الفنانة ورد الخال: شخصية «كارما» في «للموت 3» أضافت بصمة جديدة في حياتي

الفنانة ورد الخال
الفنانة ورد الخال

لم تدخل النجمة ورد الخال عملاً درامياً طيلة مسيرتها الفنية إلا وسجلت به بصمتين مميزتين، واحدة للعمل وبصمة أخرى في المقابل لها، لتضاف إلى رصيدها الحافل بالنجاحات على مدى أعوام طويلة، جمعت من خلالها العديد من المسلسلات التي انطبعت في ذاكرة المشاهدين، مع تعدد أدوارها التي ساهم اختيارها لها بدقة في تصنيفها لديهم بأنها أدوار منوّعة، وتحمل جديداً في كل مرة تطلّ خلالها ورد على الشاشة. وهذا ما انطبق أخيراً على دورها كارما، زعيمة العصابة، الذي فاجأت بتفاصيله الجميع بعد انضمامها إلى مسلسل «للموت 3»، وأبدعت في تجسيده وأدائه مع كل تعقيداته. وسرعان ما خطفت إعجاب المشاهدين به وبإطلالتها المميزة فيه. «سيدتي» التقت النجمة ورد الخال في حوار شامل في الفن والحياة.


حوار | كلودين كميد Claudine Kmeid
تصوير | محمد سيف Mohamed Seif
تنسيق أزياء | جوني متى Jony Matta
مكياج | زينة ابراهيم Zeina Ibrahim
شعر | أندريه غوريغيان André Gureghian
أزياء | زهير مراد Zuhair Murad
إكسسوارات | رابتور Rapture
شكر خاص لمتحف سرسق – بيروت Sursock Museum - Beirut

 

تصفحوا النسخة الرقمية العدد 2199 من مجلة سيدتي

 

الفنانة ورد الخال
الفنانة ورد الخال

 

ما الذي أقنعك بالعودة للمشاركة في الدراما بعد غياب نسبي من خلال مسلسل «للموت 3»؟ وهل كنت في استراحة لفترة معينة؟
أنا لا آخذ استراحة. فالوقت ما زال مبكراً على الاستراحة. والفترة الحالية هي عز العطاء. ولكن للأسف أحياناً تكون هناك فرص محدودة أو غير مناسبة. فنكون في فترة انتظار، وإذا تلقينا عرضاً غير مناسب، نعتذر عنه فنغيب. هذا ينطبق على الممثلين، لا سيما الذين لديهم قاعدة ومصداقية. فالناس ينتظرونهم، ولكنهم يكونون غائبين لهذا السبب. أما بالنسبة إلى مشاركتي في العمل، فالذي جعلني لا أتردد أنني كنت في انتظار أي دور جميل يقنعني بالعودة، ويشكّل إضافة لي، وأن يترك بصمة بعد غياب، وأثراً، ويكون جميلاً. فهذه هي الأسباب التي جعلتني أشترك في «للموت 3»، وثانياً هناك معطيات أخرى ساهمت أيضاً، وهي نجاح العمل على مدى جزأين، إضافة إلى شركة الإنتاج «إيغل فيلمز»، والمخرج فيليب أسمر، إلى جانب الدور الذي شدّني.
ذكرت أن دور كارما في مسلسل «للموت 3» شدّك، ما السبب؟
النتيجة التي ألمسها لدى الناس هو الجواب عن هذا السؤال. الدور جديد ومستفز وقوي ومحوري. فمشكلة سحر (الممثلة ماغي بو غصن) وريم (دانييلا رحمة) هي كارما في هذا الجزء. هناك عوامل عدة شدّتني لتأدية الدور، مع أنني في الفترة الأخيرة، جسدت أدواراً فيها سوداوية أو مرض نفسي أو شر إلى حد ما، ولكن شخصية كارما تختلف عن كل الشخصيات التي جسدتها من قبل. هي جديدة بالنسبة إليّ قلباً وقالباً، هي ليست شريرة بدافع الشر، ولكنها إنسانة عادية لديها عقدها ومشاكلها وخلفيتها، إنها امرأة من المجتمع تعمل خارج القانون. وهذا النموذج موجود بكثرة في مجتمعاتنا. مثلاً نرى السيدات من هذا النموذج مرتبات وجميلات ويحبهن الناس، ولكن عملهن في العتمة يجهله الناس الذين لا يعرفون من أين يأتين بالمال الوفير، وأنهن يحصلن عليه بالطرق الملتوية، وكارما واحدة منهن. أديت الشخصية كما يجب أن تكون بعيداً عن الكليشيهات أو المبالغة. لهذا السبب وصلت إلى الناس الذين أحبوها؛ لأن هكذا امرأة قوية تكون محبوبة من الرجل. كذلك السيدة القوية تعجب بهكذا امرأة قوية مثل شخصية كارما. الناس يحبون الأشخاص الأقوياء وليس الضعفاء. يتعاطفون مع الضعفاء، ولكنهم يحبون المرأة القوية، تماماً كما يحبون الرجل القوي. فهذه أمور محرّكة للقصة والمسلسل. وكلها أسباب دفعتني للعب الشخصية.

