اختيار الألوان هل يعكس نمط الشخصية؟

اختيار الألوان هل يعكس نمط الشخصية؟
اختيار الألوان هل يعكس نمط الشخصية؟

يختلف حب الأشخاص للألوان، فالكثير منهم يميل إلى لون دون آخر، ولعل تعلق البعض بألوانهم المفضلة يبدو جليّاً من خلال اختيارهم للأشياء التي تكون مصبوغة بها، وإن سألتهم عن سر هذا التعلق والتفضيل يرجعون ذلك إلى تأثيرها الإيجابي في حالتهم النفسية والمزاجية. قام الكثير من العلماء بإجراء الدراسات والبحوث العلمية التي بحثت في مدلولات الألوان ورمزيّتها، ونجح الكثير من الدراسات الحديثة في إثبات أنّ الألوان تمتلك التأثير الكبير في الخلايا الإنسانيّة.. فكيف ينظر شباب اليوم إلى هذه المسألة؟

 

جدة | أماني السراج Amani Alsarraj
بيروت | عفت شهاب الدين Ifate Shehabdine
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad
تونس | منية كواش Monia Kaouach


اللون لا يعكس طبيعة الشخصية

نورا محمد عريف

نورا محمد عريف: أحياناً الظروف والمناسبات هي التي تفرض علينا ألواناً معينة

 

أخبرتنا نورا محمد عريف، أنّ لونها المفضل السماوي، ويعدّ في علم النفس لوناً هادئاً ومُهدئاً، ويرتبط بالثقة والموثوقية، كما أنه يبعث الشعور بالهدوء عند رؤيته، ويظن الكثيرون أنّ هذا اللون حكر على الذكور فقط، كما هو الحال مع اللون الوردي الذي يعد مرتبطاً بالإناث. وحول ما لو كان اللون يعكس طبيعة الشخصية قالت: «لا أعتقد أنّ اللون يعكس طبيعة الشخصية، فأحياناً الظروف والمناسبات هي التي تفرض علينا ألواناً معينة، مثل الأبيض والأسود والأحمر والأزرق والوردي، وغيرها من الألوان، مع العلم أنّ هناك دراسات أجريت حول موضوع تأثير الألوان في الإنسان وارتباطها بشخصيته، فمثلاً يُقال إنّ الشخص الذي يفضل اللون الأزرق يحظى بذكاء فطري يمكنه من اكتشاف مشاعر من حوله الحقيقية، مهما حاول هؤلاء إخفاءها. ومن الصفات التي يتمتع بها أيضاً انسجامه التام مع ذاته، وأنه مسالم وهادئ وصبور إلى أبعد الحدود». وأكدت «نورا» أنها إنسانة محبة للحياة ومرحة وطموحة، لذا لن تكون الألوان هي السبب في تغيير شخصيتها، أو الشيء الذي يتحكم فيها.
وأضافت قائلة: «مع أني أبلغ من العمر 18 عاماً فقط، فإنني مررت بتجارب ومواقف مختلفة كنت أخرج منها أكثر قوة وثباتاً».

 


اللون الأسود وحب النظام

أميرة حلوم: اللون الأسود أنيق وجذاب يعبر عن الشخصية القوية

 

تعدّ أميرة حلوم، مؤثرة لبنانية على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسود لونها المفضل، ولكن هذا لا يعني أن حياتها بشعة أو بائسة.
وتضيف في حديثها: »بالعكس إن حب الإنسان للون محدّد هو شيء عادي ومنطقي جداً، مع العلم أنني أرتدي جميع الألوان خلال يومياتي، ولكنني أفضل الأسود؛ لأنه أنيق وجذّاب، ويسهم في التعبير عن الشخصية القوية، كما أن الذي يعتمد هذا اللون هو شخص يملك هيبة قوية وملامح حادة يفرضها على المجتمع».
تتابع: «لا أرى أن هذا اللون سيجلب لي التشاؤم أو الحزن في حياتي؛ لأنني شخصياً لا أعتقد أن اللون له علاقة بالشخصية لا من قريب ولا من بعيد، فأنا شخص يحب الحياة والفرح، ويفضّل اللون الأسود، وهناك أشخاص يفضلون الزهري والأبيض وحياتهم ليست سعيدة. وتستدرك: «لا شكّ أن الأشخاص الذي يعتادون على استخدام اللون الأسود تتّسم شخصياتهم ببعض السمات المميّزة، ومن بين هذه السمات المعروفة أنهم يقدّرون خصوصية أنفسهم والغير، ولا يقبلون مطلقاً أن يتعدّى أحد الأشخاص على خصوصيتهم، هذا إلى جانب أنهم لا يتقبّلون على الإطلاق انتهاك خصوصيتهم بأي شكل من الأشكال، كما يمتازون بالشخصية القوية، وبحب الحياة والإقبال عليها».
تتابع قائلة: «اللون الأسود له علاقة وطيدة بالأناقة والقوة، فضلاً عن أنه من أهم الألوان التي تستخدم كثيراً في المناسبات الرسمية، وهو من أهم الألوان التي تساعد الشخص على الشعور بالاعتزاز بنفسه. ولا أخفي سراً إذا قلت إن الشخص المحب للون الأسود هو نظامي جداً. يحب النظام ويسعى دائماً إلى الترتيب في كل أمور حياته الصغيرة والكبيرة، فهو يكره الفوضى وعدم الالتزام بالمواعيد والواجبات. وعادة ما يكون شخصاً أنيقاً إن كان في اختيار الملابس، والإكسسوارات، أو الديكورات وغيرها من الأمور... ويتميّز بأنه شخص مستقل، يحب الاستقلال ويكره أن يُفرض عليه رأي أو طلب، وهو منهجي في عمله، ومتقن لهذا العمل، ويحرص دائماً على التأكد من أن كل شيء قد اكتمل كما هو مطلوب وبأحسن صورة».
وتختم: «أخيراً هو شخص يميل إلى الجدّية، ويسعى دائماً إلى تطوير نفسه، وتعلّم الأشياء الجديدة والاستفادة منها في مجال عمله، كما أنه قد يمتلك قوة إرادة عالية للوصول إلى كل ما يريد من أهداف ومخططات».
إقرئي المزيد عن الألوان وتأثيرها النفسي.. اكتشفي الفوائد التي تفوق التوقعات

