على مدى 8 أيام، أقيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025 في دورته الرابعة والثلاثين، في مركز أبوظبي الدولي للمعارض، آلاف الكتب اصطفت على رفوف، تعبّر عن زيادة تنافسيته، وترسيخ مكانته الإقليمية، وتعزيز حضوره العالمي، من خلال التميُّز في تقديم المحتوى المهني والثقافي، مع الجمع بين قطاعات النشر الإقليمية والصناعات الإبداعية، وتحفيز المساعي لدعم الصناعات التي تُسهم في تعزيز دور الثقافة المقروءة والمرئية والمسموعة والتفاعلية؛ حتى أصبح المعرض مِنصة عالمية لمحتوى إبداعي، أساسها اللغة في إطارها العالمي.
تحتفي دورة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب بروح الثقافة الكاريبية كضيف شرف، بما تحمله من تنوُّع غني، وتاريخ حافل، وإبداع أدبي نابض بالحياة، تجمع بين التأثيرات الأفريقية، والأوروبية، والآسيوية؛ لتشكّل هوية أدبية وإنسانية فريدة. من الشعر والموسيقى إلى الرواية والفكر، يقدّم المعرض نافذة مفتوحة على عوالم الكاريبي الملهمة.
فرصة للتقاطع الثقافي، قابلنا فيها أدباء وفنانين مشاركين في المهرجان، بخصوصية وتجرِبة يعرضونها على الزائرين، ويجذبونهم إلى عوالمهم التاريخية المتمسكة بالتراث، أو المستقبلية التي تدعو لمواكبة انتشار الذكاء الاصطناعي.
عبيد إبراهيم بوملحة: أبني جسوراً مع الكتّاب الإماراتيين

عبيد إبراهيم بوملحة، روائي وناشر إماراتي، نال جائزة على رواية" أحد ما يطرق الباب"، الرواية الإماراتية الفائزة بالمركز الثالث عن جائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع، هذه الرواية تُعيد تشكيل المعنى في التفاصيل التي نعبرها من دون انتباه. في الأحاديث العابرة، في لحظات الانتظار، في الأبواب التي تُطرَق من دون أن تُفتح، تنبع الحكاية من الهامش، من الصمت، من السؤال الذي لا يُقال. فتتحول الكلمات إلى مرآة، والفصول إلى وقفات تأمُّل. هنا، يصبح القارئ طرفاً في لعبة أدبية هادئة، ذكية، تُضيء الكتابة نفسها؛ ليصل القارئ إلى نتيجة، هل كنت أنت من يطرق الباب، أم مَن خشي أن يفتحه؟
دار بوملحة للنشر ليست مغامرة بقدر ما هي شغف
افتتح الكاتب عبيد، دار النشر التي أطلق عليها اسمه منذ سنة، في زمن التحول الرقمي، وضعف سوق الكتب نفسها؛ فهل يُعتبر ما أقدم عليه مغامرة؟ يقول بوملحة: "هي ليست مغامرة بقدر ما هي شغف، أقدمتُ على ما أحبه بالطريقة الأفضل، أحببت أن تكون لي مساهمة، أبني من خلالها جسوراً مع الكتّاب الإماراتيين وغيرهم. وبرأيي أن الصدف تؤدي إلى حتمية، كان مشروعي غيرَ معلن في البداية، وقد فوجئ به الكثيرون، وقد حاولت من خلاله أن أتواصل مع إماراتيين في مجال ترجمة الرواية، مثل الدكتورة لطيفة الحاج، التي تحظى الدار بعشرة أعمال ترجمة روائية لها؛ فأنا قمت بعملية بناء أدبي، أعطيت من خلاله الفرصة للكثير من الكتّاب، وهذا يكفيني".
بدر الشمري: الذكاء الاصطناعي خطيراً إذا استسلمنا له

