مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ: كلّما تغيّر العالم ازدادت التحديات

مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ: كلّما تغيّر العالم ازدادت التحديات
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ: كلّما تغيّر العالم ازدادت التحديات
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ
مديرة نادي سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ: كلّما تغيّر العالم ازدادت التحديات
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ
مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ
3 صور

مبدأ دعم المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، كان الهدف من تأسيس مجلس سيدات أعمال الشارقة، ويعزز قدراتها على القيادة والتغيير وصناعة المستقبل.. والغرض الحاضر الذي يحمل صفة الاستدامة في دخول سوق العمل بقوة والاستمرار فيه، مع مواكبة كل التغيرات.. هذا جزء من أهداف قرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الذي تتبناه مريم بن الشيخ، مديرة المجلس. كثير من المهمات، نسلّط عليها الضوء في شخصية هذه المرأة التي تحمل من اللباقة والقوة قدراً تظهره في ملامح وجهها، والتزامها بمواعيدها التي جعلت اللقاء يمرّ بسلاسة.

 

مديرة مجلس إدارة نادي سيدات الشارقة مريم بن الشيخ


دبي | لينا الحوراني Lina Alhorani - تصوير | غيث طنجور Ghaith Tanjour
تم التصوير في فندق البيت - الشارقة - العباءات تقدمة المصممة ميثا الأنصاري

 


هذه الطريقة الأنيقة في الاستقبال، تلازمها بشكل واضح صفات إنسانية، تعدّها مريم، هي التي ساعدتها على أن تصل إلى ما هي عليه في العمل والحياة الشخصية، تتابع قائلة من دون تردد: «أولها الإصرار على مساعدة الناس.. أتعاطف مع الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة، أشعر بهم، خصوصاً إذا لمست منهم نجاحاً نتيجة مساعدتي. أشعر بأنني أكملت ما كان واجباً علي، وحققت هدفاً».

تابعي المزيد: في يوم المرأة الإماراتية الكاتبة أسماء المطوّع: أتصور أديبات المستقبل أكثر انفتاحاً


أريد أن أساعد

شخصية مريم رقيقة، إلى درجة قد لا يتخيل فيها المرء ما تخفيه من قوة وثبات، للتحكم في هذه الملامح الجميلة لتبدو قوية أمام كلمة ريادة أعمال، وتستحق منصبها بجدارة، توضح مريم: «بالنسبة إلي، أنا أريد أن أساعد بقدر كبير من المسؤولية والإتقان في العمل».

كوني صريحة

شريط ذكريات الطفولة، يبدو واضحاً في بريق عيني مريم، الذي تفتحه وتحكيه بكل حب، وتتوقف فيه عند مواقف قوية تتذكرها، تستدرك قائلة: «مواقف الطفولة أعطتني دروساً مميزة في الحياة، وهي التي رسمت طريقي، وأوصلتني إلى ما أنا عليه الآن.. هما نصيحتان طالما ردداهما والديّ على مسامعي، في كل فرصة، الأولى: «لو أعطاك أحد مهمة لتنجزيها، لا تقولي لا أعرف، خذيها وابدئي الإنجاز، حتى لو لم تكوني على دراية كاملة بالتفاصيل، ستتعلمين في الطريق». أما النصيحة الثانية فهي اتباع نهج الصراحة، كان والدي دائماً يدفعني إلى ذلك، ويقول لي: «حتى لو اختلفت في الرأي مع من يقابلك كوني صريحة».. كثير من الناس يندمون لأنهم لم يقولوا ما عندهم في الموقف الذي يوضعون فيه بسبب الخوف.. هذا أمر تجاوزته، يوم بدأت بالعمل حاولت إثبات نفسي، ولأن أبي علمني ألا أقف أمام ما يعرقل أهدافي، فأجعل من يشكك في قدراتي بأن يراجع أمره عندما يرى عملي».

سبق أن عملت مريم في هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، وكان تركيزها على إبراز مميزات استثمارات إمارة الشارقة، بوصفها منطقة اقتصادية وجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر القادم من أوروبا.

تابعي المزيد: الباحثة الإماراتية بدرية الجنيبي ضمن قائمة "ستانفورد" لأفضل 2% من باحثي الإعلام حول العالم

أعرف عمّا أتكلم

تخصصت مريم في دراسة العلاقات الدولية، بالجامعة الأمريكية في الشارقة، التي تجد فيها بوتقة تلمّ الكثير من مناحي الحياة التي يحتاج كل إنسان في هذا العصر إلى الغوص في معارفها، تتابع قائلة: «العلاقات الدولية، نحتاج إليها في حياتنا وتعاملاتنا، بدءاً بالتاريخ، ومروراً بالاقتصاد، وليس انتهاء بالسياسة، كنت أطمح إلى جمع معلومات عامة تفيدني في حياتي، وانطلاقاً من دعمي لذاتي، أطمح دائماً لو حضرت مجلساً أو كنت في اجتماع، إلى أن أعرف عمّا أتكلم.. دراستي ساعدتني على أن أكون دبلوماسية في عملي، وأنا أطبقها كل يوم». عادت مريم بذاكرتها إلى اليوم الجامعي الأول، في تخصص طالما أحبته، الذي يصل بين شبكات العمل المختلفة، تعلّق قائلة: « كنت على درجة عالية من الحماسة».