نقترح عليك متابعة  لقاء سيدتي عائشة بن أحمد


الناس أعجبوا بكارما

هو دور جديد كلياً في مسيرتك الفنية، ماذا تقولين عنه؟

بعد مسلسل «عشق النساء»، أطللت في مسلسل «ثورة الفلاحين» بدور امرأة شريرة ولديها مرض نفسي ومعقدة، قدمت بعدها دوراً في مسلسل «أسود» لامرأة سيئة الأخلاق للغاية. وأيضاً في «قارئة الفنجان» لم ألعب دور المرأة الجيدة إنما الانتهازية. ولكن شخصية كارما مختلفة عن جميع الشخصيات الأخرى التي قدمتها من قبل. ولو كان الدور تكراراً لشخصيات سبق وجسدتها، فبالتأكيد ما كنت لأقدمه، ولكنني وجدت فيه بُعداً جديداً.
نرى كارما عازفة بيانو محترفة، حدثينا عن هذه الناحية في شخصيتها.
هذا يدلّ كم تملك حسّاً مرهفاً وليس دورها أنها امرأة شريرة تغضب وتصرخ. لذلك أحبها الناس، ولم يكرهوها ووجدوا فيها شيئاً جديداً. هناك نماذج مماثلة لكارما في مجتمعاتنا وفي الخارج. أنا استغربت عندما وافقت على الدور، قلت في قرارة نفسي سيكرهني الجمهور في الوطن العربي كافة، ولكن العكس الذي حصل. فالناس أعجبوا بكارما، وباتوا ينتظرونها. قد لا يكونون أحبوها، فهي ليست مثالاً جيداً، ولكنهم معجبون بها وبشخصيتها وقوتها وذكائها وطريقتها بمعالجة أمورها، وكم تملك من كبرياء ولا شيء يقف أمامها. هذه مزايا جميلة حتى عند الإنسان العادي.
هل أعجبت بها أنت أيضاً حتى تمكنت من تجسيدها بهذه البراعة؟
بالتأكيد. والآن صرت معجبة بها وأحبها أكثر؛ بسبب حب الناس لها؛ لأنني تابعت العمل على غرار المشاهدين بالتزامن مع وقت عرضه. فأنا لم أشاهده قبل العرض، وما من مشهد تسرب لنا. ونحن بوصفنا ممثلين كنا ننتظر الحلقة كيف ستكون وبأي طريقة نؤدي. تابعت المسلسل بعين المشاهد، وكنت أتمتع بالقصة وأتابعها بكل جوانبها.
ماذا استخلصت ورد بعين المشاهد عن كارما؟
أشعر بأن المشاهدين وبسبب تعلقهم كثيراً بشخصيتي سحر وريم في الجزأين الأول والثاني، غاصوا في القصة وأصبحوا يخشون عليهما من كارما، وباتوا يتساءلون: كيف ستواجهان كارما، وماذا ستفعل بهما الأخيرة؟ نرى أغلب تعليقات المعجبين بالجزأين الأول والثاني والشخصيات الأساسية بالعمل، على «السوشيال ميديا» تركز على أنهم يحبون كارما ويثنون عليها قائلين: «أنت مبدعة، وما هذا العمل الجميل الذي تقدمينه؟»، ولكن في الوقت نفسه يطلبون منها عدم الاقتراب من ريم وسحر خوفاً منهم عليهما من كارما. جميل تفاعل الناس بمثل هذه التعليقات. جاء شخص مثل كارما يقف من الند للند أمام سحر وريم. ولهذا أطلقوا عليها اسم كارما، وكأن سحر وريم جاءتا في هذا الجزء تدفعان ثمن ما فعلتاه من قبل في الجزأين السابقين. وبمقدار ما كانتا قويتين ولديهما البطش وتمكنتا من جمع ثروات، أتى شخص مثل كارما يقف لهما بالمرصاد. وأنا أيضاً سترتد عليّ الكارما بسبب أفعالي وسأنال جزائي. كل شخص يحصد نتيجة الذي زرعه في المسلسل. وهذه خلاصة الحلقة الأخيرة منه.

