كان يوم الخميس الماضي( 20يناير2022) يوماً حزينا في البرازيل(سكّانها 220 مليون نسمة فاصل 6)، فقدْ تُوفّيتْ فيه المُغنيّة " إلزا سواريس" Elza Soaresعن سنّ 91 عاماً ،وطبْقا لما أعلنتْه أسْرتُها فقدْ وافاها الأجل في منزلِها المطلّ على البحر في العاصمة "رِيُو دي جانيرُو"،وأعلن "إدواردو باييس" عُمدة مدينة "ريو" الحداد ثلاثة أيّام حزْناً على نجْمة عالميّة يعتبرُها البرازيليّون "كنزاً وطنيّاً".
إمرأة عظيمة
وقدْ نعاها كِبارُ المُوسيقيين والكُتّاب والمُمثّلين في البرازيل وامتدحُوا خِصالها الفنيّة والإنسانيّة ،وقال عنها" لويز دي سيلفا" الرئيس البرازيلي السّابق :" إنّ الوطن لم يفْقد "نجمة" كبيرة وأحد أهمّ أصواته فقط، ولكنّه فقد أيضا امرأة عظيمة دافعت دائماً عن القضايا العادلة".
وفعلاً كانت المُغنيّة طيلة مسيرتها الطّويلة التُي وصفتها جريدة"الغارديان" الإنجليزيّة بـ"الأسْطُوريّة "صوْتاً قويّاً للدّفاع عن العدالة الاجتماعيّة وحقوق المرأة وضدّ العنصريّة"،ويحبّها ويعتبرُها البرازيليّون "بطلة" و"شجاعة".
مغنيّة الألفيّة
و"إلزا"،هي إحدى رمُوز المُوسيقى الأكْثر شُهْرة في البرازيل، وهي أيقُونة"السّامْبا"والمُوسيقى الشعبيّة البرازيليّة ،وقدعاشتْ طُفولتها في فقْر مُدْقع قبل أنْ تُحقّق لنفْسها نجاحاً باهراً في عالم الفنّ والمُوسيقى على امْتداد70 عاماً، واكتسبتْ شُهْرة واسعة في البرازيل والعالم، وفي عام 1999 صنّفتها هيئةُ ال "بي. بي .سي" البريطانيّة “مُغنية الألفيّة البرازيليّة"، واحتلّ خبرُ وفاتها الصّفحات الأولى لكُبريات صُحف العالم الصّادرة أمس الجمعة على غرار جريدة "لومُوند"الفرنسيّة و"ذي غاردين"البريطانيّة والتّي خصّصت لها مقالات مُطوّلة.
حياة بائسة
وُلدت سواريس في 23 حزيران/يونيو 1930 في إحدى مُدن "ريو دي جانيرو"، وعاشتْ في حيّ بائس وأرْغمها والدها على الزّواج في سنّ الثانيّة عشرة، وأصْبحتْ أمّاً في سنّ الثالثة عشرة ـ وفق ما ذكرتْه وكالةُ الأنباء الفرنسيّة- .
وأنجبتْ "إليزا"سبعة أطفال من زوْجها الأوّل، تُوفّي اثْنان منْهم مُبكراً، وأصبحتْ أرْملة في سنّ الحاديّة والعشْرين، وكانتْ تسرق الأكل لإطعام أطفالها بحسب اعترافات لها.
وتزوّجت بعدها من لاعب كرة القدم البرازيلي الشّهير" مانيه غارينشا"(توفي منذ 39 عاماً) وجمعت بينهما قصة حب عاصفة كانت حديث الصحف والمجلات ،وعاشت معه سبع عشرة سنة و أنجبتْ منه ابناً تُوفّي في سنّ التّاسعة.
الإنُطلاقة
وبسبب فقْرها المُدقع وسعْياً منها للبحْث عن طريق لكسْب رزقها ومُساعدة أسْرتها فقدْ شاركتْ عام 1953 في برنامج مُوسيقيّ للمواهب بإذاعة محليّة أملاً في الحُصول على قليل من المال ،وكان ذلك بداية مشوارها الفنّي الطويل والذّي صعدت سلّمه درجة بعْد أخْرى إلى أن بلغت القمّة،وغنّت أمام الملكة " إليزابيث 2" عند زيارتها للبرازيل عام 1968. وقد خرقت الملكة البروتوكول عندما تحرّكت بقدميْها طرباً و انسجاماً مع أنغام "السّامبا".
مسيرة حافِلة
وبحُلول أوائل السّتينات، ذاع صيتُها واشتهرتْ شُهرة واسعة في كامل البرازيل بغنائها لمُوسيقى" السمْبا"، ثمّ وعلى امتداد مسيرتها الفنيّة الطويلة قدّمت أنواعاً أخرى بما فيها "الجاز" و"السول " و"الفونك" و"الراب" و"البانك" وأصدرت ، 36 ألبوماً ، نالت اسْتحساناً كبيراً في البرازيل والعالم.
البُركان
و"إلْزا" بقيت تغنّي إلى سنّ مُتقدّمة ،وهي معروفة بحبّها للحياة وللنّاس ،وعندما تغنّي فإنّها فوق المسرح "بُركاناً" متفجراً فنّاً وإبداعاً وطرباً، ومنذ 2018 و قد تجاوزتْ الخامسة و الثّمانين من العمر فقد أصبحت تُغنّي وهي جالسة بسبب عمليّة أجرتْها بالظّهر ولكنّ ذلك لم يؤثّر على طاقتها وقدْرتها على الغناء ، وكانت دائما تُردّد : "إنّي لا أخافُ من الموْت ،وإنّما أخافُ من الحياة".
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا "انستغرام سيدتي"
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"