تقنيات جديدة في عمليات أطفال الأنابيب

أعطت ولادة لويس براون «أول طفلة أنابيب في العالم عام 1987م» نافذة الأمل لكثير من الأزواج، الذين فشلوا في الوصول للحمل بشكل طبيعي، ومع تقدم العلم والتقنيات الحديثة في معمل أطفال الأنابيب، ازدادت فرص نجاح التلقيح وزراعة الأجنة في المختبر في أوساط طبيعية، وعمل اختبارات مخبرية دقيقة بين الأجنة بتقنيات خاصة للمفاضلة بينهم، مما يزيد من فرصة اختيار الأجنة ذات الجودة العالية، وهذا ما يشرحه لك الدكتور حمد الصفيان، استشاري النساء والولادة وأطفال الأنابيب والعقم بمركز «ذرية» بـ«الرياض».


الحمل عن طريق الأنابيب يتم بأخذ بويضات من المرأة وحيوانات منوية من الرجل، وتهيئة وسط ملائم في المختبر يشبه قناة «فالوب»؛ لإجراء عملية الإخصاب، وتبدأ مرحلة انقسام الخلية، فيقوم الطبيب بزرع الجنين في رحم الأم، حيث ينمو حتى الولادة. وإذا أضفنا تقنيات أخرى في عملية التصاق الأجنة وبطانة الرحم... فسنصل إلى نتيجة عالية، وهي الزيادة في نسبة الحمل التي وصلت في المراكز المتقدمة إلى 60%.

اختيار الأجنة
مع بداية كل دورة شهرية تأتي دفعة جديدة من البويضات، ويختلف بطبيعة الحال عدد البويضات من سيدة لأخرى، وذلك بالنظر لمخزونها، فمن تملك مليونين من البويضات تكون قادرة على الحمل والإنجاب حتى سن الخمسين، ومن تملك مليوناً فمن الممكن أن تصل إلى 45 عاماً، والآن، وللأسف مع التغيرات البيئية أصبح مخزون البويضات يقل بشكل كبير جداً؛ لذا من الطبيعي أن تعاني كثير من النساء من انقطاع الطمث بشكل مبكر وقبل سن الأربعين، وفي بعض الحالات قبل سن العشرينيات، وتصل نسبة المصابات بالعجز المبكر عن إنتاج البويضات من 10 إلى 20%، وذلك يعود بالدرجة الأولى لأسباب بيئية، بعد أن كان لا يتجاوز في الماضي نسبة 1%، وهذه الأسباب زادت من نسبة العقم تقريباً من 10 إلى 15% مقارنة بالتسعينيات، وتصل إلى الضعف مقارنة بالثمانينيات.
والرجل شريك مع المرأة في المعاناة من الأسباب البيئية؛ من حيث العجز في الحيوانات المنوية، وقلة عددها والحركة، وفي إصابتها بالتشوه الذي قد يصيب حتى من لهم أطفال، وقد لا تستطيع الحيوانات المنوية -رغم أن أعدداها أحياناً تكون جيدة أو قليلة- اختراق البويضة لسبب أو لآخر؛ نتيجة عجز وظيفي، وهذا ما يسمى بـ«العقم غير المفسر»، بمعنى أن الحيوانات المنوية أصبحت غير قادرة على اختراق البويضة وتلقيحها، حتى لو كان عددها جيداً، فيصاحب ذلك إشكالية في عملية الاندماج بين البويضة والحيوان المنوي، وهو ما يسبب إجهاضاً، أو تشوهاً في الأجنة، أو عدم حدوث حمل.