تعَلم اللغات الأجنبية نافذة على حقيقة العالم وتقارب بين الشعوب 

تعَلم اللغات الأجنبية نافذة على حقيقة العالم وتقارب بين الشعوب 
تعَلم اللغات الأجنبية نافذة على حقيقة العالم وتقارب بين الشعوب 

كلّما تعلّم المرء مهارةً جديدةً، وتمكّن منها، عبّد طريقه إلى النجاح، وهذا الأخير لا يُقاس على الصعيد المهني فحسب، بل يشتمل على العلاقات وسبل التواصل مع الغير. تعلّم اللغات هو إحدى المهارات التي تفتح الآفاق أمام المرء وتثري تفكيره وتوسّع فهمه للعالم، كما تعلي صفة التعاطف وتجعل التبادلات أكثر حميميّةً. قال نيلسون مانديلا ذات مرة: «إذا تحدّثت إلى رجل بلغة يفهمها فهذا يذهب إلى رأسه، أمّا إذ تحدّث إليه بلغته، فهذا يذهب إلى قلبه».
في هذا الملف، خوض في فوائد تعلم اللغات الأجنبية، وطرق تعلمها، بالطريقتين التقليدية؛ أي على يد مدرّس، أم ذاتيّاً عبر تطبيقات الجوال واسعة الانتشار أخيراً.



أعدت الملف وشاركت فيه | نسرين حمود Nisrine Hammoud

بيروت | ماغي شمّا Maguy Chamma - تصوير | محمد رحمة Mohamad Rahme

الرياض | عبير بو حمدان Abeer Bu Hamdan - تصوير | عيسى الدبيسي Essa Aldobaisi

جدة | أماني السراج Amani AL Sarraj

الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad



كثيرة هي فوائد تعلم لغة ثانية أو ثالثة، في عالم اليوم مفتوح الحدود والمصادر، فعقد العزم على ذلك يطور مهارات التعلم الأساسية، مثل: التفكير المعرفي وحل المشكلات، في صفوف البشر، كما يحسّن الذاكرة؛ إذ يدربها على تذكر الكلمات الجديدة، وإنشاء روابط بينها، واستخدام الكلمات الجديدة في المواقف السياقية، ويجعل المتعلمين يتقنون تعدد المهمات جراء التفكير بلغات مختلفة والانتقال من لغة إلى أخرى. إضافة إلى ذلك، جاءت نتائج دراسات كثيرة متسقة، لناحية دور تعلم اللغة في الحفاظ على صحة الدماغ، مع أخذ عوامل، مثل: مستوى التعليم، ومستوى الدخل، والجنس، والصحة البدنية في الاعتبار. بالنسبة إلى البالغين أحاديي اللغة، فإن متوسط ظهور العلامات الأولى للخرف يبدأ في عمر 71.4 عاماً، أما للبالغين الذين يتحدثون لغتين فأكثر، فإن متوسط العمر لتلك العلامات الأولى هو 75.5 عاماً. إلى ذلك، لا يُغفل عن دور تعلم اللغات في جعل البشر ينفتحون على ثقافات بعضهم البعض ويقدرون بعضهم البعض؛ ما يسهل التواصل، كما هو يضيف مزايا إلى القوة العاملة.