 

الفنانة ورد الخال
الفنانة ورد الخال

 

 

الفنانة ورد الخال
الفنانة ورد الخال

 

 


هناك أدوار تشكل تحدياً لي.. ولذلك أحاول التأكد إن كان باستطاعتي تقديمها أم لا
ماغي بو غصن ودانييلا رحمة كانتا حضناً حقيقياً وأبدتا إعجابهما الكبير بأدائي لشخصية كارما


عمل لديه هوية

هل تابعت «للموت» بجزأيه الأول والثاني؟
نعم.
هل أحببت أجواء العمل قبل أن تشاركي فيه؟
جداً. ومن الجزء الأول وجدت أن العمل مستواه عالٍ ومختلف لا يشبه أعمالاً أخرى، ولديه هوية. نستمتع بمشاهدته. أصادف أشخاصاً يقولون لي إنهم يشاهدونه ويستمتعون به لأنهم يرون فيه صورة جميلة. والعمل ليس فيه فقط مشاهد قتل ومخدرات وتهريب وبطش وفقر. عيننا بحاجة لترى شيئاً جميلاً. اليوم كنت في السوبرماركت، قال لي الناس: «أتدرين لماذا نحن نحب المسلسلات التركية؟» وذكروا لي لأنهم يشاهدون في الأعمال التركية صورة جميلة. نرى في المسلسل مشاهد شعبية، ولكن حتى الشعبي منقول بشكل جميل ومرتب ولا شيء نافر على العين. نسعد عيننا ونجعلها تتمتع بمشاهدة صورة جميلة في «للموت 3». والكادرات المأخوذة بالتصوير جميلة. هذه عين المخرج فيليب أسمر التي لا تحب رؤية شيء بشع. البشع تحوله عينه إلى جمال، لذلك هو مميز، ولديه هوية في أعماله.
هل فكرت وأنت تتابعين الجزأين السابقين من العمل أنه من الممكن أن تشاركي فيه يوماً ما؟
لا. أنا كنت أشاهد المسلسل بشكل عادي. ولكن في الفترة الأخيرة بتّ أعمل كثيراً مع شركة «إيغل فيلمز». وهناك مودة تجمعنا واحترام وتقدير من قبلهم ويحببونني. وأنا أحقق النجاح معهم. وهناك علاقة صداقة تجمعني بالشركة. وعندما يكون هناك شيء مناسب لي لا يترددون في الاتصال بي. الأستاذ جمال سنان يقول لي «أنت ابنة هذه الشركة». حتى مهنياً يحكيني بهذه الطريقة وهو معجب بعملي وموهبتي. وهو يهمه بوصفه منتجاً أن تكون لديه عناصر ماهرة في أعماله. وعندما أتيحت الفرصة كنت موجودة بالعمل.
لدى اطلاعك على تفاصيل دورك، ألم تخشي من نفور المشاهد منه بسبب حساسيته وأنت تؤدين دور زعيمة عصابة يحسب لها حساب؟
لا أفكر على هذا النحو. هذا تمثيل، ربما أطلّ غداً في دور فيه بطش أكثر وأقوم بتجسيده إذا أحببته. على الممثل ألا يفكر إذا كان الناس سيحبونه أم سيكرهونه. عليّ فقط أن أهتم إن كان باستطاعتي تجسيد الدور بشكل جميل أم لا، وأقنعهم ليصدقوني أم لا. وبالتأكيد، أبحث عن أدوار لا تشبهني أبداً. إذا كانوا يريدون أن يحبوني فليكن ذلك لشخصي ورد الخال، ويتابعون مقابلاتي وتفاصيل حياتي، فإما يحبونني عندها أم لا. ولكن في الأدوار لا أنتظر من أحد أن يحبني، إنما أنتظر الثناء والإعجاب والتقدير. أنا دائماً أمام تحدٍ. وتبقى هناك أدوار أريد التأكد إن كان باستطاعتي تقديمها أم لا. لذلك يقولون الممثل لا يصل إلى مكان وهو أمام تحدٍ دائماً. وهذا الأمر ينطبق على أعظم الممثلين في العالم.

