الفنان أمير كرارة: شغفي بتاريخ مصر دفعني لتقديم «سوق الكانتو»

الفنان أمير كرارة: شغفي بتاريخ مصر دفعني لتقديم «سوق الكانتو»
الفنان أمير كرارة: شغفي بتاريخ مصر دفعني لتقديم «سوق الكانتو» -تصوير | محمد نشأت

دائماً يبحث عن الاختلاف والتنوع في أدواره، يدقق جيداً في اختيار أعماله، والشخصية التي يخوض معها تحدياً جديداً، هو الفنان أمير كرارة، الذي نافس في الماراثون الرمضاني هذا العام بمسلسل «سوق الكانتو»، الذي تدور أحداثه خلال فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر. رفض كرارة أن يحيد المسلسل عن خط الوطنية الذي لطالما اشتهر به في أعماله، وحقق من خلاله جماهيريته الواسعة التي باتت تنتظر أعماله بشغف وترقب، إذ يجمع المسلسل بين الدراما التاريخية والوطنية والرومانسية. كشف النجم أمير كرارة في حديثه مع «سيدتي» عن الصعوبات والتحديات التي واجهها خلال التحضير لشخصية «طه القماش» في مسلسل «سوق الكانتو»، وكواليس العمل مع الفنانة مي عز الدين التي تشاركه البطولة، وتفاصيل الحقبة التي يدور حولها العمل. وإلى نص الحوار:



ما الذي حمسك لتقديم «سوق الكانتو»؟

كنت أفكر منذ فترة بتقديم عمل تاريخي، تدور أحداثه في حقبة زمنية مهمة في تاريخ مصر، لأنني شغوف بالتاريخ، وازدادت رغبتي بعد عرض فيلم «كيرة والجن» في دور العرض السينمائية، وحقق نجاحاً كبيراً، أرى أن الجمهور متعطش لهذه النوعية من الأعمال، لأنه يريد أن يعرف أكثر عن تاريخ بلده، فهذه الأعمال مادة توثيقية، لهذا تحدثت مع المخرج حسين المنباوي وكشفت له عن رغبتي بتقديم مسلسل تاريخي.

إقرأي أيضاً نيللي كريم: الرومانسية غائبة عن السينما وأحلم بعمل كوميدي مع أمير كرارة


لهذا السبب توقعت نجاح «سوق الكانتو»

الفنان أمير كرارة-تصوير | محمد نشأت

 


لماذا اخترت فترة العشرينيات تحديداً؟

لأنها الفترة القريبة من المرحلة الزمنية التي يدور حولها فيلم «كيرة والجن» للمخرج شريف عرفة، كما أن هذه الفترة تحديداً عانت فيها مصر من الاحتلال الإنجليزي، حيثُ دخلت مصر إلى القرن العشرين وهي مثقلة بأعباء الاستعمار البريطاني، وبضغوطه لنهب ثرواتها، وتصاعدت المقاومة الشعبية والحركة الوطنية ضد الاحتلال، وظهر الشعور الوطني بقوة مع المطالبة بالاستقلال. وكان للزعيم الوطني دور بارز فيها، ثم تمّ إلغاء الحماية البريطانية على مصر في عام 1922 والاعتراف باستقلالها، وصدر أول دستور مصري عام 1923·



هل كانت هناك مؤشرات استباقية تستشرف من خلالها نجاح العمل من عدمه؟

أولاً، التوفيق والنجاح من عند الله، نحن نعتمد على مؤشرات استباقية نستشرف من خلالها نجاح العمل من عدمه، وهذا ما وجدته في مسلسل «سوق الكانتو» بداية من السيناريو، الذي صاغه بحرفية المؤلف هاني سرحان، والمخرج حسين المنباوي، الذي تمنيت العمل معه كونه من المخرجين البارزين الذين يهتمون بكل تفصيلة صغيرة داخل العمل، إلى جانب الشركة المنتجة «سينرجي»، التي وفّرت لنا كل الإمكانيات الإنتاجية لظهور العمل بصورة مشرّفة.



كيف تمت الاستعاضة عن شوارع مصر القديمة بالديكورات؟

هذه مسؤولية مهندسي الديكور، الذين برعوا في بناء 3 شوارع لمصر القديمة بكل تفاصيلها، والاستايلست مروة عبد السميع، التي بذلت مجهوداً كبيراً في تصميم ملابس ملائمة لهذه الحقبة، إلى جانب الماكيير، وأدين بالفضل في النجاح بعد الله لجميع العاملين الذين وقفوا خلف الكاميرا.



هل يعدّ «سوق الكانتو» استراحة محارب من الدراما الوطنية التي اعتادها الجمهور منك؟

التنوع والتغيير مهمان للفنان، وهذا ما أحرص عليه في أعمالي، حتى الأعمال الوطنية التي قدمتها كانت مختلفة، وإن كانت تندرج تحت بند «الأعمال الوطنية»، لكن الأحداث والبناء الدرامي كانا مختلفين، كما أن «سوق الكانتو» فيه خط وطني يظهر في المقاومة الشعبية.

 

 

أحترم الدراما التي تقدم قضايا حقيقية، وتحترم عقلية الجمهور، أياً كان تصنيفها سواء كانت قصيرة أو طويلة

 


أنا مرتبط بأسرتي مثل «طه القماش»


كيف تم التحضير لشخصية «طه القماش»؟

أحببت شخصية «طه القماش» لأنه ابن بلد وجدع، لا يتوانى عن تقديم يد العون والمساعدة للآخرين، مرتبط بعائلته وشقيقاته البنات، ذاكرت الشخصية جيداً لأنها قريبة من شخصيتي الحقيقية، فأنا مرتبط بأسرتي وأخواتي، لهذا لم أجد صعوبة في تقديم الشخصية.



المسلسل يضم كوكبة كبيرة من كبار النجوم. هل تتدخل في اختيار النجوم؟

أتدخل بشكل استشاري ليس إلا، ولكن المخرج في النهاية هو الحكم، باعتباره صاحب الرؤية الأشمل للعمل، كما أنني أحب أن يكون في العمل الذي أقدمه كوكبة كبيرة من النجوم، لأن هذا يثري العمل، وأنا سعيد بالمجموعة التي تعاونت معها في «سوق الكانتو».



ما الرسائل التي يحملها العمل؟

المسلسل يحمل رسائل عديدة، فهو دراما ثرية بالتفاصيل والأحداث، إلى جانب أنه يجمع بين الطابع الاجتماعي والدرامي والرومانسي والتاريخي، فدائماً الأعمال التاريخية التي تتناول حقباً مرّ عليها سنوات طوال، تكشف حقائق كانت غائبة عنا، لأن الأحداث التاريخية تحديداً تحتاج مرور سنوات وقرون عليها حتى تتضح الصورة كاملة، وتتم مناقشتها وطرحها في الدراما بشكل أقرب للواقع دون تحريف أو تزييف في الحقائق.

إقرئي المزيد عن أمير كرارة: «العائدون» عمل يحمل رسالة وطنية


عائلة واحدة


كيف كانت طبيعة الكواليس؟

الكواليس بين فريق العمل كانت أكثر من رائعة، نشعر وكأننا عائلة واحدة، ناهيك عن التعاون بيننا، فجميعنا نعمل من أجل نجاح العمل، روح التعاون التي كانت موجودة بيننا أحد أسباب نجاح العمل، سعيد جداً بالتعاون مع فتحي عبدالوهاب، ومحمود البزاوي، والأستاذ الكبير عبدالعزيز مخيون، وضياء عبدالخالق، وأحمد جمال، وإسلام حافظ، ومها نصار، وثراء جبيل.



حدثنا عن تعاونك لأول مرة مع النجمة مي عز الدين؟

مي شخصية لطيفة ومتعاونة جداً، وإنسانة راقية في التعامل، تشرفت بالعمل معها، سواء على المستوى الإنساني أو المهني.



دائماً الأعمال التي تدور في حقب زمنية قديمة تكون محل نقد وتشكيك. ألم تخشَ من ذلك؟

الفنان بطبعه لابد أن يكون مغامراً في اختياراته، كما أن ـ كما ذكرت ـ جميع المؤشرات الاستباقية كانت مطمئنة، وتؤكد أننا نمضي على الخط الصحيح، الجميع بذل مجهوداً كبيراً من مصممين واستايلست ومهندسين وإضاءة في توظيف ديكور يجبر المشاهد على معايشة الشخصيات مع حقبة العشرينيات.

 

مي عز الدين شخصية لطيفة ومتعاونة جداً، وإنسانة راقية في التعامل، تشرفت بالعمل معها، سواء على المستوى الإنساني أو المهني

 


سعيد جداً بالمنافسة


كيف ترى المنافسة مع الأعمال التاريخية الأخرى مثل «سره الباتع» و«رسالة الإمام»؟

سعيد جداً بالمنافسة، وسعيد بحالة التنوع الدرامي الموجودة في الموسم الرمضاني، وبعودة الأعمال التاريخية، عادة المنافسة لا تشغلني، الأعمال المعروضة متنوعة فلا يوجد مجال للمنافسة بيننا، مسلسل «سره الباتع» يتناول فترة الاحتلال الفرنسي لمصر، و«رسالة الإمام» يتناول شخصية الإمام الشافعي وتأثيره على الشعب المصري، وهي أعمال مهمة سوف أتابعها عقب الانتهاء من شهر رمضان.



يمثل «سوق الكانتو» التعاون الأول لك مع المخرج حسين المنباوي. كيف وجدت العمل معه؟

سعيد جداً بالتعاون مع المخرج حسين المنباوي، كونه من المخرجين الذين يهتمون بالتفاصيل الدقيقة للعمل، لأنه يحترم ذكاء الجمهور ويراهن على وعيه دائماً، لذلك كان حريصاً طول الوقت على إظهار تفاصيل في العمل تأخذ المشاهد في جولة زمنية قديمة، يستكشف من خلالها حقائق كانت غائبة عنه، وتجيبه عن أسئلة عديدة ربما عجز عن إيجاد إجابات لها.



تفوقت دراما الـ 15 حلقة على غريمتها الطويلة. كيف ترى هذه النوعية من الدراما؟

أحترم الدراما التي تقدم قضايا حقيقية، وتحترم عقلية الجمهور، أياً كان تصنيفها، سواء كانت قصيرة أو طويلة، الفيصل في نجاح تلك الأعمال هو طريقة التناول والطرح، لأنهما الأساس في نجاح أي عمل فني. لكن لا شك أن هذه النوعية من الدراما استطاعت أن تتخلص من المط والإطالة التي قد تنزلق فيها الدراما الطويلة.



بعد «سوق الكانتو» ما الذي يحضّر له أمير كرارة سينمائياً؟

عقب الانتهاء من تصوير مشاهدي في «سوق الكانتو»، أستأنف تصوير فيلم «البعبع» الذي انتهيت من تصوير أجزاء من أحداثه قبل التوقف من أجل المسلسل، والفيلم يحمل توقيع المخرج حسين المنباوي، ويشارك في بطولته ياسمين صبرى، وباسم سمرة، ومحمد عبد الرحمن توتة، ومحمد أنور، وعباس أبو الحسن، وتأليف إيهاب بليبل.

المزيد من عالم الفن تفاصيل رسالة وجهتها مي عزالدين لـ أمير كرارة بعد تعاونهما في "سوق الكانتو"