تابعي المزيد: الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود: العمل التطوعي ليس تشريفاً بل أمانة ومسؤولية


ألا ترين أن دراستك السابقة في مجال إدارة الأعمال أفادتك مهنياً؟
بالفعل أفادتني كثيراً، من ناحية كيفية التعامل مع صناع الأعمال الفنية بشكل احترافي، خاصة عندما يتحدثون معي بخصوص الأشياء التي يحتاجونها في أفلامهم، كما أن إدارة الأعمال ساعدتني في رسم خارطة للتعامل بشكل مهني والمطالبة بالأشياء التي أحتاجها لتنفيذ العمل، وتحديد التكلفة المناسبة للتنفيذ.
حدثينا عن الصعوبات التي واجهتها في بداية دخولك المجال؟
مثل أي مجال جديد، كان هناك صعوبات في البداية والحصول على العمل والوظيفة المناسبة، لكن بتوفيق الله، ثم دعوات أمي وأبي، دخلت هذا المجال وأثبت نفسي فيه.


صناعة السينما السعودية بدأت بمبادرات نسائية لعهد كامل وهيفاء المنصور وشهد أمين

 

كيف كان موقف أسرتك من عملك بالفن؟
مثل موقف أي أسرة عربية، ففي طفولتي لم يكن مجال المؤثرات والجرافيك موجود في السعودية، وكانوا متخوفين من دخولي المجال الفني بسبب ما كنا نسمعه من حكايات غريبة عن هذا الوسط، وما يتردد فيها من مشاكل بين الممثلات والممثلين. ولكن في النهاية كان لي حرية القرار فيما اخترته من مجال للعمل، وحظيت بدعم أهلي وتوجيهاتهم لي وبشكل دائم.
كيف تسير علاقاتك بالوسط الفني في عالم هوليوود؟
علاقتي بالفنانين والفنانات الذين تعاملت معهم يمكن أن أصفها بالرقي والاحترافية، ومن خلال خبرتي خلال السنوات الماضية، اكتشفت مدى احترامهم للوقت والتزامهم به، وحرصهم على خروج العمل بصورة مميزة. لذا فالصداقة مهمة جداً في الوسط الفني، لأننا مجبرون على العمل معاً لأكثر من 17 أو 18 ساعة في اليوم، وإذا لم يكن هناك صداقة واحترام بيننا فلا لزوم لذلك العمل. كما تعلمت عدم وجود فارق أو حدود في صناعة الأفلام عالمياً، ولنأخذ مثالاً على ذلك تجارب السينما الكورية، وربما الفارق الوحيد هو في اختلاف الرؤية والطموح الإبداعي.
هل لديك عقد احتكار مع أي شركة إنتاج؟
ليس لدي أي عقود احتكارية، وبالعكس أسعى دائماً للعمل والمشاركة مع أي جهة موجودة، وهذا الشيء يسهم في تنمية وتطوير أعمالي.
ألا تفكرين بدخول مجال التمثيل؟ وهل عرض عليك الأمر؟
نعم، فكرت في أن أصبح ممثلة، وما زلت أفكر في دخول هذا المجال الجديد بالنسبة لي، ولكن كأي شيء في المجال الفني يجب أن يخضع للدراسة والحصول على تدريب وعمل مكثف. وقد عرض علي المشاركة كممثلة في فيلم سينمائي خلال الفترة الماضية، وحالياً لدي عدة عروض، وسعيدة جداً بترشيحي لها، ولكن يجب أن يكون النص الذي أقدمه يمثلني وأرى نفسي في الشخصية التي أؤديها، وإن شاء الله يكون هناك شيء في المستقبل.
كيف تختارين أعمالك، وهل هناك معايير معينة؟
اختار أعمالي بناء على اسم المخرج بشكل رئيس، وبعده اسم شركة الإنتاج، وقوتها وتاريخها الفني وأعمالها السابقة واهتماماتها، ومدى الإمكانية المادية، ومساحة الوقت المناسب لتنفيذ العمل.
هل لديك الاستعداد للمشاركة في أعمال خليجية أو عربية؟
بالتأكيد، وأتشرف أن أعمل في أفلام خليجية وعربية، ومع منتجين عرب، وأي فرصة ستأتيني سأوافق عليها مباشرة، وسأكون سعيدة جداً بالعمل مع فريق عربي في المجال.