 


لغة خاصة

مريم الكوري

مريم الكوري: يبهرني تضادّ الألوان، ويروق لي تناسقها، ولا تبدو الحياة جميلة إلّا بألوانها النّابعة من الطّبيعة

 

تقول مريم الكوري (25 عاماً)، حاصلة على الإجازة التّطبيقيّة في مجال العلوم الإنسانيّة، وتُدرِّس اللّغة الإنجليزية وتهوى الرّسم: «أرى أنّ لكلّ لون أثره ووقعه في حياتي الشّخصيّة والعمليّة، وله تأثيره في نفسيّتي، ويعكس شخصيتي. أعشق الألوان لذاتها، ولأنّها تحيلني إلى الطّبيعة وجمالها، وجعلت من الألوان لغتي الخاصّة؛ لأنّها تمنحني جرأة كبيرة، وتسمح لي بالتّعبير عمّا بداخلي».

 

اللون الأسود

لا تنكر مريم أنّها تعتمد اللّون الأسود بكثرة في حياتها اليوميّة وفي مناسباتها؛ إذ تربطها به علاقة وطيدة لما يوفّره لها من هدوء بصريّ، وما يبعثه فيها من طمأنينة وراحة نفسيّة. مستطردة : «لا أعدّ اللّون الأسود لون حزن واكتئاب، وأعبّر به عن مشاعر الفرح والحبّ وأختاره للباس الأعراس، فهو عنوان الأناقة والفخامة، فيتصدّر اختياراتي للباسي اليوميّ، ويكون قريباً مني عند ممارستي لهوايتي، فيطغى على رسوماتي، كما يؤثّر في ذوقي واختياري للإكسسوارات والدّيكور».
وعن نقاط قوّة اللّون الأسود، تتحدّث مريم قائلة: «إنّه لون مسيطر، فكلّما تمّت إضافته إلى لون آخر طغى عليه، وفرض نفسه، معبّراً عن قوّته وتفوّقه وفي الوقت نفسه عن لينه. ومن أسباب تعلّقها وتأثّرها به، ما لاحظته من توافق وتطابق بين طباعها وصفاته، فهي أيضاً قويّة وفي الآن نفسه ليّنة ولها نفس طويل وإرادة حديديّة، وتنساق نحو اللّون الأسود؛ لأنّه يحفّزها، ويمنحها طاقات ترفع من ثقتها في نفسها، وتشجّعها على المضيّ قدماً لتحقيق طموحاتها وتدفعها إلى الإنجاز».
تضيف مريم أنّ اختيارها اللّون الأسود لا ينفي غرامها بالألوان الأخرى، فهي تلبس أيضا الفساتين الزّاهية، بألوان فاقعة، وتخلط بينها، ويبهرها تضادّ الألوان، كما يروق لها تناسقها، ولا تبدو لها الحياة جميلة إلّا بألوانها النّابعة من الطّبيعة والمعبّرة عنها.
يمكنك الاطلاع على تأثير الألوان على حالتك المزاجية وسلوكك غير متوقع