تابعي اللقاء مع  نفرتيتي الفن ..سوسن بدر: أعتز بصداقة أحفادي وإعجابهم بالأعمال التي أقدمها
 

خطوة إضافية إلى الأمام

هل تعدين كارما بمنزلة دور حياتك؟
قدمت أدواراً مهمة كثيراً في حياتي، ولكن في الفترة الأخيرة أعد دور كارما كبيراً ومهماً جداً، وأضاف لي بصمة جديدة. أنا أستطيع اختصار البصمات التي جسدتها في حياتي في أعمالي وهي: «العاصفة تهب مرتين»، و«بنات عماتي وبنتي وأنا»، و«أسمهان»، و«عشق النساء»، و«ثورة الفلاحين»، و«للموت 3». هكذا أختصر الأعوام الـ 27 من العمل. عندي مسلسلات كثيرة أخرى، ولكن البصمات أختصرها في هذه الأعمال الستة التي تقف الناس عندها. وطبعاً في الفترة الأخيرة، يضاف دور كارما من حيث الانتشار والوقع العربي. أستطيع القول إنه بعد «عشق النساء» أعد «للموت 3» خطوة إضافية إلى الأمام أكثر. ومن الممكن أن يكون دور حياتي، حتى أحياناً في جلساتنا نحن الممثلين، يقولون لي «كارما دور عمرك». وفي السنوات الخمس أو السبع الأخيرة، يمكن القول إنه الأبرز لي، وربما قد يكون دور حياتي. نحن دوماً بانتظار الأدوار الجديدة والمختلفة التي يكون ظرفها أيضاً مختلفاً. لا أستبعد أن يكون دور حياتي. فلننتظر ونرَ مع الوقت.

مسلسل «خالد»
اشتاق إليك الجمهور أيضاً بالكوميديا، هل لديك عروض في هذا المجال؟

لا، ولكن بالتأكيد أحب ذلك كثيراً. وأحب أن تكون هناك طرافة في الشخصية وأن تحتوي الدراما جانباً من الطرافة تماماً كما في حياتنا. هناك أشخاص خفيفو الظل يحوّلون المصيبة إلى نكتة، ولكن نريد نصوصاً تلبي هذه الطموحات. في مصر يقدمون كوميديا كثيراً، وسبقونا في هذا المجال. ينقصنا وجود هذا اللون الذي كانت منذ فترة تقدمه الفنانة ماغي بو غصن. ففي كل سنة في رمضان، كان لديها مسلسل كوميدي. كانت «عاملة تلوينة» في رمضان للدراما. ونحن بحاجة إلى استمرارية هذا اللون. لذلك في «للموت 3» لدينا الشق الطريف في الحي الشعبي مثلاً، الذي ينتظره المشاهد بين كارول عبود وفادي أبي سمرا وروزي الخولي وغيرهم. لا أستطيع وصف مدى جمالية هذه المشاهد، وكم قدمت متنفساً جميلاً في المسلسل. أنا أنتظرهم بصراحة، هم رائعون، واستطاعوا تخفيف الإطار الدرامي والجدي في العمل.
لا يزال مسلسك الكوميدي «بنات عماتي وبنتي وأنا» يحقق مشاهدات كثيرة كلما تمت إعادته على الشاشة. ما السبب برأيك؟
هو مسلسل «خالد»، وواكب أجيالاً عدة كبرت معه. ولا يوجد أحد لم يشاهده صغاراً وكباراً.
هل تابعت دراما مصرية في رمضان؟
لم يتسن لي الوقت كثيراً خلال شهر رمضان، ولكن سمعت أصداءً عنها. سأشاهد قريباً مسلسل «كامل العدد» الذي سمعت أنه حقق ضجة ونجاحاً. وأريد مشاهدة مسلسل منى زكي. وهناك أكثر من عمل سأشاهده عندما يسمح لي الوقت بذلك.
ماذا شاهدت إضافة إلى «للموت»، على صعيد الدراما الخليجية والسورية واللبنانية؟
تابعت «النار بالنار» و«للموت 3». سمعت عن «الزند» كثيراً، وشاهدت بضعة مشاهد منه. وهو عمل عالي المستوى. هناك أعمال كثيرة عرضت في رمضان هذا العام يجب أن نتابعها.
هل شاهدت إحدى حلقات مسلسل «وأخيراً»؟
لا لم يتسن لي ذلك، ولكن سأتابع الإعادة، إضافة إلى العديد من المسلسلات الأخرى.


