خلال فترة المراهقة، يميل الأطفال إلى الشعور بسوء فهم آبائهم لهم، ونتيجة لذلك تقلّ علاقتهم بهم، بينما تزداد في المقابل علاقتهم بأقرانهم. فإذا كنتِ ترغبين في البقاء قريبة من أطفالك؛ فعليكِ إيجاد طرق لتكوني صديقتهم المُقرّبة، فليس من السهل دائماً بناء علاقة وطيدة مع المراهقين، خاصةً مع بدء اكتشافهم لهويتهم والسعي إلى الاستقلال. إليكِ، وفقاً لموقع "raisingchildren"، بعض الطرق لتظلي صديقة محبوبة لطفلك.
منح طفلك الخصوصية

مع اقترابهم من مرحلة المراهقة، يمرّ الأطفال بتغيرات عاطفية جذرية، فخلال فترة البلوغ يرغب الأطفال في أن تكون لهم حياتهم الخاصة، ويترددون في تدخل والديهم في شؤونهم.
على الجانب الآخر، ضعي حداً لمشاكل ما قبل النوم ونوبات الغضب، وعليكِ أن تدركي أنك لا تعرفين كل شيء عن طفلك، ودعيه يروي أسراره.
إذا كنتِ ترغبين في أن تكوني صديقة لطفلك، يُمكنك تحقيق ذلك من خلال احترام خصوصيته، فإذا كنتِ فضولية، تجنبي طرح أسئلة كثيرة حول أنشطته، بل في المقابل طمأنته بأنك تثقين به.
ربما تودين التعرف إلى سلوكيات الأطفال التي لا يمكن تجاهلها
أخبري طفلك عن أنشطتك
عادةً ما يدور التواصل بين الآباء والأبناء حول أنشطة الطفل. إذا تكرر هذا، سيشعر الطفل وكأن التحدث إليكِ أشبه باستجواب.
لذلك، عليك تغيير الأمر من حين لآخر، والتحدث عن أنشطتك الخاصة، وعليكِ إخبار طفلك عن عملك والتحديات التي تواجهينها.
فبمشاركته تفاصيل حياتك، سيشعر طفلك أنه ليس ابنك فحسب، بل صديقك أيضاً.
إجراء نقاشات ثنائية
غالباً ما تكون قواعد التأديب أكثر مصادر الخلاف شيوعاً بين الآباء والأبناء المراهقين، وفي المقابل فإن كونك صديقة لطفلك؛ لا يعني أنه لا يجب عليك وضع القواعد على الإطلاق.
لضمان انضباط طفلك والحفاظ على صداقتكما، يمكنكما وضع قواعد معاً، ولا ينبغي فرض القواعد من تلقاء نفسك، بل يجب أن تكون مبنية على اتفاق متبادل بينكما، لذا شجّعي طفلك على إجراء نقاش معك عند وضع هذه القواعد.
استمعي لطفلك
كأمّ، عليكِ أن تكوني أكثر حساسية تجاه التعبيرات والسلوكيات غير المعتادة لدى طفلك، فإذا كنتِ تشكّين في أن طفلك يواجه مشاكل، فابدئي معه نقاشاً.
قد يتردد طفلك في المشاركة؛ خوفاً من توبيخك أو معاقبتك له، لذلك حاولي أن تبدئي المحادثة؛ بإخباره بأنه حرّ في إخبارك بأي شيء، وأنكِ لن تغضبي منه.
أخبريه قصصاً عن طفولته
يحب الأطفال القصص التي تتحدث عن أنفسهم، وهذا لأنهم مع دخولهم مرحلة المراهقة، يمرون بفترة من تحقيق الذات، فإنهم يريدون أن يكون لمحيطهم معنى.
أخبريه قصصاً شيقة عن طفولته؛ مثل تصرفاته الطريفة خلال سنوات طفولته، أو التجارب المثيرة التي مررتما بها معاً، وبهذه الطريقة سيدرك أنك كنتِ دائماً قريبة منه، وتُعتبر هذه الطريقة فعالة لتصبحي صديقة مقربة لطفلك.
طموحات الطفل
مع نمو دماغ طفلك، يبدأ بإتقان بعض المهارات، وعادةً ما يتفوق الأطفال في نشاط ما، ويزيد طموحهم في تحقيق العديد من الإنجازات في ذلك المجال، فالطفل الذي يجيد الغناء يطمح لأن يصبح مغنياً، والطفل الذي يجيد العلوم يطمح لأن يصبح عالماً، وهكذا حتى لو لم تلبِي جميع هذه الطموحات توقعاتك، فلا تُظهري عدم موافقتك؛ فقد يؤدي عدم الموافقة في إصابة طفلك بخيبة أمل، وجعله يشعر بالبعد عنك، فمادام الطموح إيجابياً؛ فادعميه بكل إخلاص.
قد يهمكِ الاطلاع على متى يبدأ الطموح لدى طفلك؟ 7 خطوات إستراتيجية لاكتشافه
قدّري عمل طفلك
قد يبدو الأطفال غير مبالين بآراء آبائهم، بينما في الواقع، هم في حاجة ماسة إلى التقدير. فتعد إحدى الطرق لأن تكوني صديقة مقربة لطفلك؛ هي الثناء عليه وعلى إنجازاته، سواء في المدرسة أو خارجها، حتى لو كان عمله متواضعاً، فإن مدحك سيجعله مميزاً، وتأكدي أيضاً من أنكِ تمدحين طفلك بصدق؛ لأنه ذكي بما يكفي للتمييز بين صدقك وتظاهرك.
مشاريع بسيطة