الألوان والإحساس بالحرية

سلمى راشان

سلمى راشان: أنا منفتحة على كل الألوان مهما كانت جريئة حيث تمنحني الإحساس بالتميز


والتقينا في الرباط سلمى راشان طالبة، حيث تحدثت عن علاقتها بالألوان قائلة: «شخصياً أحب كل الألوان وهي حاضرة في حياتي اليومية، فلا أحبذ لوناً بذاته إذ إنني منفتحة على كل الألوان مهما كانت جريئة، حيث تمنحني الإحساس بالحياة، وأرى أن لكل لون معنى، مثل الأسود الذي هو عنوان للأناقة والقوة، كما أنه يوحي بروح التحدي بالنسبة لي، كما أحب الأحمر كرمز للإثارة والجرأة. الألوان تعطي معنى للحياة، ولا أتصور حياتي بلون واحد أو لونين. أعرف أشخاصاً لا يجرؤون على تجربة كل الألوان، وهم بالنسبة لي قد يعانون من ضعف الثقة في النفس، ولا يقبلون على الحياة بما لها وما عليها».
تستدرك قائلة: «هذا لا يعني أن أصدر أحكاماً بذاتها على أشخاص لا يحبون ارتداء ألوان معينة، لأنها في النهاية مسألة ذوق، لكنني قد أعدّهم متحفظين وحذرين من دون أن أتخذ موقفاً سلبياً منهم. وهناك ألوان معينة مثلاً الأبيض عند النساء في المغرب، والذي إذا صادفت امرأة ترتديه باستمرار، فهذا يعني أنها في حداد على زوجها المتوفى، وهي إشارة ورمز مجتمعي كونها أصبحت أرملة وترتديه طيلة أشهر عدتها. كما ثمة ألوان بعينها يدمن عليها بعض المراهقين تبعاً لصيحات الموضة. لكن ما يخصني هو أن أجرب كل الألوان وأرتاح كذلك في رؤية أشخاص آخرين يحتفلون بالألوان، لأن ذلك يمنحني إحساساً بالحرية والانطلاق والانفتاح على العالم».

 

الشعور بالطبيعة والانتعاش

منة الله عبد العظيم

منة الله عبد العظيم: لا ينبغي الاعتماد فقط على اللون لتقييم شخصية شخص ما


تقول منة الله عبد العظيم، مهندسة مصرية، عن الألوان التي تفضلها في حياتها اليومية: «هناك بعض الألوان التي يفضلها الناس عموماً في حياتهم اليومية. فمثلاً، اللون الأزرق يعدّ من الألوان المرتبطة بالسكينة والاستقرار والثقة، وقد يفضله البعض لاستخدامه في الديكور المنزلي أو في ملابسهم. أما اللون الأخضر، فقد يُعزى إليه الشعور بالطبيعة والانتعاش، ويفضله البعض لمساعدتهم على الاسترخاء والتركيز. وهناك العديد من الألوان الأخرى، ويختلف تفضيل الألوان حسب الأشخاص وأذواقهم والثقافة والتأثيرات النفسية والعوامل الأخرى. وبالنسبة إلي، أفضل الألوان الوردية المرتبط بالرقة والنعومة والعاطفة؛ حيث يمكن أن تعزز الشعور بالحب والراحة والحنان».
وعن اعتقادها أن اختيار لون ما يعكس طبيعة الشخصية، تشير منة إلى أن هناك من يعتقد أن اختيار الألوان يعكس طبيعة شخصية الفرد. فالألوان لها تأثير عاطفي ونفسي في الإنسان، وتستخدم في العديد من الثقافات والتقاليد للتعبير عن الشخصية والمشاعر. على سبيل المثال، يُعتقد أن الألوان الزاهية مثل الأحمر ترمز إلى الطاقة والقوة والشغف، بينما يُرتبط اللون الأزرق بالهدوء والثقة والاستقرار.
ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن تفسير الألوان قد يختلف بين الثقافات والأفراد، ولا يمكن أن يكون قاعدة ثابتة لتحديد شخصية الفرد بناءً على لونه المفضل. فالشخصية متعددة الأبعاد ومعقدة، وتتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك الوراثة والتربية، والتجارب الحياتية، والقيم الشخصية، والاهتمامات.
لذلك، يجب النظر إلى اختيار الألوان بوصفه عنصراً واحداً فقط في تكوين الصورة الكاملة لشخصية الفرد، فالشخصية تعتمد على العديد من العوامل الأخرى، لذا، قد يكون اللون مؤشراً محتملاً على الشخصية، ولكنه ليس العامل الوحيد لتحديد طبيعة الشخصية بشكل كامل.
وعما إذا كان هذا الاعتقاد ينطبق على شخصيتها، تقول منة: «قد يكون اختيار الألوان مسلكاً إبداعياً يعكس الشخصية، ولكن لا ينبغي الاعتماد فقط على اللون لتقييم شخصية شخص ما».
يمكنك الاطلاع على شابات اليوم: هذه الحرف التقليدية التي نهواها