بدر الشمري، كاتب وصانع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، بدأ حديثه عن أثر وسائل التواصل على الكتابة والكتّاب والمحتوى الأدبي؛ حيث أعاد فائدتها إلى طريقة استخدامها؛ فإما أن تكون ذات ركائز إيجابية في الطرح، من خلال اقتحام عالم الكتب والمثقفين، أو أن تكون سلبية في الطرح. يتابع قائلاً: "كله يعود إلى المحتوى، وبالنسبة لي قد بنيتُ قاعدة جماهيرية بمحتوى يليق بالمجتمع وعاداته؛ فلم تشكل وسائل التواصل الاجتماعي أيّ ضغط سلبي عليّ، لكن يمكن القول بالمقابل إن بعض الشخصيات في وسائل التواصل الاجتماعي، دخلت عالم الكتب لتحقيق مكاسب مادية. لكن كلّ شخص لجأ لعالم الكتابة، وكان هذا هو هدفه الأساسي، كان مصيره الفشل، وفي النهاية فإن المحتوى الجميل، الغني بالمعلومات الثقافية، المطروحة بمهارة، يفرض نفسه، وشكّل مصدر جذب لكثير من المراهقين والشباب، بأسلوب إقناع جيد".
وعن موضوع الذكاء الاصطناعي وأثره على الأدب والنشر، برأي الشمري، أن أيّة تقنية في الحياة، إذا استخدمناها لصالحنا، تفيدنا. ويتابع: "لا يمكن أن نكون ضد التكنولوجيا، ولو عدنا للماضي، كان الناس ضد السوشيال ميديا، لكن مع مرور الوقت، أصبحتْ عنصراً أساسياً، من تداوُل المعلومات والبيانات، وهي نفس الحالة التي نعيشها مع الذكاء الاصطناعي، الذي قد يصبح خطيراً إذا استسلمنا له؛ لأن الذكاء الاصطناعي يفرض نفسه، على أن البشر لا يمكن أن ينازعه، لكن التعامل معه بشكل إيجابي؛ بحيث يكون مُعيناً لنا؛ لأننا نحن العقول البشرية من نلقّنه المعلومات؛ فهو يساعدني في إيجاد العناوين، وكتابة الإيميلات".
المحتوى الجميل، الغني بالمعلومات الثقافية، المطروحة بمهارة، يفرض نفسه
كما حدّثنا الكاتب الشمري عن روايته التي عَنونها بـ"طالق لثلاث"، تتكلم عن معاناة طفل بسبب انفصال والديه، وعندما كبر، أصابته عقدة من النساء؛ فسعى لتطليق 3 نساء من أزواجهن؛ مما أدى به في النهاية لارتكاب جريمة قتل. الرواية تتحدث عن الطريق التي أدت به إلى هذه النهاية، والتي تكشف عنها قراءة تفاصيل الرواية.
لطيفة الحاج: المعرض فرصة حقيقية للتعرُّف إلى الكتّاب

لطيفة الحاج، كاتبة روائية وشاعرة إماراتية، وكاتبة قصص أطفال، تجد المشاركة في مهرجان أبوظبي للكتاب فرصة حقيقية للتعرُّف إلى الكتّاب الذين ربما تقابلهم لأول مرة، والكتب وحضور الندوات. تحدثت لطيفة بشغف عن استراحة المعرفة، وهي مبادرة معرفية أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تهدف لتعزيز القراءة النوعية، وجعلها جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للأفراد. حيث تُنظّم المبادرة لقاءات وجلسات تفاعلية تجمع القراء مع المؤلفين ومدربي التنمية الذاتية والمختصين؛ لمناقشة واستعراض الكتب؛ مما يخلق مساحة للحوار العميق وتبادُل الأفكار. كما تسعى إلى رفع وتطوير مهارات المنتسبين في القراءة التحليلية والنقدية، وتعزيز قدرتهم على إدارة الحوارات والمناقشات الفكرية بفعالية. تمتد أنشطة وفعاليات الاستراحة إلى جميع إمارات الدولة وبعض الدول العربية، في أجواء ملهمة تحفّز التفاعل والمعرفة. تتابع لطيفة: "لقد ناقشوا إحدى رواياتي، وهذا ما قرّبني من القراء، وأضافت لي ككاتبة؛ حيث تعرّفت إلى آرائهم. وأعتبر هذا النوع من نوادي القراءة مفيداً جداً للطرفين، الكتب والقراء". يشار إلى أن مبادرة استراحة المعرفة، فرع دبي مشاركة في المهرجان.
ناقشوا إحدى رواياتي في استراحة المعرفة، وهذا ما قرّبني من القراء، وأضاف لي ككاتبة
تحدّثت الحاج عن الزخم الكبير للمعارض، التي تزامنت مع معرض أبوظبي للكتاب، مثل: معرض الرباط وتونس والدوحة، وهذا ما فسح المجال لدُور النشر كي تتنقل حتى بين معارض الدولة نفسها. تعلّق: "أحسست بأن معرض أبوظبي للكتاب، لم يأخذ حقه تماماً، بسبب التوقيت، الذي أتمنى أخذه بعين الاعتبار السنة القادمة؛ حتى لا يؤثر ذلك لا على الناشرين ولا على الكتّاب مستقبلاً".
أسماء الهاملي: المعرض أنصف أدب الطفل بجدارة