تابعي المزيد: سيدة الأعمال السعودية ندى باعشن تروي لـ «سيدتي» مشوار نجاحها في العمل والحياة


جوائز عالمية

لك بصمتك في حصول عدد من الأفلام التي شاركت في إنتاج مؤثرات بصرية لها على جوائز عالمية، حدثينا عن ذلك؟
الشركة التي أعمل معها في صناعة الجرافيك والمؤثرات ترشحت أعمالها للعديد من الجوائز العالمية مثل الأوسكار وmtv عن الأفلام السينمائية التي شاركت فيها، وكذلك الأعمال الغنائية والفيديو كليب، والإعلانات الدعائية وغيرها.
أول فيلم شاركت فيه Fruitvale Station للمخرج رايان كوجلر، وبعده فيلم Theeb «ذيب» الذي ترشح للأوسكار، وفيلم Captain America: civil war «كابتن أميركا» ضمن سلسلة مارفل.
رغم وجودك السينمائي المميز إلا أنك أنتجت المؤثرات والجرافيك للعديد من المسلسلات الدرامية.. حدثينا عنها؟
بالفعل، عملي في إنتاج المؤثرات البصرية للأفلام السينمائية أكثر، ولكني قدمت الجرافيك في العديد من الأعمال الدرامية، ومنها Black-ish وModern Family، وبشكل عام المسلسلات لا تعتمد كثيراً على المؤثرات البصرية و»السي جي»، وكانت رغبتي التطوير أكثر في هذا المجال.
لك تجربة مميزة أيضاً مع نجوم ونجمات غناء عالميين.. من أبرز هؤلاء النجوم؟
قدمت المؤثرات البصرية والجرافيك في عدد من الأغنيات والفيديو كليب مع العديد من النجمات العالميات، مثل تايلور سويفت من خلال أغنية Look What You Made Me Do حيث ترشح الكليب لعدد من جوائز MTV الدولية، ومنها أفضل مؤثرات بصرية، والفنانة بيلي إيليش، والمطرب شون مينديز، والفنان إمينيم، وكذلك الفرقة الموسيقية الأمريكية (Maroon 5)‏، ومغنية الراب دوجا كات.. وغيرهم.
ما جديدك الفني؟
أشارك في إنتاج المؤثرات البصرية في الفيلم الأمريكي الجديد The craft.

تابعي المزيد: جلسة تصوير من قلب القديّة مع سيدة الأعمال السعودية دانة العلمي

 

المرأة السعودية

ما تقييمك لدور المرأة في صناعة السينما السعودية؟
أنا سعيدة جداً لدخول المرأة السعودية في صناعة السينما، ولكن أتمنى أن يكون هناك توازن بين تمثيل المرأة والرجل في هذه الصناعة، وأن تجد المزيد من الدعم.
كيف تتفاعلين مع قضايا المرأة السعودية في مجال عملك؟
في الشركة التي أعمل بها، لا يقبل بأي شكل من الأشكال التعدي على حقوق المرأة، بل تحاول دائماً أن تعطي الفرص للنساء، كما أنني دائماً ما أقدم لهن الدعم والتشجيع، وتذكيرهن بأنهن يستطعن تنفيذ أي عمل وبشكل أفضل دائماً.
ما توقعاتك لمستقبل المنتجة السعودية؟
لا ننسى أن صناعة السينما وتطورها الحالي بدأ بمبادرات نساء سعوديات، مثل عهد كامل وهيفاء المنصور، والمخرجة شهد أمين في فيلمها «سيدة البحر»، الذي ترشح للأوسكار مؤخراً، ولازلن بحاجة للدعم والوعي للاستمرارية في النجاح.
هل ترين أن منافسة المرأة مع الرجل السعودي في هذا المجال عادلة؟
بشكل عام، إذا قدمت المرأة أي عمل يطالبها الجميع أن يكون عملها متكاملاً، وليس هناك أي مجال للخطأ فيه، فيما يتم التسامح أكثر مع الرجل، ولكن أتوقع أن هذا الشيء سيتغير مع الوقت.
كيف تقيمين الانتعاشة الفنية والثقافية التي تعيشها السعودية حالياً؟
تعد هذه الفترة مميزة في السعودية، استفاد منها الموهوبون من الدعم والفرص التي أتيحت لهم، فشهدت ظهور ممثلين وكتاب نصوص، ومنافسة لإنتاج وصناعة العديد من الأفلام القصيرة.
وماذا عن التدريب والتأهيل الفني والأكاديمي؟
أنا متحمسة للغاية لكل الطلاب المبتعثين الذين سيتخرجون خلال الفترة المقبلة في كليات وأكاديميات فنية في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من الدول، وسعيدة أيضاً بتوجه بعض الجامعات السعودية لتدريس عدد من المجالات الفنية.
ما خططك المستقبلية ألا تفكرين بالعودة إلى السعودية؟
حالياً لا يزال عملي ومصدر دخلي في أمريكا، ولكن مع التطور الذي تشهده صناعة السينما في السعودية لا أعرف ماذا سيكون قراري في المستقبل.
هل تخافين من عدم الأمان المادي في الفن؟ وهل سيدفعك ذلك لتصبحي سيدة أعمال ولديك مشروعك الخاص؟
نعم لدي هذا التخوف، ورغم أنني والحمد لله لدي أمان مادي، لكنني دائماً أعمل على مشاريع خاصة، وهذا دافع لمستقبلي.
الأسرة في حياتك.. ماذا تمثل؟
الأسرة أهم شيء في العالم، ومهمة جداً في حياتي، ولولا دعم أهلي وأخواتي وشقيقي لي لما وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، فهم غالباً ما يواجهونني بأخطائي، وعندما أحتاج لأحد يستمع لي يكونون موجودين دائماً بجانبي.


