اخترقت وسائل التواصل الاجتماعي كل جوانب حياتنا، وأصبحت تقدم كل الخدمات التي يحتاجها المجتمع، وانتشرت حسابات تقدم خدمات مختلفة، من التسوق الإلكتروني، والأطباء، والطلبات، والسفر، والبنوك، وطلب الطعام، وغيرها الكثير، ولكن حسابات انتشرت أخيراً في عدد من دول الخليج والدول العربية، أثارت بعض القلق من الأسر والعوائل أمام ما تقدمه من خدمات، وأطلق عليها «الخطابة» الإلكترونية، وتهدف هذه الحسابات لتسهيل العثور على شريك للحياة، بعد أن كانت لا تتم إلا من خلال إطار العائلة والأهل والمعارف، وتقوم هذه الحسابات بعمل طلب إضافة، ثم تطلب من الذين يقبلون الإضافة إرسال بياناتهم الشخصية ومواصفاتهم، وتطلب منهم كتابة مواصفات شريك الحياة الذي يرغبون بالحصول عليه.
«سيدتي» كان لها جولة في المنامة، بعد انتشار «الخطابة الإلكترونية» لمعرفة انطباع الشباب والشابات والمستخدمين لهذا «التطبيق»، وهل يشكل خطراً بالمستقبل على الأسرة الخليجية والعربية؛ فكانت هذه الآراء. وتقول يارا المالكي، خريجة إعلام وعلاقات عامة من جامعة البحرين، لقد تمت إضافتي كثيرًا من قبل حسابات «الخطابة»، ولكنني كنت أرفض بشدة قبول تلك الطلبات، وذلك لأن فكرة الزواج من خلال الخطابة الإلكترونية فكرة لا أتقبلها؛ لأن الزواج بهذه الطريقة، إلى جانب أن هذه «التطبيقات» تفتقد للمصداقية؛ لأنها تنطلق من خلال العالم الافتراضي، ولا أحبذ الارتباط بشريك حياتي بهذه الطريقة، ولكن أنا لا أعارض استخدام هذه التطبيقات لمن يحتاجها، وتكون وسيلتهم الوحيدة لإيجاد شريك الحياة.
محمد يوسف «مدرس لغة عربية»، يقول: لا أعتقد أنني بحاجة إلى وسيط لاختيار شريكة حياتي؛ لأنني بحاجة إلى شريكة حياة من مجتمعي ومن محيطي العائلي، وهو لن يتوفر من خلال «الخطابة الإلكترونية»، التي لن توفر الصورة الواقعية والحقيقة للفتاة التي يطمح الشاب للارتباط بها كزوجة ورفيقة للحياة بحلوها ومرها.
وبدورها تقول فاطمة مبارك: «صحفية»: كانت تأتيني الكثير من الإضافات من قبل حسابات «الخطابات» اللاتي يسعين إلى الربح المادي من خلال «التزويج»؛ وخصوصاً العازيين والعازبات قبل أن يفوتهن قطار الزواج، ولكن مشروع الزواج، أرى أنه ارتباط روحي وجسدي بين اثنين؛ لذلك من الصعب أن يكون عن طريق هذه الوسائل؛ فلا أعتقد أنه من خلال منشور على تطبيق «الإنستغرام» أستطيع معرفة الشخص المناسب لي أو من سأعيش معه حياتي، وأرفض كشابة مقبلة على العمل والحياة، أن أرتبط بشخص من خلال «تطبيق» إلكتروني، أو من خلال مقابلة بيني وبينه قد تمتد لمرة واحدة أو مرتين؛ لأن قرار الزواج هو قرار ومشروع يحتاج إلى وقت وتفكير قبل اتخاذه.
ومن جانبه قال خالد العون، خريج جامعي: هذا ما أنتجته التكنولوجيا، من أجل «تفكيك» الحياة الاجتماعية لدى الأسر الخليجية، المعروف عنها العادات والتقاليد بين الأسر والأهل؛ مضيفاً: تصلني بعض الإضافات من قبل حسابات «الخطابة»، ولكنني لا أقبلها؛ لأنها تعامل من يتعامل معها من شباب وشابات، على أنهم سلع يتم عرضها، وفي المقابل يقوم أصحاب تلك الحسابات بجمع الأموال واستغلال هذه الأمور للربح الشخصي لا أكثر، دون مراعاة لشخصية الفرد الإنسانية؛ مستغرباً عدم وجود رقابة حكومية ومجتمعية لمثل تلك الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة.
ولا تؤيد سهير العصفور «مذيعة»، حسابات «الخطابة الإلكترونية» الموجودة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ مؤكدة أنها ليست الطريقة الصحيحة للبحث أو اختيار شريك الحياة؛ لأن تلك الحسابات يكون هدفها الربح والمنفعة؛ إضافة إلى أن أغلب المعلومات التي تضعها «الخطابة» في حسابها عن الباحثين عن زوج وزوجة المستقبل، هي غير «صحيحة»؛ داعية الشباب في حالة إضافتهم إلى مثل هذه الحسابات؛ فعليهم تجاهلها وعدم الرد عليها.
ويقول علي نيروز «رجل أعمال»: إذا تمت إضافتي من قبل حسابات «الخطابة»؛ فإني أقوم فوراً بحظرها، وهو ما يجب أن يفعله كل الشباب والشابات في حالة إضافتهم لمثل هذه الحسابات، ويضيف: لازلنا كشباب خليجي مرتبطين بعاداتنا وتقاليدنا الخليجية، ولذلك أرفض الخطبة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي؛ فهي تفتقد للثقة وبالمصداقية؛ حيث إنني لا أستطيع التعامل والوثوق بشخص دون معرفته، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يكون صاحب حساب «الخطابة» من «النصابين أو النصابات» الذين وجدوا لهم مكاناً للربح من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال خداع الأفراد وابتزازهم من خلال عرض صورهم ومعلوماتهم الشخصية التي يحصلون عليها.