أحب الرسم وكتابة الخواطر.. وشقيقي يوسف يكتب الشعر
فقد ورث هذه الموهبة من والديّ


علاقة جميلة


كيف كانت علاقتك بالنجمتين ماغي بو غصن ودانييلا رحمة في «للموت 3». وماذا عن الكواليس؟
كانت جميلة جداً وتسودها كيمياء رائعة. كانت تجربة سعدنا وتمتعنا بها، لا سيما أنهما معتادتان من قبل على بعضهما. ومع انضمامي إليهما، وجدت الاحتضان من قبلهما، وكانتا معجبتين جداً بشخصية كارما التي أؤديها. أحبتا الشخصية على الورق، وتفاعلتا معي لدى أدائها. ونحن الثلاثة على اتصال دائم، وكنا نتحدث عن الحلقة بعد مشاهدتها وانطباعاتنا عنها. لا يزال التواصل بيننا موجوداً بعد انتهاء التصوير. وهذا الأمر جميل؛ لأننا نتشارك كلنا عملاً واحداً. الأجواء كانت سلسة، فيها تحدٍ ومسؤولية وضحك ومزاح ومرح كثيراً. عشنا سوياً أثناء التصوير ساعات طويلة وأياماً. كانت فترة جميلة وانتهت بسرعة. ونحن الثلاثة أسفنا كيف مرّ وقت التصوير بسرعة.
نرى كارما تسير وتتحدث بطريقة مميزة وتعزف بيانو بإحساس. حدثينا عن هذه الشخصية اللافتة؟
منذ قرأت الشخصية تخيلتها كيف ستكون وقررت أن تكون شقراء؛ لأن ماغي شعرها أسود ودانييلا شعرها أحمر. هذا على صعيد الشكل. كذلك اشتغلنا على الصوت مع المخرج، والطريقة التي عليّ أن أتحدث بها، والهدوء الذي يميز شخصيتها، وأن لا شيء يقف أمامها. وكم هي متماسكة وهادئة من الخارج، وثائرة بداخلها. عملنا على هدوئها وأناقتها، وأن تبقى مرتدية لوناً واحداً مثلاً أن تطل بلباس باللون الأخضر أو الأزرق أو غيرهما بشكل كامل، وأن تريح عين المشاهد بالإطلالة ذات اللون الواحد والماكياج الهادئ. طبعاً، هناك فريق عمل على ذلك لنخلق الشخصية الهادئة التي تمشي مرتبة وراقية؛ لأنها هي آتية من خلفية أنها امرأة أرستقراطية ومتكبرة وليست عادية. حتى أن قصرها الذي تعيش فيه، يفرض عليها أن تكون امرأة بهذه الحالة. هذا كله جزء من شخصيتها. لهذا السبب اكتملت كارما، وصارت لديها هوية. كل ما تفعله تقوم به بدقة، صحيح أن أفعالها توترنا، ولكن كارما بحد ذاتها لا توترنا ونحن نشاهدها، إنما نشعر بأنها هادئة ولا تزعجنا أو تصرخ إلا نادراً جداً، لا تظهر ضعفها وانفعالاتها، هي امرأة لا تُكسر، ولا تثق إلا بنفسها وعملها.
كم هي امرأة سعيدة من داخلها وهي التي تتمتع بالنفوذ والسلطة؟
هي ليست امرأة سعيدة، إنما يهمها أن تكون بأمان، وألا يخرق أحد عالمها، وألا تتعرض ابنتها للأذى. ومن يكونون بمثل مجال عملها في المافيا والمخدرات يكونون قلقين ولا يشعرون بالأمان؛ لأنهم مهددون في أي لحظة بالدخول إلى السجن أو التعرض للقتل. هم أشخاص يعيشون على هامش القانون. وكارما يهمها صورتها أمام الناس. لم نرها المرأة السعيدة أو التعيسة في الوقت نفسه، إنما القوية المكتفية بنفسها وحياتها. هي امرأة عملية لا يحرك شيء عواطفها. تحب العزف على البيانو وحبيبها لؤي (الممثل مهيار خضور) ولكن في الوقت نفسه لا تحبه بالمفهوم الكلي للحب؛ إذ بقي بانتظارها 20 عاماً حتى تنفصل يوماً ما عن زوجها وتتزوج منه ولم يحصل ذلك. أفنى حياته معها وهو جالس في ظلها بصمت، وسط علاقة سرية أنهكته. حتى في اللحظات التي كان بإمكانها أن تنفصل عن زوجها لم تتركه؛ كي لا تفسد صورتها وتبقى مرتاحة. كانت في منتهى الأنانية. عالمها يختصر أنها لا تريد أن يقف أحد في وجهها أو يهددها بشيء.
 