بعد بروز سيدات الأعمال في الإمارات بقوة على الساحة منذ أكثر من 20 سنة، يثار تساؤل مهم، هل تذللت كل الصعاب؟ ما الشيء الذي تعمل عليه مريم؟ تستدرك قائلة: «كلّما تغيّر العالم، ازدادت التحديات، وتطورت طريقة التعامل معها، لا أقول إنه ليس هناك أمام سيدة الأعمال الإماراتية تحديات، لكن ما يميز الإماراتية أنها أصبحت قادرة على الاندماج، ويمكنها تحويل هذا التحدي إلى فرصة. شركاتنا التي تديرها سيدات أعمال، باتت تتسارع لتبني كل ما هو جديد من التكنولوجيا، وبهذا أصبحن في المرحلة غير التقليدية، نحن نعيش في دولة تتلقى المرأة فيها الدعم الكافي من حكومتها».

استشاراتٌ مجانيّةٌ

إن لقرينة حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أهدافاً لتمكين المرأة في المجال الاقتصادي، وتمكنت من تحقيقها، ومن أهمها توفير بيئة مستدامة لأعمال المستثمرات ورائدات الأعمال في الشارقة، تقول مريم: «نحن نحقق خطتها التنموية بإعطاء فرص للعضوات للدخول إلى القطاعات الجديدة والمختلفة. ونوجه هؤلاء الرائدات إلى دوائر حكومية، وشركات خاصة، لإبراز قدراتهن. هناك تواصل بيننا وبين الدوائر الحكومية لتعريفها بخدماتنا؛ بحيث لا تتوقف شركات مستثمراتنا من رائدات الأعمال، بعد سنة أو سنتين.. نحن نعلّم المستثمرات من خلال متخصصين، كيف يمكن أن يتعايشن وينجحن مع التغيير الاقتصادي؛ حيث يمكن أن ترغب المرأة في افتتاح مشروع، لكنها تفتقر إلى الخبرة في القطاع القانوني، وقد لا تكون عندها دراية بكيفية ترتيب خطتها المالية خلال 5 سنوات. المتخصصون عندنا يعرفونها إلى حقوقها، ويمدونها بدراسة جدوى كي تتمكن من تحقيق الاستدامة، ونحل أي مشكلة تواجهها المستثمرة، عبر حلقات استشارية لنجعل الرائدات يتكلمن عن تحدياتهن، وهي استشارات مجانية، لكن إذا استعنا بخبرات خارجية، يكون هناك دفع مبلغ رمزي؛ لأننا نحن أصلاً نتكفل بنصف المبلغ.

تابعي الميد: فتاة العرب.. من هي عوشة السويدي التي يحتفل بها جوجل؟

مديرة مجلس إدارة نادي سيدات الشارقة مريم بن الشيخ

«هلا جاري»


100 %، بالتأكيد من العاملات في المجلس هن من النساء، وهن يعملن بهدف واحد، هو تحقيق الأهداف التي رسمتها لهن سمو الشيخة جواهر، تعلّق مريم: «هذا التجمع هو رسالة إلى المجتمع مليئة بالشكر والعرفان لكل الرجال الذين دعموا المجلس أيضاً».

يستوقف مريم فكرة مشروع شاركت فيه إحدى عضوات المجلس في معرض إكسبو 2020، تتابع: «هو عبارة عن تطبيق اسمه «هلا جاري»، وهو منصة إلكترونية تخدم الحكومة، التي إذا أرادت تقديم خدمات لمنطقة ما، فالتطبيق يساعدها على التعرف إلى الاحتياجات المطلوبة، كما أنه يخدم أفراد المجتمع ويعرفهم بالجيران، خصوصاً إذا كانوا سكاناً جدداً في المنطقة، يستدلون من خلاله على الخدمات والحدائق، وكل ما يريدونه يجدونه في التطبيق، كل هذا يختصر عليهم الوقت، ويبدد مفهوم الغربة في المكان».