أسعى مستقبلاً لإنتاج فيلم، ومسلسل أنيميشن، بعد أن أصبح لدي الإمكانية والخبرة لتحقيق ذلك



ما دور والدتك في دعمك بشكل خاص؟
أمي الغالية كانت داعمة كبيرة لي، ومن الأسباب الأولى التي مكنتني من السفر للدراسة في الولايات المتحدة، لأنني كنت بعمر صغير وقتها، لم أتجاوز حينها 18 سنة، حيث دخلت الجامعة في وقت مبكر، فاضطرت والدتي للتقاعد من العمل ومرافقتي في سفري، ومساعدتي في تجاوز أي صعاب أواجهها، وكانت مهتمة جداً باختياري لدراسة تخصص أحبه وأستمتع به.
الآن بعد تجربتك، ما نصيحتك للفتيات السعوديات؟
احرصن على السعادة في الحياة، ودائماً حاولن العمل على أنفسكن من الداخل، فالسعادة الداخلية غالباً ما تنعكس على مظهر الشخص وملامحه الخارجية، وعندها تأكدن أنكن ستحببن ذواتكن، ولا تصعبن الأمور على أنفسكن.
كيف تتعاملين مع منصات التواصل الاجتماعي؟ ومتى تلجئين للبلوك؟
يسعدني تفاعل الناس عبر السوشيال ميديا مع الأعمال التي أقدمها، وكلامهم الجميل عني يشجعني على أن أواصل طريقي، وسألجأ للبلوك فقط إذا تعدى أي شخص بكلامه عني الحدود، وهذا لم يحدث للآن.
ما هي هواياتك المفضلة؟
مشاهدة الأفلام السينمائية وأفلام الكرتون، والرسم، وسماع الأغاني والموسيقى، وأيضاً الاستمتاع بالجلوس تحت الشمس وعند البحر.
ماركة أزياء تفضلينها؟
أفضل اختيار ملابسي وحقائبي وأحذيتي من ماركة «شيناو».
ما عطرك المحبب؟
أفضل توم فورد وفيرساتشي، ودائماً أغير عطري، كل فصل تقريباً، كما أنني أحب البخور والعود والمسك.
ما برنامجك اليومي في لوس أنجلوس؟
أؤدي تدريباتي الرياضية صباح كل يوم لمدة 30 دقيقة، قبل أن أبدأ عملي. وفي منتصف اليوم أخرج للجري، وبعدها أعود للبيت لإكمال عملي، وفي المساء ربما أخرج لحضور مناسبة، أو تناول طعام العشاء، ثم أحاول الاسترخاء قبل النوم، وأنهي كل ليلة بحمد الله على الحياة التي أعيشها ونعمه علي، وأحاول أن أنام 6 أو 7 ساعات في اليوم.

تابعي المزيد: أضوى فهد لـ"سيدتي": تغلبي على السرطان أهم نقلة في حياتي وفيلم "حد الطار" تحدٍّ حمّلني المسؤولية


ما طموحك الفني؟
أن يكون في استطاعتي تغيير نظرة شخص ما تجاه موقف ما، من خلال فيلم سينمائي أو فيلم كارتون أو دعاية، كما أطمح أن أحقق السعادة والنجاح في أشياء كثيرة، سواء في مجال المؤثرات والرسوم، أو الكتابة والتمثيل، إلى جانب العمل ضمن فريق متفاهم ومتوافق في الآراء والطموحات لإنتاج وتقديم عمل يفيد العالم. وأسعى مستقبلاً لصناعة فيلم، وتقديم مسلسل أنيميشن، فدائماً كنت أرغب في تنفيذ هذه الأعمال، ولكن لم أكن أملك الخبرة أو الثقة، والآن أصبح لدي الإمكانية والخبرة لتحقيق ذلك.

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"