mena-gmtdmp

لماذا يشعر 70% من الموظفين بأن أول ساعة في يومهم "تضيع بلا سبب"؟

كيف يفقد الموظف الساعة الأولى في العمل من دون أن ينتبه؟
كيف يفقد الموظف الساعة الأولى في العمل من دون أن ينتبه؟- المصدر: freepik by azerbaijan_stockers

هل تساءلت يوماً لماذا نشعر أحياناً بأن "اليوم هرب من بين أيدينا" قبل أن يبدأ فعلياً؟ فأنت فعلياً: تفتح اللابتوب، تراجع الإيميلات، ترتشف قهوتك. ثم تنظر للساعة، وتُصدم: مرّت ساعة كاملة، ولم تُنجز شيئاً يُذكر. للأسف فأنت لست وحدك مَن يعاني من ذلك. هنالك 70 بالمئة من الموظفين يعيشون هذه الدوّامة كلّ صباح. ساعة كاملة تضيع كأنها دخان، بلا أثر، بلا إنجاز. لكن ما السر؟ وأين المشكلة؟ هل في بيئة العمل؟ أم في طريقة انطلاقنا في اليوم؟
توضّح الخبيرة في مجال شؤون الموظفين، الدكتورة آلاء المقابلة، كيف تحوّل الساعة الأولى في العمل من عبء ذهني إلى وقود إنجاز، وكيف تبدأ يومك بقوة تقلب موازين الإنتاجية رأساً على عقب.

هل يعرف الموظف فعلاً ما يجب أن ينجزه في أول ساعة من يومه؟

البعض يبدأ يومه بحماسة، لكنه لا يعرف من أين يبدأ فعلاً. النتيجة؟ تضيع الدقائق الأولى في التردد، أو التنقل بين المهام بلا قرار. الموظف الذي لا يضع أولوية واضحة، يستنزف طاقته في التفكير بدل التنفيذ. المهمات تتزاحم في الذهن، لكنه لا ينجز شيئاً فعلياً. البداية المشتتة تعني يوماً غيرَ متماسك.

  • ولتجاوز هذا التحدي، جرّب أن تعتمد ما يلي:
  1. اختر مهمة واحدة فقط تكون محور البداية، لا تبدأ يومك قبل أن تحسمها.
  2. أعِد كتابة هذه المهمة بخط يدك صباحاً؛ لترسيخها ذهنياً.
  3. حدّد لها توقيتاً واضحاً، وابدأها من دون مماطلة.
  4. امنح نفسك شعوراً صغيراً بالإنجاز المبكر؛ فهذا ينعكس على مزاجك لبقية اليوم.

اقترح حلولاً: ماذا تفعل إذا كانت التوجيهات في العمل غير واضحة وغير قابلة للتنفيذ؟

لماذا يقع الموظف في فخ "التحضير الطويل" كلّ صباح؟

كأننا نقنع أنفسنا بأن البداية تحتاج تمهيداً طويلاً: قهوة، حديث، مراجعة سطحية، تصفُّح بلا هدف. لكن الحقيقة أن هذا التحضير غير المحسوب، يتحوّل إلى عادة تسرق وقتاً ذهبياً من يومك. الموظف لا يحتاج إلى ساعة حتى يدخل جوّ العمل؛ بل إلى لحظة حاسمة يقرر فيها أن يبدأ.

  • ولكسر هذا النمط المكرر، بإمكانك أن تقوم بالآتي:
  1. ضع منبِّهاً يذكّرك بموعد بدء المهمة الأولى من دون تأخير.
  2. اختر بداية بسيطة تشعل شرارة النشاط ولا تتطلب جُهداً كبيراً.
  3. كوّن طقساً صباحياً محفِّزاً: قراءة فكرة، كتابة ملاحظة، أو مراجعة سريعة لأهداف اليوم.
  4. لا تمنح نفسك وقتاً مفتوحاً للتجوُّل الذهني، ضع حدوداً لبداية اليوم.

هل بيئة العمل تساعد الموظف على التركيز أم تشتته من دون أن يشعر؟

أحياناً لا يكون التشتُّت من داخلنا؛ بل هو من حولنا: إشعارات الهاتف، همسات الزملاء، أو حتى ترتيب المكتب المربك. فالموظف لا يشعر أحياناً بأنه تائه، لكنه في الحقيقة يستهلك وقته في مقاومة المُلهيات؛ حيث إن التركيز يحتاج بيئة تحميه، ولو لبضع دقائق ثمينة فقط.

  • ولتهيئة بيئة مساعِدة، يمكنك اتخاذ الخطوات التالية:
  1. أطفئ الإشعارات غير الضرورية خلال أول ساعة.
  2. استخدم أدوات بسيطة لعزل الصوت، أو للتركيز الذهني.
  3. نظّم مكتبك ليكون خالياً من المشتتات البصرية.
  4. أبلغ زملاءك بأن أول ساعة لديك مخصصة للعمل الفردي المركّز، واطلب منهم مراعاة ذلك.

هل يبدأ الموظف يومه بردّ الفعل أم بالفعل؟

الفرق كبير بين موظف يختار كيف يبدأ يومه، وآخر يبدأه كما يفرضه الآخرون. حين تبدأ بالرد على الإيميلات والطلبات والمكالمات؛ فأنت لا تتحكم بيومك؛ بل تسلّمه للظروف. الردود لا تصنع إنجازاً؛ بل تسرق زمام المبادرة. فالموظف الفعّال، يبدأ بما يقرّبه من أهدافه، لا مما يُملَى عليه لحظياً.

  • ولكي تُمسك زمام المبادرة منذ البداية، إليك بعض الاقتراحات:
  1. لا تبدأ صباحك بردود الأفعال، خصِّص وقتاً مؤجلاً للردود بعد إنجاز أول مهمة.
  2. اجعل أول نشاط يومك من اختيارك، لا من جدول غيرك.
  3. أنشِئ مساحة هادئة ذهنياً في أول اليوم، ولا تسمح للضغوط بالدخول مبكراً.
  4. قسّم المهام بين ما يخصك وما يخص الآخرين، وابدأ بما يُنمّي إنجازك أنت.

ما العادة الصغيرة التي يكررها الموظف كلّ صباح وتسرق منه الساعة الأولى؟

تبدو تصرفات بسيطة، لكنها خادعة: فتح الهاتف فور الاستيقاظ، قراءة الأخبار العشوائية، مراجعة المحادثات. هذه العادات الصغيرة تتسلل في بداية اليوم وتكبُر مع الوقت؛ فتخطف منك ساعة من دون أن تترك أثراً يُذكر. فالموظف الناجح يُدرك أن البداية القوية لا تأتي من فراغ؛ بل من سيطرة على التفاصيل الصغيرة.

  • ولتفكيك هذه العادات السلبية، جرّب أن تبدأ بـ:
  1. مراقبة سلوكك في أول ساعة، وتدوين ما يأخذ من وقتك من دون مقابل.
  2. أن تستبدل بكلّ عادة مشتِّتة، عادةً محفّزة ومريحة للعقل.
  3. وضَع قاعدة صباحية صارمة: "لا هاتف ولا محادثات قبل إنجاز أول مهمة".
  4. مكافأة نفسك بعد إتمام البداية القوية؛ لتدرّب عقلك على ربط النجاح بالالتزام.


استعد: 8 إشارات تدل على أنك أصبحت عنصراً لا غنى عنه في الشركة