هناك طريقة أخرى لتصبحي صديقة مقربة لطفلكِ، وهي العمل على مشاريع بسيطة؛ مثل تعلم الحياكة للفتيات، أو صيد السمك للأولاد، فيمكن اختيار أنشطة تتطلب وقتاً كافياً للتفاعل مع طفلك، ويمكنكما التحدث ومناقشة أمور بسيطة، فلستما بحاجة لتحقيق نتائج استثنائية من المشروع؛ لأن الهدف هو بناء علاقة وطيدة مع طفلك.
دعوة أصدقائه لزيارة منزلكما
خلال فترة المراهقة، تقلّ العلاقة بين الآباء والأبناء، بينما تزداد بين الأطفال وأقرانهم، لذلك لكي تصبحي صديقة مقربة لطفلك؛ عليكِ تكوين صداقات مع أصدقائه، ودعوتهم لزيارة منزلكما، وإذا لزم الأمر اسمحي لأصدقائه بالمبيت ليلة أو ليلتين، فصداقتك مع أصدقاء طفلك؛ تمنحكِ فرصة فهم عالمه الاجتماعي بشكل أفضل.
علاوة على ذلك، قد تتضح سمات شخصيته، التي ربما لم تلاحظيها عندما يكون مع أصدقائه.
حافظي على التواصل الجسدي
مع اقتراب طفلك من مرحلة المراهقة، قد يشعر بعدم الارتياح عند معانقته أو تقبيله. وفي المقابل، لا يزال عليكِ الحفاظ على التواصل الجسدي معه.
يُمكن للمس الجسدي أن يُعزز العلاقات الأسرية، ويُساعد على الشعور بالقرب والفهم والقبول والاهتمام، فيُمكن للّمس أن يُخفّض هرمون الكورتيزول، مما يُساعد الأطفال على تجنّب التوتر، فليس بالضرورة أن يكون عناقاً أو قبلة، وبدلاً من ذلك، يُمكنك التربيت على كتف طفلك، أو تدليك ظهره، أو رأسه، أو حتى تمشيط شعره، فسيُحافظ هذا على قربك منه، ووسيلة فعّالة ليصبح صديقاً مُقرّباً لكِ.

>