الإنجليزية الأكثر استخداماً

هناك إحصاءات عدة متعلقة باللغات التي يتحدثها أكثر سكان العالم؛ وفق Ethnologue، المنشور المرجعي السنوي المطبوع والمتوافر عبر الإنترنت الذي يقدم إحصاءات ومعلومات أخرى عن اللغات الحية في العالم. وتعد الإنجليزية اللغة الأكثر استخداماً في العالم؛ إذ هي اللغة الأم لأكثر من 370 مليون فرد، فيما يربو متحدثو الإنجليزية في الإجمال عن 1.4 مليار نسمة. لغة الماندارين الصينية، هي ثاني أكثر اللغات انتشاراً في العالم؛ إذ هي اللغة الأم لـ929 مليون شخص، لكن يتحدث أكثر من مليار شخص في الإجمال الماندارين. الجدير بالذكر أن الأخيرة ليست لغة، ولكنها مجموعة من لهجات اللغة الصينية. الهندية هي اللغة الثالثة التي يتحدثها أكثر من 602 مليون ناطق، بينهم نحو 344 مليون شخص يعد الهندية لغته الأم. والإسبانية هي الرابعة، مع مجموع متحدثين يبلغ أكثر من 548 مليون نسمة، وهي اللغة الأم لنحو 475 مليون نسمة. الفرنسية، بدورها، خامس اللغات الأكثر استخداماً في العالم، مع أكثر من 274 مليون شخص يتحدثها، بينهم 79.9 مليون يعدونها لغتهم الأولى. هناك أسباب شخصية وموضوعية لتعلم لغة ثانية، بدءاً بالمنهج الدراسي الإلزامي في بعض المدارس، مروراً بالإعجاب بثقافة بلد أو بمتابعة رياضاته ونتاجه الدرامي والسينمائي والغنائي والأدبي، أو لزوم العمل والتجارة والسفر... مهما كان السبب، سيلحظ من يتعلم اللغة الأجنبية بتطور شخصي بعد إتقانها.

في حال كنت من المهتمين باللغات سيهمك التعرف إلى اليوم العالمي للغات الإشارة توحدنا!

الصينية

نسرين لطوف

مع انفتاح العالم على الصين، أصبحت «الصينية» من اللغات التي تحظى بإقبال كبير بين العامة من الجنسيات كافة ومن الفئات العمرية المختلفة. في هذا الإطار، تتحدث نسرين لطوف، مديرة «معهد كونفوشيوس» في «جامعة القديس يوسف في بيروت»، لـ«سيدتي»، عن أهمية اللغة الصينية وسبب انتشارها في العالم، فتقول إن «اللغة الصينية محببة عند الشعوب، كما دفعت زيادة التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول الأجنبية، المزيد من الأفراد إلى تعلم الصينية، كما أتاح دخول الشركات الصينية الأسواق الأجنبية فرصاً كبيرةً للمحليين الذين يتحدثون اللغة الصينية». الجدير بالذكر حسب لطوف أن الصينين المتواجدين في الصين لا يتحدثون سوى لغتهم الأم؛ الأمر الذي يشجع البعض على تعلم اللغة المذكورة لتسهيل السفر إلى الصين، التي أصبحت سوقها واحدة من أهمّ الأسواق المستقطبة للعاملين من ذوي الكفاءة. تُلاحظ لطوف تزايد نسبة الطلاب في «معهد كونفوشيوس»، الذي تأسس عام 2006 بالاتفاق بين «جامعة القديس يوسف في بيروت» وجامعة Shenyang normal university في الصين، مع الإشارة إلى أن أعمار الطلاب تتراوح بين 6 و70 عاماً فما فوق». وتثير أمر توجيه فئة كبيرة من الأهل أطفالهم إلى تعلم اللغة الصينية لسهولة اكتسابها منذ الصغر، وذلك بسبب التطور الاقتصادي للصين، علماً أن «الصينية» هي أكثر لغة يُتحدث بها راهناً في الولايات المتحدة الأميركية، وأن مدارس ومراكز تعليم اللغة الصينية في القارة الأوروبية تنتشر، فلـ«معهد كونفوشيوس»، على سبيل المثال، أكثر من 500 فرع في العالم. يقضي تعلم اللغة الصينية بالمرور بمستويات عدة، ليلي كل مستوى امتحان للمتعلم يدعى HSK، والأخير معتمد على الصعيد العالمي. مع توافر التطبيقات المحملة عى الهواتف الذكية، التي تعلم اللغات كافة، ترى لطوف أن «الأخيرة لا تستطيع إلغاء دور الأستاذ والمعهد والبرنامج التعليمي؛ ذلك لأن التطبيق لا يعطي المعلومات بدقتها وأبعادها، التي تساعد المتعلم على تعلم الكتابة الصحيحة والتحدث بها. إلى ذلك، في المراكز، يمكن للأستاذ أن يشرح التفاصيل التي يصعب على الطالب فهمها بمفرده لمساعدته على إتقان اللغة».

