فاطمة إسماعيل .. قصة الأميرة التي باعت مجوهراتها لبناء جامعة القاهرة

جامعة القاهرة- الصورة من حساب الجامعة على الفيسبوك
جامعة القاهرة- الصورة من حساب الجامعة على الفيسبوك
جامعة القاهرة
جامعة القاهرة- الصورة من الموقع الرسمي لجامعة القاهرة
جامعة القاهرة
جامعة القاهرة- الصورة من حساب الجامعة على الفيسبوك-
الأميرة فاطمة
الأميرة فاطمة- الصورة من موقع جامعة القاهرة
جامعة القاهرة- الصورة من حساب الجامعة على الفيسبوك
جامعة القاهرة
جامعة القاهرة
الأميرة فاطمة
4 صور

لا يعلم الكثيرون لمن يعود الفضل في بناء جامعة القاهرة التي تُعد أول جامعة مصرية أدخلت مصر في مرحلة جديدة من التنوير. إنها الأميرة "فاطمة" ابنة الخديوِي "إسماعيل" والتي تعتبر واحدة من الشخصيات التي أثرت في تاريخ مصر، ونسلط الضوء عليها هنا بمناسبة البوم العالمي للمرأة، وبحسب الموقع الرسمي لجامعة القاهرة، فإن النهضة التي شهدتها مصر في النصف الأول من القرن العشرين يعود فضلها للأميرة "فاطمة" التي تبرعت بأرضها وباعت مجوهراتها لبناء أول جامعة مصرية.

تاريخ جامعة القاهرة

جامعة القاهرة- الصورة من حساب الجامعة على الفيسبوك


لقد كانت الدار التي تقيم فيها الجامعة ليست ملكاً لها، وكانت تنفق في كل عام لإيجارها أموالاً كثيرة، بلغت في العام الواحد 400 جنيه، وكانت الجامعة في حاجة إليها، لإنفاقها في سبل أخرى. هذا بالإضافة إلى أن هذه الدار (وكان موقعها مقر الجامعة الأمريكية الآن) لا تفي بحاجاتها، ولا تصلح لأن تكون مقراً ثابتاً لها، كما كان صاحبها "جناكليس" غير راغب في استغلالها على سبيل الإيجار، وإنما كان يريد بيعها سواء للجامعة أو لغيرها، حتى تدخل الأمير "أحمد فؤاد"، وطلب من "جناكليس" مد عقد الإيجار لأربع سنوات أخرى، فقبل الأخير على أن لا يؤجرها لهم بعد تلك المدة.
وعندما أطلع الدكتور "محمد علوي" باشا الأميرة "فاطمة" -الطبيب الخاص لأسرتها- على هذه الظروف التي تمر بها الجامعة، بالإضافة إلى اختلال ميزانية المشروع المهدد بالتوقف، أعلنت أنها على استعداد لبذل ما لديها لأجل ذلك. فأوقفت ستة أفدنة خصصتها لبناء دار جديدة للجامعة، هذا بخلاف 661 فداناً من أجود الأراضي الزراعية بمديرية الدقهلية، من ضمن 3357 فداناً خصصتها للبر والإحسان وجعلت للجامعة من صافي ريعها، وقُدِّر إيراد هذه الوقفية بميزانية الجامعة بمبلغ 4000 جنيه سنوي.
وما كادت تُزف هذه البشرى، حتى بادرت الجامعة بمخابرة مهندسين وطنيين مشهود لهم بالخبرة والبراعة، واظبوا على العمل، تطوعاً منهم لخدمة الجامعة، إلى أن أبرزوا رسماً على طراز الجامعات الحديثة. وتقرر المشروع في بناء القسم الأول من هذا الرسم.
وقد أجرت الجامعة احتفالاً بوضع حجر الأساس لها في يوم الإثنين الموافق 3 جمادى الأول 1322هـ/ 31 مارس 1914م، في الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر، وذلك في الأرض التي وهبتها الأميرة "فاطمة". ولقد كُتب على الحجر الأساس هذه العبارة : "الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332 هجرية".

الأميرة فاطمة تتبرع بمجوهراتها

الأميرة فاطمة- الصورة من موقع جامعة القاهرة


أعلنت الأميرة "فاطمة" أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتي قُدرت آنذاك بـ26 ألف جنيه، وذلك بعرض بعض مجوهراتها وحليها للبيع. وكانت قد أهدتها للمشروع، وأن على إدارة الجامعة أن تتولى بيعها وفقاً لمصلحة الجامعة. وعندما عرضوها بالجامعة لم يتم التوفيق في بيعها، فاتخذوا قراراً بأن يعرضوها للبيع خارج القطر المصري.
وكانت الجامعة قد أوكلت للدكتور "محمد علوي" باشا (طبيب الأميرة فاطمة) عملية بيع المجوهرات. وبالفعل تمكن "محمد علوي" باشا من بيعها بسعر مناسب جداً عاد على الجامعة بالنفع الكبير. فقد بلغ إجمالي بيعها حوالي 70 ألف جنيه مصري على التقريب.
ومن فيض كرم الأميرة "فاطمة إسماعيل" أنها أعلنت تحملها كل نفقات حفل وضع حجر الأساس، والذي كان سيحمل الجامعة نفقات كبيرة، وخاصة أن الخديوِي "عباس حلمي الثاني" كان قد أعلن أنه سيحضر حفل الافتتاح هو والأمير "أحمد فؤاد". وقد نشرت إدارة الجامعة بياناً في جميع الجرائد اليومية المحلية تحت عنوان "نفقات الاحتفال بوضع حجر الأساس لدار الجامعة.

وفاة الأميرة فاطمة

لكن من المحزن أن الأميرة "فاطمة" توفيت عام 1920 قبل أن ترى صرح الجامعة ومنارتها التي قادت التعليم في العالم العربي. لكن التاريخ لم ينسَ الدور الذي لعبته الأميرة "فاطمة" من إسهامات في العلم حتى لُقِّبت براعية العلم.