أهمية زيارة طبيب الأسنان بعد رمضان

تشكو غالبيّة الناس من جفاف الفم، كما من جفاف الأغشية المبطّنة للفم، جرّاء ساعات الصيام الطويلة، الأمر الذي يتطلّب العلاج عبر إيلاء النظام الغذائي، كما نظافة الأسنان والفم واللسان، أهمّية، تلافياً لتطوّر الحالة. أمّا بعد رمضان، فإن زيارة طبيب الأسنان واجبة للكشف عن صحّة الفم، ومعاينة حالة الأسنان التي قد تشكو من التسوّس جرّاء الإفراط في تناول الحلويات الرمضانيّة أو الكشف عن اللثة التي قد تصاب بالالتهاب نتيجة إهمال العناية بصحّة الفم والأسنان، حسب الاختصاصية في طب الفم والأسنان الدكتورة أريج علي العرب؛ فما هي العلاجات المتبعة في مداواة هاتين الحالتين الطارئتين على صحّة الفم بعد رمضان؟

خلال ساعات الصيام الطويلة، تقلّ إفرازات الغدد اللعابيّة في الفم، في حالة شائعة تعرفها غالبيّة الصائمين والصائمات، في الفئات العمريّة المختلفة، علماً أن اللعاب يساعد في منع تسوّس الأسنان، من خلال إبطال مفعول الأحماض التي تنتجها البكتيريا، كما يحدّ من نموّ البكتيريا ويقوم بإزالة بقايا الطعام.

جفاف الفم

تقود حالة جفاف الفم، وجفاف الأغشية المبطّنة للفم، جرّاء الانقطاع عن الطعام في شهر الصيام، إلى لزوجة اللعاب وصدور رائحة كريهة من الفم وجفاف الأسنان وزيادة التّرسبات (البلاك) وتسوّس الأسنان. كما تولّد الحالة أمراض اللّثة وتقرّحات الفم والإصابة بالعدوى الفطريّة في الفم والقروح أو تشقّق الجلد في زوايا الفم أو تشقّق الشفتين. في مواجهة جفاف الفم وجفاف الأغشية المبطّنة للفم، يفيد شرب كميّة وافرة من الماء بين الفطور والسحور، والاهتمام بتنظيف الأسنان، باستخدام الفرشاة بعد كل وجبة، وقبل النوم، كما بوساطة خيط الأسنان للتخلّص من بقايا الطعام، وتنظيف اللسان بوساطة الفرشاة الخاصّة به، مع مضمضة الفم بالغسول، للحصول على رائحة فم منعشة. في هذا الإطار، تعلّق الطبيبة أهمّية على تنظيف اللسان، وتقول إنّها لا تقلّ فائدةً عن تنظيف الأسنان، وذلك للتخلّص من رائحة الفم الكريهة، كما للتقليل من بكتيريا اللسان والحفاظ على انتعاش الفم وتحسين مظهر اللسان (الطبقة البيضاء)، بالإضافة إلى تحسين حاسّة التذوّق، كما تعزيز صحّة الفم بشكل عام. أمّا خلال ساعات الصيام، فإن السواك مساعد في الحؤول دون الوصول إلى جفاف الفم، لأن السواك يحتوي على الفلورايد الطبيعي. أضف إلى ذلك، تتوجّه الطبيبة إلى الأفراد الذين يعتمدون في المضع على أطقم الأسنان المتحرّكة، وتنصحهم بعدم التهاون في أمر استخدام المحلول المطهّر في التنظيف. وهي تسلّط الضوء على دور الأطعمة الحلوة والمقرمشة في الإضرار بصحّة الأسنان لكلّ الفئات، مع الدعوة إلى التركيز على تناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف، والحدّ من مشروبات الكافيين، والبعد عن التدخين. وتشدّد على ضرورة مراجعة طبيب الأسنان خلال رمضان، عند ملاحظة تغيير رائحة الفم، بصورة مزعجة. تخلص الطبيبة، في هذا الإطار، إلى أن «المعاناة من عوامل الخطورة، مثل: جفاف الفم، تطوّر التهاب دواعم السن. لذا، قد تساعد الأشعة السينيّة للأسنان في تحديد الأمراض التي لا تلاحظ عن طريق الفحص البصري لرصد التغيّرات». تابعي المزيد: طرق علاج ألم الضرس في المنزل

مشكلات شائعة في صحّة الفم

بعد رمضان، تتردّد شكاوى مراجعي طبيب الأسنان، من الحالتين الآتيتين:

1- تسوّس الأسنان

الحالة عبارة عن عدوى بكتيريّة تصيب الأسنان، وتتمظهر في تغيّر بألوانها أو حدوث ثقوب فيها، مع الإشارة إلى أن إهمال تسوّس الأسنان يودي بالمصاب إلى فقدانها! يرجع سبب تسوّس الأسنان إلى تفاعل البكتيريا، مع بواقي الطعام داخل الفم. الجدير بالذكر أن العادات الغذائيّة الخاطئة، كما عند المغالاة في تناول الحلوى مسؤولة عن تسوّس الأسنان، الذي يصيب الفئات العمريّة كافة، كما هو لا يرسل إشارات منذرة في المراحل الأوّلية من المرض، فتتأخر زيارة الطبيب إلى المرحلة التي تستدعي علاج عصب كلّ سنّ مسوّس، مع تتويج السنّ خوفاً من فقدانه لاحقاً. في المرحلة المتقدّمة من تسوّس الاسنان، يشكو المصاب من ألم الأسنان الشديد وتساقط الأسنان وتكسّرها والالتهابات فيها، بالإضافة إلى مواجهة صعوبة في مضغ الطعام ورائحة الفم الكريهة. يتسبّب تطوّر الحالة بالتهاب الغدة اللمفاوية، وغيرها. سؤال الطبيبة عن طريقة علاج تسوّس الأسنان، تجيب عنه قائلةً إنّه «في المرحلة المبكرة، إذا لم تتضرّر مادة السّن، ولم ينثقب ميناء السنّ بعد، يفيد استخدام المواد الفلورايديّة في إيقاف تسوّس الأسنان وإعادة تمعدن الميناء». وتضيف أنّه «في علاج التّسوس، يقوم الطبيب بإزالة الأخير، كما إغلاق الفتحات الطارئة على بنية السّن بوساطة الحشوات. لكن، مع تغلغل التسوّس في عَصب السّن، من الضروري علاج قناة الجذر أي إزالة اللّب الملتهب في قناة الجذر فإغلاقها بالحشو». تابعي المزيد: تنظيف الأسنان بطريقة غير صحيحة يُضاعف خطر الإصابة بنوعين من السرطان

2- التهاب اللثّة

تلتفّ اللثّة الصحّية حول الأسنان بإحكام، كما تتلوّن باللون الوردي الشاحب. لكن إهمال نظافة الفم يشجّع على تكوَن اللويحات على الأسنان أو قلحها، ما يؤدي إلى حدوث التهاب في أنسجة اللثة المحيطة. تشتمل عوارض التهاب اللثة، على تورمها وتغيّر لونها إلى الأحمر القاني والنزيف عند غسيل الأسنان أو تنظيفها بوساطة الخيط أو صدور رائحة كريهة عنها، فضلاً عن انحسار اللثّة وضعفها. تفادياً لبلوغ حالة التهاب اللثّة، فإن لنظافة الفم الأولويّة أي غسل الأسنان لدقيقتين على الأقلّ، ولثلاث مرّات في اليوم بعد رمضان، مع أهمّية تنظيف الأسنان بالخيط، وذلك لمرّة في اليوم، مع زيارة عيادة الطبيب مرّة كلّ ستّة أشهر على الأكثر للخضوع إلى التنظيف الاحترافي. تابعي المزيد: مجلس الصحة الخليجي يقدم 5 نصائح لأسنان صحية وسليمة.. وهذه الحالات تستدعي زيارة الطبيب

 

 

الدكتورة أريج علي العرب: تنظيف اللسان لا يقلّ أهمّية عن تفريش الأسنان للتقليل من بكتيريا اللسان والحفاظ على انتعاش الفم

جديد الطب

عن جديد الطبّ، في إطار علاجات تسوّس الأسنان والتهاب اللثّة، تتحدّث الطبيبة عن الليزر ERYAG أي الطاقة الضوئيّة، التي توجّه إلى الأسنان واللثّة، فتعمل كأداة قاطعة أو مذيبة للأنسجة التي تمرّ بها. وتوضّح أن «استخدامات الليزر، شائعة في بعض العيادات الطبية، على الأنسجة الطرية (اللثة) راهناً أكثر من الأسنان». من جهة ثانية، هناك العديد من الدراسات القائمة، للتوصل إلى لقاح مضاد لتسوّس الأسنان. تابعي المزيد: علماء يستخدمون لب الأسنان المخلوعة في علاج الاكتئاب