هي ليست غريبة عن الشهرة ولا دخيلة ولكن مجموعتها التجميلية سرقت منها الأضواء مؤخراً، والتي مزجت فيها الجمال بالتصميم المتقن، وفيما كان الرهان على فشل مستحضراتها للجمال كانت فيكتوريا بيكهام تعمل بصمت شأنها شأن كل التحديات التي خاضتها من غناء وموسيقى وتصميم أزياء وعروض عالمية، وها هي اليوم تقطف ثمار خط الجمال الذي بدأته في العام 2019، وفي يوم ميلادها، اخترنا أن نكشف لك سيدتي الأسرار التي تعتمد عليها فيكتوريا بيكهام للنجاح في مسيرتها المهنية والعائلية.

اشتهرت مصممة الأزياء وسيدة الأعمال البريطانية فيكتوريا بيكهام كمغنية وكاتبة أغانٍ، حيث حققت نجاحاً مبهراً بهما، ثم اعتزلت لتتفرغ لعلامتها الخاصة، وبدأت في عام 2007 بتصميم الفساتين، وقدمت مجموعتها الأولى ضمن أسبوع نيويورك للموضة، بوجود أكبر النقاد والمصممين والكتّاب والصحفيين، وحققت النجاح، ولكنها كانت تحتاج إلى الخبرة والصبر لإثبات وجودها في عالم يعج بالمصممين العالميين والدور العريقة التي بدأت ترى في فكتوريا منافسة شرسة بدل سفيرة لها.
تعلمت فكتوريا بيكهام فن الباليه والمسرح والغناء في صغرها، ولكن بعد مشاهدتها لفيلم FAME الغنائي تغيرت حياتها كثيراً، وقررت أن تصبح مشهورة وكان لها ما أرادته، فالحسناء بيكهام معروفة بطموحها وبصبرها الطويل، أطلقت أول ألبوم لها عام 1996، وبيع منه أكثر من 500.000 نسخة في الأسبوع الأول، مما جعله واحداً من أسرع الألبومات التي تم بيعها، واحتل الألبوم المرتبة الأولى في المبيعات، في أكثر من ثلاثة وخمسين بلداً، وفي غضون سبعة أسابيع بيع منه 1,8 مليون نسخة في بريطانيا وحدها، وحصل الألبوم على جوائز عدة من MTV وAwards Spice world وVideo Music.
وعندما أطلقت الألبوم الثاني سجل رقماً قياسيّاً جديداً للأسرع بيعاً؛ حيث شُحنت سبعة ملايين نسخة خلال أسبوعين، وبيع ما يزيد على 10 ملايين نسخة في أوروبا وكندا والولايات المتحدة، وفي يونيو 2007 فازت فيكتوريا بجائزتين في حفل جوائز مجلة "غلامور" البريطانية، بعنوان "سيدة العام" وجائزة "سيدة أعمال العام"، هي مصممة وأم وزوجة النجم ديفيد بيكهام ومؤسسة علامة خاصة بها، فكيف نجحت في تحويل نفسها من فنانة إلى سيدة أعمال؟
كيف حولت ماركتها من الخسارة إلى الربح؟

عندما بدأت فيكتوريا بيكهام بتصميم الأزياء كان البعض مشككاً في نجاحها، فالنجمة معروفة بذوقها المميز فهي لا تحتاج إلى منسقة أزياء لاختيار إطلالاتها، فذوقها مميز وتتمتع برؤية حادة وعين ناقدة في الموضة ولكن هذا لا يؤكد نجاحها في الوصول إلى الصفوف الأولى في عالم الموضة، ابتكرت فيكتوريا بيكهام بفعل التجارب هوية خاصة بها تلبي تطلعات المرأة العصرية ولكنها متجذرة في إطار كلاسيكي يرسم ملامح سيدة الأعمال الواثقة من نفسها، فالرسالة كانت ولا تزال تمكين المرأة من خلال الاهتمام بمظهرها على طريقتها الخاصة، فمن أرقام متدنية وأرباح ضئيلة صعدت فيكتوريا بيكهام سلم النجاح بمساعدة ودعم زوجها أسطورة كرة القدم دافيد بيكهام، وتوسعت لتشمل العطور والأكسسوارات وكانت الأولوية الترويج للاسم وزيادة المبيعات والانتشار مهما كلف الثمن، ثم تحقيق الربح المادي.
خلف الكواليس كانت الأرقام تروي حكاية أخرى مثيرة للاهتمام، ففي العام 2022، قفزت أرباح الشركة 44% محققة 74 مليون دولار أمريكي و52% في العام 2023 لتصل إلى 112 مليون دولار في العام 2024، فحققت نمواً لثلاث سنوات متواصلة منذ دخولها عالم الجمال، فخالفت التوقعات التي كانت تقول إن عالم التجميل لا يحتاج إلى ماركة إضافية ولكن يبدو أن ماركتها تضم جديداً بدليل أن المستحضرات المعروضة لها في متاجر المصممة الراقية والتي تعرض مستحضراتها تنفدُ من الرفوف.
ذكاء في إدارة منصات السوشيال ميديا

تتمتع فيكتوريا بيكهام بذكاء خارق في اقتناص الفرص يعاونها فريق محنك وضع خطة استراتيجية لاستقطاب متابعي النجمين وتحويلهم إلى هواة لماركتها التجميلية الجديدة عبر افتتاح حساب خاص بها، وتم إغراق تيكتوك بحملات ترويجية عفوية لمستحضراتها، وهي من أطلقت الماركة عبر فيديوهات Get Ready With Me، التي نراها اليوم أغرقت منصات إنستغرام وتيكتوك، والفضل لفيكتوريا التي كانت تصورها بنفسها، ولفتنا ذكاؤها الانتقائي في تحديد أماكن راقية لعرض منتجاتها إلى جانب متاجرها الخاصة المتواجدة في سلسلة متاجر محبوبة وعريقة، ومنها سلفريدجز لندن وونوردستروم في نيويورك، وفيما يحاول البعض النجاح في مضمار واحد تعمل فيكتوريا على إنجاح كل خطوطها، ففي العام 2023 حصرت تركيزها على العطور، وهي حالياً تصب تركيزها على قطاع النظارات الشمسية التي أطلقت مجموعة متقنة مؤخراً، ضمن أسبوع باريس للموضة لصيف 2026.

تحرص فيكتوريا على تقديم صورة متماسكة للعائلة عبر ظهورها إلى جانب زوجها وأطفالها؛ لتقديم رسالة صادقة إلى المستهلكين الذين يرون في الوفاء والقيم العائلية صفات حميدة؛ يربطونها لاشعورياً بجودة العلامة التي تمثلها بدعم من عائلتها، كما أن قرب الثنائي من العائلة الملكية البريطانية يجعلهما يرتقيان في عيون الشعب البريطاني إلى مصاف آخر حتى في اللاوعي لديهم، فمن نجاح إلى آخر لا تستكين بيكهام ولا تلين، ولا ترضى بالحلول الوسط، فإما النجاح المدوي أو لا شيء وكان لها ما أرادت.
تابعي المزيد عن ديفيد بيكهام يحتفل مبكراً بيوم ميلاده وسط العائلة والأصدقاء... وهذه رسالة فيكتوريا له