شاعرات وكاتبات: لغتنا ضميرنا علينا الارتقاء بها

ثريا العريض
تهاني حسن الصبيح
إباء الخطيب
هبة الفقي
ثريا العريض 2
كنانة عيسى
زاهرة محمد
همسة يونس
8 صور


في 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية، وقد تم اختيار هذا التاريخ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في كانون الأول/ ديسمبر عام 1973، ويقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو. وبهذه المناسبة، ولأن اللغة هي ضمير الشعوب ووسيلتها الأولى للتواصل والإبداع، التقينا عدداً من الكاتبات والشاعرات العربيات للحديث عن واقع لغتنا العربية، وأهمية الحفاظ عليها وتكريسها بين الأجيال.

دبي - «سيدتي» Sayidaty
جدة - نسرين عمران Nesreen Omran
الرياض - محمود الديب Mahmoud Aldeep
تصوير: غيث طنجور Ghaith Tanjour

د. ثريا العريض: علينا توعية أبنائنا بالقواعد والتشديد على صحة تطبيقها

ثريا العريض


ترى الأديبة السعودية وعضوة مجلس الشورى سابقاً ثريا العريض، أنه من الملاحظ بأن اللغة العربية السائدة في وسائل التواصل الاجتماعي يشوبها الكثير من الضعف والتحريف والقصور عن إرضاء متطلبات أصول النحو والإملاء وقواعد اللغة.

وقالت: «هناك عدة أسباب، أولها عجز معاجم اللغة عن مواكبة مستجدات العلم والابتكار، وليس آخرها تغير خارطة السيطرة الثقافية في العالم». واستطردت: «لا شك، وفي كل الأزمان والحقب، لغة الجماعة التي تصل إلى التحكم والهيمنة على علاقات الاقتصاد والسياسة عالمياً أو حتى إقليمياً تسيطر أيضاً على الثقافة محلياً وتتمدد عالمياً. وقد سادت اللغة العربية خلال حقب ريادة الثقافة العربية كونياً ومادياً وعلمياً واهتمامهم بالتجارة والبحوث والتأليف والترجمة، فكان ملوك أوروبا يبعثون أبناءهم إلى أقرب بلاط عربي ليتثقفوا ويتعلموا البروتوكول». وحاليًا منذ قرنين أو أكثر تسود اللغة الإنجليزية ويتعلمها ويتقنها ويستخدمها الأغلبية في العالم، متعدية الألمانية والفرنسية والإسبانية.
تابعي المزيد: توقيع مذكرة تفاهم بين سدايا ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية

الحفاظ على اللغة العربية

وحول حاجتنا لإجراءات صارمة للحفاظ على اللغة العربية لفتت دكتورة ثريا إلى أن هناك نداءات ومحاولات جادة لاستعادة قدرة اللغة العربية على استيعاب مستجدات البحوث في العلوم والابتكارات التقنية، والحفاظ على نقاء وأصالة وهيبة اللغة العربية في الوقت ذاته. ويبقى أن أفضل طرق تعليم اللغة العربية لأبنائنا هي بتوعيتهم للقواعد والتشديد على صحة تطبيقها فعلياً، وليس حفظها فقط بل ممارستها".

تهاني حسن الصبيح: اللغة العربية أم المعارف ومحيط العالم

تابعي المزيد: مجمع اللغة العربية بالشارقة يحتفي بمسيرة المعجم التاريخي للغة العربية

تهاني حسن الصبيح


تقول الأديبة والشاعرة السعودية تهاني حسن الصبيح: "أعتقد أن لغتنا العربية بحاجة إلى تحصين من وسائل التواصل بما في بعضها من مصطلحات أجنبية ومحتوى فكري ضحل لا يحمل هدفاً أو يرتقي بإحساس، فضلاً عن تحوير الألفاظ وإسقاط مسميات عامية ومفردات دارجة، أسهمت في طمس معالم الكلمات اللغوية المتجذرة في تاريخ العرب ولغة القرآن. فاللغة العربية هي أم المعارف ومحيط هذا العالم بمتغيراته وانشطاراته وتحولاته، لأنها اللغة الوحيدة القادرة على قياس المسافات، وتحديد الأزمان وبراعة الوصف في القدر والسعة والامتداد، وهي اللغة الوحيدة القادرة على ترجمة مشاعر الحزن وانهراق الدمع ومشاعر الفرح وانعتاق الشذى، بينما يعتري قصور شديد لغات أخرى تقف عاجزة عن ترجمة الباطن والغوص في الأعماق. وهذا التحصين حتماً سيعيد للغة العربية زهوها، ويعرج بنا إلى منتهى الفصاحة وسدرة المجاز.

