mena-gmtdmp

هل الخطوبة الإلكترونية كافية للتعارف الحقيقي؟

الخطوبة الإلكترونية
الخطوبة الإلكترونية هي مجرد وسيلة للتعارف الأولي والتمهيد للارتباط الرسمي - المصدر: freepik by rawpixel.com

الخطوبة الإلكترونية هي مصطلح يشير إلى عملية التعارف والارتباط بين شخصين عبر وسائل الاتصال التكنولوجية، بهدف الزواج، وهذا النوع من الخطوبة يُتيح للطرفين التعرف إلى بعضهما البعض من خلال وسائل التواصل المختلفة قبل اتخاذ قرار الارتباط الرسمي، ويلجأ إليه عدد كبير من الشباب خاصة ممن ينفتحون على ثقافة زواج من جنسيات مختلفة ولا ينظرون باهتمام يُذكر للعادات والتقاليد التي تحكم بيئاتهم، كذلك فالخطوبة الإلكترونية لا تقتصر على خطوبة جنسيات مختلفة فمن الممكن أن تكون الخطوبة الإلكترونية بين أبناء البلد الواحد.. ولكن هل تكتفي الفضاءات التكنولوجية لتكون أساس بناء علاقة سليمة تستمر مدى الحياة.. تابعي السياق التالي لتعرفي.

هل الخطوبة الإلكترونية مفيدة؟

الخطوبة الإلكترونية قد لا تكفي وحدها لبناء علاقة زوجية ناجحة - المصدر: freepik by teksomolika


تقول خبيرة العلاقات الأسرية ناهد حسن لسيدتي: الخطوبة الإلكترونية هي مجرد وسيلة للتعارف الأولي والتمهيد للارتباط الرسمي، ويمكن أن تكون مفيدةً للتعرف إلى الأساسيات وفتح باب الحوار، وتقديم صورة مبدئية عن الطرفين، ولكنها ليست بديلاً عن الخطوبة التقليدية، وقد تكون مفيدةً في بداية التعارف، لكنها ليست كافية للتعارف الحقيقي، فهي تساعد على بناء بعض الجسور الأولية وتكوين انطباعات، لكنها لا تغني عن اللقاءات المباشرة والتعامل الفعلي في الواقع، فينبغي على الطرفين التحقق من المعلومات التي يتم تبادلها عبر الإنترنت، والتأكد من مصداقيتها، مع تجنب الخداع أو إخفاء أي معلومات جوهرية.
قد ترغبين في التعرف إلى: كيفية التعامل مع الخطيب عبر الهاتف

الخطوبة الإلكترونية ليست كافيةً للتعارف

تقول ناهد حسن إن الخطوبة الإلكترونية قد لا تكفي وحدها لبناء علاقة زوجية ناجحة، فاللقاءات الواقعية والتعارف المباشر ضروريان لفهم حقيقي لشخصية الطرف الآخر وتقييم مدى التوافق وهناك بعض الأدلة لذلك كالأتي:

غياب التواصل غير اللفظي

يعتمد التواصل الإلكتروني على الكلمات المكتوبة، مما يفقد الكثير من الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد وتعبيرات الوجه والنبرة الصوتية التي تلعب دوراً مهماً في فهم الآخر، ولغة الجسد، والإيماءات، ونبرة الصوت، والمسافة الشخصية، وجميع هذه العناصر مفقودة أو محدودة في الخطوبة الإلكترونية، مما يحد من القدرة على فهم المشاعر والإشارات غير اللفظية التي تنقل جزءاً كبيراً من الرسائل في العلاقات الإنسانية.