 

[3:52 PM] Pascale Elie Aljamous

الصورة الحقيقية عن السعودية

اهتمّت السعودية، بدورها، منذ عقودٍ بتعليم اللغات الأجنبية، كون الأخيرة تقوم بدور أساس في التواصل والتكامل مع دول العالم، وما لبث هذا المسار أن تعزز في ضوء «رؤية 2030». المُلاحظ راهناً أنه بعد أن كان التركيز في جله متركزاً على الإنجليزية، كونها اللغة الأولى في العالم، جرى انفتاح على مزيدٍ من اللغات بهدف الاطلاع على حضارات وثقافات الدول الأخرى من جهة، وتسهيل نقل الصورة الحقيقية عن السعودية من جهةٍ أخرى. بناءً عليه، أُنشئت كليات اللغات والترجمة، مع التركيز على عددٍ من اللغات الأجنبية الحديثة، إلا أن ذلك لم يكن السبيل الوحيد لاكتساب تلك اللغات وإتقانها، لا سيما في ظل التغير التقني الذي نعيشه اليوم، ودوره في تعزيز التواصل العالمي؛ إذ ظهرت تطبيقات تعلم اللغات عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

«من كتابٍ أصبحت مدربة لغةٍ»

هدى الشريف

تتحدث هدى الشريف، مدرّبة اللغة الإنجليزية بقسم الدورات القصيرة في «جامعة البترول والمعادن» عن تجربتها الفريدة في تعلم الإنجليزيّة، بصورة ذاتيّة عن طريق الكتب، فتقول لـ«سيدتي» عن سبب اختيار الإنجليزية: «هي اللغة الأكثر تداولاً في السعودية بعد العربية، وتُستخدم في مجالات مختلفة في المملكة منذ عقودٍ، كون الإنجليزية لغة التواصل العالمية الأولى، كما أن الأجهزة والبرامج المختلفة تعتمدها بوصفها لغةً أساسيةً، لذا وجدت أن تعلم هذه اللغة تحديداً ضرورة ملحة، وسيضيف الكثير لشخصيتي وعملي وحياتي بشكل عامٍ، فكل ما يتعلمه الإنسان يثقل تجربته في الحياة، ويثري معلوماته». وتسلط المدربة الضوء على الانفتاح على اللغات في السعودية في العموم، قائلة: «ليس غريباً أن تولي السعودية اهتماماً كبيراً بتعليم اللغات الأجنبية اليوم، فرؤية 2030 تقوم على النهضة ومواكبة العصر، والمملكة حريصة على استثمار كل مقومات النجاح والتقدم والانفتاح على العالم، والإفادة من التجارب والخبرات المختلفة، وتعريف العالم بالصورة الحقيقية المشعة للبلاد، التي وضعتها في المقدمة؛ إذ تعد مثالاً تنموياً يُحتذى به على الصعيد العالمي، لذا وجب تعلم أكثر من لغة». وتضيف: «نرى اليوم الشعب السعودي، ذكوراً وإناثاً، كباراً وصغاراً، يهتمون باكتساب لغاتٍ جديدة، سواء لاستخدامها على الصعيد المهني، أو لإعجابهم بلغات بعينها أو بدولها وثقافات شعوبها»، لافتة إلى أن «اللغات الأجنبية الحديثة المطلوبة في البلاد حالياً، إضافةً إلى الإنجليزية، تشتمل على: الفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية والروسية والتركية والفارسية والصينية واليابانية». استهلت مدربة اللغة رحلة تعلم الإنجليزية من دون معلم، بمطالعة كتب القواعد والمفردات لتعلم أساسيات اللغة، ثم استعانت بقراءة الروايات والقصص لاكتساب المزيد من المفردات والمصطلحات والجمل التعبيرية، وتطبيق ما تعلمته في كتب القواعد، وصولاً إلى إتقان اللغة، والتمكن من استخدامها في النطاقين الشخصي والمهني. صحيح أن رحلة الشابة لم تخلُ من تحديات، مع ندرة الكتب المتخصصة، وعدم الدراية بالأفضل بين هذه الأخيرة، واقتناء العديد منها، بعضها ما كان مفيداً، والبعض الآخر لم يناسبها. عن الفروق في التعلم الذاتي بين الأمس واليوم، تثير الشريف النقطة الآتية: «تعلّم اللغات اليوم أصبح أسهل، مع انتشار التطبيقات والمواقع الإلكترونية على نطاقٍ واسعٍ»، مبينةً أن «عدم توفر الإنترنت والتطبيقات والبرامج والقنوات الأجنبية في ما مضى، شكل عائقاً أمامي للوصول إلى المعلومات، عكس الحال اليوم؛ إذ يمكن تعلم أي لغةٍ من خلال متابعة عملٍ تلفزيوني ما. أقول ذلك عن تجربةٍ، فقد تعلمت التركية عن طريق التطبيقات والمسلسلات. طبعاً، أحتاج إلى التعمق في التركية أكثر لإتقانها، وهذا الأمر يتطلب إرادةً شخصيةً، وحباً للتعلم، واهتماماً باكتساب لغاتٍ جديدة، وهذا سبيل النجاح والتميز، فإذا اكتفى الإنسان بما يعرفه، لن يتقدّم، وإذا لم يتسلّح بالطموحات والتطلعات المستقبلية، فلن يكون قادراً على تطوير قدراته أو مواكبة التطور السريع للمجتمعات».