أسماء الهاملي، كاتبة وفنية ترميم، تشارك في المعرض برواية: قبيلة الرمال، التي تدور أحداثها بين دبي والعين، وتنتقل من التاريخ إلى الحاضر في سرد تخيلي وتاريخي، في أرض منسية وقبيلة غامضة، وطقوس لا تشبه هذا الزمن. تتابع قائلة: "عندي أيضاً بالتعاون مع دار بوملحة، مجموعة أغلفة كتب؛ فأنا فنانة تشكيلية، ولي أيضاً في جناح اتحاد الكتاب، مشاركات في التنشئة الثقافية للأطفال".
هناك دُور استخدمت التطبيقات الخاصة بها؛ لتصبح القصص في متناول يد الجميع
تجد الكاتبة الهاملي، أن المعرض قد أنصف أدب الطفل بجدارة؛ فدُور النشر تدأب على إضافة الجديد في كلّ مرة. وتضيف: "هناك دُور استخدمت التطبيقات الخاصة بها؛ لتصبح القصص في متناول يد الجميع، هذا عدا الورش التفاعلية التي تقيمها جميع الدُور".
رغم أن الهاملي من أنصار حماية البيئة، لكنها لا تنادي بمواكبة الديجتال، وإلغاء الكتب؛ لأن تخصصها هو ترميم المخطوطات، وعملها اليومي مع الورق، الذي تجد فيه طابعاً خاصاً وروحاً ثانية، بمجرد تقليب أوراقه.
فتحية النمر: أمزج الخرافة مع نسيجي الأدبي

التقينا الأديبة فتحية النمر، روائية وقاصة إماراتية، التي تركّز في جانبٍ من كتاباتها على "الخرافات"، وقد لفتنا بروز هذه الكلمة في الجناح. تتابع فتحية: "هي نفسها الأساطير، التي تخص دولة الإمارات، ونحن ككتاب نستفيد منها، إذا كتبنا عن الماضي؛ حيث نُدخل شيئاً من حكايات الخرافات في تركيب رواياتنا. مثلاً، يمكننا التوغُّل في قصص البحر، وكيف كان الناس يعتمدون عليه، كمصدر أول للرزق؛ فإبحارهم للحصول على الثمين خصوصاً اللؤلؤ، كان يعرّضهم للظروف المحيطة بالبيئة البحرية، مثل الرياح، أو ضياع الاتجاه".
الماضي لازال يؤثر في الحاضر؛ حتى في عصر الذكاء الاصطناعي
تجد النمر، أن نقل الماضي لازال يؤثر في الحاضر، في عصر الذكاء الاصطناعي. تستدرك قائلة: "مثلما قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، مَن لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل، وعلينا أن ننقل للجيل الجديد، تلك الظروف القاسية، التي عاش أجدادنا في ظلها، وكيف سخّروا البيئات التي عاشوا فيها؛ ليعيشوا بكرامة وعز، رغم الخيرات الشحيحة؛ فالأساطير تنقل رسالة إلى الجيل الجديد، وهي: أنكم مطالبون بأكثر مما كان أجدادكم مطالبين به. فرواية "سلالة" تتكلم عن الماضي والبحر، وقد ضمّنتُها بعض الخرافات؛ حيث اخترت إحداها، وضمّنتُها للنسيج الأدبي الذي أشكّله".
في يوم المرأة الإماراتية الكاتبة أسماء المطوّع: أتصور أديبات المستقبل أكثر انفتاحاً
في ركن الفن
في كلّ عام يعرض ركن الرسامين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب مجموعة حيوية نابضة بالحياة من الأعمال لفنانين خبراء وناشئين من جميع أنحاء العالم؛ لدعم النشر المصوّر والفنون المرئية، ويعرض ثروة من المواهب الإبداعية التي تقدّمها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يوفّر فرصاً رائعة للتواصل للرسامين وناشري الصور المرسومة من جميع أنحاء العالم؛ حيث يحظى الزوار بفرصة الاطلاع على أفكار فنية مبتكرة، مثل العلاج بالفن وأعمال رسامين موهوبين.
تيم العمر: 120 ألف نواة تمْر شكّلت صورة حصان