وتابعت: «أؤكد بشدة حاجتنا إلى إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على لغتنا وتطويرها، من خلال تكثيف الحصص الدراسية في مواد الإملاء والخط والتعبير والنحو وتعميق الدراسات القرآنية، واكتشاف مدلولات الألفاظ في كتاب الله الكريم، تلك المدلولات التي تتماشى مع كل حضارات العالم وحاجاته الحياتية والاجتماعية المختلفة، واستحداث أوقات حرّة للحوار الفصيح بين الطلبة وأساتذتهم، وهذا الحوار سيكون بمثابة معبر مرصوف إلى كل جماليات اللغة وضفافها المخضرة في الأدب من شعر وقصة ومقالة وخطبة وغيرها من فنون لها تاريخها الممتد في حياة الأمم، مع الاستعانة بمعاجم اللغة ودراسة مدلولات الألفاظ فيها في ظل الثورة الصناعية الرابعة».
تابعي المزيد: الشاعر جابر بسيوني وقوانين الشعر الحر

إباء الخطيب: انتشار الأخطاء الشائعة في كتاباتنا العربية أصبح مقلقاً

تسمية


إباء الخطيب، شاعرة سورية لديها العديد من المؤلفات الشعرية وحاصلة على جائزة شعر الشعر من نادي الباحة الأدبي في المملكة العربية السعودية، وجائزة البابطين الكويتية، والعديد من الجوائز الأخرى، عبرت عن أسفها لقلة اهتمام الأجيال الصاعدة باللغة العربية. وقالت: «هناك ابتعاد واضح عنها، ولكنها لغة عريقة قوية والأهم أنها حيوية خلاقة.. لغة تجمع الإحساس والعقل تجمع الشغف والمنطق لذلك لم تضرها وسائل التواصل الاجتماعي بل على العكس وبفضل ديناميكية هذه اللغة فإن وسائل التكنولوجيا والتواصل سهلت انتشارها وتعلمها، فسهولة الوصول الى التطبيقات المساهمة في تعلمها عزز مكانتها عند المهتمين».

وحول إن كنا بحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على لغتنا وتطويرها، أجابت: «نعم بالطبع.. لأن انتشار الأخطاء الشائعة في كتاباتنا العربية أصبح أمراً يدعو للقلق وما تتناقله الألسن يثبت عبر الزمن على مبدأ خطأ شائع خير من ثواب مهجور. لذلك يفترض وجود مرجعيات ثابتة. كما على وسائل الإعلام من صحف ومجلات ودور نشر أن تحرص على التدقيق اللغوي للتخلص من هذه الشوائب».
تابعي المزيد: العالم يحتفلُ باليوم العالمي للّغة العربيّة

كنانة عيسى: يجب تطوير المناهج التعليمية والارتقاء الحقيقي بأدب الطفل

كنانة عيسى


الكاتبة كنانة عيسى من سوريا، شاركت بالعديد من المسابقات الأدبية في مجال الخاطرة الأدبية القصة القصيرة وأدب الطفل والعديد من المشاريع الثقافية التربوية. عبرت عن سعادتها بوجود يوم عالمي للغة العربية قائلة: «كم هو جميل وراقٍ أن يكون هناك يوم خاصٌ للاحتفاء باللغة العربية المدهشة». وأضافت: «هناك صراع حقيقي لإثبات هوية لغتنا العربية الخالدة، في بوتقة تغيرات هائلة تحكمها العولمة والانفتاح على الآخر، وهيمنة التكنولوجيا. والحل يكمن في ربط الماضي بالحاضر وتوظيف التراث المعرفي والتاريخ العربي والإنجازات الحضارية العربية الرائدة بعلوم الترجمة الناصعة الراهنة، التي تحافظ على روح اللغة العربية وخلودها وعراقتها بدءاً من العلوم القرآنية إلى أمهات الأدب والشعر العربي وأيقونات السرد الروائي العربي الذي ارتقى إلى العالمية».

