سوسن البهيتي: بين اللغة العربية والفن الأوبرالي تناغمٌ كبيرٌ

ما أجمل أن تجتمع الأوبرا في حضرة اللغة العربية في يومها العالمي، وتفخر الفنانة الأوبرالية السعودية، سوسن البهيتي، بأنها كانت من القلائل اللواتي خضن تجربة الغناء الأوبرالي باللغة العربية.

بين اللغة العربية والفن الأوبرالي، كما تجد سوسن، تناغمٌ كبيرٌ، على الرغم من أنه لم يتم غناء الأوبرا باللغة العربية بحلتها الجميلة وجزالتها وعذوبتها بالشكل المطلوب، وبما يليق بها.


تتابع سوسن: «لهذا سآخذ على عاتقي تقديم أعمال أوبرالية متميزة ومعناها باللغة العربية، فلدي تجربة سابقة أفخر بها كانت أوبرا متميزة تختلف عن جميع الأعمال الأخرى التي قدمت حول العالم وبمختلف اللغات».

أريد أن أعبّر عن نفسي!

من أشهر الأوبرات التي تُرجِمت إلى اللغة العربية، أوبرا «زواج فيجارو»، وهي تجربة لا تجدها سوسن مرضية. فكل غيور على اللغة العربية ومحب للأوبرا يتمنى أن تتم كتابة وتأليف أوبرا باللغة العربية من دون اللجوء إلى الترجمة. وتتمنى سوسن وجود نصوص باللغة العربية لتصبح قادرة على التعبير عن نفسها بلغتنا الأم، تعلّق قائلة: «مهما كانت الترجمة جيدة تظل ناقصة، ولا تشبع شغفنا وحبنا للأوبرا جنباً إلى جنب مع عشقنا للغة العربية، لغة البيان والسحر».

أجمل قصيدة وأداء

من أجل القصائد التي تجدها سوسن جزءاً من وجدان كل عربي، قصيدة الأطلال التي شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم، وترجع ذلك إلى عمق معانيها، وجمال ألحانها، وروعة غنائها، تستدرك: «لذلك كتب لها الخلود، وأنا أسعى إلى أداء نصوص عربية مختلفة، وقد قمت بأداء نص عربي من وجهة نظري هو أفضل ما شدوت، وكان (أعطني النَّاي وغنِّ) للمطربة فيروز».
لو أتيحت لسوسن فرصة اختيار عبارة أو مقولة عربية لتكتب على جدران دار أوبرا عالمية كقيمة فنية.. تختار عبارة «أعطني النَّاي وغنِّ... فالغنا سرُّ الوجود»؛ حيث بدت مأخوذة بجمال معناها الذي تناسب مع نغمات سيمفونيات دار الأوبرا.

الفرادة

اللغة العربية فريدة بقدرة الشعراء على التلاعب بمفرداتها وموسيقاها الشعرية للتأثير في كل من يسمعها، فهي، كما تقول سوسن، وتضيف: «هي تمتلك مقومات تجعلها تتفوق على باقي اللغات؛ لأنها تلائم المطربين والملحنين على الإبداع في تأليف موسيقى متميزة». تستطرد قائلة: «المغني من أكثر من يستمتع بالغناء باللغة العربية، خاصة عندما تكون لديه إجادة للغات أخرى، فتنوع المفردات ودقتها على التعبير عما يشعر به الإنسان تجعلها في منزلة خاصة ومكانة لا تدانيها لغة أخرى».

تحفظ سوسن وتغني عشرات ومئات الأبيات الشعرية، لكن يظل هناك بيت شعري محفور في داخلها ولا يفارقها، وكأنه جزءٌ أصيلٌ في وجدانها، وهو «أنت الذي حلفتني وحلفت لي... وحلفت إنك لا تخون فخنتني».