يعرض الفنان السوري تيم العمر لوحة اعتُبرت الأولى من نوعها في العالم، مصنوعة من نواة التمر، المحمصة الخالية من أيّة ألوان صناعية. يقول تيم: "أشارك في المعرض باثنين من أعمالي الفنية؛ حيث يحمل العمل الأول عنوان: "الشهم"، الذي يعبّر عن الخيل العربي الأصيل، وحاصل على الرقم القياسي كأكبر عمل فني مكوّن من أكثر من 120 ألف نواة تمْر، والتي تم تحميصها يدوياً على درجات مختلفة؛ لإكسابها درجات من الألوان؛ للحصول على تدرُّجات متفاوتة. بالإضافة إلى استخدام أوراق الذهب، عيار 24 قيراطاً لإبراز لجام الخيل وإضفاء اللمسة الجمالية للوحة. "الشهم" لوحة فريدة، استغرق تنفيذها 3 أشهر عمل مستمر، ما بين المراحل التي مرّت بها معالجة حبات التمر، إلى أن تم تنفيذ العمل بالكامل".

بلغ ارتفاع اللوحة 3 أمتار، أما عرضها فمتران. يتابع تيم: "في البداية كانت فكرتي أنني سأتمكن من جمع النواة من استهلاك بيتي، وبيوت مَن حولي من الأصدقاء والأقارب، لكنني وجدت أن الأمر مستحيل؛ فلجأت إلى المصانع التي لا تبيع النواة وحدها؛ بل على شكل عجينة؛ أي فوارغ التمر بالكامل، ومرت النواة بمراحل عديدة من غسيل وتحميص، ثم فرزتها بناء على الحجم واللون، كان عندي مساعدون يعملون في بعض المراحل، مثل التحميص، الذي لا يعَد سهلاً؛ إضافة للمراحل التي لا علاقة لها بالرسم، وتشكيل اللوحة النهائي".
مرت النواة بمراحل عديدة من غسيل وتحميص، ثم فرزتها بناء على الحجم واللون
وأضاف أن العمل الثاني هو عبارة عن لوحة لحيوان الظبي، هي الأولى من نوعها في العالم، وهي نموذج مصغّر لمكتبة مكوّنة من 65 رفاً خشبياً وتحمل أكثر من 10 آلاف كتاب مصنوع يدوياً ومغلف بالجلد. لافتاً إلى أن هذا العمل استغرق تنفيذه 5 أشهر.
آمنة محمد: الخيل حرّك ريشتي

كانت آمنة محمد فنانة تشكيلية إماراتية، تحرك ريشة ألوانها بإتقان؛ لتنهي لوحة خيل أصيلة كانت قد بدأتها منذ اليوم الأول للمهرجان. تقول آمنة: "أنا تربيت مع الخيل، وبين عائلة فرسان، ومنذ طفولتي عوّدوني أهلي على مرافقة الخيل، أحب الخيل، لكن كانت عندي فوبيا منه، حاول والدي أن يخلصني منها، لكنني كنت أرفض، ويشتد خوفي على والدي الذي يعتلي صهوته. أذكر كيف أنني كنت أراقب الخيل من شق باب الإسطبل؛ حتى بدأتُ رسم البورتريهات، رغبت بتجسيد الخيل، بهدف تصوير جمال وقوة هذه المخلوقات. لذلك توجّب عليّ التعرُّف إليه عن قرب؛ لحفظ تفاصيل عينيه وشعره ووجهه.
الرسم جعلني أتحدى الخوف الذي في داخلي؛ فتقربت من الخيل وأصبحت بيننا صداقة نادرة
فالرسم جعلني أتحدى الخوف الذي في داخلي؛ فتقرّبت من الخيل، وأصبحتْ بيننا صداقة نادرة، شجعتني على امتطائه؛ حتى انضممت إلى قائمة الفرسان في عائلتي، وأصبحت فخراً لهم. وهذه كلها أحاسيس أفسح لي معرض أبوظبي للكتاب، الذي أكشف من خلاله، أن رسم الخيول العربية ليس مجرد توثيق لشكل هذه المخلوقات الجميلة؛ بل هو تعبير عن روحها المتفردة، وتوغلها في تاريخها الثقافي".
محمد قطان: أنحت جدارية تحكي ملحمة إماراتية

