رحيلٌ مفاجئ ومُفجع، صاحبه صدمة وحزن وعدم استيعاب بالوسط الفني في مصر، والذي استيقظ صباح اليوم الخميس على خبر وفاة المخرج سامح عبد العزيز، عن عمر ناهز 49 عاماً، بعد أزمة صحية تسللت إلى وجدانه قبل أيام قليلة، وظل يصارعها في لحظات من الصمت، إلى أن صعدت روحه إلى بارئها، لتبقى سيرته وأعماله حاضرة وعالقة في ذهن محبيه.
مسيرة فنية مميزة
سامح عبد العزيز، صاحب رحلة فنية، ظلت مضيئة ومشتعلة لأكثر من عِقدين من الزمان، لم ينطفئ نورها إلا بالموت، والذي أسدل الستار على مسيرة سينمائية وتلفزيونية استثنائية، انطلقت بشكلٍ احترافي في عام 2005 تقريباً، قبل أن يغادر عالم البرامج التلفزيونية وغُرف المونتاج، ليُقرر آنذاك التنفيس عن موهبته، ويطلق العنان لخياله في الإخراج، أسفرت عن تقديم عشرات الأعمال التي حققت نجاحًا جماهيريًا ضخمًا، فضلاً عن كونها سلطت الضوء على مراحل مهمة من الحياة الاجتماعية للشعب المصري، إذ صنع أفلامًا خاطب بها العقل والوجدان، ولامست القلب، عزف بها على مشاعر الجمهور، ليحول أصعب وأحلك الظروف، إلى حالة من "الكوميديا السوداء".
ورغم أن أرشيفه يضم 38 عملاً متنوعًا ما بين السينما والتلفزيون، إلا أنه حظي بنجاحات ضخمة على المستوى النقدي والجماهيري على حدٍّ سواء، لاسيما مع فترة فيلمي "الكباريه" و"الفرح"، والذي سجل من خلالهما أزمات مجتمعية في صورة سينمائية بديعة، متجاوزًا تحديات فنية طويلة، لعل أبرزها مواجهة الملل والرتابة في تقديم قصة تدور أحداثها في يومٍ واحد، وعدد محدود جدًا من لوكيشن التصوير.
ثنائية سامح عبد العزيز وأحمد عبد الله
ثنائية سامح عبد العزيز، والسيناريست أحمد عبد الله، واحدة من أبرز الثنائيات في العِقدين الماضيين، التي نجحت في تقديم صورة حية من نبض الشارع والقضايا التي تؤرق المجتمع، بإيقاعات سينمائية فريدة، بداية من فيلمي "الفرح" و"كباريه" و"الليلة الكبيرة"، مرورًا بمسلسل "الحارة"، و"بين السرايات"، و"رمضان كريم" بجزأيه الأول والثاني، و"أرض النفاق"، نهاية بـ"ليلة العيد" للفنانة يسرا، الذي عُرض مطلع العام الماضي.
جرأة سامح عبد العزيز
رحلة سامح عبد العزيز، تتسم بالجرأة إلى حدٍّ كبير، بخلاف الأعمال التي جرى الإشارة لها، وترصد محطات من الحياة الواقعية، إلا أنه كان مصاحبًا للفنان محمد سعد، في أولى تجاربه السينمائية التي يتخلى فيها عن الكوميديا، حيث تعاونا في فيلم "الدشاش" الذي عُرض قبل شهور قليلة، وحظي بردود فعل إيجابية، واحتفل بنجاحه منذ أيام، بتصدره قوائم المشاهدة على "نتفليكس"، فضلاً عن التحدي الأكبر في مسلسل "أرض النفاق" مع محمد هنيدي، عام 2018، وهو مأخوذ عن رواية للأديب يوسف السباعي، وسبق وقدمها فؤاد المهندس في فيلم سينمائي، حيث لم يتخوف من خوض التجربة، أو يتحسس رد فعل الجمهور مسبقاً، إذ تصدر للمشروع بشجاعة بالغة.
سامح عبد العزيز منقذ اللحظات الحرجة
مرونة وسلاسة كبيرة، كانت سمة غالبة في سامح عبد العزيز، دون عُقد نفسية أو إثارة فتن وأزمات، فكان مخلصًا لموهبته وفنه وجمهوره، ولم يكن يُمانع من "إنقاذ موقف" و"منع خراب بين المُنتج"، لذا كان يستكمل مشاريع فنية بعد انسحاب مخرجيها بشكلٍ مفاجئ رغم التعاقدات والالتزامات وعنصر الوقت، فكان يحل ضيفًا على بعض المشاريع الفنية لإنجازها، منها مسلسل "زي الشمس" بطولة دينا الشربيني، والذي عُرض عام 2019، حيث تولى العمل بعد انسحاب المخرجة كاملة أبو ذكري، وكذلك "شهادة معاملة أطفال" لـ محمد هنيدي، والذي عُرض في رمضان الماضي، وكذلك فيلم "الساحل الشرير" حيث انسحب مخرجه عمرو صلاح.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»