كما افتتحت طفلة بعمر الـ 7 سنوات، في معرض إكسبو مشروعها «رينبو تشيمني» الذي تشاركته مع أمها، تشرح الصورة بالقول: «عندما جاء دور صاحبة المشروع، توقعت أن تكون الأم هي المتكلمة، فوجئ الحضور أن الطفلة ذات الـ 7 سنوات، هي من وقفت على المنصة، وتكلمت بشغف وحيوية أذهلت الحضور.. الثقة التي تميزت بها الطفلة، والتي زرعها فيها الوالدان، مكنتها، من الفوز بالجائزة من بين المستثمرين».

تفخر مريم أيضاً بمشروع إيمان الثقفي، أول امرأة إماراتية في مجال الميتافيرس، تعلّق قائلة: «شي رائع أن تدخل المرأة إلى هذا المجال».

وطنُ السّعادة

تنصح رائدات الأعمال على المضي قدماً نحو تحقيق أحلامهن، واستثمار طاقتهن، وإطلاق مشاريعهن، واغتنام فرصة وجودهن في وطن السعادة، تتابع قائلة: «وطننا يزرع الأمل أمامنا، ويفتح الأبواب المغلقة، ويزيل العقبات أمام الجميع، وأنتن لا تعرفن كلمة مستحيل، ولا نهاية لطموحكن وأحلامكن».

تابعي المزيد: رشحت للفوز بجائزة امرأة العام مع الاحتفاء العالمي بالأمن السيبراني الدكتورة فاطمة الحربي: منظومة الأمن السيبراني في السعودية في تطورٍ مستمر

 

نصيحة أبي: لو أعطاك أحد مهمة لتنجزيها، لا تقولي لا أعرف، خذيها وتعلّمي وابدئي الإنجاز

 

كثير من الناس يندمون لأنهم لم يقولوا ما عندهم بسبب الخوف


أنا في سطور

بعد عودتك إلى البيت في يوم عمل شاق، ما أكثر ما يسعدك، وأكثر من تتمنينه قربك؟

بصراحة، أطفال أخي، هم أجمل ما يسعدني عندما أعود إلى البيت، وأعلم أنهم موجودون، أشعر بأن أي همّ أو تعب قد تلاشى، ينسيني عمر البراءة أي هموم قد تمر في يومي.

كيف تبدئين يومك؟

بالصلاة التي أنشد من خلالها البركة، ثم أعطي نفسي 5 دقائق للتأمل، و5–10 دقائق في قراءة كتاب يريحني، هذا يمهد ليوم مريح. يعطيني المقدرة على إيجاد حلول لما يمكن أن يمر بي يومياً.

ما هدفك الأول في يومك؟

أن أجعل إنساناً يبتسم بعد همّ، عندها أدرك أنني قد حققت شيئاً، فمجرد السلام على عامل في محطة بنزين، يزرع السعادة في قلبه، هو أمر جميل بالنسبة إلي. لا يأخذ جزءاً من الدقيقة من وقتي، كما أنني أحمد ربي كثيراً على النعم التي أمتلكها، حتى لو كانت صغيرة جداً؛ لأنه قادر على أن يأخذ كل شيء في لحظات.

ما أجمل هدية تلقيتها؟

لا أضع قيمة للأشياء المادية، لكن أجمل هدية، هي أن أقضي وقتاً أطول مع والدي.

شيء لا تحبينه ويضايقك؟

مهم جداً أن توجد وتتبادل مشاعر الاحترام والتقدير والمحبة بين الناس، ولا أحب عندما يفتقد البعض هذه المشاعر.

ما الموهبة التي تتمنين امتلاكها؟

الرسم، أشعر بأنه يعلمني الصبر، خصوصاً المشهد المليء بالتفاصيل؛ حيث تنتظرني اللوحة كل يوم لأبني عليها مشهداً يوصلني إلى هدفي بكل ثقة.

كما أنني عزفت على البيانو لـ 10 سنوات، وتوقفت يوم دخلت الجامعة، أتمكن من أساسيات العزف، وأصابعي ما زالت مرنة أمام أزرار البيانو، أتمنى الرجوع إلى هذا العالم.

لو لم تكوني في منصبك مديرة لمجلس سيدات الأعمال، ماذا تفضلين أن تكوني؟

في أي مجال يخدم الإنسان ويطور مجتمعنا للأفضل.

ما الذي تتابعينه في مواقع التواصل الاجتماعي بعيداً عن العمل؟


أحب أن أطلع على مواضيع تطوير الذات، وأن أتعرف إلى أعمال أناس في هذا المجال لا يعيشون حولي.

اليوم الذي لا تتمنين أن يعود؟

الأيام التي مررنا فيها ونحن نحاول حماية أنفسنا من فيروس كورونا.

تابعي المزيد: رغد باعشن لسيدتي: هدفي المساهمة بتنمية المجتمع