صعوبة بناء الثقة الحقيقية

يُمثل التواصل غير اللفظي جزءاً أساسياً من بناء الثقة بين الشريكين، وعندما يغيب هذا الجانب، قد يكون من الصعب بناء علاقة قوية ومتينة، وقد يكون من السهل بناء ثقة افتراضية عبر الإنترنت، لكن الثقة الحقيقية تتطلب تفاعلات واقعية ومواقف مشتركة تثبت مصداقية الطرف الآخر، مما يجعل من الصعب تقييم نوايا الطرف الآخر بشكل كامل ويُفسح المجال للشبهات وسوء الفهم، فيمكن للشخص أن يصنع صورة مثالية عن نفسه عبر الإنترنت، ويُخفي عيوبه أو يتلاعب بالمعلومات، مما يجعل من الصعب على الطرف الآخر معرفة حقيقة شخصيته.

عدم اكتمال تقييم الشخصية

قد يظهر الأشخاص في الخطوبة الإلكترونية بصورة مثالية لا تعكس شخصياتهم الحقيقية، مما قد يؤدي إلى صدمات لاحقة بعد الزواج، فغالباً ما يقتصر التعارف في الخطوبة الإلكترونية على فترات زمنية قصيرة عبر الإنترنت، مما يحد من فرص التعمق في شخصية الطرف الآخر وفهم قيمه، ومعتقداته وسلوكياته في الحياة الواقعية.

عدم اكتشاف التوافق الثقافي

يفتقر التواصل الإلكتروني إلى التواصل العاطفي المباشر - المصدر: freepik by rawpixel.com


التواصل عبر الإنترنت قد يحد من القدرة على فهم لغة الجسد، وتعبيرات الوجه، والنبرة الصوتية، وهي عناصر مهمة في بناء التوافق، وقد يركز الطرفان على الجوانب المادية أو المظهرية والسطحية في بداية العلاقة، متجاهلين الجوانب العميقة، والأكثر أهمية مثل التوافق الفكري والاجتماعي، وقد لا تظهر اختلافات اجتماعية أو فكرية في التعارف الإلكتروني كما تظهر في الواقع، مما قد يؤدي إلى مشاكل لاحقة في الحياة المشتركة، حيث قد يؤدي إلى عدم استقرار العلاقة الزوجية في المستقبل.

عدم وجود مواقف وتجارب مشتركة

الخطوبة الإلكترونية لا توفر فرصة لتكوين ذكريات مشتركة أو مواجهة تحديات معاً، مما يقلل من فرصة اكتشاف مدى التوافق والانسجام، أو يُشير إلى وجود مشكلة في التوافق والتفاهم بين الطرفين، مما قد يؤثر سلباً على العلاقة، وقد يؤدي هذا إلى تدهور العلاقة بشكل تدريجي وفشل الخطوبة.

صعوبة التحقق من هوية الطرف الآخر

قد يكون من الصعب التحقق من هوية الطرف الآخر، والحصول على معلومات واحتمالية وجود تزييف للذات أو عدم صدق في التعامل، مما قد يعرضهم للاحتيال العاطفي أوالتلاعب بالمشاعر أو الخداع.

الخداع والمبالغة في المعلومات

قد يقوم بعض الأفراد بتضليل الطرف الآخر أو المبالغة في معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت لتحقيق أهداف خاصة، أو قد يلجأ أحد الطرفين أو كلاهما إلى تقديم صورة مختلفة عن نفسه، سواء في المظهر أو الشخصية، لتجنب الحكم عليه أو لجعله يبدو أكثر جاذبية، مما يؤدي إلى صدمة عند اللقاء الحقيقي.

نقص التواصل العاطفي

قد يفتقر التواصل الإلكتروني إلى التواصل العاطفي المباشر، وقد يجد الشريكان صعوبةً في الحفاظ على المشاعر الطيبة والعفوية في علاقتهما بسبب غياب التواصل المباشر واللقاءات العفوية، مما قد يؤثر على قوة العلاقة.
ويمكنك التعرف إلى رأي آخر إذا تابعتِ الرابط التالي والذي يخبرك عن دراسة: زواج "الإنترنت" هو الأكثر سعادة!!