mena-gmtdmp

8 أسس تربوية هامة تساعدك على التعامل مع طفلك منذ سن مبكرة

صورة تعبر عن قواعد التربية
ضعي قواعد رئيسية لتربية طفلك
إذا كانت الأم تتحمل مسئولية رعاية الطفل منذ ولادته؛ حيث تقوم بإرضاعه وتمريضه وتنظيف جسمه؛ حتى يصبح قادراً على أن يفعل ذلك بنفسه، وحين يُتم العامين من عمره تقريباً، فهو يبدأ في تناول الطعام الخارجي بنفسه واستخدام الحمام، وهكذا يخطو أولى خطواته في أن يكون شخصية مستقلة ومستعدة لمواجهة الحياة، وهنا يأتي دور الأم وهو إرساء قواعد التربية التي سوف تسهل عليها التعامل مع الطفل وتساعده في التفاعل والتواصل مع المجتمع.
هناك عدة قواعد وأسس تربوية يجب أن تتبعها الأم حين ترغب في أن تربي إنساناً للمستقبل وليس شخصاً مشوهاً، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله؛ حيث أشار إلى أسس تربوية هامة تساعدك على التعامل مع طفلك منذ سن مبكرة، ومن بينها السماح له بالبكاء والحفاظ على خصوصيته وغيرها في الآتي:

1- دعيه يبكي ليعبر عن مشاعره

طفل يبكي
  • اتركي طفلك لكي يبكي ويعبر عن مشاعره، فالطفل بعد عمر العامين يكون لديه أسباب نفسية للبكاء غير الأسباب التي كان يبكي من أجلها حين كان رضيعاً مثل الشعور بالجوع أو المغص أو ألم التسنين، ولذلك يجب أن تتركيه يبكي لكي يعبر عن مشاعره من جهة؛ ولكي تستطيعي التعامل معه وتفهم متطلباته النفسية من جهة أخرى، فلا تصرخي في وجهه وتعاقبيه على البكاء مهما كانت وتيرة البكاء مزعجة بالنسبة لك.
  • تجاهلي بهدوء البكاء الذي لا ينقطع واتركي الطفل يعبر عن مشاعره، ثم بعد ذلك سوف تجدين أن وتيرة البكاء تنخفض، ويمكنك بعدها أن تتحدثي معه في هدوء، ولكن لا تصرخي في وجهه وتقولي له: أنت رجل والرجال لا يبكون، ولا تعاقبي بكاءه بالأذى الجسدي مثل الضرب على الإطلاق لأن تأثير الضرب والصراخ على الأطفال يكون فادحاً ولا يوازي ما يسببه بكاءهم المستمر من قلق وتوتر في البيت.

2- ضعي قواعد حازمة قبل الخروج من البيت

اتفقي مع طفلك قبل الخروح من البيت على الأسس العامة والقواعد التي لا يجب تجاوزها في الخارج أمام الغرباء ويجب أن تتحدثي معه عن 6 آداب مهمة علميها لطفلك عند زيارته لبيوت الأقارب والأصدقاء مثل مكان جلوس الطفل أو المبلغ الذي سوف ينفقه أو الأشياء التي سوف تشترينها له حين تقومين بالتسوق مع صديقاتك مثلاً لكي لا تصابي بالحرج وتتعرضي للمشاكل؛ حيث يبكي الأطفال أمام طلباتهم لكي تضطري للاستجابة لهم، ولذلك يجب أن تكوني قد اتفقت معه على مثل هذه الأمور وأن تعديه بمكافأة يحبها في حال كان لطيفاً ومطيعاً.

3- امنعي طفلك عن الشاشات الإلكترونية حتى عمر السنتين

  • توقفي عن عادة تتبعها الكثير من الأمهات وهي عادة خاطئة وضارة؛ حيث يضعن الأجهزة اللوحية والشاشات بين يدي الأطفال في سن مبكرة، وذلك من أجل أن ينشغل بها الطفل عن البكاء وملاحقة الأم، والنتيجة أن هذا التصرف يتسبب بأضرار صحية ونفسية وسلوكية على الطفل؛ حيث إن هناك 7 أسباب لإبقاء شاشات الهاتف بعيدة عن أطفالك وتبدأ هذه الأسباب بضعف النظر وآلام الرقبة إضافة لزيادة احتمالية إصابته بفرط الحركة والتوحد.
  • خصصي لطفلك وقتاً محدداً يقضيه كل يوم مع الشاشات مع تحديد السن المناسبة لذلك؛ حيث يمنع الطفل قبل عمر العامين من استخدام أي جهاز إلكتروني، أما بعد عمر السنتين فيجب أن تخصصي لطفلك ساعة في اليوم فقط لكي يقضيها مع الشاشات وألا تكون ساعة متواصلة بل يجب أن تكون متقسمة على فترتين.

4- عدم التهديد بإخبار الأب طيلة الوقت

توقفي عن استخدام أسلوب التهديد بالأب أمام الطفل، وهو الأسلوب الذي تتبعه الكثير من الأمهات ولا تتوقف الأم حينها عن ترديد عبارة: سأخبر بابا حين يعود، وهذه الجملة هادمة لعلاقة الطفل مع الأب؛ حيث إن الأب يجب أن يكون مصدر الحب والحنان والأمان وأن ينتظر الطفل عودته بكل شوق وليس بخوف، كما يجب أن يكون للأم شخصيتها المستقلة، فمثل هذا التهديد يعني أنك ضعيفة الشخصية أمام أطفالك، وفي هذه الحالة يجب ألا تتساءلي لماذا يكون الطفل عنيداً مع الأم ومطيعاً مع الأب؟ لأنك سوف تكونين أحد أسباب هذه الظاهرة.

5- تعليمه مبدأ الربح والخسارة في اللعب

  • اشرحي لطفلك أن الحياة لا تسير على وتيرة واحدة وأن الإنسان قد ينجح وقد يفشل، وقد يخسر وقد يربح، وسوف تفعلين ذلك بطريقة مباشرة ولكن عن طريق لعب الطفل مع الأطفال الآخرين، وهنا تظهر فوائد اللعب الجماعي للطفل؛ حيث إنه يتعلم مبدأ الربح والخسارة بطريقة عملية وتربوية منذ صغره، ويتحلى بالتدريج بروح المنافسة، وبالتالي ينسحب من دور تعظيم الأنا والأنانية معاً؛ مما يساعده على التأقلم مع المجتمع بالتدريج.

6- الحفاظ على خصوصيته وخصوصية الآخرين

خزانة ملابس الطفل
عوّدي طفلك على الخصوصية منذ سن صغيرة وقبل أن يبلغ العامين، ففي البداية يجب ألا تغيري له الحفاض أمام أحد، وبعد ذلك يجب أن تقومي بتغيير ملابسه وتحميمه في مكان مغلق، وعودّي الطفل على ذلك لكي يفهم معنى الخصوصية وأن يحافظ على جسمه؛ مما يفيده لاحقاً لكي يحمي نفسه من التحرش والابتزاز، وفي نفس الوقت عليك أن تعليمه أن يحترم خصوصية الآخرين بأن يطرق الباب المغلق مثلاً قبل الدخول، وألا يسمح لنفسه بالتلصص على الغير خصوصاً في الحمامات.

7- الحفاظ على كرامة طفلك

  • توقفي تماماً عن إرضاء الآخرين على حساب طفلك مهما كانت محبتك وتقديرك لهؤلاء الغرباء، فهناك أمهات يقمن بضرب الطفل وعقابه في حال لم يمنح لعبته المفضلة لطفل آخر هو ابن صديقة أو قريبة، فهنا يشعر الطفل بالمهانة وأنه بلا كرامة، كما أنه يفقد ثقته بك وبنفسه؛ لأنه يرى أن كل ما يملكه مباح وأنك تستهرين به وبمشاعره.
  • استخدمي أفضل الأسماء والألقاب لطفلك أمام الغرباء؛ لكي لا تقللي من قيمته بل اهتمي بأن تمتدحي طفلك دون مبالغة، وأن يحترم الآخرون طفلك ولا تذكري عيوبه أمامهم؛ لأنه سوف يكبر ويتغير وسوف تنسين، ولكن الغرباء لن ينسوا أي موقف سيء أو عيب صدر من طفلك، ولذلك يجب أن تحافظي على أسراره والتي هي جزء من كرامته.

8- عدم العقاب والتوجيه أمام الآخرين

توقفي عن عقاب طفلك أو توجيه اللوم والعتاب أمام الآخرين؛ لأن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية وهدامة لشخصية طفلك، وسوف تؤثر على نفسيته بشكل كبير، ويجب أن تعرفي كيف تعاقبين طفلك بطريقة صحيحة حسب عمره؟ ومن أهم أسس هذا العقاب أن يحدث بينك وبينه فقط؛ لكي لا يُصاب بالحرج والخجل، وينعكس ذلك على تصرفاته؛ لأن الطفل قد يمعن في الخطأ حين يرى نفسه مهاناً أمام الكبار، ولذلك يجب أن تتحدثي معه بهدوء وفي مكان بعيد عن الآخرين ولا تسيئي له أمام الغرباء.
قد يهمك أيضاً: ما هي نتائج اتباع أسلوب الإجبار على طفلك نفسياً وسلوكياً؟