كان محمد قطان فنان نحت وتشكيل من مصر، يقف بتمعُّن أمام لوحة نحت جداري، بدأت تظهر ملامحها وتموُّجاتها، وهو يشكلها بأداة حادة في يده، يحاول قطان أن يوصّل رسالة إماراتية على هذه الأرض من خلال لوحته؛ إذ يقول: "الجدارية تعني فن الرسوم الجدارية أو النقوش الجدارية أو التصوير الجداري، ويُقصد به فن التصوير الذي يطبّق على عناصر البناء المعماري، كالجدران والأسقف والأعمدة والأقواس والأرضيات بأيّة تقنية مستخدَمة، أو أيّة خامة تناسب الجدار. وعليه فيمكن تعريف الفن الجداري بأنه هو فن الرسوم الكبيرة المنفّذة على الجدران الداخلية أو الخارجية وبتقنيات اللوحة. تتكلم جدارية معرض أبوظبي الدولي للكتاب عن ملحمة وطنية، تمتزج مع الهوية الوطنية؛ حيث تنقسم اللوحة إلى عدة زوايا؛ أيْ عدة عناصر، كلّ عنصر منها يبوح برسالته، التي تحكي في النهاية قصة الهوية الوطنية".
في اللوحة رموز تخص الإمارات وتكشف عن المساواة بين المرأة والرجل
ظهرت في اللوحة رموز تخص الإمارات، مثل: الصقر، ومتحف اللوفر، والارتكاز المجتمعي، الذي يكشف عن المساواة بين المرأة والرجل في الإمارات. يعلّق محمد قائلاً: "تنتهي اللوحة بانتهاء أيام المعرض أيْ خلال 10 أيام".
صفية الحبسي: استخدمتُ قطع البناء الموجودة في منزلي

كلّ شيء يوحي بالعراقة، وجمال الماضي؛ حيث كانت صفية الحبسي، فنانة تشكيلية في فن الفسيفساء، تشارك في المعرض لأول مرة، في فن بدا متميزاً ومتفرداً؛ حيث عرضت مجموعة من الأعمال نفّذتها في منزلها. تتابع قائلة: "أُبدع في فن وحرفة صناعة المكعبات الصغيرة واستعمالها في زخرفة وتزيين الفراغات الأرضية والجدارية، عن طريق تثبيتها بالبلاط فوق الأسطح الناعمة، وتشكيل التصاميم المتنوّعة ذات الألوان المختلفة. ويمكن استخدام مواد متنوّعة مثل: الحجارة والمعادن والزجاج والأصداف وغيرها. وفي العادة يتم توزيع الحبيبات الملوّنة المصنوعة من تلك المواد، بشكل فني ليعبّر عن قيم دينية وحضارية وفنية بأسلوب فني مؤثر، وظهر ذلك عندما بنينا منزلنا في العام 2009".
رغم أن الإقبال على فن الفسيفساء، ليس منتشراً كثيراً في الإمارات، لكن كل من يراه في منزلي، يتمنى أن يصبح لديه مثله
كانت صفية ترغب في وضع بصمتها في بيتها، وبما أنها تؤمن بمبدأ الحفاظ على كوكب أخضر، قامت باستغلال قطع السيراميك والمواد المتوافرة في المنزل، وبدأت مشروعها بتشكيل لوحات الفسيفساء. تعلّق: "تعلمت كلّ شيء من مطبخ بيتي، بدأت بتشكيل دوائر، وتشكيلات صحون، ثم تطوّر معي فن الفسيفساء؛ لتشكيل جدران البيت، وأرضيات الحديقة، وأعمدة المغاسل".

رغم أن الإقبال على فن الفسيفساء ليس منتشراً كثيراً في الإمارات، لكن كلّ مَن يراه في منزلي، يتمنى أن يصبح لديه مثله، وهذا ما شجعني. تعلّق صفية: "استخدام الفسيفساء قديم، ويرجع لأيام السومريين ثم الرومان؛ حيث شهد العصر البيزنطي تطوراً كبيراً في فن الفسيفساء؛ لأنهم أدخلوا في صناعته الزجاج والمعادن.
معرض أبوظبي الدولي للكتاب وجهة ثقافية ومعرفية رائدة