وترى كنانة أننا بحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على لغتنا وتطويرها، لاسيما بالنسبة لأجيالنا القادمة، وهذا يبدأ من تطوير المناهج التربوية والتعليمية بشكلٍ واعٍ والارتقاء الحقيقي بأدب الطفل وأدب الفتيان وأدب الرحلات الخاص بالناشئة والتجديد والمعاصرة في المجلات (الهزلية) التي تتقاطع مع اهتمام الجيل الراهن بعوالم (الألعاب الالكترونية) وصناعة المستقبل والوعي بأهمية أمن الطاقة، والتغير المناخي والطاقة النظيفة، وربط الكلمة المقروءة بالقنوات المسموعة والمرئية في تضافر جاذب للناشئة واهتماماتهم بعوالم الأدب العالمي والسينما والأنيمشن كذلك.
تابعي المزيد: السعودية.. ريادة عالمية في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها

زاهرة محمد: نحن بحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على لغتنا

الكاتبة العراقية زاهرة محمد، قاصة وروائية لها عدد من الإصدارات، تعتقد أن اللغة العربية تحتاج لاحتواء أكثر خاصة بعد انتشار الإنجليزية وسيادتها مع الأسف، وتستطرد: «هذا ما نلاحظه اليوم على مختلف الأصعدة من فعاليات ومهرجانات وغيرها ولا أريد أن أزيد فالصورة واضحة واللبيب تكفيه الإشارة». وتؤكد زاهرة أننا بالفعل بحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على لغتنا وتطويرها، لأنها يوما بعد يوم تصبح أكثر بعداً عن المتلقي وتتحول من لغة لها هيبتها ودهاليزها وجمالياتها وأسرارها إلى لغة عامية متداولة.

هبة الفقي: للغتنا من الأبناء من يبرها ويقدم كل ما يستطيع لخدمتها

الشاعرة المصرية هبة الفقي، عضوة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، واتحاد كتاب مصر وعضوة جمعية حماية اللغة العربية في الشارقة، والحاصلة على العديد من الجوائز الأدبية، تجد أنه على الرغم من وجود يوم عالمي للاحتفاء باللغة العربية فإن محبي اللغة العربية يحتفون بها دائماً في كل ما يقدمونه من جهد مستمر لخدمتها ورعايتها، كل في مجاله. وتضيف: «على الرغم ما قد تلاقيه اللغة العربية من بعض الصعوبات وما تتعرض له أحياناً من جفاء بعض أبنائها.. فإن لها من الأبناء من يبرها ويقدم كل ما يستطيع لخدمتها». وترى أن وسائل التواصل لها جوانبها السلبية والإيجابية على كل أمور الحياة وليس فقط على اللغة العربية، والحكيم هو من يستفيد من الإيجابيات ويقي نفسه خطر السلبيات.
وعن حاجتنا إلى إجراءات أكثر صرامة للحفاظ على لغتنا وتطويرها، تعلق قائلة: «الإجراء الأكثر تأثيراً هو حب اللغة العربية وهو ما سيقينا شر التغريب وتشتيت الهوية اللغوية، وهو ما سيساعد على دعم كل نشاط فردي أو جماعي أو مؤسسي يقدم لحماية اللغة العربية والحفاظ عليها».
تابعي المزيد: أسرار عن اللغة العربية في اليوم العالمي للغة العربية

همسة يونس: وسائل التواصل أسهمت في دعم اللغة العربية

الشاعرة همسة يونس من فلسطين، لها العديد من المشاركات الأدبية كان آخرها معرض الشارقة الدولي للكتاب، عبرت عن وجهة نظرها قائلة: «أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بقوة في دعم اللغة العربية وترسيخ الاهتمام بها مهما وصلنا إليه من تطور تكنولوجي، لكننا بحاجة إلى مزيد من الجهود الذكية في ابتكار آليات تجذب جيل اليوم وتحبب إليه اللغة العربية بعيداً عن التعقيد».
وترى أن واقع لغتنا العربية بخير طالما أن هناك الكثير من الجهات والمبادرات التي تعزز دور اللغة العربية على كافة الأصعدة سواء من خلال البرامج أو المسابقات أو الدورات الخاصة باللغة العربية، نحن لا نحتاج إلى إجراءات أكثر صرامة بقدر احتياجنا إلى أفكار أكثر ذكاءً للوصول إلى الأجيال الجديدة بسلاسة ومحبة.