موعد صيام النصف من شعبان

النصف من شعبان
الدعاء في ليلة النصف من شعبان- pexels-thirdman
ما أسرع هذه الأيام! تمر سنة تلو أخرى وتمضى بنا الأيام سريعاً.. فها نحن على أعتاب شهر رمضان المعظم أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير والجود والبركات، ولا تفصلنا عنه سوى أيام قليلة من شهر شعبان المحمل بنفحات المغفرة والعتق واستجابة الدعاء.
لم يعد يتبقى من شهر شعبان سوى نصفه، وعليه فقد أعلنت دار الإفتاء المصرية عبر منصاتها الإلكترونية عن موعد صيام النصف من شعبان المعروفة باسم الأيام البيض إنها الأحد 13 شعبان الموافق 5 مارس، والإثنين 14 شعبان الموافق 6 مارس والثلاثاء 15 شعبان الموافق 7 مارس.

الأيام البيض وسبب تسميتها


الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها القمر ويكون بدراً، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، سميت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه؛ فالبياض هنا وصف للياليها لا لأيامها. وإنما وصفت الأيام بذلك مجازاً، وقد جاء تحديدها بذلك في الأحاديث النبوية الشريفة؛ منها: حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي وإسناده صحيح كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري".

إحياء ليلة النصف من شعبان

الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان المبارك مشروع على جهة الاستحباب، وقد رغب الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد درج المسلمون على إحياء هذه الليلة والاحتفال بها سلفاً وخلفاً عبر القرون من غير نكير.

فضل ليلة النصف من شعبان من القرآن والسنة النبوية

ورد في فضل ليلة النصف من شعبان كثير من الأحاديث النبوية الشريفة منها: ما رواه ابن ماجه عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن».
وروي أيضاً عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا يومها؛ فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفرٍ فأغفر له؟ ألا مسترزق فأرزقه؟ ألا مبتلى فأعافيه؟ ألا كذا ألا كذا؟ حتى يطلع الفجر». ونزول الله تعالى كناية عن نزول رحمته أو بعض ملائكته؛ لتعاليه تبارك وتعالى عن الجهة، والمكان، والجسم، والزمان.
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، فلا يسأل أحد شيئاً إلا أعطي، إلا زانية أو مشرك».
وإن أحد القولين في المقصود بقوله تعالى: ﴿فيها يفرق كل أمر حكيم﴾ [الدخان: 4] إنها ليلة النصف من شعبان؛ فقد روى الطبري هذا عن عكرمة حيث قال: في ليلة النصف من شعبان، يبرم فيه أمر السنة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ ولعل مستند ذلك القول ما رواه ابن جرير في "تفسيره" مرسلاً عن عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان، حتى إن الرجل لينكح ويولد له، وقد خرج اسمه في الموتى»

دعاء ليلة النصف من شعبان

الدعاء في ليلة النصف من شعبان- pexels-thirdman

تلاوة الأدعية وتخصيص ليلة النصف من شعبان به أمرٌ حسن لا حرج فيه ولا منع؛ فذكر الله تعالى والثناء عليه والتوجه إليه بالدعاء كل ذلك مشروع؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الدعاء هو العبادة»،
الدعاء المشار إليه صيغته هي: "اللهم يا ذا المن ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام. لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين، وجار المستجيرين، وأمان الخائفين. اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقتراً عليّ في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، واثبتني عندك في أم الكتاب سعيداً مرزوقاً موفقاً للخيرات، فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل: ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب﴾، إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم. وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم".