هيفا وهبي ممثلة محترفة ونهاية مفتوحة على كل الاحتمالات

45 صور

لم تحصد هيفا وهبي إجماعاً عندما دخلت عالم الغناء، إلا أنّها حازت على إجماع النقاد في فيلم "دكان شحاتة" وأظهرت موهبة تمثيلية حقيقية، لم تظهر يوماً في كليباتها القائمة على الاستعراض، يومها ردّ بعض النقاد نجاح هيفا إلى المخرج خالد يوسف صانع النجوم، إلا أنّها نجحت بالأمس في افتتاح فيلمها "حلاوة روح" في كسر هذه الانطباع، لتثبت أنها ممثلة من الطراز الأول.
فقد لعبت هيفا دوراً صعباً بكل المقاييس، دوراً مركباً يحتاج إلى قدرات تمثيلية عالية، بدت هي دينامو الفيلم من بدايته إلى نهايته المفتوحة على كل الاحتمالات، ويبدو أنّ هذه النهاية اختارها صنّاع الفيلم لتفتح الاحتمال أمام جزء ثان من الفيلم، يحدّدها مدى نجاح الجزء الأوّل.
تدور أحداث الفيلم في حارة شعبية، حيث تعيش "روح" (هيفا وهبي) مع حماتها، تصبح مطمع رجال الحارة بعد سفر زوجها، إلى أن تموت حماتها ويطلقها زوجها ويبدأ رجال الحارة مكائدهم للإيقاع بها.
"روح" امرأة مغلوب على أمرها، لا تشبه تلك التي روّج لها الإعلان الدعائي للفيلم، تلك المرأة التي تسرح بخيالها، وتنفلت من العقد التي فرضها عليها المجتمع والحياة القاسية مع حماة تعتقد أن سجن كنّتها هو الطريق المثلى للحفاظ على شرف ابنها في غيابه، ترقص في أعراس الحي وتغري الرجال وتتمرد على حماتها، لتعود إلى واقعها المرير.
هذه التركيبة المعقّدة، كانت تحتاج إلى ممثلة متمرّسة، قادرة على الإقناع في الحالتين، حالة المرأة المغلوب على أمرها، وحالة المرأة اللعوب، وفي كلتي الحالتين بدت هيفا مقنعة.
الفيلم يخلو من الحبكة المشوّقة، خصوصاً أن مشهد اغتصاب هيفا تسرّب إلى الإعلام، وبالتالي بات المشاهد يعلم مسبقاً بأحداث الفيلم الذي ينتهي بخروج "روح" من الحارة، في مشهد يعد الأروع في الفيلم، ويتطلب مهارات فنيّة عالية.
في نهاية الطريق تنظر "روح" الملطخة بالدماء فتجد بصيص نور أمامها، هل ستعود لتنتقم؟ أم ستنتهي الأحداث عند هذا الحد؟ كلها أمور مفتوحة على كل الاحتمالات ومنها جزء ثان لفيلم يبدو أنه كتب على مقاس هيفا، فأغفل باقي التفاصيل.
يؤخذ على "حلاوة روح" غرقه في الكآبة، والتطويل، وغياب النماذج الإيجابية عنه، وتصويره الحارات الشعبية وكأنها غابات وحوش في عالم يغيب عنه القانون والعدالة.
وقد بدا لافتاً في الفيلم أداء الطفل أوشا، الذي لعب دور جار "روح" وهو يبشر بولادة نجم جديد في عالم المصرية.
يبقى أن نذكر أن الحملة التي أطلقها البعض على الفايسبوك لمقاطعة الفيلم بدا أنها ارتكزت إلى احكام مسبقة، إذ لم يتضمّن الفيلم ألفاظاً بذيئة أو مشاهد إباحية، بما فيها مشهد الاغتصاب الذي صوّر بكل حرفية.
"حلاوة روح" من إخراج سامح عبد العزيز وبطولة نجوى فؤاد، صلاح عبد الله، محمد لطفي، وتأليف علي الجندي وسيبدأ عرضه في الصالات اللبنانية يوم غد الخميس.