لا أشبه كارما


ما الصفات المشتركة بينكما؟
لا أشبه كارما، إنما معجبة بها. هذه الشخصية آخذ منها، وليس بها شيء مني في المقابل. أقول ليتني بهذه القوة، وأي مشكلة أراها وكأنها «غبار» أمامي كما تفعل هي. كل المشاكل لديها تملك حلولاً لها. إنها امرأة قوية وتملك السلطة.
كارما تمتص المواقف والمصاعب بكل هدوء. ماذا عنك، كيف تواجهين المصاعب في حياتك العادية؟
بالرياضة والسير بالطبيعة، هذا أحلى متنفس لديّ، والرسم أحياناً، ولكن ليس لديّ إلمام بالموسيقى كزوجي. هو يكون مثل كارما بالنسبة إلي وقت الصعاب ويعزف لي. ونستمع للموسيقى معاً. هو يذهب دائماً إلى الموسيقى لأنه فنان وموسيقي، وحياته وعمله محورهما الموسيقى. إذا كان حزيناً أو سعيداً يعزف. أنا محاطة بالرسم والشعر والموسيقى.
هل صار لديك لوحات؟
أنا أرسم. ولكن لم أرسم منذ فترة، أحب الرسم وكتابة الخواطر. لا أجيد كتابة الشعر إنما الخواطر. شقيقي يوسف لديه نزعة شعرية، وأستطيع القول إن يوسف شاعر، وقد ورث موهبة الشعر من والديّ.
إذا طلبنا منك أن تختاري أحداً لترسميه من يتبادر إلى ذهنك فجأة؟
أرسم زوجي باسم. ولا مرة رسمته بعد. أحب رسم الوجوه والطبيعة. وقد رسمت العديد من أصدقائي لوحات «بورتريه»، وأهديتهم إياها.
ماذا عن كتابة الخواطر؟
تمضي أحياناً أيام كثيرة ولا أكتب أي خاطرة، وأحياناً أخرى أكتب خواطر كثيرة دفعة واحدة. أحب كتابة ما أفكر به، وأي شيء مختلف يستهويني تدوينه.
رأينا أن كارما تستوعب الأزمات الصعبة وتخطط بهدوء، ماذا عن ورد الخال؟
لا، لست كثيراً من هذا الطبع. أنا أعبّر فوراً، ولا أنتظر على «شغلتي» (مسألة ما تخصني) أو «أطوّل بالي» وأخطط للانتقام مثل كارما. أنا أواجه بسرعة. وأي أمر يزعجني أتحدث عنه مهما كان الثمن، ولا أضع استراتيجية، وأمتصّ الموقف، وأخطّط.
ما رأي زوجك المؤلف الموسيقي باسم رزق بدورك كارما، وهل شاهد المسلسل معك؟
طبعاً، شاهده وسعيد جداً بكل شيء، وبالنتيجة العامة والشخصية. هناك كثيرون يقولون: «هذا أجمل دور لعبته ورد في حياتها». رأي باسم من الممكن أن يتفق معهم، ولكنه يتحدث أيضاً من منطلق شامل، ليس فقط بما يخص الدور، إنما بكل شيء محيط بالعمل. الناس يقولون إنه من أهم الأدوار التي لعبتها. وباسم يحكم على شخصيتي من كل العوامل المحيطة بها بما هو دور مهم. ولكن يعرف أن هناك محطات قوية بمسيرتي الفنية أيضاً. بالنتيجة «للموت 3» ليس مسلسلي، هو لأبطال آخرين، بينما أنا وافدة حديثاً إليه. ولكن الناس ينظرون من حيث الأداء والشخصية. هم يرون كارما من أجمل الأدوار وأقواها. وباسم أيضاً لديه هذه النظرة إلى جانب أدوار أخرى قدمتها سابقاً. لذلك رأيه مطعّم بكل ما يرافق الدور لناحية نضجي، وأدائي، وكيف قدمت الدور.