الانتقائية

تسترسل في الحديث عن دور التقنية في مجال التعلم، فتقول: «إضافة إلى دور التكنولوجيا في حل معظم المشكلات، وإتاحة المجال للتعلم، وتسهيل عمليات الاتصال والتواصل بين الجهات ذات العلاقة، لكن يجب علينا أيضاً أن نكون حذرين في التعامل مع التكنولوجيا، ومطلوب منا الانتقائية والبحث عن المحتوى المناسب، وتحصين عقولنا ضد المعلومات غير الصحيحة، حتى في مجال تعلّم اللغات، فالمصدر الموثوق مهم للغاية، والأفضل أن نبحث عن جهاتٍ معتمدةٍ ومعروفةٍ». نصيحة مدربة اللغة الإنجليزية للقراء من المهتمين بتعلّم اللغات، هي الآتية: «لا تيأسوا من أول محاولةٍ أو تنظروا إلى الأمور بصورة شمولية، لأنكم ستخشون التقدم. امشوا خطوةً خطوةً، وضمن إمكاناتكم، وحافظوا دائماً على ثباتكم ورغبتكم في الاستمرار، واتبعوا أحلامكم حتى نهاية الطريق، فأنا من كتابٍ أصبحت مدربة لغةٍ، وأنتم يمكنكم ذلك أيضاً. اليوم، الظروف أمامكم أسهل، والفرص أكثر، والعوامل المساعدة أقوى وأوسع مما كانت عليه أمامي».

وفي سياق اللغات والترجمات تابعي  قصائد "محمد بن راشد" تـلهم رئيسة جمعية الخطاطين الصينيين العالمية وتنشرها باللغة الصينية

فوائد التعلم الذاتي

منى صبح،

عن فوائد التعلم الذاتي للغة، تروي منى صبح، مستشارة إدارة أعمال، تجربتها مع الإسبانية، فتقول لـ«سيدتي»: «اخترت تعلم الإسبانية بسبب الترابط العميق بين العربية والإسبانية، الذي يرجع إلى انتشار اللغة العربية الواسع في الأندلس وبعض المقاطعات الإسبانية على مدى سنوات طوال قديماً، فأردت أن أتعرف عن قرب على تلك القرابة. إضافة إلى ذلك، هناك رغبة في فهم التعليق أثناء البث الرياضي على بعض مباريات كرة القدم التي أتابعها، كما أحب مشاهدة الأفلام دوماً، بلغات أجنبية». وتزيد «اخترت تعلم اللغة الإسبانية بمفردي بسبب ظروف عملي ودراستي التي لا تترك لدي أي متسع من الوقت للتسجيل في أحد المعاهد من أجل تعلم اللغة، فالتعلم الذاتي كان مناسباً لظروفي وأكثر فعالية لأني أتعلم بسرعة محددة، ويمكنني أخذ وقت كافٍ لتدريب نفسي. إلى ذلك، أتعلم في وقت فراغي وفي أوقات متفرقة من اليوم العادي حسب جدولي وباستخدام كل الوسائل المتوفرة لتعليم أي لغة بديلة، وعند الخطأ فإني لا أشعر بالإحباط، وأسعى إلى تحفيز نفسي وتحسين لغتي وتطويرها، وذلك من أهم مميزات التعليم الذاتي».