 

الفنانة ورد الخال
الفنانة ورد الخال

 

 

الفنانة ورد الخال
الفنانة ورد الخال

 

 

لا يوجد بالمطلق حب للموت. هذه العبارة يقولها المرء بلحظة رومانسية، ولكن لا يقصدها؛ لأنها كلمة مبالغ بها
أحب وجهي كما هو ولا أهمل نفسي أبداً
كما أحرص أن أكون مثالاً جيداً في هذا الجانب
 

أحب عملي للموت

لمن تقولين «أحبك للموت»؟
لا يوجد بالمطلق حب للموت. هذه العبارة يقولها المرء في لحظة رومانسية، ولكن لا يقصدها؛ لأنها كلمة مبالغ بها. من الممكن أن أقولها لزوجي، ولكن ربما لا تكون كلمة حقيقية، وهي تقال بلحظة ما كما أشرت. العائلة خط أحمر، وكل شيء يمسّها نكون متفانيين له للموت. هذه العبارة تصحّ للعائلة. أنا أصلاً بطبعي متطرفة جداً. أحب عملي للموت، أتعب للموت، أغوص في تفاصيل الأشياء الصغيرة للموت، وكل شيء أفعله للموت. إذا وثقت بشخص أثق به للموت، إذا أحببت أحداً أحبه للموت، هذا طبعي. أدفع ثمن ذلك مرات عدة، ولكن لا أتغير. أجرب أن أتغير قليلاً، ولكن أشعر بأنني لست أنا. أنا عفوية جداً. من يحبني أحبه ومرتاحة مع نفسي. ولكن أستطيع أن أقول لك شيئاً إنني أكره الموت للموت؛ لأنني أحب الحياة. وأستفيد من كل لحظة أعيشها وأقدّرها بأقل شيء. على المرء برأيي أن يكون ممتناً لأقل الأمور، ومنها مثلاً أننا نرى ونمشي ونأكل ما نحبه... هذه الأمور نشعر بأنها بديهية في حياتنا. ولكن، هذا ليس صحيحاً، هناك أشخاص محرومون من هذه الأمور، منهم من لا يرون، وآخرون ليس لديهم يد أو رجل... هذه المسائل أتوقف عندها ملياً. لذلك أقدّر الحياة وأسعد بها. ولا داعي أن يضخّم الشخص الأمور. الحياة فيها من كل شيء. تسلوا دائماً، ولا تصعّبوا وتعظموا الأمور. وليسعد الشخص بحياته.

هل أنت من محبات متابعة أخبار النجمات ما رأيك بمتابعة لقاء خاص مع ريتا حرب.
 

أحلام سيدة أصيلة

منذ فترة أشادت الفنانة أحلام بدورك في «للموت»، وأبدت إعجابها بك... ما ردك على رأيها؟
أحلام حالة خاصة وظاهرة ننتظرها دائماً لنراها ونسمعها. فكل كلمة تقولها وأي شيء تفعله لهما وقعهما. أن نسمع رأيها والمسلسل كان في بدايته ونلفت نظرها بهذه السرعة، فهذا أمر جميل ولافت. وأنا أسعدني تعليقها جداً؛ لأنني بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي، باستثناء الآن في فترة عرض المسلسل أتحرك قليلاً فقط للأغراض المهنية. أملك حساباً مشتركاً وزوجي باسم فقط على مواقع التواصل الاجتماعي لعملنا، سواء لنشر مقابلة لنا، ونقوم بعمل رتويت لها مثلاً. فأنا حين رأيت تعليقها فرحت به. وأرسلنا لها شكراً. أحلام سيدة أصيلة. وليس غريباً عليها أن تقول هكذا، وهي إذا أعجبها شيء تعبر عنه، وإذا شيء ما لم يعجبها تعبر أيضاً. هي امرأة مرتاحة مع نفسها، وصريحة جداً. لهذا السبب هي حالة خاصة. وأعطتنا دعماً قوياً مع انطلاقة المسلسل. هذا أمر يكبّر قلبي. أحياناً هناك أشخاص لا نعرف رأيهم بنا ولكن تأتي مناسبة ويعبرون عن رأيهم بنا وهذه تكون إضافة لنا.
 

لا أهمل نفسي أبداً

اللافت حفاظك على شكلك من ناحية المظهر الخارجي، ما الأولويات لديك في ما يخص ذلك؟
الرياضة. أنا من الأشخاص الذين لا ينتبهون كثيراً لأكلهم. أنا آكل ولا أحرم نفسي من شيء. ولكن، في مقابل ذلك، أنا كثيرة الحركة. لهذا أبقى محافظة على شكلي، وأحب أن أكون مثالاً على ذلك. ليس ضرورياً أن تكون المرأة بعمر الـ 25 سنة لتبقى محافظة على شكلها، يمكن أن تكون بعمر الـ45 و50 و60 و70 سنة، وتكون رائعة. لا أهمل نفسي أبداً كما أحرص أن أكون مثالاً جيداً في هذا الجانب ، وعملي يفرض عليّ ذلك أيضاً. نرى الممثلات في الغرب في مثل سني كيف يحافظن على شكلهن. ونحن هنا من جيلنا على الصعيد العربي يهملن أنفسهن. ومن لا يهملن مظهرهن يكنّ الأصغر سناً؛ أي في العشرينيات والثلاثينيات باعتمادهنّ الرياضة بشكل مكثف. ولكن أرى بعض النجمات من جيلي يهملن أنفسهن. أنا أشعر بأنهن لا ينتبهن كثيراً. لا أعمم، ولكن في مثل سننا بمنتصف العمر أرى أن الرياضة ليست عندهن أولوية. أنا طيلة عمري ومنذ كنت بعمر الـ 18 أمارس الرياضة بانتظام. أحياناً، أكسب بضعة كيلوغرامات قليلة، ثم أخسرها، ولكن لا أهمل نفسي. مهنتي تفرض مني ذلك أن أكون دائماً جاهزة. وعندما يتصل بي منتج ليراني يجب أن يكون متأكداً عندما يلتقي بي أنني المرأة نفسها التي يراها بالصورة.
ماذا عن استعمالك الكريمات وعمليات التجميل؟
لديّ كريمات، ولكن أحياناً تنتهي مدة صلاحيتها ولا أستعملها. ولست مواظبة على وضعها، وهذا خطأ مني. أنا أشتري كريمات، ويتم إهدائي بعضها. زوجة أخي نيكول (الفنانة نيكول سابا) تهديني كريمات جديدة، ومرات كثيرة لا أستعملها. أنا كسولة في هذا المجال. بالنسبة إلى عمليات التجميل، أنا بالتأكيد ضد تغيير الشكل 100%. أنا أحب البوتوكس كثيراً، وأخضع له. ولأنني أقوم بتعابير كثيراً في وجهي، مثلاً أرفع حاجبي وأخفضهما، البوتوكس يخفف من كثرة التعابير في وجهي، ويؤخر التجاعيد أيضاً. أنا من فترة طويلة أخضع للبوتوكس الذي لا أستغني عنه وأطبق الميزوثيرابي للرقبة. ولكن لا أخضع لتغيير الملامح، ومنها تعريض الوجه مثلاً وما شابه. أنا أحب وجهي كما هو. يعتقد بعض الأشخاص أنني أجريت عملية تجميل لأنفي، ولكن هذا غير صحيح. شكلي لم يتغير منذ سنوات إلى الآن. وأحاول قدر المستطاع المحافظة على شكلي الذي يعرفونني به ولا أتغير. يقولون لي شكلك مختلف، وأحب عندما يقولون لي لديك شكل خاص.

 في حال كنت مهتمة باللقاءات الفنية  نقترح عليك متابعة هذا الحوار.بعنوان الإعلامية زينة يازجي: نحتاج إلى بعضنا البعض لنتكامل كأحجار الدومينو