آفاق جديدة

«كان تعلم اللغة الإسبانية من أجمل الأشياء التي حققتها في حياتي، فقد فتحت لي آفاقاً جديدةً، وأتاحت لي التعرف إلى ثقافات متنوعة» حسب صبح، التي تدعو كل راغب في تعلم أي لغة أجنبية، مهما كانت السن، إلى الإصرار واستغلال كل الطرق المتاحة، سواء الـ«يوتيوب» أو التطبيقات.

موهبة ومهارة

ندى الحراق

عن تعلم اللغات، تقول ندى الحراق، مترجمة مغربية، إنه «موهبة ومهارة وسبب في فتح آفاق جديدة وواسعة لكل من يقبل على ذلك»، مضيفة أن «كلاً من الدراسة وفتح آفاق جديدة للشباب يتطلبان، اليوم، ضرورة إتقان لغة أخرى للإفادة من استكمال الدراسة العليا في دول أخرى، بحكم الشراكات المتعددة مع دول في أقصى بقاع العالم، كما هي حال شراكات المغرب مع كوريا والصين، علاوة على دول أوروبا وأميركا». وتشير إلى الآفاق الواسعة الذي فتحها تعلم اللغة الكورية مثلاً، والانخراط في طموحات علمية عالمية ومشاريع تعليمية كبرى. وتعلي المترجمة من دور تعلم اللغات المتمثّل في تجديد الشخصية وتطويرها وتنميتها، كما الانفتاح على عوالم جديدة، وعلى ثقافات شعوب أخرى وتاريخها وعاداتها، مع النهل منها والاقتباس. كل لغة جديدة حسب المترجمة، هي مهارة تعلم المرء التضامن والتسامح والانصهار في فئات مجتمعية أخرى، سواء عند التواصل مع أشخاص أجانب، وأيضاً مع أبناء البلد الواحد؛ ذلك لأن الانفتاح على لغات أخرى، يمنح القدرة على الانسجام مع جميع الأفكار والشخصيات. بين الطرق التقليدية في تعلم اللغات، والتطبيقات، ترى الحراق أنه «لا يعلى على الطريقة التقليدية؛ لأنها تعلم اللغة وفق الأصول العلمية وقواعدها داخل منظومة وتكوين دراسي مبرمج ومحدد»، مع الإشارة إلى «فرص التعلم التي قدمها، ويقدمها بعض المراكز الثقافية لدول أجنبية، من خلال دورات تكوينية سريعة تساعد الراغبين في الإقبال على لغة معينة، وتشهد إقبالاً واسعاً، وهي تكون إمّا لمجرد التعلم أو لأغراض مهنية أو للهجرة». وعن التعلم من خلال التقنيات السمعية البصرية، تقول إنه «متاح عبر كل الوسائل بعد الثورة التكنولوجية والتواصل عبر الإنترنت، وهو يراعي سن المتعلم وكل ظروفه وحاجاته، ويجعله في قلب الجو الثقافي للغة». من جهة أخرى، كلما تحقّق التعلم في سن مبكرة كان ذلك أكثر جدوى حسب الحراق؛ فقد انتبه للأمر حتى المسؤولين عن التعليم والآباء الذين يفضلون تعليم أبنائهم لغة أو لغات جديدة منذ السنوات الأولى للطفولة. وأحياناً، نجد عائلات بأكملها تفضل الحديث مع أبنائها بلغة أجنبية حتى في التداول اليومي لاستيعاب اللغة، وذلك موضوع آخر.

وفي إطار الثقافة والتنوع الثقافي وقوتها كمحرك للتنمية نقترح عليك متابعة  فعاليات وحوارات تسهم في التقارب الإنساني